الأربعاء، 24 يوليو 2013

مازال الغراب يعلمنا


مازال الغراب يعلمنا     

كتبهامحمد عبد المنعم إبراهيم ، في 2 نوفمبر 2009 الساعة: 06:46 ص    

  

كتب الدكتور زغلول النجار في كتابه  { من آيات ألأعجاز العلمي الحيوانات في القران الكريم } عن الغراب والغربان وقوانين تحكم حياتهم ما زلنا في حاجة إلي تعلمها فقد ورد ذكر الغراب في القران بسورة المائدة :
 بسم الله الرحمن الرحيم : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثـْـمِي وَإِثـْـمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَه فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)} صدق الله العظيم .
كان دور الغراب في هذه القصة هو تعليم الإنسان كيف يدفن موتاه فلماذا أختاره الله سبحانه وتعالى من دون المخلوقات ليكون المعلم الأول للإنسان أثبتت الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأكثرها مكرا على الإطلاق ، ويعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم نسبي للدماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة .
ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان محاكم الغربان وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها ، ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها .
جريمة اغتصاب طعام الأفراخ الصغار: العقوبة تقضي بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزا عن الطيران كالأفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها .
 وجريمة اغتصاب العش أو هدمه: تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه.
أما جريمة الاعتداء على أنثى غراب أخر : فهي تقضي جماعة الغربان بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت .
وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة ، تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد ، ويأتى بالغراب المتهم تحت حراسة مشددة ، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه ، ويخفض جناحيه ، ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه .  فإذا صدر الحكم بالإعدام ، قفزت جماعة من الغربان على المذنب توسعه تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت ، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا يتوائم مع حجم جسده ، يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما لحرمة الموت ، وهكذا تقيم الغربان العدل الإلهي في الأرض أفضل مما يقيمه كثير من بني أدم لتؤكد أن الإنسان وبنو البشر ما زالوا في حاجة إلي التعلم حتي من الغربان .

فيا سبحان الله     سبحان الله     سبحان الله


الجمعة، 19 يوليو 2013

ومن الغرور ما قتل



ومن الغرور ما قتل
في التاسع من أبريل هذا العام 2013 كتبت تلك الكلمات :
( أيها الفرحون المنتشون بزهو السلطة وانتصار القوة ؛ مهما بلغت عظمة الأمم فمصيرها إلي زوال ومهما بلغت قوة الجيوش والنظم فمصيرها إلي التدهور والتفكك وما التاريخ إلا حلقات متصلة من حلقات الصعود والانحطاط والسؤال للجميع : أين الدولة الأموية والعباسية والفاطمية وهي أقوي الدول في تاريخ أمتنا وأين الخلافة العثمانية التي امتدت من أواسط أوربا شمالا والأندلس غربا والخليج العربي شرقا والسودان جنوبا كلها تهاوت واندثرت فلا يفرح الفرحون ولا يأخذهم الغرور فمصيرهم هو نفس المصير وإن طالت الحقبة فكما يقال إن دامت لغيرك ما وصلت إليك .
كان ذلك بعد حالة الزهو والغرور التي انتابت جماعة الإخوان المسلمين بعد أن بسطوا سيطرتهم علي معظم مفاصل الدولة فظنوا أن الأرض قد خضعت وأن الشعب قد سلم ودانت لهم السلطة والسلطان فرأيت من باب النصيحة أن أنصح وأنبه كما فعل كثيرون غيري نفس المسعى ولكن هيهات أن تبصر العيون التي أعماها الغرور أو أن تفهم العقول التي طمس عليها غباء الحكم ونقص الخبرة التي حاولوا تعويضها بتمكين أهل الثقة وإقصاء أهل الخبرة والعلم والكفاءة وكنت أتصور مخطئا أن تجربة الإخوان في مصر ستمتد إلي عشرات السنين فإذا بها تنقضي وتتهاوي بأسرع مما يتوقع الجميع من المتشائمين والمتفائلين علي حد السواء .
من أسباب الانهيار السريع والمفاجئ لدولة الإخوان أنهم درسوا التاريخ الإسلامي ولكنهم لم يستوعبوا دروسه وعبره فبينما أتقنوا إلي حد كبير سياسة الترهيب وبث الرعب في نفوس خصومهم السياسيين بحرب نفسية هائلة مبنية علي الخوف انطلاقا من حديث صحيح للرسول صلوات ربي وسلامه عليه ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) ولكنهم لم يتبينوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحدث عن الكفار بينما هم استخدموه في مواجهة المسلمين المخالفين لهم في الرؤى والذين أمر الرسول بالتراحم والتواد فيما بينهم فخسروا المحبة وكسبوا الرعب الذي انقلب عليهم كما انقلب السحر علي الساحر .

                                                     محمد عبد المنعم إبراهيم