الأربعاء، 17 يناير 2018

في زمن الرياء

في زمن الرياء

في زمن الرياء ..
قل الوفاء
تعملق الأقزام 
ضلت الأقوام
فلا تلم الزمان ،
ولا تندب الأيام
فقد ضاع الحياء
في غياهب الأنواء
وأصبح اللص والشريف
 سواء بسواء
ولننتظر ..
فربما بعد العواصف يهطل المطر
وربما تطل بعد الصقيع شمس الوفاء
واغضب ما شئت
فكم غضب منك الكثير
ولا تثور
فالأيام في دورتها تدور
ليس هذا الزمان زمانك بل أنت فيه ضيف ثقيل
أسدل الستار ولم تزل فهل تقتل آباءها الطيور
فإذا يوما مللت مني
فلا تتهم الأقدار واتهمني
أما أنا فإني
سأكتفي وألوذ بنفسي
فالصمت كبرياء
والحزن كبرياء
في لحظة الضعف سنظل أقوياء
لك ما شئت ولي ما أشاء
فأنت في حياتي خواء في خواء
فما بين الأرض والسماء
وفاء قد ضاع يوما في الهواء

ولا تبتئس فقد يكون ما أقول هراء 

لماذا تراجع دور الثقافة في دمياط ..؟


لماذا تراجع دور الثقافة في دمياط ..؟









في الحقيقة التراجع لم يحدث في دمياط فقط ولكنه حدث في مصر كلها وهذا ملحوظ بشكل واضح ومؤكد فإن الساحة أمام الشباب والمجتمع خالية يلعب فيها حاليا لاعب واحد فقط هو الإرهاب والتطرف الفكري والتطرف الديني..فعندما غاب دور الثقافة نمي دور الإرهاب المتمثل في هذه التيارات وهذه الاتجاهات لغسل مخ الشباب وحشوه بمعتقداتهم المتطرفة.. وعندما كان دور الثقافة مؤثرا وفعالا من خلال المسرح  والقصيدة والقصة والرواية من خلال  كل المطبوعات التي كانت تطبع وتوزع من قبل كافة الاتجاهات فكان هذا يلعب دورا في تشكيل فكر المجتمع ووجدانه وكان يشغل الشباب ويخلق نوعا من الحيوية والتفاعل داخل المجتمع فلم تكن هناك فرصة لأي تطرف فكري أو ديني لان ينمو أو يكبر بعكس ما هو حادث الآن …. من هنا حدث التراجع وبسرعة وهذا له أسباب كنيرة منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو سياسي ومنها ما هو ثقافي أيضا.. وفي رأيي المتواضع أن أهم سبب هو غياب الرؤية وغياب الإستراتيجية أو الهدف لدي كل من يقود العمل في مستوياته المختلفة في مجال الثقافة فغابت عنهم رؤية الأهداف المنوط بهم تحقيقها فأصبح كل منهم لا يعي ما يريد أن يحققه في الفترة التي سيؤدي فيها هذا العمل وأصبح الهدف الوحيد لكل منهم أن يبقي بالشكل الذي يضمن له أن يبقي مستمرا في موقعه أطول فترة ممكنة وأن يظل نجمه لامعا وساطعا في الساحة من خلال البروباجندا … والشو الإعلامي من خلال المتابعات الصحفية لدرجة أن بعض القيادات كانت توظف بعض أعضاء أجهزة الإعلام عندها لضمان استمرار هذا الشو الإعلامي .. وأضرب لذلك مثلا انه عندما يكون القائد في أي موقع ثقافي له رؤية وله هدف واضح سيبدأ علي الفور في أن يخطط له كيف سيحقق هذا الهدف.. وهذا ما قام به سعد الدين وهبة في بداية السبعينات من العهد الماضي حيث كان يمتلك رؤية محددة وكان رجلا مثقفا وواعيا أراد أن يحقق نهضة لثقافة جماهيرية تنتشر في كل ربوع مصر فقام في البداية بإنشاء مركز أسماه مركز إعداد الرواد وجمع كل الموظفين من كل لمحافظات وأجري لهم اختبارا في شتي الخلفيات الثقافية ومن ينجح منهم يلحقهم بالمركز لمدة 7 أو 8 شهور ويحضر لهم أساتذة متخصصين في كل فروع الأدب والثقافة والفن بحيث يتخرج الرواد بعد تلك المدة كمشروع كوادر ثقافية لديهم خلفية ثقافية واضحة لتحقيق أهداف محددة في إطار الرؤية التي استطاع أن يخطط لها ونجح في هذا .. ولكن للأسف ان النهضة عندنا في مصر ترتبط بقائد العمل ولا ترتبط بسياسات ومؤسسات عامة وثابتة واضحة ومستقرة .. فقائد العمل الناجح يفرض وجوده علي المؤسسة التي يقودها من خلال نجاحه بشخصه .. فإذا مات هذا القائد أو ترك العمل لآي سبب يبدأ القائد الجديد يبني من أول وجديد وربما كان ذلك  عيبا توارثناه عن الفراعنة فكل قائد لا يكمل ما بدأه من قبله وهذا ما حدث بعد سعد وهبة حيث دخلت الثقافة الجماهيرية في متاهات كبيرة فبعض القيادات التي تولت أمرها فيما بعد كانت لديها رؤي خاصة بها مثل سمير سرحان وحمدي غيث فكانوا يسعون لتحقيق هذه الرؤى وهذه الأهداف من خلال عمل منظم ومخطط له …ولكن الكثيرون ممن تلوهم لم تكن  لهم رؤية ولا خطة ولا هدف بما فيهم وزراء الثقافة العديدين الذين تولوا العمل في وزارة الثقافة قليل منهم من كانت عنده هذه الرؤية والأغلب لم تكن له أهدافا واضحة بل إن المضحك كثيرا أن أكثرهم التصاقا بالثقافة مثل جابر عصفور عندما أراد أن يضع إستراتيجية للثقافة استدعي الكاتب الراحل السيد ياسين للقيام بهذه المهمة منفردا وهو أمر غريب ومن حسن الحظ أنه لم يتم ؛

ما يندرج علي وزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة يندرج أيضا علي الأقاليم والفروع الثقافية في المحافظات.