الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

لماذا تدهور التعليم في مصر ؟


لماذا تدهور التعليم في مصر ؟
1 - مقدمة سريعة

أصبح الاستثمار في التعليم في مصر عامة ودمياط علي نحو خاص من أكبر الأنشطة الاستثمارية رواجا من ناحية العائد المادي السريع بل يفوق الاستثمار في تجارة المخدرات دون مبالغة ، وقد شهدت الأعوام الأخيرة اتساعا كبيرا في مساحة هذا النوع من التعليم بكل أنواعه من الحضانة وحثي التعليم العالي وقد ساعد علي ذلك أموركثيرة أهمها تعقيدات القبول في جميع مراحل التعليم وزيادة حجم الشريحة الساعية للانضمام إلي النخب الاجتماعية حتي ولو كانت غير مؤهلة تعليميا لذلك فأصبح التعليم الإلزامي أكذوبة كبري بعد أن ارتفع سن القبول في التعليم الابتدائي الحكومي من ست سنوات إلي سبع سنوات وربما أكبر كما سقطت وإلي الإبد أيضا مقولة أن التعليم حق للجميع كالماء والهواء فاندثرت مجانية التعليم وأصبح التعليم مكلفا جدا وازدادت كثافة فصول مراكز الدروس الخصوصية وفي المقابل زاد الفراغ في فصول التعليم الحكومي مع اقتران ذلك بارتفاع أجور الدروس الخصوصية ومصاريف التعليم الخاص في كل مراحله من الحضانة إلي الجامعة وفي نفس الوقت تراجع العملية التعليمية وتخلف المناهج الدراسية ، وفي جميع الأحوال يقابل هذا التدهور بغيبوبة كاملة من الجميع سواء الحكومة أو أولياء الأمور فانصرف الكل إلي معالجة مضاعفات المشكلة وتجنب الدخول إلي لب المشكلة

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

الغباء العربي في مواجهة نبوءة العهد القديم




حقيقة المشكلة ليست تكمن فيمن أراد لنا التمزق كعرب ومسلمين ولكن الجانب الأكبر يكمن في حجم الغباء السياسي الذى نتمتع به علي مستوي الصعيد العربي والإسلامي وهو ما صنعه حكام أغبياء أيضا لم يفهموا حقيقة الصراع ففرضوا علينا معهم عدم الفهم وهي ظاهرة تسود كافة الدول فيما يسمي بالجامعة العربية المعطلة والمؤتمر الإسلامي الذى تهاوي ؛

كانت البداية بعد قيام دولة إسرائيل علي أرض فلسطين بوعد بريطاني ومباركة دول العالم مستغلين جهل وغباء حكام العرب وبدأ الصراع وانتصرت عصابات يهودية مسلحة علي جيوش كافة الدول العربية النظامية في حرب 1948 ومن قبلها أثناء الحرب العالمية الثانية كانت القوات الألمانية بقيادة روميل موجودة في العلمين في مواجهة قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري ، وكان الموقف العسكري مشحونًا بالاحتمالات الخطيرة على مصر تدخل السفير البريطاني مايلز لامبسون  بتعليمات من حكومته وفرض علي الملك فاروق تشكيل  وزارة تحرص علي الولاء لمعاهدة 1936 نصًا وروحًا قادرة علي تنفيذها وتحظي بتأييد غالبية الرأي العام بقيادة مصطفي النحاس ، فسقط النحاس تاريخيا وكانت لحظة غبية في تاريخه السياسي ونجاح تلك التجربة أدي إلي استثمارها بشكل أو بآخر في سائر بلدان العرب سواء التي كانت تحت الوصاية أو الانتداب في ظل عصبة الأمم أو الأمم المتحدة فيما بعد ؛ ثم تكرر المشهد في الدول التي نالت استقلالها بانتهاء الانتداب والاحتلال أو بالثورة علي نظم الحكم الوراثية فرأينا علي كراسي الحكم في معظمها قيادات انتهي تاريخها السياسي بفعل هذا الغباء والذى بلغ ذروته في العراق من خلال حرب عبثية بين أكبر جيش عربي في القارة الآسيوية وبين جارته إيران تستنفذ قوي وقدرات الدولة بأثرها لتسقط في نهاية الأمر ويسقط معها حاكمها في مشهد لم يعرف التاريخ له نظيرا من قبل ومع ذلك لم يستوعب حكام العرب الدرس بل ونتيجة لفرط الغباء السياسي تكرر المشهد سريعا بفعل مؤامرة ما سمي بثورات الربيع العربي التي تم فيها استغلال نتائج الحكم الغبي في سائر تلك الدول بدءا من تونس فمصر فسوريا فليبيا وأخيرا في اليمن بينما كانت للسودان عملية مختلفة تكتيكيا فتم استغلال غباء حكامه ببذر بذور الفتنة والانقسام وقد نجحت وأصبح هناك دولتان تحملان اسم السودان وأيضا لم يستوعب الحكام الدروس الجديدة فبدأت سيناريوهات جديدة للإجهاز علي باقي دول جامعة الدول العربية شديدة الغباء فتم إقحام دول الخليج في حرب لن تنتهي بأيديهم قبل الإجهاز علي قدرات دوله الاقتصادية والعسكرية والتنموية  في حين أن استنزاف قدرات العرب كافة علي ارض سوريا والعراق ما يزال مستمرا لنجد منظومة شديدة الغرابة للصراع الفكري والسياسي والعسكري تحالفات متناقضة ومختلفة في العراق لحرب داعش تضم قوي عالمية مع جيش العراق الشيعي مع حليف إيراني ضد دولة الخلافة الجديدة الإسلامية المفترض أنها سنية في العراق والشام بتمويل عربي من حكام الخليج المفترض أنهم سنيون أصلا وحرب أخرى في سوريا تضم تحالفا غربيا تدعمه ماليا وعسكريا دول الخليج وعلي رأسها السعودية وقطر تستهدف بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني الشيعي والجميع يحارب في نفس الوقت تنظيم الدولة الإسلامية داعش وأعوانه الممتد عبر الحدود العراقية إلي مساحات كبيرة من الدولة السورية المنهارة وفي اليمن يختلف المشهد العبثي اختلافا شديدا ليشهد تحالفا خليجيا عسكريا في مواجهة عسكرية مع الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح حاكم اليمن السابق الذى أسقطته ثورة اليمن بما فيهم الحوثيين حلفاء اليوم بدعم إيراني شيعي ليستمر مسلسل الغباء السياسي حتي يجهز علي البقية الباقية من قدرات تلك الدول وكل ذلك ليحقق سلاما دائما لإسرائيل تنعم فيها بالاستقرار وانتهاء الحروب من تاريخها لتبني دولة عبرية قوية تحقيقا لنبوءات التوراة والعهد القديم  الذي يدين به وله الغرب المسيحي ويهود العالم علي أرض الميعاد انتظارا لعودة المسيح وقد نجحوا حتي الآن لا بفعل قوتهم وذكائهم ولكن بفعل غبائنا وغباء الحكام العرب الموروث عبر العصور 

الخميس، 20 أكتوبر 2016

تمخض الجبل فولد فأرا




روز اليوسف منذ أسسها إحسان عبد القدوس ومن قبله والدته فاطمة اليوسف كانت قبلة المثقفين وزاد الراغبين والمتعطشين للثقافة كتب فيها كبار الكتاب وأرفعهم قدرا وتتجدد الرؤي وتعود في جريدتها اليوم تستشرف القيام بدورها القديم إلا أنه تلاحظ مع كثرة من تستضيفهم للكتابة تسرب بعض الكتاب من محدودي الخبرة بالكتابة والإبداع أيضا وفي مقال قصور الثقافة سيرة ومسيرة الجزء 2 المنشور اليوم الخميس 20أكتوبر 2016 يحق للكاتب عبده الزراع أن يسبح بحمد محمد السيد عيد لأنه مكتشفه وهو من هيأ له فرصة العمل بالهيئة في إدارتها المركزية ولم يكن عيد هو صاحب هذا التوجه ولكن كان صاحبه هو حسين مهران رحمه الله أحد ثلاثة يشار لهم بالبنان فيمن قادوا الثقافة الجماهيرية وهم سعد وهبه وسمير سرحان وقد تقلد إدارة الثقافة العامة قبل عيد رواد كبار كان منهم  الكاتب الراسخ إبراهيم عبد المجيد والروائي  الراحل فؤاد قنديل رحمه الله وكان لهم تجاربهم الرائدة والمثمرة في تاريخ الثقافة الجماهيرية علي مدار سنوات طويلة أما الإنجاز الكبير والخطير الذى قام به عيد مع رجاله ومنهم كاتب المقال وهو إنجاز لائحة جديدة لنوادي الأدب بالمحافظات  فقد قام أيضا علي لوائح سابقة تم تعديلها لم يكن واضعوها سوي الأدباء أنفسهم من خلال مؤتمراتهم المتعاقبة ولكن لا غرو فماذا أفرزت تلك اللائحة الجديدة أين هي نوادي الأدب الآن وأين إنجازها الذي تحقق علي أيدي تلك الكوكبة الخبيرة التي عينها عيد في الهيئة الآن ؟ أعتقد أن الحال غني عن الذكر وأن الميراث الذي تركوه يكمن في الصراع والتنافس علي سلب مكاسب إدارية علي حساب الآخرين ولم يسفر الصراع الوظيفي سوي عن تزوير وتلاعب في المسوغات الوظيفية بغية الحصول علي تلك المكاسب أما الأدب والإبداع في الأقاليم فقد أصبح في حالة لا تسر حيث تمخض الجبل فولد فأرا كبيرا وضعيفا حيث انتهي كاتب المقال إلي توجيه سؤال أجاب عليه بنعم ثم ناقض نفسه بالاعتراف بأنه وتلك القيادات التي رباها عيد قد أصبحت معطلة 

http://www.rosaeveryday.com/articles/28539/%D9%82%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%C2%AB2%C2%BB

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

هانت الصحافة علي أهلها











هانت الصحافة في مصر علي أهلها فأصبحت مهنة من لا مهنة له من العاطلين والبلطجية والجهلة وغير المؤهلين فكثرت صحافة بير السلم في المحافظات وأصبح كل من هب ودب إعلاميا أو صحفيا ومنهم المسجلين جنائيا وصار كل من يمتلك موبايل به كاميرا إعلاميا تحترمه المحافظات ويهابه المحافظون ورؤساء المصالح وكثيرون يمارسون الابتزاز وترهيب الناس ورجال الأعمال للحصول علي ما يريدون من مال تحت زعم أنه إعلان وكيف لا وقد أصبحت الصحف القومية أيضا منبرا للابتزاز والدفاع عن المصالح الشخصية وأصبحت لغة الكتابة في تلك الصحف هي لغة المواقف والمقاهي من أساليب وضيعة للشتم والسب والقذف والتشهير والأمثلة كثيرة ومتعددة أبرزها ما يمارس في احدي الصحف المسائية من تصفية حسابات شخصية من خلال حملة لو صحت لكان مكانها محاكم الجنايات والمجلس الأعلى للصحافة يقف موقف المتفرج العاجز انتظارا لصدور قانون الإعلام الذي يتعثر ظهوره صدوره

الجمعة، 14 أكتوبر 2016

فاروق شوشة ( 14 أعلام دمياط )



14-   فاروق شوشة  - أعلام دمياط 













فقدت مصر ودمياط والشعر العربي صباح اليوم الجمعة 14 / 10 /2016 الشاعر والإذاعي الكبير فاروق شوشة وهو شاعر مصري ولد في 9 يناير 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط. حفظ القرآن ، وأتم دراسته في دمياط. وتخرج في كلية دار العلوم 1956، وفي كلية التربية جامعة عين شمس 1957. عمل مدرساً 1957، والتحق بالإذاعة عام 1958, وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994 ويعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة .
أهم برامجه الإذاعية : لغتنا الجميلة ، منذ عام 1967 ، والتلفزيونية: ( أمسية ثقافية ) منذ عام 1977 . عضو مجمع اللغة العربية في مصر. رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون ، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ، ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين . شارك في مهرجانات الشعر العربية والدولية .
إلى مسافرة  . العيون المحترقة  ، لؤلؤة في القلب ،في انتظار ما لا يجيء ، الدائرة المحكمة . لغة من دم العاشقين ، يقول الدم العربي ، هئت لك ، سيدة الماء ، وقت لاقتناص الوقت ، حبيبة والقمر (شعر للأطفال) ، وجه أبنوسي  ، الجميلة تنزل إلى النهر ، مؤلفاته منها لغتنا الجميلة ، أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي . أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي . العلاج بالشعر . لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة . مواجهة ثقافية .عذابات العمر الجميل (سيرة شعرية) .
حصل على جائزة الدولة في الشعر 1986 ، وجائزة محمد حسن الفقي 1994 ، وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1997.حصل على جائزة كفافيس العالمية عام 1991ثم حصل هذا العام علي أعلي جائزة في مصر وهي جائزة النيل .
وقد تبناه إذاعيا منذ بداية التحاقه بالإذاعة عبد الحميد الحديدي مدير الإذاعة المصرية في ذلك الوقت وزوجه من ابنته الإذاعية الكبيرة هالة الحديدي وأنجب منها بنتان يارا ورنا وفاروق كان نجلا لرجل من رجال التربية والتعليم القدامى وكان أبوه شاعرا قديرا أيضا واختار أن يسمي كل أبنائه علي حرف الفاء أكبرهم كان فاروق ثم الدكتور الراحل فخري شوشة والدكتور الراحل فيصل شوشة والدكتور فواز شوشة في أمريكا والمحاسب فؤاد شوشة ببنك أبو ظبي الوطني بدمياط وفيكتوريا وفريدة الراحلتان وفريال  وفدوي وفاتن

وقد سبق أن كرمته مديرية الثقافة بدمياط وترأس أحد مؤتمراتها الادبية وكرمته أيضا كلية التربية بدمياط في سلسلة أعلام دمياط 

الخميس، 13 أكتوبر 2016

التبرك بالبصق



الطفل المعجزة في قصور الثقافة دلوعة كل زمن والجالس علي حجر العديد من رؤساء هيئة قصور الثقافة بلغ قمة مجده في عهد تولي علي أبو شادي رئاسة تلك الهيئة فأسند إليه إدارة 3 إدارات مهمة في وقت واحد هي إدارات الجمعيات والمساعدات الثقافية والثقافة العامة والنشر إلي جانب رئاسة تحرير قطر الندي حتي تم إقالة علي أبو شادي بقرار من عاطف عبيد رئيس الوزراء في أعقاب أزمة الروايات الثلاث الهابطة بعد أن تقدم جمال حشمت عضو مجلس الشعب عن الإخوان باستجوابه الشهير لفاروق حسني وزير الثقافة بعد صدورها ولإجهاض الاستجواب تم التضحية بعلي أبو شادي فأصدر عاطف عبيد رئيس الوزراء في ذلك الوقت قرارا في 7 يناير 2001 بإقالة علي أبو شادي من رئاسة الهيئة وأمر فاروق حسني بمصادرة الروايات الثلاث من الأسواق وتنحية لجنة تحرير سلسلة اصوات أدبية المسئولة عن إصدارها وقال عنها الوزير نفسه   ( سهرت عليها (على الروايات) وقرأتها من الجلدة للجلدة كما يقال، وجدت أنها ليست كتابات أدبية ولا إبداعات, هي بالضبط كتابات جنسية لا يمكن أن توصف إلا بأنها تخرج من غرف نوم قذرة ( وأصدر قراراً بإقالة المشرف على النشر في الهيئة محمد كشيك ومدير النشر أحمد عبد الرازق أبو العلا ورئيس تحرير سلسلة أصوات أدبية محمد البساطي ومدير التحرير جرجس شكري، وتعيين محمد غنيم رئيساً لهيئة قصور الثقافة، ومصادرة الروايات الثلاث التي دار حولها طلب الإحاطة ) وهي قبل وبعد لتوفيق عبد الرحمن، وأبناء الخطأ الرومانسي لياسر شعبان، وأحلام محرمة لمحمود حامد.
 فأما عن الطفل المعجزة المصنف بأنه شاعر فهو بطل لأحداث درامية معروفة مع الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذى كان الطفل في بداية احتكاكه بالإبداع لصيقا به أينما ذهب ولم يصن نعمة القرب من الخال فسرق إحدي قصائده بكل جرأة ونشرها باسمه ولم يفطن أن تلك القصيدة منشورة في كتاب الأبنودي الأرض والعيال المنشور عام 1964 ولما بلغ الأمر للأبنودي ثار عليه وأبعده وعندما توسط بعض من كبار الكتاب للتهدئة والإصلاح فطالبوا بأن يقبل مقابلته وأن يعتذر فوافق بشرط أن يضربه بالحذاء وأن يبصق عليه كلما يقابله ورضي المهين بقيول البصق سعيدا وظل يتلقي هذه البصقات ويتبرك بها إلي وقت قريب .


الاثنين، 3 أكتوبر 2016

المهرج المتصابي

المهرج المتصابي
بعد أن استفزه كلامي السابق عن هوايته الحالية في استجداء التصفيق من المتفرجين للاعبي السيرك ومهرجيه من تلاميذه في منظومة النشر المنهوبة بالثقافة الجماهيرية خرج علي الجميع بمقالة لا تخلو من خبث ووضاعة وأيضا لا تخلو من تناقض حول فيه أنظار القراء عن الاتهامات الموجهة إليه بالنصب والتربح من وظيفته السابقة إلي التعاطف مع شخص عزيز راحل نجله جميعا مهما اختلفنا معه فقد كان الاختلاف للصالح العام وعندما هاجمته كما يقول علي صفحات الجرائد وأنا مرءوس له في عز عنفوانه وقوته ولم يصدر مني تجاهه منذ أن ترك العمل أي إساءة أو حتي انتقاد وكل ما قلته وأعيد قوله أن حسين مهران في نظري شخصيا كان من أهم ثلاث قيادات تولت أمر الثقافة الجماهيرية أولهم سعد وهبة وثانيهم سمير سرحان وثالثهم حسين مهران وكلهم بين يدي خالقهم الذى لا تضيع عنده الحقوق
ولأن المهرج المتصابي كان دائما يحلو له الاحتماء بحسين مهران وهو حي يرزق في منصبه فقد عاد يمارس نفس الدور للاحتماء به ميتا لاستجداء التعاطف من الآخرين وإبعاد الأنظار عن الاتهامات الموجهة إليه فدعك أيها المهرج الكذوب من التلاعب بمشاعر الناس ومنهم أناس كان ينبغي عليهم التريث وتبين الحقيقة فيما ادعي من أكاذيب فتباروا في التنافس في حفلته الشاذة الماجنة لشتمي وسبي بشكل غير معهود من مثقفين أو  مبدعين
ومرة أخرى أدعو المهرج الكبير إلي الرد علي الاتهامات الموجهة إليه في التربح من الوظيفة وإفساد منظومة النشر بقصور الثقافة علي يديه ويدي حوارييه وتلك الاتهامات هي
·        أنك طبعت كتابا ألفته أنت ووضعت اسم مدحت زكي عليه كمؤلف علي سبيل الرشوة الثقافية وعن طريقه دخلت إلي عالم الأذاعة في البرنامج العام والبرنامج الثقافي
·        أنك وسطته لدي جمال الغيطاني لكي يوافق علي أن تقوم بكتابة السيناريو عن رواية الزيني بركات وحصلت عنه علي أجر 7000 جنيه ككاتب مبتدئ
·        بدأت في السطو علي التاريخ وكتبت عدة سيناريوهات وأعمال عن شخصيات تاريخية مثل قاسم أمين إبان عملك كرئيس للإدارة المركزية للشئون الثقافية ثم وأنت نائب لرئيس الهيئة وقمت بطبع  عدة أجزاء من هذا السيناريو علي نفقة الهيئة مما كلفها قرابة ال 100 ألف جنيه وكانت تلك هي المرة الأولي التي تقوم فيها الهيئة بطباعة مسلسل تليفزيوني من المال  العام مستغلا وظيفتك أسوأ استغلال والأسوأ من ذلك أن كل النسخ المطبوعة لم يباع منها شيء يذكر وعادت كمرتجع استوليت عليه بالكامل مجانا وقمت منفردا بالتحصل علي أجرك كاملا من التليفزيون .
·        أحالك الدكتور مصطفي علوي عام 2004 إلي درجة مستشار ب للإخلال بوظيفتك فماذا فعلت ؟
·        في أوائل عام 2007 تقريبا هددت فاروق حسني علي صفحات جريدة الجمهورية بنشر كتاب أعددته بعنوان ( الكتاب البني فيما خالف فيه فاروق حسني ) وتجاهلك فاروق حسني وتطوع بعض أنصاره بالرد والتهجم عليك وكتب أحدهم مقالا بعنوان ( كيف يتطاول القزم علي فنان كبير ووزير هو الإعجاز ؟ وتطور الهجوم وتقوقعت وقمت باستماتة لدي الكاتب الكبير محمد سلماوي للتوسط لدي فاروق حسني لكي يعيدك نائبا لرئيس هيئة قصور الثقافة وقد كان وقمت بتغيير أثاث وسجاد المكتب بالكامل دون أن توقع مستندا واحدا وأسأت استغلال الوظيفة بمنح نفسك موافقة علي التدريس في معهد الإعلام الخاص بمدينة 6 أكتوبر ولا علاقة لك أصلا بالإعلام .
·        صرت أنت وبعض حوارييك من رؤساء تحرير منظومة النشر المنهوبة في قصور الثقافة من أصحاب القصور في 6 أكتوبر فمن أين لكم هذا ؟
والآن أيها السادة المشاركين في حفل السباب والشتائم دون أن تتبينوا الحقيقة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين ما رأيكم فيما جري وفيما ادعي من أكاذيب وفيما قلته غير منتظر أن يموت فأقوله كما ادعي وزعم ثم ناقض نفسه بأنني هاجمته مرة ثم اعتذرت ووسطته هو لكي أقابل الراحل الكبير حسين مهران فمن كان هو في ذلك الوقت سوي واحد من المهمشين في الهيئة ولم يصبح له دور إلا بعد خروج الصف الأول من قياداتها الطليعية إلي المعاش وبعد خروج حسين مهران أيضا



يا نائب رئيس التحرير عيب

يا نائب رئيس التحرير عيب
لقد صبرت عليك طويلا وعلي أسلوبك المتدني الهابط الذي دخلت به عالما جديدا للصحافة الهابطة الصفراء ونصحتك بأن تكبح جماح مؤيديك من المرتزقة المهمشين بالتعقل وعدم دفع الآخرين عنوة للانضمام إلي المعسكر الآخر الذي تجاهر بحربه من صحيفة قومية ملك للشعب وليست ميراثا عن الأهل .
واليوم أقول لك للمرة الأخيرة أنني لست طرفا في معركتك ولكني فقط رددت علي من حاول تزوير التاريخ بادعاء بطولات لشخص فاشل في كل وظيفة تولاها ، لست مع أحد ولا علاقة لي بأحد بل إن علاقتي بك تمتد إلي ما يقرب من الثلاثين عاما ولا علاقة لي بالطرف الآخر بالمرة ولتلميذ الناقد الفاشل أقول إنني لم أضع يدي في يد أحد لأنني أري نفسي أكبر منك ومنهم سنا وتاريخا ولا ينبغي في آخر عمري أن أنضوي تحت لواء من أهم أقل مني في كل شيء حيث لا أسعي للنشر ولا للمشاركة في التربح من النشر ولا أسعي إلي الانضمام إلي لجان أو الارتزاق من أي عمل يتصل بالثقافة لأنني لم أفعل هذا إبان عملي الوظيفي فيها طوال أربعين عاما  ؛
يا نائب رئيس التحرير عيب كان يجب عليك بعد أن صنعت منك الصحافة كاتبا صاحب منبر وصاحب قصر كما قلت في ردك علي ( بنت الجزمة ) علي حد تعبيرك أن تحفظ للجريدة التي صنعت لك ذلك كرامتها واحترامها إلا أنك أفقدتها الاحترام والكرامة بعدما حولتها لمنبر وضيع  للدفاع عن مصالحك الشخصية دون حسيب أو رقيب ؛
يا نائب رئيس التحرير عيب أن تتحدث كثيرا بألفاظ يعاقب عليها القانون لو واتتك الشجاعة ووجهتها لأصحابها مباشرة ؛
يا نائب رئيس التحرير عيب أن تتحدث كثيرا عن الرجولة ففاقد الشيء لا يعطيه ومن في نظرك ونظر عصابتك يصبح من أشباه الرجال فقد صرتم أنتم من أشباه النساء فما هو معيار الرجولة في نظرك ؟ هل الرجال فقط هم من يساندونك في صراعك مع  رئيس هيئة قصور الثقافة الذى تجرأ وأقالك من منصب تحتله منذ عقد كامل لرئاسة تحرير جريدة ؟

وأسألك سؤالا مباشرا هل الرجل في نظرك من رباه أبوه وسط أبخرة الصودا الكاوية والشحوم في مصنع الصابون أم من ربته أمه في المقهي الشعبي بين أبخرة المعسل وما غير ذلك ؟ 

السبت، 1 أكتوبر 2016

إلي المهرج العجوز وأتباعه من كلاب السكك




إلي المهرج العجوز وأتباعه من كلاب السكك









نشر محمد السيد عيد علي صفحته بالفيس بوك كلاما ركيكا متناقضا صورته بالأسفل مفضلا التلميح جبنا للرد علي ما نشر بالأمس بصحيفة المساء في مقال حسن حامد ( العصابة في الخرابة ) 
http://www.almessa.net.eg/main_messa.asp?v_article_id=249654#.V-
5pXD09v5k.facebook
من السهل جدا أن أرد عليه وعلي المعلقين من حوارييه وصبيته بنفس أسلوبهم المنحط فأشتمهم بعبارات أشد تلميحا وتصريحا ولكن ليس هذا أسلوبي ولا نهجي فقط أحب أن أذكره بأنني لم أهاجم شخص حسين مهران حتي الآن ولكني فقط تحدثت عن بعض قرارات اتخذها تربح منها أمثاله وحوارييه وواضح أنه يتناقض مع نفسه دائما فقال ( أنني انتظرت حتي يموت حسين مهران لأهاجمه ثم تناقض مع نفسه كالعادة فقال أنني هاجمته مرة ثم اعتذرت له لما أحسست بأنني اندفعت وألف سيناريو هابط كما باقي السسيناريوهات التي وضعها فزعم كذبا أنني وسطته لكي  أقابل مهران وأسأله من تكون يومها حتي أوسطك ؟ فعندما هاجمت حسين مهران علي صفحات الصحف علنا وأنا مرؤوس له لم أكن مندفعا ولا جبانا كما فعلتم اليوم فأنت كتبت ما كتبت بعد ما عملت لي حظرا حتي لا أرى ما تكتب وأتمكن من الرد عليك في صفحتك وكان هجومي علي مهران يومها مبررا ومن تدخل للوساطة بيني وبينه في محاولة للإصلاح من جراء تدخلاتك أنت ومن شابهك لكي توغلوا صدره تجاهي كانوا من رموز دمياط فعلا أمثال الوزير حسب الله الكفراوي متعه الله بالصحة والدكتور محمد حسن الزيات وزير الخارجية الأسبق وأمين الحزب الوطني بدمياط في ذلك الوقت فمن تكون أنت حتي أوسطك بين هؤلاء القمم ؟
قلت من قبل وثابت فيما كتبت علي مدونتي وأقول مجددا عن حسين مهران كلاما لا يفهمه أمثالك ولا صبيتك فإنني لم أنتظر حتي تموت أنت لأهاجمك ولكني سميت الأشياء بأسمائها وأنت من ضمن هذه الأشياء التي سلبت ونهبت ميزانية النشر قلت وأقول أن حسين مهران كان من أفضل ثلاث قيادات تولوا أمر الثقافة الجماهيرية في تاريخها وهم سعد الدين وهبة وسمير سرحان وهو ولكن هذا لا يمنع أن أنقد بعض تصرفاته الإدارية التي مكنت أمثالك من نهب الهيئة وأنت موظف وبعد خروجك للمعاش .
وإلي المراهق الناقم الكبير أقول إلزم حدودك فعوراتك كثيرة ولا أسعي إلي شهرة فلم تعد تفيدني لأنني اكتفيت من الحياة بما أنجزت أما أمثالكم فما زلتم تتقوتون علي الرمم من زبالة ما تنشرون وأعراض من تنهشون أيها الروميو العجوز.
أما باقي النكرات الذين شاركوك حملة السباب والشتائم فلا هم يستحقون ولا ما رددوا يستحق الرد فقط انظروا إلي المرآة لتعرفوا جيدا من هو المرتزق واللاهث في كل مكان سعيا لاغتصاب الفتات من الغنائم






الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

الثقافة الجماهيرية ... تجارب واقعية - البحث كاملا


يعقد نادي الأدب بقصر ثقافة دمياط مؤتمر اليوم الواحد تحت عنوان ( الواقع وتجلياته في النص الأدبي) يوم الخميس 27 أكتوبر 2016  رئيس المؤتمر: أيمن عباس هاشم ، أمين عام المؤتمر: الدسوقي البدحي ، رئيس لجنة الأبحاث : صلاح بدران ، ومن الأبحاث التي ستناقش في المؤتمر بحثا عن ( الثقافة الجماهيرية ، تجارب واقعية ) 


الثقافة الجماهيرية ...  تجارب واقعية
بقلم : محمد عبد المنعم إبراهيم محمد


                          






مقدمة
مرت الثقافة الجماهيرية بعدة مراحل كان لكل منها ملامح خاصة تميزها فكانت البداية الأولي في ظل جهاز تابع للتربية والتعليم التي كانت تعرف باسم وزارة المعارف ا لعمومية وكان هذا الجهاز يعرف باسم الجامعة الشعبية  وكان توجهها يهدف إلي تعليم من فاته قطار التعليم تعليما مهنيا بمعني أن الجامعة الشعبية كانت تضم أقساما لتعليم اللاسلكي والراديو والكهرباء والسباكة والآلة الكاتبة وغير ذلك تم تطورت بعد ثورة يوليو 1952 لتضم أنشطة ثقافية محدودة لتعرف باسم جامعة الثقافة ليتبعها في المحافظات مراكز للثقافة والاستعلامات لتقدم إلي جانب التعليم المهني أنشطة المحاضرات وعروض سينما 16 ملم والمكتبات ثم تنفصل وزارة الإعلام عن وزارة الثقافة وفي المحافظات تنفصل مراكز الإعلام عن المراكز الثقافية ثم حدث التطور الكبير علي أيدي سعد كامل ثم سعد الدين وهبه تحت اسم الثقافة الجماهيرية لتتجاهل التعليم المهني وتركز علي الأنشطة الثقافية من محاضرات وندوات ومسرح وفنون تشكيلية وموسيقي ومكتبة وأدب وثقافة الطفل الخ ولأن الثقافة الجماهيرية ارتبط اسمها بثقافة اليسار والفكر الاشتراكي حني في نظر الدولة والنظام السياسي الحاكم والذى اتخذ منها موقفا عدائيا واضحا في عهد السادات حثي أن النظام اتجه بإصرار إلي تغيير الاسم عند تحويلها إلي هيئة عامة لتصبح الهيئة العامة لقصور الثقافة .

الانفصال بين الإعلام والثقافة
 تخرجت من قسم الصحافة بآداب القاهرة عام 1964 وكنت أعمل أثناء الدراسة محررا في جريدة المساء عام 1963 ثم في الجمهورية عام 1964 ثم حرمت من التعيين بالصحافة رغم أنني كنت الثاني علي دفعتي لسبب أنني كنت أعمل مع عبد الحميد سرايا مدير التحرير في جريدة الجمهورية ووشي بي ناصف سليم لحلمي سلام بعد مذبحة الصحفيين التي تم فيها الاستغناء عن كثير من الصحفيين ومنهم سرايا وعينت في الاستعلامات فطلبت نقلي لدمياط بعد أن كنت أعمل مع دمياطية متميزة في مصلحة الاستعلامات هي سوسن مشرفة رئيسة قسم الرأي العام بمصلحة الاستعلامات وفي مركز الثقافة والاستعلامات عملت أول الأمر مع الراحل سعد الدين عبد الرازق كأخصائي ثقافي وبعد فصل الاستعلامات عن الثقافة تم توزيعي عشوائيا علي الثقافة ثم تم تفرغي للعمل كأمين تنظيم لمنظمة الشباب الاشتراكي بفارسكور لمدة تصل إلي 3 سنوات وبعد خلافات تم إنهاء تفرغي وفصلي من المنظمة فندبت للعمل مدرسا للغة الإنجليزية بمدرسة الزرقا التجارية لمدة عامين دراسيين ثم ألغي انتدابي مع تولي سعد الدين وهبة رئاسة الثقافة الجماهيرية حيث ألحقني بمركز إعداد الرواد بالقاهرة لمدة 8 شهور ، وحصلت علي ترتيب الأول علي الدورة وعينني سعد وهبة مديرا لقصر ثقافة دمياط عام 1971 ومنحني جائزة مالية ورحلة إلي ألمانيا الشرقية لمدة ثلاثة أسابيع عام 1975 ثم عينت مديرا لمديرية الثقافة بدمياط عام 1980 وحني نقلت مديرا عاما للشرقية وعدت إلي دمياط مرة أخرى بعد شهرين فقط بناء علي طلبي  ثم مديرا عاما للثقافة بالغربية 1999 فوكيل وزارة ورئيس لإقليم شرق الدلتا الثقافي عام 2001 وحثي خروجي للمعاش . ثم عملت مستشارا إعلاميا لمحافظ دمياط  لمدة سبع سنوات ثم اخترت بعد تعيين البرادعي وزيرا للإسكان الركون للراحة والتقاعد خاصة بعد تكرر المظاهرات وحصار مبني المحافظة في دمياط ومحاولات التهجم علي المبني أكثر من مرة ضمن أحداث يناير 2011 .
سعد الدين وهبه
كان لسعد الدين وهبه رحمه الله دورا كبيرا في حياتي بدأ هذا الدور بإعادتي إلي الثقافة الجماهيرية مرة أخري وكنت قد قطعت شوطا بوساطة الراحل الكبير ضياء الدين داود للانتقال إلي التربية والتعليم للعمل كمدرس للغة الإنجليزية حيث كنت منتدبا في تلك الفترة لهذا العمل في مدرسة الزرقا الثانوية التجارية عامي 69 / 70 هروبا من التعقيدات الإدارية التي كنت أعاني منها بعد أن انتقلت من القاهرة للعمل بمركز الثقافة والاستعلامات بدمياط تحت رئاسة أستاذنا الراحل سعد الدين عبد الرازق فكنت في أحد الزيارات للأستاذ ضياء في مكتبه بالاتحاد الاشتراكي في القاهرة علي كورنيش النيل وكان أمينا للثقافة والفكر والإعلام في اللجنة المركزية وحضر الأستاذ سعد الدين وهبة وفاتحه الأستاذ ضياء في رغبني في النقل إلي التربية والتعليم فرفض بشدة بعد حوار معي وقال أنا محتاج لك في الثقافة الجماهيرية وأقنعني أنه ليس من الحكمة ترك الثقافة إلي التربية والتعليم ، وبعد فترة استدعاني للقائه بمكتبه في مبني البنك الصناعي بشارع الجلاء وعرض علي الالتحاق بالدورة الثالثة لمركز إعداد الرواد الثقافيين في هليوبوليس بالقاهرة لمدة 8 شهور ، وفي هذه الدورة كان معي محمد غنيم الذي كان في ذلك الوقت مديرا لقصر ثقافة الحرية بالإسكندرية بينما كان فاروق حسني مديرا لقصر ثقافة الأنفوشي وكان معنا في الدورة التدريبية مجموعة كبيرة من العاملين والعاملات بقصر ثقافة الحرية والذين كان غنيم يتخذهم درعا لحمايته ومؤازرته ،  حيث نشأت فيما بيننا منافسة شديدة علي الفوز بالمركز الأول علي الدورة في ترمها الأول والثاني وكانت المنافسة واضحة من المناقشات والحوارات في المحاضرات وفي اللقاءات الأسبوعية التي كان يحضرها معنا الأستاذ سعد الدين وهبة والذي استطاع ببراعة أن يطبع فينا الكثير من شخصيته القوية وثقافته الموسوعية الغزيرة وفي اختبارات التيرم الأول كانت المفاجأة بفوزي بالمركز الأول وغنيم بالمركز الثاني وفي التيرم الثاني في نهاية الشهور الثمانية كان ترتيبي أيضا الأول والثاني كانت زميلة اسمها ليلي صلاح الدين والثالث محمد غنيم وفي حفل التخرج تسلمت مكافأة مالية وشهادة تقدير وخطاب تعييني كمدير لقصر ثقافة دمياط وكان ذلك في صيف 1971 تقريبا ، ولم يكن مبني القصر قد اكتمل وكان ينقصه الكثير وكانت تعليمات سعد وهبة لي ألا أسمح للمجلس الشعبي للمحافظة باحتلال مبني القصر ومسرحه بأي طريقة وبالفعل عندما قدمت لدمياط فوجئت أن مدير القصر الذي سأتسلم منه العمل واسمه ممدوح بدران كان شابا مثقفا وفنانا تشكيليا وشاعرا إلا أنه كبورسعيدي لم يقو علي مواجهة المجلس الشعبي للمحافظة بقيادة حمزة السنباطي رحمه الله والذي كان قد وضع يده بالفعل علي واجهة القصر واختار حجرة في صالة المدخل الرئيسي لتكون حجرة رئيس المجلس وطلب إلي شركة حسن علام التي كانت تقوم بتشطيب المبني أن تفصل بين واجهة المدخل الرئيسي وبين باقي المبني في الدور الأرضي والدور الثاني الذي به مدخل البلكون للمسرح وأصبح القصر فقط الجناح الأرضي المطل علي الشارع المؤدي للإستاد والجناح الذى يعلوه فقط وحجرة مدير القصر هي الحجرة التي علي يسار السلم في الدور الثاني ليفصل بينها وبين المكتبة درجات السلم وكان المرحوم سعد الدين عبد الرازق قد استبعد من الإدارة هو ومجموعة كبيرة من مديري الثقافة علي مستوي قصور الثقافة بكل المحافظات من القيادات كبيرة السن والتي كانت محولة أصلا من التربية والتعليم ، تحت اسم الجامعة الشعبية وكانت إحدى مرافق التربية والتعليم أو وزارة المعارف من قبل ثم تغير اسمها إلي جامعة الثقافة في عهد أحمد أمين وسعيد العشماوي ثم في عهد رئيسها سعد كامل تحولت إلي الثقافة الجماهيرية .
العمل في الثقافة بين الهواية  والاحتراف
بدأت في العمل كمدير لقصر الثقافة بدمياط وكانت محافظة بورسعيد مهجرة في كثير من المحافظات ، وكان أغلب رواد القصر من شباب وشابات بورسعيد المحبين للفن والثقافة في مقابل انصراف الدمايطة عن الثقافة لأنها في نظر الأسر في ذلك الوقت مضيعة للوقت ، فكانت بداية صعبة في مكان محروم من المسرح الذي هو أهم مرفق في أي قصر ثقافة ورواد قليلون أغلبهم بورسعيدي وخصومة بين الأدباء وبين أدارة الثقافة بسبب حل جمعيتهم المستقلة وضمها لجمعية رواد قصر وبيوت الثقافة في محافظة دمياط فيما بعد وارتباط شخصي أثير بين قيادات الحركة الأدبية وبين المدير الشاب المنقول والذي أخذت مكانه علي غير هواهم .
دور الثقافة الجماهيرية في خلق جيل الرواد من المبدعين
وقد كانت الثقافة الجماهيرية فكرة عبقرية أتاحت أدوات الثقافة للجميع في كل ربوع مصر بعد أن كانت حكرا علي العاصمة وبعض المدن القليلة في مصر فقط وإلي الثقافة الجماهيرية يرجع الفضل في خلق جيل كبير رائد في مدن وقرى مصر في الأدب والمسرح والموسيقي والفن التشكيلي ومع أن فكرة الثقافة الجماهيرية أصلا فكرة يسارية منقولة عن الكتلة الشرقية إبان تطبيق قرارات يوليو الاشتراكية في مصر في عام 1960 كحل بديل لحصار واحتكار العلم والثروة للغرب فقد أصبحت تلك الفكرة ضرورة حياة بالنسبة لكل أطياف الشعب الذين عرفوا من خلالها الأدب والمسرح ومختلف ألوان الفنون . أما بالنسبة لجيلي فكلنا ندين بالفضل إلي الراحل الكبير سعد الدين وهبة ولو أن سعد كامل قد سبقه في تنفيذها إلا أن سعد وهبة هو من نشرها في كل ربوع مصر. حيث أن سعد كامل كان أول من حول جامعة الثقافة من الاهتمام بالحرف والتعليم المهني إلي التعامل مع مصادر الثقافة وميادينها الرحبة ولكنه بدأ التجربة في أربع محافظات فقط  كنواة هي أسوان وأسيوط والشرقية وكفر الشيخ ولم يستطع إكمال تجربته بتنحيته علي أثر اتهامه بميوله الماركسية وأكمل سعد الدين وهبة التجربة ووسعها وعممها في سائر ربوع الوطن .
وعندما نقلت من مصلحة الاستعلامات في صيف 1965 لمركز الثقافة والاستعلامات بدمياط كانت جمعية رواد الأدبية المستقلة والتي نشأت في أحضان الثقافة في مركز الثقافة والاستعلامات بدمياط وبدعم كبير من كامل الدابي أمين المكتبة وظلت الجمعية تمارس نشاطها في مقر مركز الثقافة وهو مقر الإشهار ثم ما لبثت أن دخلت في معارك سياسية بدأت عندما اشترك عبد الرحمن عرنسة رئيس مجلس إدارتها في ندوة كانت بعنوان الفراغ الفكري حيث انتقد بشدة تجربة القطاع العام وبعض التطبيقات الاشتراكية التي كانت تأخذ بالشكل دون المضمون كما رأي وكان الاتحاد الاشتراكي في ذلك الوقت في طور قوته كتنظيم سياسي له أساليبه والتي كان من بينها تنظيم سري يسمي التنظيم الطليعي لم يكن أعضاؤه معروفين للعامة وكان أحدهم مكلفا بمتابعة نشاط مركز الثقافة  فكتب تقريرا أدي إلي وقف عبد الرحمن عرنسة عن العمل لفترة طويلة فكانت مضاعفات هذا الإيقاف وردود الأفعال المختلفة لدي الجماعة مرصودة من ذلك التنظيم واستمرت التقارير عن الجماعة في الاتحاد الاشتراكي تزيد من رصيدها السلبي لدي قيادات هذا التنظيم بالإضافة إلي وقوع الكثير من المشكلات الإدارية بين الجماعة وبين إدارة المركز في ذلك الوقت وهم سعد الدين عبد الرازق الذى حدث في تلك الفترة أن تم تفرغه للعمل في الاتحاد الاشتراكي وأوكل قيادة العمل بمركز الثقافة إلي الراحل محمد السروي وقد كان رجلا فاضلا إلا أنه كان مؤهل متوسط ويتولي الشئون الإدارية في المركز ورغم أنه لا يجوز إداريا أن يتولي عمل قيادي إلا أن سعد عبد الرازق قد كلفه بالقيام بعمله كمدير للمركز وكان سريع التبرم بآراء المبدعين وفقد صبره إزاء تمردهم ومن باب خوفه علي نفسه من أن ينسب إليه رعاية ما يقولون أو يكتبون من أفكار رافضة ومعارضة بشكل أو بآخر كل ذلك أدي في النهاية إلي صدور قرار من الشئون الاجتماعية في ذلك الوقت بدمج الجماعة ( جماعة الرواد الأدبية ) في جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بمحافظة دمياط وقد كان صدور هذا القرار بإيعاز من الاتحاد الاشتراكي وأمن الدولة وتم تعميمه في باقي المحافظات تحت شعار دمج الجمعيات المتشابهة في النشاط في جمعية واحدة وقد لاقي هذا القرار معارضة شديدة من الأدباء واستمرت المعارضة حني قدمت مرة أخرى للعمل بدمياط كمدير لقصر الثقافة بها عام 1971 وكانت معارضة الأدباء لقرار الدمج ما زالت قائمة .
 أما جمعية ضفاف فقد نشأت منشقة عن جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بدمياط ( نادي الأدب) في أحضان حزب التجمع ، وقد قام بها بعض الأدباء من الشباب ذوي الميول اليسارية في ذلك الوقت وأعتقد أن أسباب قيامها كانت سياسية ولم تكن أدبية ، إلا أنها كانت تجربة ثرية ضمت بعض الأدباء الشباب إلي جانب بعض السياسيين الذين لم يعجبهم في ذلك الوقت استقالتي من منبر اليسار حيث كنت من مؤسسي هذا المنبر في دمياط وكنت أول مرشح له في انتخابات مجلس الشعب بمركز فارسكور عندما كان محمد عبد السلام الزيات مرشحا يساريا مستقلا في دمياط أمام حمدي عاشور في مدينة دمياط ورغم أنني رفضت عرضا من المهندس حسب الله الكفراوي محافظ دمياط في ذلك الوقت بالانضمام إلي منبر الوسط ( حزب مصر ) فيما بعد إلا أن بعض اليساريين المتشددين فيما بعد قد ظلوا في شكوكهم تجاهي أنني علي علاقة بأمن الدولة ، وهو ما دحضته الأيام فيما بعد .

قيادات لها تاريخ في الثقافة الجماهيرية
في ظل قيادة سعد الدين وهبة للثقافة الجماهيرية كان الرجل مقتنعا بقدراتي وكان داعما قويا لي في بداية مشواري الإداري فكنت ألقي منه كل الدعم والاستجابة لكل مطالبي للموقع وقد حققت بعض النجاح مما أثار حفيظة زملاء كثيرين ،والتي وصلت في بعض الأحيان إلي محاولة الانقضاض علي كلما وجدوا أن الفرصة متاحة وظل ذلك مطلبا ملحا لبعضهم لم يتنازل عنه حتي تحولت الثقافة الجماهيرية إلي هيئة وعين حسين مهران كأول رئيس لتلك الهيئة وكان ذلك تتويجا لنضال مرير لسعد الدين وهبة .
 وقد كان ولكن بعد أن تم إقصاء سعد الدين وهبة من وزارة الثقافة بالكامل ، ومن بعد سعد وهبه تعاقب علي رئاسة الثقافة الجماهيرية قيادات كثيرة كان منهم سعد عبد الحفيظ ومحمد يوسف وسمير سرحان وحمدي غيث وعبد الفتاح شفشق وعبد المعطي شعراوي لم يتركوا جميعا أي بصمات تذكر علي الجهاز باستثناء سمير سرحان الذى نظم مهرجانا متميزا للمسرح في القاهرة أطلق عليه مهرجان ال 100 ليلة مسرحية أما أخر تلك القيادات فكان الدكتور عبد  المعطي شعراوي والذي بتوصية من الكاتب الصحفي المسرحي الراحل في محرقة بني سويف أحمد عبد الحميد أقال علي أبو شادي من منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة والذي كان الراحل فؤاد عرفة قد عينه فيه قبل استلام شعراوي العمل بأيام  . قام شعراوي بتعييني نائبا لرئيس التحرير واستطعت في فترة وجيزة أن أعيد إصدارها بشكل جيد مختلف بعد أن تعثر صدورها في العهد السابق .  وكان علي أبو شادي الذي نقل للثقافة الجماهيرية حديثا واستطاع في فترة وجيزة أن يقفز علي منصب مدير إدارة السينما خلفا لفؤاد عرفه تخطيا لمن كانوا في الإدارة مثل يحي تادرس وماهر السيسي ورغم صداقتي له من خلال تعاملي معه وهو مدير إدارة السينما بشأن تحديد والتعاقد علي عرض أفلام السينما التجارية إلي أن زكاه سمير سرحان ليعمل مديرا لتسويق الفيديو لدي المنتج السوري حسين القلا الذى كان قد وفد إلي مصر وافتتح شركة كبري لإنتاج السينما والفيديو وفي خلال عامين فقط أفلس القلا وعاد أبو شادي لعمله كاملا بالثقافة الجماهيرية هو وزميل آخر من بنها اسمه معتز عيسي كان قد عين هو الآخر مديرا لتسويق الأفلام .
ظل أبو شادي محتفظا في نفسه بكثير من الحنق تجاهي فانتهز الفرصة في عهد حسين مهران أول رئيس للهيئة العامة لقصور الثقافة فأوغر صدره فأبعدني من منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وساءت علاقتي بحسين مهران بسبب ذلك ، وظلت هذه المشاعر كامنة في صدر علي أبو شادي إلي أن تم تعيينه رئيسا لهيئة قصور الثقافة في الفترة التي كنت فيها مديرا عاما لثقافة الغربية فصرح لي في طنطا عندما دعوته لحضور احتفال أقمته في ذكري محمد فوزي بمسرح البلدية بطنطا ( والذي كنت قد نجحت في إقناع المحافظ يومها الدكتور أحمد عبد الغفار بتخصيصه للثقافة الجماهيرية) . فاجأني أبو شادي بقوله بأنه لن يتم التجديد لي كمدير عام في المرة القادمة في عام 2000 وقال أن جيل القيادات الموجودة في ذلك الوقت سيحال للمعاش خلال عامين أما هو فما زال أمامه سبعة أعوام وبدأ في تصفية بعض القيادات بينما جامل أصدقاء السهرات الخاصة مثل سيد عواد الذي تولي منصبين في عهده، كمدير عام للمهرجانات ورئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، كذلك محمد كشيك الذي تولي أربعة مناصب، مدير عام الجمعيات والمساعدات الثقافية، مدير إدارة الثقافة العامة، أمين عام النشر، ورئيس تحرير مجلة قطر الندى. ولكن يشاء الله أن يطاح بعلي أبو شادي من الهيئة بعد شهور قليلة فقط بعد مشكلة الروايات الثلاث التي نشرها في الهيئة ، ولكنه قبل أن يرحل نجح في إبعادي عن الهيئة وندبي مديرا عاما لمكتب محافظ دمياط في ذلك الوقت الدكتور عبد العظيم وزير رحمه الله في منتصف عام 2000 . ظللت في عملي بمحافظة دمياط قرابة سبعة أشهر حتي تم تعيين محمد غنيم رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة إلي جانب عمله في  العلاقات الثقافية الخارجية فقام غنيم علي  الفور بالاتصال بمحافظ دمياط وأقنعه بإلغاء ندبي وعودتي لعملي كمدير عام للثقافة بالغربية تمهيدا لكي أنال حقي في الترقي كوكيل وزارة ورئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي .
المطبعة وبداية الانطلاق
أعود إلي بداية عملي لأتحدث عن تجربة فريدة لم تعمم علي مستوي الجمهورية وحثي الآن هي أنني قمت في منتصف الثمانينيات بشراء مطبعة ماستر بفرع ثقافة دمياط من إيرادات السينما التجارية ، وأقول إنه من خلال قراءاتي في التاريخ المصري علمت أن رفاعة الطهطاوي بعد أن بعثه محمد علي إلي فرنسا لكي يبني مصر الحديثة علي أساس علمي كان من أول الأشياء التي أصر علي إحضارها معه بعد بعثته في فرنسا هي المطبعة التي بها طبع أول رزنامة في تاريخ مصر المعاصر التي عرفت من بعد باسم الوقائع المصرية . وبعد لقاءات متعددة مع أدباء دمياط كانت الشكوى المتكررة من الجميع هو انعدام منافذ النشر بالنسبة لهم وتصادف أن بدأت ترد إلي مصر في تلك الآونة الجيل الأول من مطابع الماستر فتوجهت ومعي بعض الأدباء والفنيين إلي إحدى الشركات المستوردة بالمنصورة ومن عائدات سينما الثقافة بدمياط اشترينا مطبعة الماستر وكان سعرها في ذلك الوقت خمسة آلاف جنيه تقريبا وكان يعد مبلغا باهظا في أوائل الثمانينيات حتى أن فؤاد عرفة رحمه الله وكان مديرا عاما في الثقافة الجماهيرية قد اعترض من خلال الجمعية المركزية لرواد قصور وبيوت الثقافة علي قيام جمعية دمياط بشراء تلك المطبعة واعتبره ترفا لا مبرر له ولكني أصررت بدعم من مجلس إدارة الجمعية في ذلك الوقت علي شرائها وقمت بنفسي بالتدريب علي تشغيلها وبدأنا طباعة إصدارات الرواد ومجلة عروس الشمال وأغاني للأطفال وأعلام دمياط وازدهرت حركة النشر مواكبة لازدهار المؤتمرات الأدبية والمهرجانات الفنية والمسرحية .
تأثيرات السياسة علي الثقافة الجماهيرية
قبل ذلك كان السادات قد نجح فيما سمي بعد ذلك بثورة التصحيح والتخلص من مراكز القوى واتجاهه بعد انتصار أكتوبر 1973 إلي الانفتاح الاقتصادي وسعيا لهدم ما تبقي من فكر عبد الناصر والاتحاد الاشتراكي أحد أهم ملامحه فكر في أول تعددية سياسية تحت مسمي المنابر فأنشأ ثلاثة منابر يمين ووسط ويسار وأعلن عن الانضمام إليها وبطبيعة الحال كان فكر المثقفين عموما ينحاز لليسار فانضممت لهذا المنبر وبعد الإعلان عن انتخابات مجلس الشعب لأول مرة عام 1976  في ظل تلك المنابر شجعني الكثيرون علي الترشح عن دائرتي فارسكور والزرقا وكانتا دائرة واحدة ،  وكان عبد الرءوف شبانه يحتكر من قبل كرسي الفئات في تلك الدائرة بعد ضياء الدين داود رحمه الله وقد كان ما يزال مسجونا في ذلك الوقت في وزارة ممدوح سالم والتي أشيع عنها أنها كانت أنزه انتخابات جرت في مصر وأشهد أنها كانت أسوأ انتخابات علي الإطلاق ذلك أن نتيجة فوز عبد الرءوف شبانه في ذات يوم الانتخابات تمت في نفس اليوم الساعة 11 مساء بعد غلق باب التصويت بحوالي 6 ساعات فقط لم تكن كافية لفرز صناديق الانتخابات في قرية واحدة من قرى المركزين ولم يسمح لنا نحن المرشحين جميعا بحضور الفرز في مجلس مدينة فارسكور . لأصبح بعد ذلك وبعد سقوط محمد عبد السلام الزيات هو الآخر في دمياط وسقوط سعد الدين وهبة في دائرة الأزبكية بالقاهرة أمام عبد المنعم الصاوي لأتهم من قبل أجهزة الأمن أنني حولت قصر الثقافة إلي خلية شيوعية .
فكان أن أبعد سعد الدين وهبة من منصبه كوكيل أول لوزارة الثقافة وعين عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة الذي انتدب عبد الفتاح شفشق رئيس السيرك القومي في ذلك الوقت رئيسا لجهاز الثقافة الجماهيرية وكان منوطا به تنفيذ حركة تنقلات بين قيادات معينة تم مده بقائمة بأسمائهم من محافظاتهم إلي محافظات أخرى نائية إلا أن القدر شاء أن يختار شفشق الزميل المحترم عبد الرحمن الشافعي الفنان والمسرحي المعروف مديرا لمكتبه وكان في نفس الوقت مديرا لثقافة الجيزة فلعب عبد الرحمن دورا كبيرا في التهدئة وإقناعه بطرق شتي لتجميد تلك الحركة وظل الوضع علي ما هو عليه وتعاقبت القيادات حتي تم تحويل جهاز الثقافة الجماهيرية إلي هيئة عامة ذات طبيعة خاصة وعين حسين مهران أول رئيس لها عام 1989 والمعروف أن حسين مهران كان في السابق أيام سعد الدين وهبة رئيسا للشئون القانونية بالثقافة الجماهيرية .
كيف نشأت الشلل وعصابات التحكم في قصور الثقافة ؟
حتي عام 1992 كنت علي علاقة طيبة ووطيدة بحسين مهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في ذلك الوقت وكانت هذه العلاقة الطيبة مصدر قلق لبعض الزملاء في القاهرة وفي المنصورة حتي أن حسين مهران قال في أحد الاجتماعات أمامهم أنه لو كان هناك خمسة مثل محمد عبد المنعم في الثقافة الجماهيرية لفجر جميع محافظات مصر ثقافة وفنا مما أوغر صدور البعض غيرة وحقدا وبدأت حملات مكثفة منهم للوقيعة بيني وبينه ونجح علي أبو شادي في ذلك فأصدر حسين مهران قرارا مفاجئا بإبعادي عن منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وانفرد به علي أبو شادي وكنت مختارا من حسين مهران في ذلك العام للمشاركة في مؤتمر الأدباء في أسوان وخصصت لي تذكرة بالطائرة للسفر مع المسافرين إلا أنه بعد هذا القرار أوعز إليه بإلغاء سفري إلي أسوان إلا أن بعض الزملاء توسطوا فيما بيننا لاستمرار سفري وهناك في أسوان كانت المفاجأة بتكشف كل خطوط المؤامرة وعدت من هناك وأنا مصمم علي الرحيل فسعيت للسفر إلي السعودية للعمل كمترجم بإحدى الشركات بالرياض . و تقدم علي أبو شادي بمذكرة عرضها مهران علي فاروق حسني وزير الثقافة بإيقاف العمل بدور السينما التجارية وضم موارد جمعيات رواد قصور الثقافة بالمحافظات الموجودة بحسابات السينما التجارية إلي صندوق الجمعية المركزية دون وجود سند قانوني لذلك ولم يحاسبهم أحد ، وفي نفس الوقت الاستيلاء علي أموال تلك الجمعيات لتدبير نفقات إصدار مجلة الثقافة الجديدة التي كانت متعثرة في الصدور بسبب سوء التوزيع ، حتي تقدمت بطلب للحصول علي أجازة بدون مرتب للعمل بالسعودية عام 1992 وقبل سفرى أعد بعض الزملاء حفلا لتكريمي في رأس البر حضره بعض من قيادات المحافظة وتطوع البعض بتسجيل فقرات ذلك الحفل ونقل التسجيل لحسين مهران فأوغر صدره أكثر من ذى قبل.
 يشاء القدر ألا أوفق في الاستمرار في السعودية فعدت أدراجي بعد شهرين فقط عندما ساءت حالتي الصحية هناك وعند عودتي كان مهران قد عين الراحل محمد فريد عدس وهو أحد أبناء الدقهلية رشحه وتبناه محمد سويلم رئيس إقليم شرق الدلتا الأسبق رحمه الله وعند مقابلتي لحسين مهران بحضور ممدوح كمال صرح لي بأنه يريد التخلص من الحوت (علي حد قوله) صلاح مرعي في الشرقية وأن دمياط أصبحت صغيرة علي وينبغي أن أحصل علي درجة مدير عام مثل زملائي ولهذا أقنعني بالعمل كمدير عام لثقافة الشرقية عام 1992 في شهر سبتمبر تقريبا علي وعد أن محافظها في ذلك الوقت سيدبر لي استراحة أقيم بها وعلي مدار شهرين في الشرقية أنجزت أعمالا كثيرة رغم أنني اضطررت إلي السفر يوميا من دمياط إلي الزقازيق ذهابا وعودة في ساعات متأخرة من الليل ولم يبر المحافظ بوعده ولا حسين مهران بشأن تدبير استراحة فبادرت بعد شهرين من المشقة إلي طلب العودة إلي دمياط .
نقلني إلي دمياط بعد أن أخذ علي تعهدا كتابيا بعدم الترقي إلي مدير عام ، وظللت في عملي الجديد مستشارا لرئيس إقليم شرق الدلتا ومقري دمياط بلا مقر فعلي ولا اختصاصات فعلية لهذا المنصب الوهمي لمدة تقترب من الشهور السبعة حتي أعاد حسين مهران تعييني مديرا لدمياط مرة أخرى ونقل محمد فريد عدس إلي جنوب سيناء .
استأنفت عملي مرة أخرى بدمياط حتى عام 1999 ،وكان إقليم شرق الدلتا الثقافي قد أنشئ عام 1992 بعد أن تم اعتماد هيكله الإداري لأول مرة وعين الزميل الراحل محمد سويلم كأول رئيس له وكانت المنافسة فيما بيننا شديدة إلا أنني ضحيت بكثير من الفرص للترقي سواء في الهيئة بالقاهرة أو في المنصورة في بادئ الأمر لأنني كنت شديد الارتباط بدمياط كمنزل وأسرة وكعمل وبسبب الظروف الصحية المتدهورة لزوجتي الراحلة رحمها الله وكنت أرى أن خروجي من دمياط مهما كانت المغريات هو الموت بعينه لذلك كنت زاهدا في ذلك المنصب عندما أغراني حسين مهران بقبول الشرقية كخطوة لن تطول حتى يعيدني مرة أخرى لإقليم شرق الدلتا  إلا أن عدم استمراري في الشرقية كان مبررا كافيا له في استمرار سويلم في هذا المنصب حتى رحل حسين مهران وجاء مصطفي الرزاز رئيسا للهيئة وأحاطت به شلة الإدارة بالهيئة وتحكمت في قراراته الكثيرة والتي كان منها ترقيتي بالغربية لكثرة وخطورة ما كان يقع بها من مشكلات حتى أنغمس فيها ويثبت فشلي إداريا وفي نفس الوقت تعليق ترقيتي رئيسا للإقليم إذا ما نجحت في الغربية وقاموا في مقابل ذلك بعد إحالة سويلم للمعاش بندب مدير شئون العاملين بالهيئة عثمان برعي رئيسا للإقليم إلي جانب عمله كمدير عام لشئون العاملين بالهيئة وفي الغربية بدأت في تحقيق نجاحات إدارية وثقافية وفي الوقت الموعود لنقلي إلي إقليم شرق الدلتا نقل الرزاز وعين علي أبو شادي فثبت برعي في الإقليم وندبني إلي محافظة دمياط مديرا عاما لمكتب المحافظ الدكتور عبد العظيم وزير، وقبلت خلاصا من مطاردات علي أبو شادي الذى لم يطل به العهد ووقع في شر أعماله وأقصاه عاطف عبيد بعد أزمة الكتب الثلاثة التي نشرها في ذلك الوقت . وعين محمد غنيم رئيسا لهيئة قصور الثقافة فكانت أولي قراراته إلغاء ندبي للمحافظة وعودتي مديرا عام للغربية وبعد شهرين انتدبني رئيسا لإقليم شرق الدلتا حيث عينت وكيلا للوزارة ورئيسا للإقليم لما يزيد علي ثلاثة أعوام ونصف أعتقد أنني استطعت فيها بالفعل تحقيق إنجاز ما زال مشهودا ومعترفا به .
دمياط متفردة بها مؤهلات النجاح والتميز
أما عن دمياط فطبيعتها الجغرافية  وتاريخها ذات موقع ومكان عبقري أفرز علي مر التاريخ كثير من العباقرة في مختلف مجالات الحياة ومن قبل أن نولد قرأنا في كتاب دمياط الشاعرة الذي أصدرناه مع الأديب الراحل طاهر أبو فاشا وبعض مبدعينا أن دمياط أنجبت كثير من الشعراء ذوى القامات الفارهة فنا وأدبا ولو أنه لم يتحقق لأي منهم الذيوع والانتشار إلا أننا في عصرنا الحديث  ومن خلال ما أصدرناه من مطبوعات أتاحت لنا الانتشار والمعرفة في ساحة الثقافة بمصر كلها تمكن الراسخون من شعرائنا وكتابنا من تحقيق ذواتهم علي مستوي الساحة  الأدبية وساهم التقدم التكنولوجي فيما بعد من خلال الإنترنت من ذيوع شهرتهم علي ساحة العالم العربي كله  .
خاتمة
الثقافة بشكل عام هي الدرع القوي والفعال للوطن في مواجهة التخلف والتطرف الفكري بكل أشكاله دينيا كان أو سياسيا ويعظم دور وزارة الثقافة بمؤسساتها في تلك المواجهة من حين لآخر تبعا لمدي قدرة القائمين عليها في مواجهة التخلف والتطرف علي السواء ويأتي هنا دور قصور الثقافة المنتشرة في كل محافظات مصر في مقدمة المؤسسات القادرة علي تلك المواجهة إلا أننا في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن والتي بدأت مع أحداث ثورة يناير 2011 نجد أن دور وزارة الثقافة وكل مؤسساتها قد شهد في تلك المرحلة تدهورا شديدا في كل شيء بدءا من تدني كفاءة القائمين عليها وكوادرها وقياداتها المتعاقبة السريعة التي شهدت تقزما شديدا في مواجهة تعملق لقيادات التطرف وتغولها علي مناحي الحياة في مصر والعالم العربي كله لنشهد ردة ثقافية هائلة غير قادرة علي مواجهة  التخلف والتطرف بقيادات عاجزة لا تملك رؤى واضحة ولا إستراتيجية تحكم حركتها وتحدد أطر تلك الحركة بل إن تلك القيادات القاصرة وقعت ضحية صراعات علي المصالح واقتسام الكعكة الثقافية الرديئة فصار كل شيء يوحي بالعشوائية والتبدد واللا أمل ، لذا من خلال مؤتمركم هذا وفي كل مناسبة تتاح يجب أن يتبني المثقفون الحقيقيون الدعوة إلي عقد مؤتمر موسع للثقافة في مصر يضم كافة الاتجاهات الثقافية والفكرية للبحث في وضع إستراتيجية علمية للثقافة في مصر ، للوصول إليها في مراحل زمنية عاجلة تبدأ من اكتشاف القيادات القادرة والعمل علي صقلها بالتدريب المكثف الواعي وذلك حتي يمكن اللحاق بركب الحضارة العالمية ومواجهة الفكر الظلامي والإرهابي والمتخلف السائد حاليا .
                                       دمياط  27/9/2016












9- دمياط متفردة بها مؤهلات النجاح والتميز

9- دمياط متفردة بها مؤهلات النجاح والتميز

أما عن دمياط فطبيعتها الجغرافية  وتاريخها ذات موقع ومكان عبقري أفرز علي مر التاريخ كثير من العباقرة في مختلف مجالات الحياة ومن قبل أن نولد قرأنا في كتاب دمياط الشاعرة الذي أصدرناه مع الأديب الراحل طاهر أبو فاشا وبعض مبدعينا أن دمياط أنجبت كثير من الشعراء ذوى القامات الفارهة فنا وأدبا ولو أنه لم يتحقق لأي منهم الذيوع والانتشار إلا أننا في عصرنا الحديث  ومن خلال ما أصدرناه من مطبوعات أتاحت لنا الانتشار والمعرفة في ساحة الثقافة بمصر كلها تمكن الراسخون من شعرائنا وكتابنا من تحقيق ذواتهم علي مستوي الساحة  الأدبية وساهم التقدم التكنولوجي فيما بعد من خلال الإنترنت من ذيوع شهرتهم علي ساحة العالم العربي كله  ؛

خاتمة
الثقافة بشكل عام هي الدرع القوي والفعال للوطن في مواجهة التخلف والتطرف الفكري بكل أشكاله دينيا كان أو سياسيا ويعظم دور وزارة الثقافة بمؤسساتها في تلك المواجهة من حين لآخر تبعا لمدي قدرة القائمين عليها في مواجهة التخلف والتطرف علي السواء ويأتي هنا دور قصور الثقافة المنتشرة في كل محافظات مصر في مقدمة المؤسسات القادرة علي تلك المواجهة إلا أننا في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن والتي بدأت مع أحداث ثورة يناير 2011 نجد أن دور وزارة الثقافة وكل مؤسساتها قد شهد في تلك المرحلة تدهورا شديدا في كل شيء بدءا من تدني كفاءة القائمين عليها وكوادرها وقياداتها المتعاقبة السريعة التي شهدت تقزما شديدا في مواجهة تعملق لقيادات التطرف وتغولها علي مناحي الحياة في مصر والعالم العربي كله لنشهد ردة ثقافية هائلة غير قادرة علي مواجهة  التخلف والتطرف بقيادات عاجزة لا تملك رؤى واضحة ولا إستراتيجية تحكم حركتها وتحدد أطر تلك الحركة بل إن تلك القيادات القاصرة وقعت ضحية صراعات علي المصالح واقتسام الكعكة الثقافية الرديئة فصار كل شيء يوحي بالعشوائية والتبدد واللا أمل ، لذا من خلال مؤتمركم هذا وفي كل مناسبة تتاح يجب أن يتبني المثقفون الحقيقيون الدعوة إلي عقد مؤتمر موسع للثقافة في مصر يضم كافة الاتجاهات الثقافية والفكرية للبحث في وضع إستراتيجية علمية للثقافة في مصر ، للوصول إليها في مراحل زمنية عاجلة تبدأ من اكتشاف القيادات القادرة والعمل علي صقلها بالتدريب المكثف الواعي وذلك حتي يمكن اللحاق بركب الحضارة العالمية ومواجهة الفكر الظلامي والإرهابي والمتخلف السائد حاليا .
                                      محمد عبد المنعم إبراهيم محمد
                                       دمياط  27/9/2016
  

8- كيف نشأت الشلل وعصابات التحكم في قصور الثقافة

8- كيف نشأت الشلل وعصابات التحكم في قصور الثقافة

حتي عام 1992 كنت علي علاقة طيبة ووطيدة بحسين مهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في ذلك الوقت وكانت هذه العلاقة الطيبة مصدر قلق لبعض الزملاء في القاهرة وفي المنصورة حتي أن حسين مهران قال في أحد الاجتماعات أمامهم أنه لو كان هناك خمسة مثل محمد عبد المنعم في الثقافة الجماهيرية لفجر جميع محافظات مصر ثقافة وفنا مما أوغر صدور البعض غيرة وحقدا وبدأت حملات مكثفة منهم للوقيعة بيني وبينه ونجح علي أبو شادي في ذلك فأصدر حسين مهران قرارا مفاجئا بإبعادي عن منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وانفرد به علي أبو شادي وكنت مختارا من حسين مهران في ذلك العام للمشاركة في مؤتمر الأدباء في أسوان وخصصت لي تذكرة بالطائرة للسفر مع المسافرين إلا أنه بعد هذا القرار أوعز إليه بإلغاء سفري إلي أسوان إلا أن بعض الزملاء توسطوا فيما بيننا لاستمرار سفري وهناك في أسوان كانت المفاجأة بتكشف كل خطوط المؤامرة وعدت من هناك وأنا مصمم علي الرحيل فسعيت للسفر إلي السعودية للعمل كمترجم بإحدى الشركات بالرياض وحدثت تدخلات كثيرة من البعض من أجل إبعادي لكسب وده والانفراد بالحظوة لديه بسبب كثرة ما أعلنه في بداياته الأولي من أنني أحد أهم القيادات في الثقافة الجماهيرية وكثيرا ما أثني علي أدائي في محافظة دمياط  وكان من السهل التأثير عليه بالوشاية والنميمة وهو ما أجاده البعض ونجحوا فيه فكان بتأثير مباشر من علي أبو شادي أن أصدر قرارا بتعيينه نائبا لرئيس التحرير معي للثقافة الجديدة ولكن لم يقنع أبو شادي بذلك بل سعي حثيثا إلي تنحيتي تماما من المجلة وانفرد هو بمنصب نائب رئيس التحرير في غضون أيام قليلة وظلت المناوشات تتصاعد بيني وبين حسين مهران بفعل هذه الوشايات حتي تقدم له علي أبو شادي بمذكرة عرضها مهران علي فاروق حسني وزير الثقافة بإيقاف العمل بدور السينما التجارية وضم موارد جمعيات رواد قصور الثقافة بالمحافظات الموجودة بحسابات السينما التجارية إلي صندوق الجمعية المركزية دون وجود سند قانوني لذلك ولم يحاسبهم أحد وذلك لتقليم أظافر مديري الفروع المتمردين وكنت أنا علي رأسهم وفي نفس الوقت الاستيلاء علي أموال تلك الجمعيات لتدبير نفقات إصدار مجلة الثقافة الجديدة التي كانت متعثرة في الصدور بسبب التمويل وسوء التوزيع ، حتي تقدمت بطلب للحصول علي أجازة بدون مرتب للعمل بالسعودية عام 1992 وقبل سفرى أعد بعض الزملاء حفلا لتكريمي في رأس البر حضره بعض من قيادات المحافظة وتطوع البعض لتسجيل فقرات ذلك الحفل ونقل التسجيل لحسين مهران فأوغر صدره أكثر من ذى قبل وكان ابتعادي هو أقصي ما يتمناه هو وحوارييه ولكن يشاء القدر ألا أوفق في الاستمرار في السعودية فعدت أدراجي بعد شهرين فقط عندما ساءت حالتي الصحية هناك وعند عودتي كان مهران قد عين الراحل محمد فريد عدس وهو أحد أبناء الدقهلية رشحه وتبناه محمد سويلم رئيس إقليم شرق الدلتا الأسبق رحمه الله وعند مقابلتي لحسين مهران بحضور ممدوح كمال صرح لي بأنه يريد التخلص من الحوت (علي حد قوله) صلاح مرعي في الشرقية وأن دمياط أصبحت صغيرة علي وينبغي أن أحصل علي درجة مدير عام مثل زملائي ولهذا أقنعني بالعمل كمدير عام لثقافة الشرقية عام 1992 في شهر سبتمبر تقريبا علي وعد أن محافظها في ذلك الوقت سيدبر لي استراحة أقيم بها وعلي مدار شهرين في الشرقية أنجزت أعمالا كثيرة رغم أنني اضطررت إلي السفر يوميا من دمياط إلي الزقازيق ذهابا وعودة في ساعات متأخرة من الليل ولم يبر المحافظ بوعده ولا حسين مهران بشأن تدبير استراحة فبادرت بعد شهرين من المشقة إلي طلب العودة إلي دمياط في أي عمل وأمام إصراره علي إبعادي نقلني إلي دمياط بعد أن أخذ علي تعهدا كتابيا بعدم الترقي إلي مدير عام وعرض هذا الإقرار علي مجلس إدارة الهيئة وظللت في عملي الجديد مستشارا لرئيس إقليم شرق الدلتا ومقري دمياط بلا مقر فعلي ولا اختصاصات فعلية لهذا المنصب الوهمي لمدة تقترب من الشهور السبعة حتي أعاد حسين مهران تعييني مديرا لدمياط مرة أخرى ونقل محمد فريد عدس إلي جنوب سيناء .
استأنفت عملي مرة أخرى بدمياط حتى عام 1999 ،وكان إقليم شرق الدلتا الثقافي قد أنشئ عام 1992 بعد أن تم اعتماد هيكله الإداري لأول مرة وعين الزميل الراحل محمد سويلم كأول رئيس له وكانت المنافسة فيما بيننا شديدة إلا أنني ضحيت بكثير من الفرص للترقي سواء في الهيئة بالقاهرة أو في المنصورة في بادئ الأمر لأنني كنت شديد الارتباط بدمياط كمنزل وأسرة وكعمل وبسبب الظروف الصحية المتدهورة لزوجتي الراحلة رحمها الله وكنت أرى أن خروجي من دمياط مهما كانت المغريات هو الموت بعينه لذلك كنت زاهدا في ذلك المنصب عندما أغراني حسين مهران بقبول الشرقية كخطوة لن تطول حتى يعيدني مرة أخرى لإقليم شرق الدلتا  بعد التخلص من سويلم علي حد قوله إلا أن عدم استمراري في الشرقية كان مبررا كافيا له في استمرار سويلم في هذا المنصب حتى رحل حسين مهران وجاء مصطفي الرزاز رئيسا للهيئة وأحاطت به شلة الإدارة بالهيئة وتحكمت في قراراته الكثيرة والتي كان منها ترقيتي بالغربية لكثرة وخطورة ما كان يقع بها من مشكلات حتى أنغمس فيها ويثبت فشلي إداريا وفي نفس الوقت تعليق ترقيتي رئيسا للإقليم إذا ما نجحت في الغربية وقاموا في مقابل ذلك بعد إحالة سويلم للمعاش بندب مدير شئون العاملين بالهيئة عثمان برعي رئيسا للإقليم إلي جانب عمله كمدير عام لشئون العاملين بالهيئة وفي الغربية بدأت في تحقيق نجاحات إدارية وثقافية وفي الوقت الموعود لنقلي إلي إقليم شرق الدلتا نقل الرزاز وعين علي أبو شادي فثبت برعي في الإقليم وندبني إلي محافظة دمياط مديرا عاما لمكتب المحافظ الدكتور عبد العظيم وزير ندبا وقبلت خلاصا من مطاردات علي أبو شادي الذى لم يطل به العهد ووقع في شر أعماله وأقصاه عاطف عبيد بعد أزمة الكتب الثلاثة التي نشرها في ذلك الوقت وهاجت عليه الدنيا باعتبارها ازدراء للدين وعين محمد غنيم رئيسا لهيئة قصور الثقافة فكانت أولي قراراته إلغاء ندبي للمحافظة وعودتي مديرا عام للغربية وبعد شهرين انتدبني رئيسا لإقليم شرق الدلتا حيث عينت وكيلا للوزارة ورئيسا للإقليم لما يزيد علي ثلاثة أعوام ونصف أعتقد أنني استطعت فيها بالفعل تحقيق إنجاز ما زال مشهودا ومعترفا به .