الاثنين، 29 يونيو 2020

كلاهما يعدل هندامه


كلاهما يعدل هندامه




كانت المرة الأولي التي يحاول فيها أن يتعلم ركوب الدراجات ، هو طالب في الصف الثالث الإعدادي جسمه نحيل وقامته قصيرة نسبيا ، والدراجة عالية عليه لا يستطيع أن يركبها وهو واقف دون أن يأخذها إلي جانب الرصيف ويصعد علي الرصيف ليستطيع أن يعتلي كرسي الدراجة الصيني ملك قريبه الذى جاء في زيارة لأسرته ووافق علي أن يعطيها إياه ليحاول أن يتعامل معها ، بينما يخلو له الجو ليجلس مع ابنة خالته التي كان يأمل في الاقتران بها ، حاول إبراهيم أن بمشي بالدراجة بضعة خطوات ولكنه لم يطل البدال ليديره دورة كاملة لتتمكن الدراجة من الحركة والانطلاق فيسقط بالدراجة علي الأرض ، ينهض من جديد ويحاول مرة أخري ولكن دون أن يعتلي كرسي الدراجة المرتفع  ويمرر رجله من بين القضبان الحديدية ويمسك بكلتا يديه علي المقود بينما يستخدم قدميه في تحريك ترس الدراجة عن طريق كلتا الدواستين من الوضع واقفا ونجح هذه المرة في السير بها بضع خطوات أكثر قبل أن يسقط من جديد ولكنه هذه المرة نجح في تخليص نفسه من الدراجة واستعادة توازنه ويقف بينما الدراجة راقدة علي الأرض ، يحاول مرة ومرات إلي أن يتمكن من السير بها مسافة أطول بل وزاد من سرعة تحركه وانطلق خارجا من حارته الضيقة إلي الشوارع الأكثر اتساعا في قريته ، يتفاجأ بعم رزق يعتلي حمارته المحملة بالبرسيم الأخضر وهو جالس عاليا فوق البرسيم ممسكا بحبل يقود به الحمارة المسكينة وفي يده الأخرى عصا يلوح بها للحمارة لكي تهم في الحركة ، الشارع ضيق لم يتمكن إبراهيم من المرور من أي جانب فيدخل بدراجته في الحمارة والبرسيم ، يقفز عم رزق علي الأرض خوفا وهلعا يتفحص حمارته ويطمئن علي سلامتها ، ثم يصرخ في الطفل المذعور الراقد علي الأرض متوعدا ومزمجرا ، يقترب منه ملوحا بالعصا يكتشف أنه ابن المعلم سلامة النجار الذي يسكن بالقرب من بيته فيساعده علي النهوض ويرتب علي كتفه مهدئا وناصحا بعدم ركوب دراجة كبيرة عليه ، يرفع له الدراجة ويقود حمارته مستأنفا سيره معها مترجلا بينما إبراهيم يحاول أن يعيد مقود الدراجة إلي وضعه بعد أن اتخذ شكلا معوجا بفعل الارتطام بالحمارة ثم بالأرض فلم يفلح ، إبراهيم فيقود الدراجة ماشيا بها حتي وصل إلي منزله ويطرق الباب لينزل له ابن خالته الذى يصيبه الهلع بعدما رأي ثيابه المتربة وبعض الخدوش في يديه ورجليه والدراجة في يده ومقودها معوجا ، إبراهيم يعدل من هندامه وينفض التراب عن ثيابه متحسسا الخدوش التي ظهرت في ذراعيه ولم تكن ظاهرة في بادئ الأمر بينما كان عبد الحميد ابن خالته هو الآخر يعدل من هندامه ويساوي شعر رأسه ويمسه فمه عدة مرات قبل أن يعتلي دراجته ويمضي لا يلوي علي شيء .