السبت، 30 مارس 2024

 

هل كان عبد الناصر ملحدًا؟!

اثنان تاريخيا هما من اتهما عبد الناصر في دينه وزعموا أنه كان ملحدا ..... هما الإخوان وأنيس منصور ثم تبعهما المغرضون الكارهون لعبد الناصر ونظامه ومبادئه وزعم أنيس منصور كاتب السادات الأوحد والصديق الوحيد في مصر للسفير الإسرائيلي أن عبد الناصر هاجم فريضة الحج وقال عنها أنها كلام فارغ للأسف استنادا إلي شهادة حمدي عاشور ؛

والطعن في دين الإنسان هو سلاح الإخوان وكل من أراد القضاء علي شعبية أي مواطن لأن الناس بفطرتهم متدينون ولا يقبلون ملحدا في صفوفهم فكان هذا سلاحهم وسلاح السادات وإعلامه متمثلا في أنيس منصور وموسي صبري لمحاربة خصومهم السياسيين ؛

وهو ما تتبعه الجماعة دومًا في هجومهم علي عبد الناصر ووصفوه بأنه عدو الإسلام لأنه كان ضدهم، وأقصاهم من المشهد، فحاولوا إظهاره بأنه عدو الدين الذى لا يريد له الخير وزرعوا هذه الفكرة فى شبابهم. أما تشكيك أنيس منصور فى إيمان «عبدالناصر»، فكان فى إطار هجومه على «ناصر» بعد انضمامه للمعسكر الساداتى.

قال الكاتب أنيس منصور، فى كتابه «عبد الناصر المُفترى عليه والمُفترى علينا»: «أحس الذين حول عبدالناصر مرتين أنه ليس مؤمنًا، بعد الوحدة، وبعد الهزيمة، ونشرت الصحف البريطانية بعد وفاته حديثًا مع أحد مستشاريه قال فيه إن عبدالناصر لم يكن مؤمنًا، واستدلوا علي ذلك بما قاله عبدالناصر: «إن الجوعان يحلم أنه فى سوق العيش»، أى أن الإسلام وكل دين ليس إلا تحقيقًا لأحلام اليقظة عند الضعفاء والفقراء، فهو تعويض لهم عن الذى لم يجدوه فى الدنيا، فقط لا أكثر ولا أقل.. يضيف أنيس: والله على ما أقول شهيد: فقد كنا نقف فى ملابس الإحرام حول الكعبة، رئيس مجلس أمة سابق ورئيس وزراء سابق وأمير مكة ومذيع سابق، عندما تقدمنا الوزير المحافظ عضو مجلس الشورى حمدى عاشور ووضع ذراعه العارية على الكعبة يوم غسيلها، قائلا: ورب هذا البيت لقد سمعت الرئيس عبدالناصر يصف الحج بأنه كلام فارغ، ولم يقل متي وأين سمعه يقول ذلك وهل كان معهم أحد سمع ما يزعمه أم أنه انفرد بسماعه منفردا ويردف بأن حمدي عاشور قال أيضا أنه سمع أحد مستشاريه يقول ذلك أيضًا، ثم رفض المستشار أن يكمل الطواف حول الكعبة».

ويقول «أنيس» عن هذا الموقف: «ما الذى يشعر به أى إنسان يذهب للصلاة فى مسجد عبدالناصر، وهو يعلم أن صاحب الضريح لا يؤمن لا بالمسجد ولا بالسجود ولا برب هذا البيت، ولذلك كان أولاد البلد على حق عندما يمرون بالمسجد ويقولون: إنه مسجد «سيدى المفترى». مات فى 1967 وشُيعت جنازته 1970.

السؤال.. هل يمكن أن يكون «عبدالناصر ملحدًا ..فعلا؟

وتكمن الإجابه في أفعال «عبدالناصر» نفسه ، فقد أنشأ إذاعة القرآن الكريم، وكان الغرض من إنشائها محاربة الأفكار المتطرفة فى ذلك الوقت، وظهور نسخ محرفة من القرآن، كما جعل مادة التربية الدينية «إجبارية» للطلبة فى المدارس، وفى عهده تُرجم القرآن إلى جميع لغات العالم، بالإضافة إلى وضع موسوعة للفقه الإسلامى ضمت كل علوم وفقه الدين فى عشرات المجلدات وترجمت بلغات عديدة وتم توزيعها فى العالم كله، وفى عهده جُمع القرآن مسموعًا مرتلا ومجودًا فى ملايين الشرائط والأسطوانات بأصوات القراء المصريين، كما صدر قانون بتجريم القمار، وإغلاق كل نوادى الروتارى، وكذلك إلغاء تراخيص العمل الممنوحة للنسوة العاملات بالدعارة، والتى كانت مقننة فى العهد الملكى، وتم زيادة عدد المساجد فى مصر من 11 ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970 أى أنه فى فترة حكم عبدالناصر التي بلغت 18 عاما تم بناء عدد «10 آلاف مسجد» وهو ما يعادل عدد المساجد التى بنيت فى مصر منذ الفتح الإسلامى وحتى نهاية عهده، وأنشأ منظمة المؤتمر الإسلامى التى جمعت كل الشعوب الإسلامية.

فى عهد عبدالناصر، فتح التعليم الديني أمام الفتيات لأول مرة ، حيث تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وأقيمت مسابقات عديدة فى كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن، وأهديت إلى البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام فى كل أفريقيا، كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامية فى مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون فى متناول الجميع. كما أنشأ مدينة البعوث الإسلامية على مساحة ثلاثين فداناً تضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون فى الأزهر بالمجان ويقيمون فيها إقامة كاملة بالمجان أيضاً، وقد زودت المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين فى الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف، وأقام جامعة الأزهر التى حافظت على الأزهر القديم، كما أنشأ عبدالناصر منظمة المؤتمر الإسلامى، «عبدالناصر» المُتهم بالإلحاد، تبرع لبناء الكاتدرائية بآلاف الجنيهات وحضر حفل افتتاحها ومعه الإمبراطور هيلا سلاسى إمبراطور الحبشة «إثيوبيا»، وكان وقتها بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية هو الأنبا كيرلس السادس، وشارك فى وضع حجر الأساس لها يوم 24 يوليو 1965

 

الأربعاء، 20 مارس 2024

فاروق عيطة

 


فاروق عيطة


فنان أصيل وكبير لم ينل حقه من الشهرة في مصر لأنه عجل بالهجرة للعمل في الخليج مبكرا بعدما تألق في كثير من الاعمال التي شارك فيها بالمسرح أو بالتليفزيون أو بالسينما ؛

وفاروق الذي ولد بكفر البطيخ محافظة دمياط عام 1954 لأسرة أزهرية فقد كان والده رحمه الله فضيلة الشيخ سيد عيطة الذى كان مديرا عاما لمديرية الأوقاف بدمياط وعندما نجح فاروق في الثانوية العامة وقدم أوراقه لمكتب التنسيق جاءه خطاب الترشيح لكلية الزراعة بجامعة القاهرة ولكنه لم يلتحق بها وسافر إلي القاهرة وسحب أوراقه دون علم والده وقدمها في المعهد العالي للفنون المسرحية  وظل والده لفترة طويلة يتوهم أن ابنه منتظم في دراسته بكلية الزراعة حتي علم بالحقيقة ولكن لأنه كان محبا لابنه بشدة فلم يقف في سبيل عشقه للتمثيل والفن بل بارك له هذا الاختيار .

تخرج فاروق من معهد الفنون المسرحية وعين علي الفور لتفوقه بالمسرح القومي ليقف جنبا إلي جنب مع عمالقة التمثيل في مصر بهذا المسرح والتقطه المخرج عبد الرحمن الشافعي ابن الثقافة الجماهيرية ليلعب معه بطولات كثير من أعماله المسرحية التي قدمها علي مسرح السامر في عهد سعد الدين وهبة وتألق فاروق عيطة في هذه الأعمال بدءا من ( عاشق المداحين ) التي قدمت في ذكري زكريا الحجاوي الذى كان صديقا مقربا للرئيس الراحل أنور السادات وقد حضر السادات عرض الافتتاح في مسرح السامر ثم تألق فاروق عيطة بعد ذلك في معظم الأعمال التي قدمت بالسامر مع الشافعي ويسري الجندي وغيرهما مثل علي الزيبق وياسين وبهية وعيرها .