الخميس، 24 سبتمبر 2015

معضلة مياه الشرب في مدينة دمياط


معضلة مياه الشرب في مدينة دمياط
الدكتور أحمد جويلي رحمه الله عندما كان محافظا لدمياط ينسب له الفضل في إدخال مشروعات الكومباكت يونيت لأول مرة الخاصة بتكرير مياه الشرب والخاصة بالصرف الصحي في كثير من قرى محافظة دمياط وعندما جاء الدكتور عبد العظيم وزير محافظا لدمياط بعد سنوات سار علي دربه وطور وجدد تلك المحطات وأضاف إليها الكثير ونجح في معالجة مشكلة نقص مياه الشرب في القرى الحدودية بالمحافظة خاصة في كفر المياسرة والسرو والرحامنة وتفتيش السر وكفر الوسطاني والعدلية وغيرها حتي المحطات القديمة الكبيرة تم تطويرها وأمكن توفير مياه الشرب لمناطق كانت محرومة في مركز كفر سعد وشطا والسنانية وربما كانت هناك جهودا إضافية من جانب بعض المحافظين الذين تولوا المسئولية فيما بينهما أو بعدهما إلا أن الجانب الأكبر من الإنجازات في هذا المجال ينسب لهما
كل ذلك وعلي مدار سنوات طويلة لم تبرز أي شكوي من نقص مياه الشرب في مدينة دمياط طوال تلك السنوات وحتي بداية ا لعام الحالي بدأت تظهر تلك المشكلة بوضوح من بدايات الشتاء الماضي وكتبت يومها أحذر من أننا سنشهد صيفا صعبا بالنسبة لمياه الشرب وقد كان فكثير من الأحياء في مدينة دمياط أصبحت تعاني من العطش ونقص حاد في مياه الشرب في منطقة السيالة وأرض البرش وعزبة ناصر وشطا والطريق الحربي والأعصر بالكامل وكثرت الشكاوي وبرز المسئولون يبشرون بقرب علاج المشكلة التي ظهرت فجأة وادعي هؤلاء أن السبب تهالك الشبكة وضعفها وأن المواسير الداخلة للبيوت قد افترسها الصدأ علاوة علي أن حجمها 1 بوصة وهو حجم لا يكفي خاصة في ظل تركيب مواتير رفع المياه لمعظم الشقق حتي التي في الأدوار الأولي
وهي ادعاءات باطلة لأن شبكة الأعصر مثلا الرئيسية بطول الكورنيش قد تم تغييرها بالكامل في عهد الدكتور البرادعي إبان تنفيذ مشروع التنسيق الحضاري وتطوير كورنيش النيل وكذلك الحال في المحور ( الطريق ا لدائري ) علاوة علي أن تلك الشبكة نفسها تشهد تدفقا غزيرا في المياه عندما يزيدون الضغوط أو في فترات قلة السحب إذن فالعيب ليس في الشبكة ولكن في كمية المياه التي تضخ فيها ومن ناحية أخرى تم تطوير شبكة الطريق الحربي ومع ذلك زادت المشكلة هناك لأن الأقطار الكبيرة التي تم تركيبها ضاعت فيها المياه التي يتم ضخها لقلتها  فكلما اتسعت الأقطار قلت الضغوط والعكس صحيح
أما التعلل بأن مواتير المياه هي السبب في عجز مياه الشرب فهو قول صحيح تماما والعلاج معروف إلا أن أحدا غير قادر علي اتخاذ قرار يعالج المشكلة فلو تم توفير المياه فما الداعي لاستخدام الموتور عندئذ سيتم توفير استهلاك المياه وأيضا سيتم توفير استهلاك الكهرباء والحل معروف إما بتبني بناء خزانات أعلي العمارات خاصة التي تبنيها الدولة وزيادة ضغوط المياه لتصل إلي الأدوار العليا يومها بدلا من أن يتوضأ الإنسان بجالون مياه نتيجة تدافع المياه عبر الموتور سيتوضأ بلتر فقط وربما أقل عند ذلك نقتصد في المياه والكهرباء معا

                                              محمد عبد المنعم إبراهيم
                                             وكيل وزارة الثقافة الأسبق