الثلاثاء، 12 مايو 2015

5 – ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير

 5 –  ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير


      أزمات تعرض لها الدكتور عبد العظيم وزير في دمياط










لأن الدكتور عبد العظيم وزير من نوع القيادات التي تمارس عملها بإخلاص شديد وبجدية أكبر فقد كان ذلك علي حساب صحته وحالته النفسية وهذا بلا شك قد انعكس علي صحته بشكل عام فقد تعرض من قبل وأثناء إدارته لأمور محافظة دمياط لعدة أزمات مع الكبار دفع فيها من صحته الكثير كانت أبرز تلك الأزمات تلك التي مر بها مع الدكتور يوسف والي وما أدراك ما يوسف والي وسطوته السياسية والتنفيذية بسبب الأرض التي استولي عليها بنكك التنمية والائتمان الزراعي بجوار السنترال الجديد واقتطعها من أرض جمرك دمياط القديم لصالح البنك دون وجه حق فاعترض وزير ولكن يوسف والي فرض إرادته وأنشئ البنك في موقعه ولا تسعفني الذاكرة بالتفاصيل التي ربما يعرفها أكثر مني كثيرين أعتقد أن منهم الزميل العزيز عاصم البوهي الذي رافق  الدكتور عبد العظيم في أزمته الصحية التي أعقبت ذلك حيث أصيب بجلطة دخل علي أثرها إحدى المستشفيات بالقاهرة ولازمته لفترة طويلة ، والأزمة الأخرى عندما زار وزير الإسكان محمد إبراهيم سليمان دمياط بعد تركي العمل بالمحافظة وعودتي للثقافة وكان متعجرفا مستندا إلي سطوة وسلطة مصدرها علاقته الخاصة مع أسرة مبارك والتي تكشفت بعد أحداث يناير ودخوله السجن بسببها اصطدم محمد إبراهيم سليمان في مكتب الدكتور وزير يومها برضا رجب السكرتير العام النشط بالمحافظة وأهانه وتضامن جميع الحاضرين مع رضا رجب وكانت أزمة ألقت بظلالها علي علاقة الدكتور وزير برضا رجب وتعقدت الأمور بين المحافظة وبين وزير الإسكان المتعجرف والذى كان وقحا في تعامله ورغم ذلك ذهب رضا رجب للاعتذار لإبراهيم سليمان في مكتبه بوزارة الإسكان إلا أن الأخير بعجرفته ووقاحته رفض أن يقابله ونقل رضا رجب تعسفيا إلي مرسي مطروح وكان يمكن أن يعصف سليمان بالدكتور وزير نفسه لولا علاقة الدكتور وزير الوثيقة بالدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب فقد جمع الاثنان تخصص أكاديمي واحد وهو القانون الجنائي

يتبع 

الاثنين، 11 مايو 2015

4 - ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير


4 - ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير

من مواقفه الإنسانية التي لا أنساها 













موقف إنساني لا أنساه ما حييت مع الدكتور الإنسان عبد العظيم وزير رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء ؛
بعد إلغاء ندبي من المحافظة وعودتي إلي عملي الأصلي مديرا عاما لثقافة الغربية تمهيدا لترقيتي وكيلا للوزارة ورئيسا لإقليم شرق الدلتا الثقافي وبعد أيام قليلة ركبت سيارة ميكروباص من علي كوبري دمياط العلوي متجها إلي المنصورة ومنها إلي طنطا كما كنت أفعل يوميا طوال أكثر من عامين وكانت سيارة جديدة أعرف سائقها ويعرفني جيدا واضطررت للركوب إلي جواره في المقعد الأمامي وبجواري طالبة جامعية وقبل قرية الصبرية مركز شربين انفجر إطار السيارة الخلفي ونتيجة للسرعة  الشديدة التي كان يقود بها السائق لم يتمكن من السيطرة عليها فصارت تنحرف يمينا وشمالا حتى انقلبت بمقدمتها في الترعة الجانبية علي يمين الطريق بعد أن قفز منها السائق وتركها لمصيرها ونحن بها ومن شدة الصدمة وحلاوة الروح وجدتني أزحف من مقدمة السيارة بعد أن انكسر زجاجها الأمامي كاملا وخرجت  منها إلي الأرض الزراعية المجاورة ووقفت علي قدمي وعبرت الترعة الصغيرة الجافة يومها من قلة المياه حتى وصلت الإسفلت وإذا ني أسقط علي الأرض من فرط الألم الذي بدأت أحس به بشدة في صدري وضلوعي وعندما تحسست تليفوني المحمول لم أجده وجاء الفلاحون من الأراضي الزراعية مسرعين يتفحصون حالة الركاب بعد أن أخرجوهم من السيارة ووضعوهم علي الأرض متباعدين فطلبت من أحدهم أن يبحث لي عن المحمول في مقدمة السيارة فوجده وأتي به إلي ووجدتني أطلب أول ما طلبت الدكتور عبد العظيم وزير وكانت الساعة تقترب من الساعة السابعة والنصف صباحا وكان يومها يقيم في استراحة رأس البر فرد علي فورا وكان رقمي ما يزال مسجلا عنده وبصوت خافت أخبرته بما حدث فسألني أين أنت فأجبته بصعوبة فقال لي لا تتحرك من عندك وسأتصرف وبعد دقائق فوجئت بسيارته السوداء وبها السائق الزميل المحترم السعيد إبراهيم ومعه العامل المختص بمكتب المحافظ محسن وحملاني في السيارة وأنا لا أقوى علي التنفس من شدة الألم في ضلوعي وذهبوا ني إلي مستشفي الطوارئ بالمنصورة بناء علي اتصال وتعليمات الدكتور وزير للسائق وهناك علي باب المستشفي كان عدد من الأطباء ومدير المستشفي في انتظار السيارة حيث كان الدكتور وزير قد اتصل بمدير المستشفي وأخبرهم بما حدث وتعاملوا مع حالتي باهتمام شديد وكتب الله لي السلامة من هذا الحادث الأليم بفضل أن هيأ لي الاتصال بالدكتور وزير الإنسان والذي لم يكتف بذلك بل فوجئت بعد ساعات قليلة بحضور الزميلين العزيزين عاصم البوهي مدير العلاقات العامة بالمحافظة والأستاذ علي العزازي السكرتير العام المساعد موفدين منه يومها يزوراني في مستشفي الطوارئ بالمنصورة بتعليمات من الدكتور وزير الذي كان يكفيه ما فعله أول الأمر إلا أنه من فرط إنسانيته واعتزازه بمن تعاونوا معه في عمله وتقديره لما بذلته من جهد كان محل تقديره بلا شك فصنع معي هذا المعروف الذي لا أنساه ما حييت ؛ رحم الله الدكتور عبد العظيم وزير وجزاه مكانا عليا في جنة الخلد آمين يا رب العالمين  


3- ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير


3- ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير


التنمية في دمياط في منهج وزير











اهتم الدكتور عبد العظيم وزير بالتنمية في محافظة دمياط علي نهج الدكتور جويلي كما لو كان قد عايشه أو عمل معه فعلي يديه تم تطوير مشاريع الكومباكت يونيت التي كان الدكتور جويلي قد بناها في بعض قرى المحافظة سواء لمياه الشرب أو للصرف الصحي فتوسع فيها الدكتور عبد العظيم ومنحها اهتماما خاصا مستغلا علاقته ببعض الجهات الممولة لتلك المشاريع فبني منها الكثير في مختلف قرى المحافظة من كفر المياسرة جنوبا والسرو والرحامنة والإبراهيمية ودقهلة وغيرها كما بدأ في تطوير المحطات القديمة وخاصة محطات مياه البستان واستكمل محطة العدلية وتم إنشاء محطة كفر سليمان ودمياط الجديدة وغيرها ولا أعتقد أن اهتم بها أحد من بعده قدر اهتمامه بها وكان أهالينا في السنانية وتفتيش السرو وشطا أكثر شكوى وأعلي صوتا من قلة وصول مياه الشرب لهم  والتي كانت تصلهم بالمناوبة أياما معينة في الأسبوع وقد عمل الدكتور عبد العظيم وزير علي التصدي لهذه المشكلة بقوة واستطاع بالفعل أن يقيم من المحطات ما عالج به المشكلة علاجا جذريا إلي يومنا هذا وأذكر أثناء عملي معه كمدير لمكتبه أن وصلتني برقيات متعددة من أحد أطباء الأطفال بمستشفي فارسكور العام مقيم بقرية تفتيش السر يسب فيها المحافظ ويصفه بصفات يعاقب عليها القانون وتكررت بسبب ندرة وصول مياه الشرب إلي قريته ورغم أنني بحكم عملي كان قد منحني تفويضا في التصرف في ( البوستة ) البريد اليومي وما أكثره الذي كان يصله فكنت أحول معظمه للجهات المختصة لحل ما بها من مشكلات وما يستعصى كنت أعرضه عليه فاحترت في أمر هذه البرقيات فالطبيب له حق الشكوى من ندرة وصول المياه إلي قريته ولكن ما ببرقياته من سب وشتيمة كنت أخاف أن تضايق المحافظ وتثيره عليه وما كان أسهل من توجيه شفوي لمدير الصحة في ذلك الوقت بنقل الطبيب أو مجازاته أو علي الأقل تعنيفه وأخيرا عرضت الأمر علي الدكتور وزير فما كان منه إلا طلب مني استدعاء الطبيب لمقابلته في مكتبه وحضر الطبيب وكنت متخوفا من ثورة الدكتور وزير عليه إلا أنني فوجئت به يستقبله أحسن استقبال ويطلب له ليمونا ساقعا ويناقشه في المشكلة وتوصل معه إلي حل أقنعه واعتذر الطبيب وعند وضع حجر الأساس لمحطة مياه الشرب في الرحامنة والتي ستغذى قرية تفتيش السرو لأول مرة بمياه الشرب النقية كان هذا  الطبيب وأهله وأصدقائه من أشد الناس حفاوة بالدكتور وزير في الرحامنة وفي تفتيش السرو بعد ذلك 

الأحد، 10 مايو 2015


2 - ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير

ليلة شديدة المطر 










في أحد أيام الشتاء الصعبة هطلت أمطار غزيرة علي دمياط يوم خميس ليلة الجمعة وكان قد سافر الدكتور عبد العظيم وزير إلي القاهرة في أجازته الأسبوعية التي كان قليلا ما يأخذها لمتابعة أهل بيته ومن غزارة المطر غرقت الشوارع بشكل غير مسبوق وكانت أكثر المناطق تأثرا في دمياط الشارع المتجه لقسم شرطة دمياط بجوار مضرب أرز البدري ( المعروف شعبيا باسم السرس ) والشارع التجاري حيث ارتفعت مياه المطر في الشوارع بشكل كبير فأغرقت المحلات وتضررت كثير منها وكنت بالمكتب بديوان عام المحافظة أتابع العمل بصفتي مدير عام لمكتب المحافظ وكنت علي اتصال دائم به بالتليفون وبعد معاينة الموقف علي الطبيعة كنت أنقل له الصورة بشكل مستمر وأنقل تعليماته إلي المختصين في مجلس المدينة والمطافئ للاستعانة بكل السيارات لشفط المياه من المحلات ومحاولة التغلب علي تعطل قدرات بلاعات صرف المطر التي عجزت يومها عن استيعاب الكميات الضخمة من المياه والمفاجأة أن السكرتير العام رضا رجب لم يكن موجودا بالمحافظة وكذلك رئيس مجلس المدينة يومها وكان اسمه السيد عبد العزيز فكانت التعليمات تنقل مباشرة إلي مساعده في مجلس المدينة المهندس سعد وكان معي علي العزازي السكرتير العام المساعد الذى ما أن علم مني بأن الدكتور عبد العظيم طلب ألا نغادر مكاتبنا حتي يصل فقد قرر العودة لدمياط في نفس الليلة رغم أن الحالة كانت قد بدأت تتحسن وأمكن سحب المياه من المحلات وتوقف هطول المطر إلا أنه أصر علي العودة فتوجه علي العزازي إلي شارع ( السرس) وتعمد الوقوف في الشارع الموحل وسط العمال والسيارات ولم يعد إلي الديوان إلا بعد أن عليم بعودة الدكتور وزير فرأيت أغرب مشهد حيث حضر علي العزازي مسرعا وخلع حذاؤه عند باب مكتب المحافظ ودخل علي السجاد بالشراب فأوحي إلي الدكتور وزير بما عاناه منفردا في مكافحة المشكلة ولم يكن من عادتي الحديث عن نفسي وما قمت به في تلك الليلة الصعبة رغم أنني قد قمت فيها بالدور الأكبر لتعبئة الفنيين بمجلس المدينة وسيارات المطافيئ بالاتصال بمدير الأمن يومها فكان نصيب عم علي العزازي شكر خاص من المحافظ في المجلس التنفيذى وكان من نصيب رئيس المدينة النقل من المحافظة إلي محافظته


1- من ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير



1- من ذكرياتي مع الدكتور عبد العظيم وزير








عند تعيين الدكتور عبد العظيم وزير محافظا لدمياط كنت أشغل وظيفة مدير عام الثقافة بمحافظة الغربية وفي مايو 1999 كان اللقاء الأول بيني وبين الدكتور وزير في احتفال المحافظة بعيدها القومي في 8 مايو في طابور العرض بميدان البوستة ( الساعة ) حيث استدعتني الزميلة نادية الكامل مدير العلاقات العامة بالمحافظة لتقديم فقرات الاحتفال وكانت عادة متواصلة لي منذ تعييني مديرا للثقافة بدمياط حتي قيام ثورة يناير 2011 وأعجب الدكتور وزير بطريقة التقديم التي قمت بها وطلب أن نلتقي سويا في مكتبه بالمحافظة بعد الاحتفال حيث كان المهندس الكفراوي والمستشار نافع حاضرين للاحتفال كما حضرا أيضا المقابلة التي تمت بيني وبين الدكتور وزير في مكتبه بالمحافظة وينتهي اللقاء بموافقتي علي طلب الدكتور عبد العظيم وزير بالعمل كمدير عام لمكتبه بالمحافظة ندبا من الثقافة بتزكية ومباركة من الكفراوي ونافع وبالفعل سريعا ما وافق علي أبو شادي علي ندبي للمحافظة وبدأت العمل كمدير عام لمكتب محافظ دمياط من أوائل يونيو 1999 ولم يطل بي المقام فتركت هذا العمل بعد حوالي ثمانية أشهر فقط لأعود أدراجي مرة أخرى لقصور الثقافة كمدير عام لثقافة الغربية مرة أخرى ثم كرئيس لإقليم شرق الدلتا الثقافي ومقره المنصورة بعد رحيل علي أبو شادي بقرار من عاطف عبيد رئيس الوزراء في ذلك الوقت بعزله وتعيين محمد غنيم رئيسا لهيئة قصور الثقافة إلي جانب عمله كرئيس للعلاقات الثقافية الخارجية

الجمعة، 8 مايو 2015

الوفاء المفقود


الوفاء المفقود 

عنوان مدونتي استغربه كثير من الأصدقاء فإليكم قصته باختصار ولم هذا العنوان
* أعمل بثقافة دمياط منذ نوفمبر 1965
* عينت مديرا لقصر ثقافة دمياط في سبتمبر 1971
* عينت مديرا لمديرية الثقافة بدمياط في يناير 1980
* شاركت في بناء وتجهيز وافتتاح قصر ثقافة دمياط في يوليو 1974
* أشرفت علي بناء الهيكل الوظيفي للثقافة في دمياط وافتتاح معظم فروعها الحالية
* ساهمت في تعيين معظم العاملين الحاليين والسابقين بكل فروع الثقافة في دمياط
* ساهمت بشكل كبير في بناء الثقافة في دمياط علي مدار أكثر من ربع قرن من الزمان
* رقيت مديرا عاما لثقافة الشرقية عام 1992 ورفضت الاستمرار فيها وعدت إلي دمياط مرة أخرى بعد شهرين
* عينت مديرا عام لثقافة الغربية عام 1999 إلي أن عينت وكيلا للوزارة ورئيسا لإقليم شرق الدلتا الثقافي عام 2001 وحتي خروجي للمعاش
* خدمت الثقافة 39 عاما من عمري
واليوم
* عندما فكر بعض صغار تلاميذي في ثقافة دمياط في تكريم أحد تذكروني بعد ما كرموا 22 مثقفا من أبناء دمياط
* محظور علي الفيس بوك من دخول صفحة قصر ثقافة دمياط وصفحة فرع ثقافة دمياط
فهل ما زلتم تستغربون العنوان ؟
الوفاء مفقود .... مفقود 

السبت، 2 مايو 2015

12- زكى نجيب محمود - أعلام دمياط



زكى نجيب محمود - أديب الفلاسفة
من فبراير 1905 : 8 من سبتمبر 1993







زكى نجيب محمود هو مفكر وفيلسوف مصري، يلقب بأديب الفلاسفة لاشتغاله بالأدب والفلسفة فى نفس الوقت، ورائد التيار العلمي في النهضة العربية في القرن العشرين.
حياته:
ولد زكى نجيب محمود فى قرية ميت الخولى التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط المصرية فى (1 من فبراير 1905).
النشأة والتعليم 
دخل الكتاب ليحفظ شيئا من القرآن، ثم التحق بمدرسة السلطان مصطفى الأولية بميدان السيدة زينب بالقاهرة وهو فى الخامسة عشرة من عمره بعد أن انتقلت أسرته إلى القاهرة بعد أن عمل أبوه بمكتب حكومة السودان بالقاهرة.
و بعد أربع سنوات انتقلت الأسرة إلى السودان وهناك أكمل تعليمه الابتدائي بكلية غوردون في الخرطوم وأمضى سنتين في التعليم الثانوي ويلتحق بعدها بمدرسة المعلمين العليا وهى المدرسة التي أنجبت لمصر كثيرا من أدبائها .
تخرج وعمل بالتدريس حتى سنة 1943 سافر بعدها إلى انجلترا في بعثة دراسية لنيل درجة الدكتوراه فى الفلسفة وتمكن من الحصول عليها من جامعة لندن سنة 1947 وكانت أطروحته بعنوان "الجبر الذاتي" وقد ترجمها تلميذه الدكتور إمام عبد الفتاح إلى العربية.
بعد عودته الى مصر التحق بهيئة التدريس في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة وظل بها حتى أحيل على التقاعد سنة (1965) فعمل بها أستاذا متفرغا ثم سافر إلى الكويت سنة (1968) حيث عمل أستاذا للفلسفة بجامعة الكويت لمدة خمس سنوات متصلة.
وإلى جانب عمله الاكاديمى انتدب سنة (1953 ) للعمل في وزارة الإرشاد القومي (الثقافة) وهى الوزارة التي أنشأتها حكومة الثورة ثم سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى العام نفسه وعمل أستاذا زائرا في جامعة كولومبيا بولاية كارولينا الجنوبية وبعد أن أمضى بها الفصل الدراسي الثاني ثم عمل ملحقا ثقافيا بالسفارة المصرية بواشنطن بين عامي (1954 - 1955) .
الصحافة وتقريب الفلسفة 
اتصل زكى نجيب محمود بالصحافة في فترة مبكرة من حياته وكانت بدايته المنتظمة مع مجلة الرسالة التي أنشأها أديب العربية الكبير أحمد حسن الزيات منذ صدورها سنة 1932 وصار يواليها بمقالاته ذات الطابع الفلسفي أسبوعا بعد آخر.
و عن طريق اتصاله بمجلة الرسالة تعرف إلى الأستاذ أحمد أمين الذي ضمه معه إلى لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي كان يترأسها وتضم في عضويتها عددا من أعلام العصر وكبار رجال الفكر وقد توثقت الصلة بين الرجلين وأثمر ذلك عن اشتراكهما في تأليف ثلاثة كتب هي: قصة الفلسفة اليونانية وقصة الفلسفة الحديثة وقصة الأدب في العالم. أثناء هذه الفترة ظهرت مجلة الثقافة برئاسة أحمد أمين وبمعاونة من لجنة التأليف والترجمة فاشترك فى تحريرها زكى نجيب محمود ووالاها بمقالاته المتعددة. 
في سنة 1965 عهدت إليه وزارة الثقافة في عهد وزيرها محمد عبد القادر حاتم بإنشاء مجلة فكرية رصينة تعنى بالتيارات الفكرية والفلسفية المعاصرة، فاصدر مجلة "الفكر المعاصر" ورأس تحريرها وقام عليها خير قيام ودعا كبار رجال الفكر في مصر للكتابة فيها وشارك هو فيها بمقال شهري ثابت تحت عنوان "تيارات فلسفية" وظل يرأس تحريرها حتى سافر إلى الكويت للعمل في جامعتها. 
و بعد عودته من الكويت انضم إلى الأسرة الأدبية بجريدة الأهرام سنة 1973 اهتمام الصحافة بهذه المقالة الرصينة أن خمس صحف عربية كانت تنشر هذا المقال في نفس يوم صدوره بالقاهرة.
فكره
مرت حياة زكى نجيب محمود الفكرية بثلاثة أطوار انشغل في الأولى التي امتدت حتى سفره إلى أوروبا بنقد الحياة الاجتماعية في مصر وتقديم نماذج من الفلسفة القديمة والحديثة والآداب التي تعبر عن الجانب التنويري ويتمثل هذا النشاط في الكتب الثلاثة التي اشترك في تأليفها مع أحمد أمين والتي اشرنا إليها من قبل.
وبدأت المرحلة الثانية بعد رجوعه من أوروبا وامتدت حتى الستينيات من القرن العشرين وفى هذه الفترة دعا زكى نجيب إلى تغيير سلم القيم إلى النمط الاوروبى والأخذ بحضارة الغرب وتمثلها بكل ما فيها باعتبارها حضارة العصر ولاشتمالها على جوانب ايجابية فى مجال العلوم التجريبية والرياضة ولها تقاليد في تقدير العلم وفى الجدية فى العمل واحترام إنسانية الإنسان وهى قيم مفتقدة في العالم العربي.
وفي هذه الفترة دعا إلى الفلسفة الوضعية المنطقية ونذر نفسه لشرحها وتبسيطها وهى فلسفة تدعو إلى سيادة منطق العقل والى رفض التراث العربي وعدم الاعتداد به. وعبرت كتبه التي ألفها في هذه الفترة عن هذا الاتجاه مثل الفلسفة الوضعية وخرافة الميتافيزيقا.
أما المرحلة الثالثة فقد شهدت عودته إلى التراث العربي قارئا وباحثا عن الأفكار الجديدة فيه وعن سمات الهوية العربية التي تجمع بين الشرق والغرب وبين الحدس والعقل وبين الروح والمادة وبين القيم والعلم. 
مؤلفاته
المنطق الوضعي - خرافة الميتافيزيقا – نحو فلسفة علمية – حياة الفكر فى العالم الجديد – برتراند رسل – الشرق الفنان - تجديد فى الفكر العربي – المعقول واللا معقول في تراثنا الفكري – ثقافتنا فى مواجهة العصر – مجتمع جديد أو الكارثة – رؤية إسلامية – في تحديث الثقافة العربية .   
جوائز وتقدير لأعماله 
و قد لقي إنتاجه تقدير الهيئات العلمية ونال عليه العديد من الجوائز والأوسمة فحصل على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1960 عن كتاب نحو فلسفة علمية وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1975. 

منقول : بقلم نسمة أحمد