الاثنين، 27 أبريل 2020

2- مع المسحراتي - من ذكريات الطفولة في رمضان


من ذكريات الطفولة في رمضان
2- مع المسحراتي 




عاصرنا في ليالي رمضان كثيرا من الذين كانوا يتطوعون للعمل مسحراتية فكان منهم من الجيل الأقدم الشيخ أحمد أبو قورة والشيخ محمود أبو قورة والشيخ وهبة أبو فوده والشيخ صالح البقري والشيخ صادق الحضري وسعد الأسود وغيرهم ولكن كان أحبهم للأسماع الشيخ أحمد أبو قورة فقد كان صوته الهرم صوتا محببا ورخيما وكانت أهازيجه التي يحفظها عن الأقدمين أو التي يرتجلها من نفسه جميلة ومميزة وكنا ونحن صبية صغار نسهر خصيصا لكي نسمعه عند مروره لإيقاظ الناس ولو تصادف أن نمنا ومر دون أن نسمعه كنا نحزن ونلوم أهلينا أن لم يوقظونا ومن تلك الأهازيج التي كان يضمنها أسماء سكان الحارة التي يمر بها وأسماء أبنائهم أذكر منها ( يا حاج عبده يا حبيب الصباح يا عقد لولي فوق صدور الملاح ) ومن نوادره أن مر بأحد الشوارع في إحدي ليالي رمضان الشتوية وكان الظلام حالكا فكان يحمل إلي جانب البازة وعصا خيرزان يضرب بها عليها بإيقاعات جميلة ومع ذلك يحمل فانوسا كبيرا به مربع يضاء بالكيروسين وفي هذا الشارع كانت توجد زريبة لمواشي وحمار أحد الفلاحين بجانب منزله وكان يحرسها كلبا شرسا يطلقه ليلا لحراستها فلما اقترب الشيخ أحمد من منزل صاحبنا حتي خرج الكلب ينبح بشدة ويتوعد شيخنا ضعيف البنية بالهجوم عليه فتوقف في مكانه وخاف أن يتقدم أو حتي يعود أدراجه خوفا من أن يتبعه الكلب فكان أن ارتجل في أهزوجته يا حاج أحمد يا حبيب الصباح يا عقد لولي فوق صدور الملاح - الله - يا صاحب الكلب حوش كلبك ... الله - وظل يرددها حتي استيقظ صاحب الكلب وقام بإدخال الكلب إلي البيت واستأنف عم أحمد مسيرته وظللنا إلي فترة طويلة كلما قابلناه في الشارع نمرح معه بترديد تلك الجملة يا صاحب الكلب حوش كلبك رحم الله الجميع ورحم زمانهم

الأحد، 26 أبريل 2020

من قال لا أدري فقد أفتي

من قال لا أدري فقد أفتي














حواس لـ جمعة: أضرب لك تعظيم لما تفتي في الدين ومينفعش تفتي في الآثار
في اتصال بين عمرو أديب وزاهي حواس وزير الآثار الأسبق قال ("فضيلة المفتي بيتكلم من غير أدلة وأنا بحترمه وبقوله اضرب لك تعظيم سلام لما تفتي في الدين لكن تفتفي في الآثار مينفعش". )
وهذا الرأي منطقي تماما فليس من حق المفتي أن يتكلم عن الآثار بغير علم وأيضا لا يجوز لزاهي حواس ولا لتلاميذه أن يفتوا أيضا في الدين بغير علم وبغير دليل فهل يجوز لأحدهم أن يقرر بأن :


"صوم" هي كلمه مصريه قديمة وتتكون من: "صاو" بمعنى "امتنع" و"الميم" تعنى "عن" فتكون كلمه "صوم" تعنى "امتنع عن" وكان كهنة مصر القديمة يحتفلون برؤيه الهلال وهم يحملون المصابيح الزيتية والمباخر وهم ينشدون "واح وي .. واح وي .. اياح" وكان هذا الاحتفال يستمر طوال الليل وحتى مطلع الفجر !! وقد عرف المصري القديم أهميه الصوم في الحفاظ على الصحة وتهذيب النفس والتخلص من الذنوب والحصول على بركات ورضاء الله؛ فكان الصوم ثلاثين يوما وكان "الصابئة" (حكماء مصر) من أتباع النبي "ادريس" يصومون من الفجر وحتى غروب الشمس كما عرف المصري القديم "ليله القدر" وكانت تسمى "شى شلام" بمعنى (عيد السلام الكبير) وكان مدته يومان والليلة التي كانت بينهما هي "ليله القدر" وكلمه "شى" بالمصرية القديمة تعنى "القدر" أي ما يناله الانسان من رزق وعمر وحظ ونصيب فتكون كلمه "شى شلام" بمعنى "عيد السلام الكبير" (سلام هي حتى مطلع الفجر) أما كلمه (واح وي .. واح وي .. اياحا) في بالمصرية القديمة : "واح" بمعنى (اظهر) و "وي" تعنى النداء فكلمه "واح وي" بمعنى (اظهر يا ...) ونحن الان نقول :(واح شنى بمعنى واحشنى ) أما كلمه "اي ياحا" فتتكون من: "اي" بمعنى (جاء) و"ياحا" بمعنى (القمر) فيكون المعنى "جاء القمر" وتكون (وحوى وحوى اياحا) بمعنى (اظهر أيها القمر فلك وحشه) ويعقب فتره الصيام في مصر القديمة "العيد" والذى كان يصنع فيه الكعك وكان ينقش على شكل قرص الشمس "رع" .) وهي كلها تخريجات ساذجة وغير صحيحة ولا تستند إلي أي دليل علمي ولا تاريخي بل إن بعضها يدخل ضمن التأليفات الشخصية الفهلوية كخزعبلات لا تستند إلي التاريخ أو العلم ومنها قوله عن الصابئة أنهم أتباع النبي إدريس وهذا افتئات علي التاريخ فقد فسر الكثيرون من هم الصابئة ولم يفسر أيا منهم أنهم ينتمون للنبي إدريس بل إن ابن تيمية قال عنهم ( إن الصابئة نوعان: صابئة حنفاء، وصابئة مشركون، فالحنفاء بمنزلة من كان متبعاً لشريعة التوراة والانجيل قبل النسخ والتحريف والتبديل، وهؤلاء حمدهم الله تعالى وأثنى عليهم.) 
فكما تطالبون الشيخ علي جمعة بعدم الفتيا في الآثار فلا تبادرون أنتم بتفسير التاريخ علي هواكم دون علم بل ونسبته زورا إلي تفسيرات لم ترد في صحيح الدين من كتب التاريخ الديني 

الخميس، 23 أبريل 2020

1- ذكريات الطفولة في رمضان



1-    ذكريات الطفولة في رمضان




كنا في زمن طفولتنا في رمضان نجتمع قبل أذان المغرب كل يوم في الساحة ، والساحة اسم أرض فضاء كانت خلف مسجد الزرقا الكبير وكان يقام بها ما يسمي بالعريشة حيث يفترش أرضها بعض البائعين والبائعات من باعة الخضار والجزارين والسماكين ويزيد عليهم الباعة في سوق الزرقا الأسبوعي كل يوم اثنين وقبل الأذان يتجمع كل أطفال القرية صبيان وبنات في تلك المنطقة يلعبون ويمرحون فالصبية ينقسمون ما بين من يلعب الكرة الشراب ومن يلعبون الاستغماية أو شديتو خيولها وغيرها وكلها لعبات ريفية منقرضة  بينما البنات لهم لعباتهم المفضلة مثل الأولي أو الإلان حتي إذا ما غربت الشمس يظهر الشيخ عبد الرؤوف طعيمه مؤذن المسجد أعلي المئذنة ويرفع راية خضراء كبيرة ويدور بها حول المئذنة لكي يراه كل أهل القرية في كل الاتجاهات ثم يبدأ في ترديد أذان المغرب فيهلل الأطفال صبيان وبنات ويجرون في شوارع القرية متجهين إلي منازلهم صائحين ومنادين أن افطر يا صايم وحد الدايم والبعض يردد أغاني فلكلورية مثل ( يا فاطر رمضان يا خاسر دينك – كلبتنا السودة تقطع مصارينك ) وهكذا وبعد أن توفي الشيخ عبد الرؤوف طعيمه تولي القيام بالمهمة شقيقه الشيخ عبد المجيد طعيمه ثم الشيخ بدير من بعده رحم الله أيام الصبا ورحم شيوخنا وآباءنا



الأربعاء، 15 أبريل 2020

ماذا دهاك يا عم عباس


كتب عباس الطرابيلي مقالا في المصري اليوم يزكي فكرة انفصال سيناء عن مصر في صيغة تشبه هونج كونج وهي دعوة صلاح دياب رئيس مجلس إدارة المصري اليوم في مقالات بتوقيع نيوتن
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1945798

مائا دهاك يا عم عباس ؟!








وضع سيناء الجغرافي هو هو عبر التاريخ القديم والحديث ولم يستطع الغزاة لا من عصور الفراعنة ولا المغول والتتار ولا العثمانيين ولا اليهود ولا عصابات المتأسلمين والدو اعش لم يستطع كل هؤلاء أن يفصلوا سيناء عن لحمة الوطن مصر ولم تستطع مؤامرة صفقة القرن أن تحرز تقدما في هذا الشأن ولا قيد أنملة فهل تأتي أنت يا عم عباس وصلاح دياب بمقال أو مائة مقال وتحاولون تحقيق ما فشل فيه كل هؤلاء
الطرابيلي ونيوتن افترضا تشبيها لسيناء بهونج كونج وهو تشبيه خاطئ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ولا يستقيم ذلك أن هونج كونج ظلت محتلة لسنوات طويلة وصارت في ظل الاحتلال كيانا اقتصاديا مقصود منه التفوق علي الوطن الأم ( الصين ) لضرب النظام الشيوعي فكريا واجتماعيا وكانت شروط إنهاء الاحتلال أن يبقي علي ما هو عليه فهل سيناء ينطبق عليها هذا الحال ؟ ثم ألا يتذكر هؤلاء أن قطاع غزة كان تحت الإدارة المستقلة لحاكم مصري حتي ضاعت غزة واحتلها اليهود في 1967 فهل المقصود أن يهيئوا سيناء اقتصاديا وسياسيا لتكون لقمة سائغة لليهود في أقرب فرصة تواتيهم لاحتلالها جاهزة ومستقلة ليستولوا عليها نهائيا وبأي استفتاء شعبي للقاطنين فيها للحكم الذاتي وتصبح تنفيذا سهلا بلا مقابل لصفقة القرن وبداية لتقسيم مصر ؟
ملعون كل أفكار الخرف بزعم التقدم والازدهار لا ازدهار مع التنازل عن السيادة والتقسيم لصالح الماسونية العالمية

الخميس، 9 أبريل 2020

من ذكريات الثانوية العامة الديزل ( قطار الغلابة ) الشهير ب ( عزيزة )




من ذكريات الثانوية العامة
الديزل ( قطار الغلابة ) الشهير ب ( عزيزة )









كان لهذا الديزل فضل كبير علي أبناء جيلي فكنا نستخدمه يوميا في الذهاب والعودة من الزرقا إلي فارسكور لمدرسة فارسكور الثانوية حيث كانت تذكرة السفر به أو الاشتراك الشهري ( الأبونيه ) نصف تكلفة تذكرة الصفر عن طريق الأتوبيس أو التاكسي ومن نوادر هذا الديزل أنه في الصباح الباكر حيث الشبورة والندي أو في الشتاء تدور عجلاته علي الفاضي دون أن يتحرك من مكانه لذا اخترعوا نصف برميل صاج مثبت في أرضيته من الداخل خلف السائق مباشرة مملوء بالرمال وكان يتطوع أحد الركاب بإسقاط الرمال من ثقب يعلو شريط السكة الحديد مباشرة حتي تساعد علي تلامس العجلات الحديدية مع القضبان فيتحرك القطار وكثيرا ما حدث في الملفات القاسية عند مدخل السرو أو مخرجها أن يتمايل القطار فتنقلب العربات إما علي البر أو في الترعة الشرقاوية وبسبب الزحام بين الطلبة والطالبات في القطار مع البائعين السارحين بخضارهم أو بضاعتهم أيام سوق الأحد بفارسكور أو الاثنين بالزرقا أو الثلاثاء بالمنصورة يزيد الاحتكاك والتحرش وتقع المشاجرات بين طلبة قرية وطلبة قرية أخري وتتأصل العداوة والشجار والثأر بين القريتين بسبب البنات
الغريب بعد الاستغناء عن هذا القطار أهملت الدولة في الحفاظ علي ما تبقي من ممتلكاتها من أراضي ومباني وقضبان وورش فنهبت جميعها حتي الأراضي التي كان شريط السكة الحديد يجري عليها نهبت وتم البناء عليها أو اقتطعت وضمت إلي الأراضي الزراعية علما بأن الدكتور محمد حسن الزيات رحمه الله عندما كان نائبا عن دمياط قد اقترح أن تستغل الأرض بطولها من دمياط إلي المنصورة لتكون اتجاها للذهاب ويبقي الطريق القديم شرق الترعة اتجاها للإياب ولم ينصت له أحد وضاعت الأرض وضاع القطار