السبت، 27 أبريل 2013

لا تعلم أولادك !



لا تعلم أولادك !
كتبها محمد عبد المنعم إبراهيم ، في 5 أغسطس 2010 الساعة: 14:34 م

 
 قرأت أن رجلا تقدم لشركة مايكروسوفت العالمية للعمل بوظيفة - فراش - وبعد إجراء المقابلة والاختبار الذى كان تنظيف أرضية المكتب حيث أدى العمل في سرعة وإتقان  أخبره مدير التوظيف بأنه قد نجح وتمت الموافقة علي تعيينه وسيتم إرسال قائمة بالمهام وتاريخ مباشرة العمل عبر البريد الإلكتروني. هنا أجاب الرجل: ولكنني لا أملك جهاز كمبيوتر ولا املك بريدا  إلكترونيا
رد عليه المدير ( باستغراب ) : من لا يملك بريدا إلكترونيا فهو غير موجود أصلا ومن لا وجود له فلا يحق له العمل. فأحبط الرجل وخرج وهو فاقد الأمل في الحصول على وظيفة، ولأنه يحتاج إلي المال لكي يعيش ففكر كثيراً ماذا عساه أن يفعل وهو لا يملك سوى 10 دولارات فقط. وبعد تفكير عميق ذهب الرجل إلى محل الخضار وقام بشراء صندوق من الطماطم ثم اخذ يتنقل في الأحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم. فكانت تجربة ناجحة حيث باع الصندوق وحقق فائضا لا بأس به حيث نجح في مضاعفة رأس المال وكرر نفس العملية عدة مرات إلى أن عاد إلى منزله في نفس اليوم وهو يحمل 60 دولار من الدولارات العشرة .  
أدرك الرجل بان يمكنه العيش بهذه الطريقة فاخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج في الصباح الباكر ويرجع ليلا ، أرباح الرجل بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة وتحسنت الأوضاع فقام بشراء شاحنة حتى أصبح لدية أسطول من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن في منازلهم . وبعد خمس سنوات أصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة ومن كثرة ما عاني فكر في توفير نوع من الضمان لمستقبل أسرته ففكر الرجل في شراء بوليصة تأمين على الحياة فاتصل بأكبر شركات التأمين وبعد مفاوضات استقر رأيه على بوليصة تناسبه فطلب منه موظف شركة التأمين أن يعطيه بريده الإلكتروني!!  
أجاب الرجل: ولكنني لا املك بريد إلكتروني! 
رد عليه الموظف (باستغراب) : لا تملك بريداً إلكترونيا ونجحت ببناء هذه الإمبراطورية الضخمة!!  
تخيل لو أن لديك بريداً إلكترونيا! فأين ستكون اليوم؟أجاب الرجل بعد تفكير:” لو كان لدي بريد الكتروني لكنت الآن مجرد فرّاش في شركة مايكروسوفت ‘  
هذا النموذج موجود بيننا بكثرة وما كنت بحاجة إلي استيراد نموذج أمريكي لكي أوصل الفكرة التي أريدها فقد كان من بين زملاء الدراسة من تنبأ له المدرسين بالفشل في الحياة لإهماله المذاكرة وعمل الواجب كما تنبئوا للمجتهدين بمستقبل مشرق وتأتي الحياة علي غير ما تنبئوا فبعض من فشل في دراسته نجح في حياته العملية وصار من كبار رجال الأعمال الآن يبدل السيارات ويبدل العمارات والسكن بل ويبدل النساء أيضا وبعض من تفوقوا في دراساتهم صاروا اليوم مجرد موظفين ينتظرون المرتب في نهاية كل شهر وربما لا يحصلون عليه لأن الصندوق خاو من السيولة رغم أن أمينه شهبندر التجار .  
ومن عجائب المقادير أن ترى في زملائك بالأمس من كانوا يلجئون إليك لكي تشرح لهم ما غمض عليهم من المحاضرات أو تقرضهم كشكول المحاضرات  خاصتك لأنه كان مشغولا بموعد مع فتاة أحلامه التي هجرها بمجرد تخرجه في الدور الثاني بالعافية أو يحرص علي الإقامة معك أيام الامتحانات لكي يتذاكر معك خلاصة الملخصات التي عصرت ذهنك طوال العام لكي تبلور فيها ما درست ثم تفاجأ به وقد حصل علي تقدير أعلي من تقديرك في نهاية العام بأقل مجهود واعتمادا علي مجهودك أنت ، أعرف واحدا من هؤلاء كان من قرية شديدة الفقر في الشرقية وكنت مرتبطا به  ومتعاطفا معه لظروفه وتغيرت الأحوال وصار مسئولا عن صفحة أسبوعية في صحيفة أسبوعية قومية عندما دعي إلي دمياط  سأله أحدهم عني وأنني من دفعته أدار الذاكرة وللأسف لم يتذكر مجرد الاسم ، لأن الباشا صار كبيرا ولا ينبغي أن يتذكر أيام البؤس واحتياجه لغيره فهل يا ترى اعان الآخرين من بلده علي الأقل ؟ لا أعتقد .
ومع هذا وصلنا اليوم لأن يقول بعضنا ما قيمة التعليم والدروس الخصوصية والمصاريف الباهظة التي يتحملها رب الأسرة لكي يوفر التعليم والنجاح لأبنائه إذا كانت المحصلة في نهاية المطاف مجرد شهادة يضعها تحت المراتب لا يعلقها كما كنا نفعل في الماضي في برواز خاص في حجرة الضيوف من باب التباهي ويتمني كل أب اليوم لو أنه استطاع أن يوفر كل ذلك المال والجهد وتعب الأعصاب ويصبح ابنه لاعب كرة مشهور يباع ويشترى بالملايين أو تكون ابنته فنانة مرموقة يتهافت عليها المنتجون ولكنه رغم ذلك سيستمر في التعب والمصاريف والسهر ولن يسعي إلي أحلام المال والشهرة لجيل هذا الزمان من لاعبي الكرة والفنانات والراقصات ورجال غسيل الأموال المندسين بين رجال الأعمال الذين نشئوا فجأة وبلا مقدمات ولكن كيف الله أعلم .  





نحن واليهود

نحن واليهود


في قراءة لأحد الموضوعات علي شبكة الإنترنت صدمتني بعض الأرقام التي تناولها الموضوع صدمة عنيفة والأرقام تتحدث عن نفسها عادة من تلك الأرقام الغريبة لماذا يتحكم اليهود اليوم في أغلب أنظمة العالم وموارده؟ رغم أن الأرقام كانت تصرخ بالإجابة البسيطة لهذا السؤال منذ عقود، إلا أن أكثر الناس يبررون الأمر ويفسرونه على أهوائهم. ولو راجعنا الإحصائيات والحقائق الموجودة في هذا الموضوع ربما نتعرف علي الحقيقة
حقائق وأرقام
تعداد اليهود في العالم 14 مليون نسمة. منهم 7 ملايين في أمريكا ، 5 ملايين في آسيا ، 2 مليون في أوروبا ، 100 ألف في أفريقيا
بينما تعداد المسلمين في العالم 1.6 مليار نسمة موزعين علي النحو التالي : 6 ملايين في أمريكا ، 1 مليار في آسيا والشرق الأوسط ، 44 مليون في أوروبا ، 400 مليون في أفريقيا. أي أن خُمس سكان العالم مسلمون
لكل هندوسي واحد، هناك مسلمين اثنين في العالم ولكل بوذي واحد، هناك مسلمين اثنين في العالم
لكل يهودي واحد، هناك 107 مسلم في العالم
ومع ذلك، فـإن 14 مليون يهودي أقوى من مليار ونصف مسلم
لماذا؟
لنستمر مع الحقائق والإحصائيات.. 
ألمع أسماء التاريخ الحديث
ألبيرت إنشتاين: يهودي، سيجموند فرويد: يهودي ، كارل ماركس: يهودي ، بول سام ويلسون: يهودي ، ميلتون فرايدمان: يهودي
أهم الإبتكارات الطبية
مخترع الحقنة الطبية بنجامين روبن: يهودي
مخترع لقاح شلل الأطفال يوناس سالك: يهودي
مخترع دواء سرطان الدم (اللوكيميا) جيرترود إليون: يهودي
مكتشف التهاب الكبد الوبائي وعلاجه باروخ بلومبيرج: يهودي
مكتشف دواء الزهري بول إرليخ: يهودي
مطور أبحاث جهاز المناعة إيلي ماتشينكوف: يهودي
صاحب أهم أبحاث الغدد الصماء أندرو شالي: يهودي
صاحب أهم أبحاث العلاج الإدراكي آرون بيك: يهودي
مخترع حبوب منع الحمل جريجوري بيكوس: يهودي
صاحب أهم الدراسات في العين البشرية وشبكيتها جورج والد: يهودي
صاحب أهم دراسات علاج السرطان ستانلي كوهين: يهودي
مخترع الغسيل الكلوي وأحد أهم الباحثين في الأعضاء الصناعية ويليم كلوفكيم: يهودي
اختراعات غيرت العالم
مطور المعالج المركزي ستانلي ميزور: يهودي
مخترع المفاعل النووي ليو زيلاند: يهودي
مخترع الألياف الضوئية بيتر شولتز: يهودي
مخترع إشارات المرور الضوئية تشارلز أدلر: يهودي
مخترع الصلب الغير قابل للصدأ (الستانلس ستيل) بينو ستراس: يهودي
مخترع الأفلام المسموعة آيسادور كيسي: يهودي
مخترع الميكرفون والجرامافون أيميل بيرلاينر: يهودي
مخترع مسجل الفيديو تشارلز جينسبيرج : يهودي
صناع الأسماء والماركات العالمية
بولو- رالف لورين: يهودي
ليفايز جينز- ليفاي ستراوس: يهودي
ستاربكس- هوارد شولتز: يهودي
جوجل- سيرجي برين: يهودي
ديل- مايكل ديل: يهودي
أوراكل- لاري إليسون: يهودي
DKNY‏- دونا كاران: يهودية
باسكن وروبنز- إيرف روبنز: يهودي
دانكن دوناتس- ويليام روزينبيرج : يهودي
ساسة وأصحاب قرار
هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكي: يهودي
ريتشارد ليفين رئيس جامعة ييل: يهودي
ألان جرينسبان رئيس جهاز الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: يهودي
مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أمريكية: يهودية
جوزيف ليبرمان سياسي أمريكي: يهودي
كاسبر وينبيرجر وزير خارجية أمريكي: يهودي
ماكسيم ليتفينوف وزير شؤون خارجية لدى الاتحاد السوفييتي: يهودي
جون كي رئيس وزراء نيوزيلندا يهودي
ديفيد مارشال رئيس وزراء سنغافورة: يهودي
آيزاك آيزاك حاكم لاستراليا: يهودي
بنجامين دزرائيلي أحد رؤساء الوزارة في المملكة المتحدة: يهودي
ييفيجني بريماكوف رئيس وزراء روسي: يهودي
باري جولدووتر سياسي أمريكي: يهودي
خورخي سامبايو رئيس للبرتغال: يهودي
هيرب جري نائب رئيس وزراء كندي: يهودي
بيير منديز رئيس وزراء فرنسي: يهودي
مايكل هوارد وزير دولة بريطاني: يهودي
برونو كريسكي مستشار نمساوي: يهودي
روبرت روبين وزير الخزانة الأمريكية: يهودي
جورج سوروس من أساطين المضاربة والاقتصاد : يهودي
وولتر أنينبيرج من أهم رجال العمل الخيري والمجتمعي في الولايات المتحدة: يهودي
إعلاميين مؤثرين
سي ان ان- وولف بليتزر: يهودي
ايه بي سي نيوز- بربارا وولترز: يهودية
واشنطن بوست- يوجين ماير: يهودي
مجلة تايم- هنري جرونوالد: يهودي
واشنطن بوست- كاثرين جراهام: يهودية
نيو يورك تايمز- جوزيف ليليفيد: يهودي
نيويورك تايمز- ماكس فرانكل: يهودي
الأسماء الواردة فيما سبق هي مجرد أمثلة فقط ولا تحصر كل اليهود المؤثرين ولا كل إنجازاتهم التي أثرت بشكل أو بآخر في الحياة اليومية للبشر
حقائق أخرى
في آخر 105 أعوام
من ال 14 مليون يهودي فاز منهم 180 بجائزة نوبل
وفي الفترة ذاتها من المليار ونصف مسلم فاز بها ثلاثة فقط
وهل تفوقهم المعرفي هذا صدفة؟ أم غش؟ أم مؤامرة؟ أم واسطة؟ 
ولماذا لم يصل المسلمون لمثل هذه المرتبة ولهذه المناصب والقدرة على التغيير رغم الفارق الواضح في العدد؟
هذه حقائق أخرى قد تجد فيها إجابة عن هذه الأسئلة
·‏ في العالم الإسلامي كله، هناك 500 جامعة
·‏ في الولايات المتحدة الأمريكية هناك 5758 جامعة
·‏ في الهند هناك 8407 جامعة
·‏ لا توجد جامعة إسلامية واحدة في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم
·‏ هناك 6 جامعات إسرائيلية في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم
·‏ نسبة التعلم في الدول الغربية 90%. 
·‏ نسبة التعلم في العالم الإسلامي 40%. 
·‏ عدد الدول الغربية بنسبة تعليم 100% هو 15 دولة
·‏ لا توجد أي دولة مسلمة وصلت فيها نسبة التعليم إلى 100%. 
·‏ نسبة إتمام المرحلة الابتدائية في الدول الغربية 98%. 
·‏ نسبة إتمام المرحلة الابتدائية في الدول الإسلامية 50%. 
·‏ نسبة دخول الجامعات في الدول الغربية 40%. 
·‏ نسبة دخول الجامعات في الدول الإسلامية 2%. 
·‏ هناك 230 عالم مسلم بين كل مليون مسلم
·‏ هناك 5000 عالم أمريكي بين كل مليون أمريكي
·‏ في الدول الغربية هناك 1000 تقني في كل مليون
·‏ في الدول الإسلامية هناك 50 تقني لكل مليون
·‏ تصرف الدول الإسلامية ما يعادل 0.2% من مجموع دخلها القومي على الأبحاث والتطوير
·‏ تصرف الدولة الغربية ما يعادل 5% من مجموع دخلها القومي على الأبحاث والتطوير
·‏ معدل توزيع الصحف اليومية في باكستان هو 23 صحيفة لكل 1000 مواطن
·‏ معدل توزيع الصحف اليومية في سنغافورة هو 460 صحيفة لكل 1000 مواطن
·‏ في المملكة المتحدة يتم توزيع 2000 كتاب لكل مليون مواطن
·‏ في مصر يتم إصدار 17 كتابا لكل مليون مواطن
·‏ المعدات ذات التقنية العالية تشكل 0.9% من صادرات باكستان و0.2% من صادرات المملكة العربية
السعودية و0.3% من صادرات كل من الكويت والجزائر والمغرب
·‏ المعدات ذات التقنية العالية تشكل 68% من صادرات سنغافورة 
نستنتج من ذلك أن الدول الإسلامية لا تملك القدرة على صنع المعرفة. وأنها لا تملك القدرة على نشر المعرفة حتى لو كانت مستوردة. وأنها لا تملك القدرة على تصنيع أو تطبيق المعدات ذات التقنية العالية.

الخاتمة
الحقيقة واضحة ولا تحتاج لأدلة ولا براهين ولا إحصائيات. لكن بيننا من يناقض نفسه وينكر ماهو أوضح من الشمس. نعم اليهود وصلوا لما وصلوا إليه لأنهم تبنوا التميز المعرفي وقاموا باعتماده دستورا لأبنائهم. الأسماء الواردة من قبل لم تصنع خلال يوم وليلة. أصحاب هذه الأسماء تم إنشاؤهم بشكل صحيح. وتعرضوا لكثير من الصعوبات حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه. لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهبية. كلنا نعرف قصة إنشتاين وفشله في الرياضيات وأديسون وطرده من المدرسة لأنه (غير قابل للتعلم) وغيرها من القصص. فلنتوقف عن خداع أنفسنا بأن اليهود يسيطرون على العالم فقط لأنهم يهود. فقط لأن الغرب يحبهم. اليهود امتلكوا العالم بعد دراسة وتخطيط ونظرة مستقبلية اقل ما نستطيع وصفه بها بأنها عبقرية. اليهود حددوا أهدافهم وعلى رأسها التميز المعرفي. القدرة على خلق المعرفة واكتشافها واختراعها. ثم التفضل بنشرها للغير والاحتفاظ بحق الأسبقية وشرف إنارة الطريق أمام العالم. اليهود سادة العالم في الاقتصاد والطب والتقنية والإعلام. تحدثت في السطر السابق عن "حب" الغرب لليهود. فهل لاحظنا أن أشهر الكوميديين الغربيين يهود؟ حتى في الإضحاك تميزوا

فأين نحن من هذا كله؟ من السهل أن نقرأ هذا ونلقي باللوم على الحكومة أو على أجيال من القادة العرب الانتهازيين. وعلى سنين من القهر والاستعمار والاحتلال. لكن بفعلك هذا تكون قد أضفت قطرة جديدة من محيط من ردود الأفعال السلبية التي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم. دع عنك التذمر والسلبية ولوم الغير وابدأ بنفسك. هل فكرت في نشر المعرفة يوما؟ هل تعرف شيئا لا يعرفه غيرك؟ لماذا لا تشارك الجميع بما تعرف؟ فهذه خطوة نحو التكامل المعرفي
ينقسم المسلمون اليوم إلى ثلاث فئات من ناحية المعرفة
·‏ فئة سلبية سائدة تشكل أغلبية ساحقة تقوم بتلقي المعرفة من الغير. ثم حبسها وربما قتلها بحيث لا تتخطى هذه المعرفة يوما ما أدمغتهم
·‏ فئة ثانية نادرة إيجابية إلى حد ما تقوم بتلقي المعرفة من الخارج ثم تساهم بنشرها للغير
·‏ فئة ثالثة معدومة تماما حاليا وهي الفئة القادرة على صنع المعرفة ثم نشرها
ولأن الأرقام تتحدث عن نفسها .. إلا أننا لا نسمع .. ولا نريد أو نحب أن نسمع .. رغم أننا أمة كبيرة وقوية .. وكل ما نحتاجه هو أن نعيداكتشاف أنفسنا. ولن يتحقق لنا ذلك إلا بالتفوق من خلال المعرفة والابتكار والثقافة والاختراع والإبداع فلم يفت الوقت بعد
تحريرا في 16 / 11 /2008 






الأربعاء، 10 أبريل 2013

الدكتور أحمد جويلي - شخصيات في حياتي ( 6 )




الدكتور أحمد جويلي ( 6 ) 


أعترف مقدما بضعف ذاكرتي مبكرا من ناحية الاحتفاظ بالتواريخ والأرقام إلا أنني في خضم العمل بالثقافة في محافظة دمياط والذي أؤرخ له من خريف عام 1971 عندما عينت كمدير لقصر ثقافة دمياط عملت مع كوكبة من المحافظين بدءا من اللواء حسن رشدي ثم اللواء محمد المنياوي فالمهندس عبد الهادي سماحة وعبد الحميد عبد الله وعصام راضي ثم الدكتور أحمد جويلي فحسب الله الكفراوي فالمستشار  محمود بهي الدين فعبد الرحيم نافع  وأحمد سلطان وعبد العظيم وزير ففتحي البر ادعي ومحمد يوسف وأخيرا محمد فليفل إلا أنني علي المستوي الشخصي أذكر أن أهم هؤلاء في تاريخ التنمية في دمياط أتي الدكتور أحمد جويلي والدكتور عبد العظيم وزير والدكتور محمد فتحي البر ادعي في المقدمة دون منازع فما هو دور كل منهم ولماذا 
احتل في نظري أوائل قائمة الشرف بيم المحافظين الذين تولوا المسئولية في دمياط  



الدكتور أحمد جويلي     
               
ولد عام 1937 في قرية نكلا العنب مركز إيتاي البارود محافظة البحيرة وحصل علي بكالوريوس الزراعة، كلية الزراعة، جامعة الإسكندرية، بامتياز مع مرتبة الشرف 1957 م ثم حصل علي دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي، جامعة كاليفورنيا، بركلى،  بالولايات المتحدة 1962 وتدرج في حياته العملية في كثير من الوظائف منها مهندس زراعي بالهيئة العامة للإصلاح الزراعي 1957م - 1958م ثم معيدا بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية 1958م - 1959 م ثم عضو بعثة لدراسة الدكتوراه بجامعة كاليفورنيا، الولايات المتحدة الامريكية1959 م 1964 م ثم عاد ليعمل باحثا بقسم الاقتصاد الزراعي بجامعة كاليفورنيا بركلى، الولايات المتحدة1964م-1965م  ثم مدرسا بقسم الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة عين شمس 1965م-1971م فأستاذ مساعد ورئيس قسم الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق1971م-1974م وأستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق 1974م-1984م ثم عين محافظا لدمياط 1984م - 1991م ثم محافظا للإسماعيلية 1991م - 1994 م ثم وزير التموين والتجارة الداخلية 1994م -1999م ثم أمينا عاما لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية منذ يونيو 2000 حني 2010 ويعد الدكتور جويلي أحد أهم خبراء الاقتصاد الزراعي في العالم كانت له إسهامات كبيرة في تقديم المشورة والخبرة للمنظمات الدولية المتخصصة في الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وكان مستشارا لوزارة الزراعة في مجال السياسة الزراعية ورئيس مشروع تطوير النظم الزراعية الممول من هيئة المعونة الأمريكية بالاشتراك مع جامعة كاليفورنيا - ريفز مشترك رئيسي في وضع إستراتيجية التنمية الزراعية المصرية في الثمانينيات اشترك في الدراسات الرئيسية الخاصة بمعوقات التنمية الزراعية المصرية في الثمانينيات، اشترك في الدراسات الرئيسية الخاصة بمعوقات التنمية الزراعية المصرية 1976م وكذلك في دراسة الإسراع بمعدلات التنمية الزراعية 1982م
عين الدكتور أحمد جويلي محافظا لدمياط في عام 1984 واستمر بهذا العمل قرابة سبع سنوات كانت من أخصب سنوات التنمية في محافظة دمياط حيث شهدت تلك الأعوام انطلاقا وبداية حقيقية للتنمية المعاصرة في تلك المحافظة التي عانت لسنوات طويلة من الحرمان في كافة المرافق الأساسية فعلي يديه وبفضل نفوذه مع هيئة المعونة الأمريكية استطاع أن يبني في محافظة دمياط سلسلة كبيرة من محطات تنقية المياه النقالي ( الكومباكت يونيت ) والتي انتشرت في ربوع المحافظة لتوفر وللمرة الأولي مياه الشرب النقية في كثير من القرى والنجوع التي كانت قبل ذلك محرومة تماما من ذلك المرفق الحيوي الهام وواكب إنشائها في نفس الوقت إنشاء عدد من محطات الكومباكت يونيت  للصرف الصحي أيضا بالإضافة إلي تحسين كبير في خدمات البنية التحتية في ا لكهرباء والتليفونات والطرق وغيرها إلي جانب نهضة حقيقية في مختلف الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية
في مجال الثقافة كنا نعاني في سنوات ما قبل الجو يلي في دمياط من انشغال معظم المحافظين عن أمور الثقافة التي كانت تعد في نظرهم ترفا لا يستحق الاهتمام إلا أن الدكتور جويلي كان يرى أن التنمية في مجال الثقافة لا يقل أهمية عن التنمية في المجالات الأخرى فبدأ يهتم بما نقدم من أنشطة ثقافية قصر الثقافة وكان حريصا من بداية قدومه وحتى بعد أن غادرنا علي متابعة معظم تلك الأنشطة بل والمشاركة في بعضها وقد قلت يوما وأكرر أن الدكتور جويلي كان أقل المحافظين من حيث الدعم المالي للثقافة في دمياط إلا أنه كان أكبر داعم لها بل ومفجر لطاقاتها ففي عهده انطلقنا في دمياط لتحقيق نهضة ثقافية حقيقية غير مسبوقة وصارت دمياط باعتراف المتابعين في تلك الحقبة عاصمة للثقافة في مصر كلها ، واستطاع جويلي بقربه الشديد من الأدباء والمثقفين والفنانين في دمياط أن يستولي علي حب وارتباط الكثيرين منهم وصار يتذكرهم بالاسم حتى بعد أن تركنا في دمياط وكان دائم السؤال عنهم بالاسم
في عهده أقمنا أول مؤتمر أدبي لدمياط وأول مهرجان قومي لنوادي المسرح انطلق من دمياط ومهرجانات مسرحية وفنية شهدتها المحافظة في دمياط ورأس البر واقتنينا أول مطبعة للماستر في محافظات مصر وفي عهده أيضا افتتح بيت الثقافة في الزرقا وفي كفر سعد وفارسكور ومكتبات ميت الخولي وشرباص والروضة والركابية وعزبة البرج وكان داعما قويا لحركة ثقافية كبيرة في ربوع المحافظة بل وكان حاميا كبيرا للثقافة في مواجهة تغول أمن الدولة علي الثقافة والمثقفين في تلك الحقبة حيث كان النظام يرى حينها أن الثقافة وباء خطير يجب القضاء عليه أو الحذر منه علي أقل تقدير .
تلقينا خبر نقله محافظا للإسماعيلية في صيف 1991 وكان معنا في ندوة ثقافية بمركز شباب الشعراء وكان مشاركا فيها ممدوح الولي نقيب الصحفيين السابق والشاب المجتهد يومها عبد الله مجاهد رئيس مركز الشباب بالشعراء وكان خبرا صاعقا لنا جميعا إلا أنه في الإسماعيلية كان داعما قويا للثقافة أيضا عندما أقام المهرجان القومي الثاني لنوادي المسرح هناك وكنت يومها أتعرض لهجمة شرسة من حسين مهران رئيس هيئة قصور الثقافة عندما وقف الدكتور جويلي في افتتاح المهرجان ليقول في تواضع العلماء نصا ( لقد تعلمت الثقافة في دمياط من محمد عبد المنعم ) وكان آخر لقاء لي معه عندما زار دمياط في وجود الدكتور محمد فتحي البر ادعي وكنت قد أحلت للتقاعد وأعمل مستشار إعلاميا للمحافظة وكان موفدا لإلقاء محاضرة عن التنمية وكان آخر اتصال لي معه تليفونيا في عيد الفطر من العام الماضي وآلمني جدا صوته المتعب من فراش المرض شفاه الله وعافاه وجزاه الله عنا وعن أمته خير ا لجزاء .





الثلاثاء، 9 أبريل 2013

قراءة في التاريخ


قراءة في التاريخ 


أيها الفرحون المنتشون بزهو السلطة وانتصار القوة ؛ مهما بلغت عظمة الأمم فمصيرها إلي زوال ومهما بلغت قوة الجيوش والنظم فمصيرها إلي التدهور والتفكك وما التاريخ إلا حلقات متصلة من حلقات الصعود والانحطاط والسؤال للجميع : أين الدولة الأموية والعباسية والفاطمية وهي أقوي الدول في تاريخ أمتنا وأين الخلافة العثمانية التي امتدت من أواسط أوربا شمالا والأندلس غربا والخليج العربي شرقا والسودان جنوبا كلها تهاوت واندثرت فلا يفرح الفرحون ولا يأخذهم الغرور فمصيرهم هو نفس المصير وإن طالت الحقبة فكما يقال إن دامت لغيرك ما وصلت إليك .