الخميس، 23 يوليو 2015

حتى لا نبدأ دائما من الصفر- لماذا لا نلتزم المحافظة بما قدمته من دراسات للمؤتمر الاقتصادي


حتى لا نبدأ دائما من الصفر
لماذا لا نلتزم المحافظة بما قدمته من دراسات للمؤتمر الاقتصادي
في شهر مارس 2015 عقد المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ وتقدمت محافظة دمياط من خلاله بعدة مشروعات بناء علي دراسات الجهات المعنية لم يكن من بينها مشروع مدينة الأثاث وكانت هذه المشروعات هي :
المشروع الأول النقل النهري بـ10 ملايين جنيه بين مدينة دمياط ومدينة رأس البر
المشروع الثاني بناء ميناء جديد لخدمة الصيد يتضمن مجموعة من الأنشطة الخدمية والتجارية والصناعية، ويسهم بشكل فاعل في تنمية المنطقة الشرقية للمحافظة
المشروع الثالث فهو عبارة عن مصنع ومخازن بـ1.2 مليار جنيه، لفرز وإعادة تدوير المخلفات الصلبة، بطاقة إنتاجية 170 طنا/ يوم
المشروع الرابع وهو مصنع مراكب نيلية بـ50 مليون جنيه على مساحة 5 أفدنة، والمشروع الخامس فندق النيل مستوى 3 أو 4 نجوم ويتكلف 30 مليون جنيه بمساحة 2700 متر.
المشروع الخامس فندق النيل مستوى 3 أو 4 نجوم ويتكلف 30 مليون جنيه بمساحة 2700 متر
المشروع السادس، وهو إنشاء فندق شاطئ النخيل بحق انتفاع بتكلفة 45 مليون جنيه بمساحة 19864 مترًا برأس البر
المشروع السابع هو فندق ثلاث نجوم على شاطئ النيل بمنطقة الجربى يتكلف 30 مليونًا،
المشروع الثامن عبارة عن فندق ومنتجع حق انتفاع بـ30 مليون جنيه على 30 ألف متر.
واليوم ظهر مشروع جديد لم يطرح من قبل ولم تعلن الجهة التي قدمته أو التي قامت بدراسته وبحث جدواه الاقتصادية وهو مشروع مدينة الأثاث وثارت حوله آراء عديدة بين مؤيد ومعارض ورافض ربما ليس عيبا في المشروع ولكن العيب الأكبر في الإعلام به

فلماذا لم تلتزم المحافظة بالمشروعات التي قدمتها للمؤتمر الاقتصادي ووضع أولويات التنفيذ بناء علي خطة واضحة المعالم تناقش علي مستوي الخبراء والمجتمع المدني أيضا ؟

السبت، 11 يوليو 2015

أنقذوا أرض المسرح القومي بدمياط

أنقذوا أرض المسرح القومي بدمياط

عندما توليت أمر الثقافة في دمياط في خريف عام 1971 كان لا يوجد مسارح بدمياط إلا مسرح مجلس المدينة وكان يطلق عليه ( المسرح القومي ) وكانت معظم المحافظات التي بها نشاط مسرحي أو فنون شعبية علي قلتها كانت تلك الأنشطة فيها تابعة للمحافظات نفسها وهي التي تنفق عليها وتديرها وكانت فرقا متميزة ولكن نشاطها كان قاصرا علي عواصم المحافظات في مسارحها الخاصة بها وكانت الثقافة الجماهيرية في الغالب تدعم هذه الفرق في العامين الأخيرين قبل تولي سعد وهية رئاسة الثقافة الجماهيرية بالمخرجين وبعض التقنيات مثل البروجيكتورات وكان مواكبا لهذه الفترة ظهور كتاب كبار للمسرح مثل توفيق الحكيم وميخائيل رومان ومحمود دياب ولم يكن جيل الشباب من الكتاب قد تبلور بعد وصاحبهم جيل من المخرجين الكبار مثل سعد أردش ونبيل بدران وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي ونبيل الألفي وحسن عبد السلام وعلي الغندور وغيرهم وفي دمياط كان الوضع مختلفا بعض الشيء فكانت لها فرقة مسرحية وأخرى للفنون الشعبية تابعين للمحافظة تبعية كاملة ولهما مجلس إدارة وكانت الثقافة الجماهيرية ممثلة فيه بمديرها ولم يكن له أي صلاحيات تجاه هذه الفرق ولمع علي خشبة المسرح القومي بدمياط نجوم محليين كان منهم عبد الكريم عبد الباقي ونبيل عمر ومحمد ناصف والسيد مسحه ومعاطي حبة وحمدي تحفة وغيرهم وفي الفنون الشعبية لمعت وجوه كان لها تأثيرها في الحياة الفنية في دمياط ومنهم الملحن العبقري وفيق بيصار وأحمد شبكة ومحمود أمين ومصطفي السنباري ومحمد محفوظ والسيد الغطاس وغيرهم كثيرين لا تسعفني الذاكرة لذكرهم جميعا أما في قصر الثقافة فلم يكن هناك اهتمام مباشر بأن يكون له فرقة مسرحية أو أن يقوم بالدور المفروض أن يقوم به بشكل أكبر في فرقة المحافظة مكتفيا بدور الوسيط أحيانا في مصاحبة بعض العروض خارج المحافظة فكثيرا ما قمت وأنا أخصائي ثقافي بمصاحبة فرقة دمياط للفنون الشعبية إلي القاهرة في رمضان للعرض في سرادق الثقافة الجماهيرية بالحسين أو في مسابقة التليفزيون حيث حصلت فرقة دمياط في منتصف الستينات علي كأس التليفزيون في أحد أعوام تلك المسابقة متقدمة علي فرق كبيرة كانت تشارك في تلك المسابقة ومنها فرقة البحيرة الأقدم والأشهر وفرقة الشرقية التي ذاع صيتها فيما بعد أما النشاط المسرحي في مركز الثقافة والاستعلامات حثي أوائل السبعينيات فكان قاصرا علي محاولات متواضعة جدا بقيادة الراحل جمال البسيوني كمخرج ومؤلف ومصمم ومنفذ ديكور لأعمال مدرسية صغيرة تقدم في صالة مركز الثقافة بعمارة السمبسكاني في المقر الذى يشغله حاليا حزب الأحرار أمام مبني السنترال القديم فكان من الغريب أن يقوم جمال البسيوني باختيار النص ويجري البروفات ويصمم الديكور وينفذه بيده حتى الأحذية كان يفصلها علي يديه ويخيطها ثم يقوم بعمل المكياج للمثلين بنفسه أيضا وكانت هناك محاولات أخرى جادة من بعض الفنانين في دمياط لتقديم أعمال مسرحية بجهودهم الذاتية وكان علي رأسها فرقة المسرح العمالي بقيادة حلمي سراج والتي كانت تقدم عروضها علي مسرح مدرسة الزراعة في غيط النصاري وفرقة الإستاد الرياضي بقيادة أحمد جبر وفرقة أخرى في الساحة الشعبية بقيادة نادر شحاتة ومعه رضا حسني وسارعت فرقة المسرح العمالي الأكثر إنتاجا ونضجا بالعمل في إطار قصر الثقافة سعيا للعثور علي كيان رسمي يقدمها فاحتضنتها وقدمت أعمالها التي استطاعت هذه الفرقة أن تقدم كثيرا منها في مختلف المواقع بالقرى والمدن   ؛

بتطور الأيام تدهورت أحوال فرق المحافظة للمسرح والفنون الشعبية وازدهرت فرقة الثقافة المسرحية ومع تدهور تلك الفرق وانصراف المحافظة عن الاهتمام بحالها تدهور أيضا المسرح القومي وساءت أحواله وصار كمكان مطمعا لبعض المصالح الباحثة لنفسها علي مقر مثل السجلات العسكرية والتنمية الصناعية وغيرها ومع تدهور حال المبني وانعدام الصيانة له أصبح يمثل خطرا داهما وصدرت له قرارات إزالة وبعد أحداث ما يسمي بثورة يناير لقي أحد رؤساء المدن في نفسه الجرأة فأزال المبني حتى سطح الأرض ونقل أنقاضه إلي حيث لا نعلم ثم طمع المسئولون بمجلس المدينة في جزء من الأرض فأقاموا عليه مبني شائها يزيد مبني مجلس المدينة قبحا علي قبح واستمرت باقي ارض المسرح القومي بدمياط تنعي حالها وخرابها فلا هو أعيد بناؤه ولا تلك الأرض أعيد استخدامها فيما ينفع المجتمع مما حدا بالبعض إلي التفكير في الاستيلاء علي تلك الأرض التي تقدر بملايين الجنيهات بزعم أنهم أصحاب تلك الأرض فهل يجد ملف المسرح القومي بدمياط والذى أهدر في زمن الانفلات الأمني والأخلاقي من يعيد النظر فيه وينقذ أرضه من ناهبي أرض الدولة وبالقانون ؟