الخميس، 7 أبريل 2022

 

لو كنتم تريدون فعلا ظهيرا شعبيا للنظام






كتب المحامي المعروف الأستاذ نبيل الدالي مقالا جميلا حول ما أثير في اجتماع نظمه ودعي له ما يسمي بمجلس القبائل والعائلات في دمياط وهو مجلس لا يعرف من الذى كونه ولا دعي إلي تكوينه وغير معروف أيضا كيف تم اختياره ولا ما هي أهدافه برغم حسن النوايا والإعلان الدائم عن أن الهدف هو الوطن وصالحه العام وذهب نبيل إلي طرح مفاهيم شخصية من تجربته السياسية التي مر بها سنوات ما قبل 2011 تتلخص في ؛

أن الأحزاب السياسية وهي الكيانات الشرعية التي نظمها الدستور والقانون بأنها تتسم بالذاتية والبحث عن المصالح الشخصية والوصول للمجالس النيابية وكأن هذه المجالس النيابية ليست ظهيرا للدولة المصرية وكأن هذه الأحزاب السياسية بعيدة عن هموم الوطن والمواطن ..  لا والله الأحزاب السياسية تسعى لبناء الوطن وتدعم مؤسسات الوطن بل يؤخذ عليها حاليا أنها تقوم بدور مجتمعي بالإضافة لدورها السياسي  .... حقيقة لم اجد من قام بتصحيح هذه المفاهيم ..

الحياة الحزبية في مصر وخاصة بعد أحداث يناير وحتى وقتنا هذا تمر بمرحلة يجب أن نتخطاها ونعود بها إلى ما يجب أن يكون عليه الأحزاب السياسية وأن تعود الثقة بين المواطن والأحزاب السياسة .. اذا كنا نريد ديمقراطية حقيقية . اذا كنتم تريدون كوادر وقيادات للمستقبل . اذا كنتم تريدون برامج وافكار مختلفة اذا كنتم تريدون الأغلبية الوطنية والمعارضة الأقلية الوطنية أيضا ..

ولأن الطرح به من الجدية القدر الكبير الذى استفزني للحوار معه فكتبت له أقول الأستاذ المحترم دعني أرفع التكلفة فيما بيننا فأنت بمثابة ابني الأكبر ووالدك رحمه الله كان من أقرب الأصدقاء إلي قلبي وزاملني ردحا طويلا من الزمن في العمل السياسي النزيه من هذا المنطلق أتحدث إليك بكل صراحة وأيضا من منطلق أنه لم يعد في حساباتي أي طموح للعمل العام أو للعمل السياسي ؛ ذلك أن المفاهيم التي سقتها في مقالك هي بديهيات مسلم بها نظريا ولكن علي أرض الواقع لا تقف علي أرض صلبة فمن البداية ليس في دمياط قبائل أو عائلات مؤثرة شعبيا أو سياسيا لذا فإن هذا المجلس للقبائل والعائلات وإن كان يصلح للبدو أو للصعيد فهو لا يصلح لمجتمعاتنا الريفية إلا لو كان المطلوب هو إعادة بعث الروح الشعوبية والقبلية والعصبيات العائلية ومساوئها حتي ولو كان المراد ( امنيا ) خلق ظهير سياسي شعبي للنظام فما بني علي باطل سيظل وللأبد باطلا أيضا هذا من ناحية ومن ناحية أخري لن تفلح بالمرة أي محاولات فوقية لخلق الظهير الشعبي للنظام فقد ثبت فشلها حتي الآن علي مدار سنوات ما بعد 2011 ولكن الظهير الشعبي يجد نفسه ويتكون لو وجدت قضية عامة تهم الجميع أو مشروع قومي واحد يلتف حوله الناس وهذا للأسف لم يجد من يلتفت إليه أو يكرس له بل كان الاهتمام وما يزال هو في خلق أحزاب سياسية فوقية يقودها بعض من أهل الثقة وأصحاب رءوس الأموال القادرين علي الإنفاق علي العمل العام بشكل أو بآخر فمن يدفع يترشح ومن يتبرع يمنح النيابة والتمثيل في البرلمان فأصبح العمل السياسسي حكرا علي أصحاب الثروة وليس الثورة وأصبح الشغل الشاغل هو موالاة النظام ماليا بالتبرعات والإنفاق علي العمل السياسي وليس لمن يفكر ويبدع ويقود فإذا غاب الولاء للشعب وللوطن كان البديل هو الولاء للأمن وما يقرر حتي ولو كان ذلك ضد النظام فمن يملك قرار الاختيار للترشح أو للتمثيل هو من يدين له القائد السياسي المصطنع علي يديه ولأن ثقافتنا تاريخيا نحن المصريين أن نبدأ دائما من الصفر بدلا من أن نبدأ من حيث انتهي من قبلنا ونبني علي بنائه وكان ينبغي لمن يريد خلق الظهير الشعبي والسياسي للنظام خدمة للوطن ولمصر أن يدرس تجربة منظمة الشباب والاتحاد الاشتراكي فإن تجربتهم تاريخيا هي الأقرب إلي جادة الصواب مع اختلاف الأيديولوجيات والأفكار والمناهج وأظن أن الرئاسة بتجربتها لتدريب كوادر وتأهيلها للقيادة مستقبلا كانت تفكر في ذلك ولكن الفكرة لم تعمق أو تأخذ حقها من الدراسة والاستمرارية فتضاربت بعد ذلك السياسات وتاهت معالم الطريق أقول هذا لوجه الله والوطن ورزقي علي الله