الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

يسري الجندي الكاتب العصامي

 

يسري الجندي الكاتب العصامي


يحتل يسري الجندي موقعاً متميزاً بين كتاب المسرح المصري والعربي باجتهاداته المستمرة في تأصيل شكل مسرحي عربي له رؤاه المعاصرة مستلهماً التراث الشعبي، والتنقيب في ثنايا التاريخ لإعادة كتابته برؤي درامية مختلفة ، وهو الذي بني نفسه بنفسه فلم يلتحق بمعهد المسرح أو غيره ولم يتلقي تعليما متخصصا في المسرح ولكنه يعتبر عصامي النشأة ككاتب مسرحي ؛


بدأ يتواجد في الساحة المسرحية ابتداء من أواخر الستينيات بكتابة مسرحية ( الشمس وصحراء الجليد ) وأنتجها وأخرجها بالتعاون مع صديقه الأنتيم محمد أبو العلا السلاموني في رابطة التعليم الابتدائي بدمياط حيث كانا يعملان بالتعليم الابتدائي وقدماها في رأس البر ولكنها لم تحقق أي نجاح جماهيري يذكر ثم أعاد يسري اكتشاف منهجه الخاص في الكتابة للمسرح بمسرحية ما حدث لليهودي التائه مع المسيح المنتظر وتتالت بعدها مسرحيات مهمة حيث توجت اجتهاداته عام 1981 بحصوله على جائزة الدولة التشجيعية في المسرح ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ثم جائزة الدولة للتفوق عام 2005 للفنون. مثلت أعماله في العديد من الدول العربية كما مثلت أعماله في عدة مهرجانات دولية وعربية. وقدم له اتحاد الفنانين العرب أول إنتاج  مسرحي له بمسرحية " واقدساه ".

يسري الجندي توقف تحصيله العلمي والدراسي عند دبلوم المعلمين ولكن صديقه الأثير أكمل تعليمه منزليا بحصوله علي ليسانس الفلسفة وسوي حالته وظيفيا ، إلا أن يسري الجندي بدأبه الشخصي استطاع أن ينتقل من التربية والتعليم إلي الثقافة الجماهيرية وتولي عدة مناصب إدارية فيها حتي وصل إلي منصب مدير عام إدارة المسرح بها ثم مستشارا لرئيس الهيئة للمسرح .

له أعمال عديدة منها : عنترة – ما حدث لليهودي التائه مع المسيح المنتظر – الهلالية – رابعة العدوية – المحاكمة – علي الزيبق – واقدساه – الساحرة وصدر الجزئين الأول والثاني من مجموعة الأعمال الكاملة بهيئة الكتاب لمسرحياته " ثماني عشرة مسرحية " وصدر له مسرحية " الإسكافي ملكاً " عام 2002م.

أهم ما يميز يسري الجندي علي المستوي الإنساني أنه لم يكن نرجسيا علي الإطلاق بل علي العكس فقد مد يد المساعدة والعون لكل من عرفهم من كتاب الدراما والمهتمين بالمسرح من أبناء دمياط فكان راعيا لطموحات كثير من أبناء دمياط الموهوبين بدءا من الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلاموني ومجدي الجلاد وأحمد عبد الرازق والشربيني وعبد الستار الخضري( بابيون ) فساعدهم علي الانتقال إلي القاهرة لتحقيق طموحاتهم الفنية تأسيا بتجربته وهو ما لم يقم به غيره .