الجمعة، 7 نوفمبر 2014

زوار الفجر !

زوار الفجر !
الساعة الثالثة صباحا وقبل الفجر بقليل أستيقظ مذعورا من النوم علي صوت طرقات عنيفة علي باب شقتي وجرس الباب يلاحق الطرق ويتبادل معه الإزعاج وأهرع إلي باب الشقة نصف نائم لأفتحه وأرى حفنة من الرجال واقفون لدي الباب يحملون مصابيح كهربائية مضاءة رغم إضاءة لمبة باب الشقة وبدون مقدمات يسأل أحدهم دي شقة مين دي ؟ فأرد وقبل أن أنهي كلامي سؤال آخر مشيرا إلي باب الشقة المجاورة ومين اللي ساكن هنا فأرد أنها شقة خالية يعرضها صاحبها للبيع فيسأل عن اسمه ويلاحقني غيره بسؤال أنت تعرف كل الناس اللي ساكنين في العمارة فأقول كل يوم شقق تباع وتشتري ولم أعد أعرف السكان الجدد وأخيرا يسأل عن اسم من يبحثون عنه ولكني لم أتعرف عليه ورغم أنه هناك إلي جوار شقتي شقتان أخرتان مغلقتان لم يسأل عنهما ومن فرط المفاجأة لم أجد فرصة للتعريف بهما حيث انصرفوا بلا اكتراث لما لم يجدوا ضالتهم وكأن شيئا لم يحدث
في الأفلام نري البوليس في الدول الأخرى عندما يهم بالحديث إلي شخص ما حتى ولو كان قاتلا يقوم بالتعريف بنفسه وإخراج بطاقة تثبت شخصيته ثم يمارس مهمته لكننا في المحروسة بعد ثورات متعددة كان أهمها ثورة ضد تجاوزات الشرطة وإسرافها في التنكيل بالناس إلا أن ذلك لم يترك أثرا لدي الجميع مازالت الغطرسة هي هي ومازال الحنق المتبادل بين الشعب والشرطة هو هو وسيظل الشعور بالانفصال والكراهية قائما رغم الحاجة إلي التوحد في مواجهة عدو شرس لا يرحم يكره الشرطة وأيضا يكر ه الشعب ... نقول لمين ؟؟؟

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

12- لعن الله السياسة


عن الثقافة في دمياط


12- لعن الله السياسة 









                
   علي زهران 
  محمد عبد السلام الزيات                                                                                                                     

أقام قصر الثقافة بدمياط احتفالية في ذكري الأربعين علي رحيل المناضل العمالي علي زهران وتحدث في الاحتفال حلمي ياسين أحد أعضاء نادي الأدب بدمياط وهو أيضا عضو حزب التجمع الوطني فقال أن علي زهران كان قد منع بعد خروجه من السجن من حضور ندوة نادي الأدب بقصر الثقافة أيام الاثنين ، وهو أمر لم يحدث بالمرة من جانب الإدارة إلا أن بعض الأدباء في ذلك الوقت كانوا قد أعربوا عن تضايقهم وانزعاجهم من المتابعة والمراقبة اللصيقة التي كان يقوم بها مخبروا أمن الدولة لأنشطة النادي بسبب حضوره المنتظم والمتعمد رغم أنه لم يكن عضوا بنادي الأدب في أي وقت وكان رحمه الله حريصا علي حضور عروض نادي السينما كل أحد بقصر الثقافة وكنا سعداء بذلك

وليس صحيحا كما قال أحدهم أن علي زهران قد علم نفسه بنفسه فمصادر التعليم تفتحت أمامه وأمام الكثيرين لأول مرة في معسكرات منظمة الشباب الاشتراكي في منتصف الستينيات من القرن الماضي  وقد زاملت علي زهران وآخرون حرفيون ومتعلمون في المرحلة الأولي لتلك المنظمة في معسكر أقيم في صيف عام 1965 بإحدى مدارس رأس البر في منطقة الجربى ثم في معسكر المرحلة الثانية بمعسكر صيفي بأبي قير بالإسكندرية ثم المرحلة الثالثة في معسكر بحلوان ومرحلة تنظيمية أخرى خاصة كانت في أحد معسكرات الهرم بالجيزة في أعقاب النكسة مباشرة وفي تلك المعسكرات تعلمنا جميعا ومعنا علي زهران أبجديات السياسة وطرق الحوار ووسائل الاتصال بالجماهير وبالطبع لم يكن يصعد للمراحل المختلفة إلا من تميز في المراحل السابقة وكذلك في عمله السياسي بالمجتمع وكان علي زهران من المتميزين فعلا إلا أنه بعد ذلك رأي لنفسه طريقا آخر أكثر تشددا من طريق منظمة الشباب خاصة بعد رحيل عبد الناصر وبداية مرحلة الردة السياسية التي قادها أنور السادات وانقلب بها علي منهج ناصر في التصدي لقضايا المجتمع وهنا ضاق النظام ذرعا بمعارضيه فقام باعتقال الكثيرين من اليمين ومن الشمال ولفقت القضايا للكثيرين وكان منهم علي زهران خاصة بعد المعارك السياسية الكبيرة التي قادها وخاضها بنفسه منفردا بدءا من انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر 1976حيث رشح نفسه مستقلا في تلك الانتخابات ولم يتحالف مع أحد مباشرة أو في الخفاء كما فعل الكثيرون وكان محمد عبد السلام الزيات هو الآخر مرشح الفئات المستقل في تلك الانتخابات عن نفس الدائرة بندر ومركز دمياط وكنت أنا الآخر مرشح منبر اليسار في دائرة مركز فارسكور  وكان علي زهران يكتب لافتاته بنفسه ويعلقها وينقلها ويتحرك بها علي المقاهي وفي الميادين وأثار زوبعة سياسية أقضت مضاجع أمن الدولة فقرروا أن يتخلصوا منه ولم يوفق علي زهران في الانتخابات بطبيعة الحال فلم يحقق تصويتا يذكر وكذلك كان الحال بالنسبة لي في دائرة فارسكور بينما نجح محمد عبد السلام الزيات في تحقيق كتلة تصويتية كبيرة في دمياط أهلته للإعادة مع حمدي عاشور مرشح الحكومة ومنبر الوسط ولكنهم في الإعادة أجهضوا الحلم وفاز حمدي عاشور وبدأت حرب شرسة في الانتقام من المعارضة التي ظهرت في تلك الانتخابات لما أحسه النظام وقتها من خطورة تلك المعارضة إذا توحدت فحبس الزيات وحبس علي زهران في قضايا ملفقة وأفلت أنا بأعجوبة من التردي في نفس المصير بعد أن استقلت من اليسار عقب مظاهرات يناير التي أطلق عليها السادات انتفاضة الحرامية وقد جاءت استقالتي يومها فزعا من بيان الحاكم العسكري الذي تضمن تهديدا مباشرا بإطلاق النار علي المعارضين المحرضين علي المظاهرات حتى ولو كانوا في بيوتهم فكانت الرسالة شديدة الوضوح علي الأقل بالنسبة لي وبعد الاستقالة كان محافظ دمياط وقتها المهندس حسب الله الكفراوي أطال الله في عمره فأرسل لي لمقابلته وفي مكتبه شكرني علي موقفي الوطني كما رآه هو بالاستقالة من منبر اليسار علما بأن منشئ المنابر كلها كان السادات نفسه وسلمني خطاب شكر منه لي علي هذا الموقف وطلب مني الانضمام لمنبر الوسط وحزب مصر فيما بعد إلا أنني رفضت بشدة فلم يضغط علي وتركني لحالي