الأربعاء، 3 فبراير 2016

الثقافة الجماهيرية في 40 عاما


الثقافة الجماهيرية في 40 عاما
1965 - 2004
شهادة مختصرة عن عملي بالثقافة الجماهيرية
1965 – 2004



تخرجت من قسم الصحافة بآداب القاهرة عام 1964 وكنت أعمل أثناء الدراسة محررا في جريدة المساء عام 1963 ثم في الجمهورية عام 1964 ثم حرمت من التعيين بالصحافة رغم أنني كنت الثاني علي دفعتي لسبب أنني كنت أعمل مع عبد الحميد سرايا مدير التحرير ووشي بي ناصف سليم لحلمي سلام بعد مذبحة الصحفيين التي تم فيها الاستغناء عن كثير من الصحفيين ومنهم سرايا وعينت في مصلحة الاستعلامات فطلبت نقلي لدمياط بعد أقل من عام بعد أن كنت أعمل مع دمياطية متميزة في مصلحة الاستعلامات هي سوسن مشرفة رئيسة قسم الرأي العام بمصلحة الاستعلامات وفي مركز الثقافة والاستعلامات عملت أول الأمر مع الراحل سعد الدين عبد الرازق مدير الثقافة والاستعلامات عام 1965 كأخصائي ثقافي وبعد فصل الاستعلامات عن الثقافة تم توزيعي عشوائيا علي الثقافة ثم تم تفرغي للعمل كأمين تنظيم منظمة الشباب الاشتراكي بفارسكور لمدة تصل إلي 3 سنوات وبعد خلافات مع قيادات تلك المنظمة عام 1969 تم إنهاء تفرغي وفصلي من المنظمة فندبت للعمل مدرسا للغة الإنجليزية بمدرسة الزرقا التجارية لمدة عامين دراسيين ثم ألغي انتدابي مع تولي سعد الدين وهبة رئاسة الثقافة الجماهيرية وألحقت بمركز إعداد الرواد بالقاهرة لمدة 8 شهور في دورة إعداد الرواد الثقافيين وحصلت علي المركز الأول علي الدورة وعينني سعد وهبة مديرا لقصر ثقافة دمياط عام 1971 ومنحني جائزة مالية ورحلة إلي ألمانيا الشرقية لمدة ثلاثة أسابيع عام 1975 ثم عينت مديرا لمديرية الثقافة بدمياط عام 1980 وحتي نقلت مديرا عام للشرقية ثم مديرا عاما للثقافة بالغربية فوكيل وزارة ورئيس لإقليم شرق الدلتا الثقافي عام 2001 وحتي خروجي للمعاش . ثم عملت مستشارا إعلاميا لمحافظ دمياط  لمدة سبع سنوات ثم اخترت بعد تعيين البرادعي وزيرا للإسكان الركون للراحة والتقاعد خاصة بعد تكرر المظاهرات وحصار مبني المحافظة في دمياط ومحاولات التهجم علي المبني أكثر من مرة في أحداث ثورة يناير 2011 .
كان لسعد الدين وهبة رحمه الله دورا كبيرا في حياتي بدأ هذا الدور بإعادتي إلي الثقافة الجماهيرية مرة أخري وكنت قد قطعت قبلها شوطا بوساطة الراحل الكبير ضياء الدين داود للانتقال إلي التربية والتعليم للعمل كمدرس للغة الإنجليزية وكنت منتدبا في تلك الفترة لهذا العمل في مدرسة الزرقا الثانوية التجارية عامي 69 / 70 هروبا من التعقيدات الإدارية التي كنت أعاني منها بعد أن انتقلت من القاهرة للعمل بمركز الثقافة والاستعلامات بدمياط تحت رئاسة أستاذنا الراحل سعد الدين عبد الرازق فكنت في أحد الزيارات للأستاذ ضياء في مكتبه بالاتحاد الاشتراكي في القاهرة علي كورنيش النيل وكان أمينا للثقافة والفكر والإعلام في اللجنة المركزية وحضر الأستاذ سعد الدين وهبة وفاتحه الأستاذ ضياء في رغبتي في النقل إلي التربية والتعليم فرفض بشدة بعد حوار معي وقال أنا محتاج لك في الثقافة الجماهيرية وأقنعني أنه ليس من الحكمة ترك الثقافة إلي التربية والتعليم وعدت أدراجي مقتنعا بالإكراه بما قال وبعد فترة استدعاني للقائه بمكتبه في مبني البنك الصناعي بشارع الجلاء وعرض علي الاشتراك في الدورة الثالثة لمركز إعداد الرواد الثقافيين في هليوبوليس بالقاهرة لمدة 8 شهور وبالطبع لابد أن أقبل وفي الدورة كان معي محمد غنيم الذى كان مديرا لقصر ثقافة الحرية بالإسكندرية بينما كان فاروق حسني مديرا لقصر ثقافة الأنفوشي وفي مركز إعداد الرواد كان مع غنيم مجموعة كبيرة من العاملين والعاملات مرؤوسيه بقصر ثقافة  الحرية فكان غنيم يتخذهم دروعا لتأييده وقت اللزوم حيث نشأت فيما بيننا منافسة شديدة علي الفوز بالمركز الأول علي الدورة في تيرمها الأول والثاني وكانت المنافسة واضحة من المناقشات والحوارات في المحاضرات وفي اللقاءات الأسبوعية التي كان يحضرها معنا الأستاذ سعد الدين وهبة والذي استطاع ببراعة أن يطبع فينا الكثير من شخصيته القوية وثقافته الموسوعية الغزيرة وفي اختبارات التيرم الأول كانت المفاجأة بفوزي بالمركز الأول وغنيم بالمركز الثاني وفي التيرم الثاني في نهاية الشهور الثمانية كان ترتيبي أيضا الأول والثاني كانت زميلة اسمها ليلي صلاح الدين والثالث محمد غنيم وفي حفل التخرج تسلمت مكافأة مالية وشهادة تقدير وخطاب تعييني كمدير لقصر ثقافة دمياط وكان ذلك في صيف 1971 تقريبا ولم يكن مبني القصر قد اكتمل وكان ينقصه الكثير وكانت تعليمات سعد وهبة لي قبل أن أبرح القاهرة أن لا أسمح للمجلس الشعبي للمحافظة باحتلال مبني القصر ومسرحه بأي طريقة وبالفعل عندما قدمت لدمياط فوجئت أن مدير القصر الذي سأتسلم منه العمل ويدعي ممدوح بدران وكان شابا مثقفا ومبدعا وشاعرا إلا أنه كبورسعيدي لم يقو علي مواجهة المجلس الشعبي للمحافظة بقيادة حمزة السنباطي رحمه الله والذي كان قد وضع يده بالفعل علي واجهة القصر واختار حجرة في صالة المدخل الرئيسي لتكون حجرته كرئيس لهذا المجلس وطلب إلي شركة حسن علام التي كانت تقوم بتشطيب المبني أن تفصل بين واجهة المدخل الرئيسي وبين باقي المبني في الدور الأرضي والدور الثاني الذى به مدخل البلكون للمسرح وأصبح القصر فقط الجناح الأرضي المطل علي الشارع المؤدي للإستاد والجناح الذى يعلوه فقط وحجرة مدير القصر هي الحجرة التي علي يسار السلم في الدور الثاني ليفصل بينها وبين المكتبة درجات السلم وكان المرحوم سعد الدين عبد الرازق قد استبعد من الإدارة هو ومجموعة كبيرة من مديري الثقافة علي مستوي قصور الثقافة بكل المحافظات من القيادات كبيرة السن والتي كانت محولة أصلا من التربية والتعليم عندما كانت تلك القصور في بداية الأمر تحت اسم الجامعة الشعبية وكانت إحدى مرافق التربية والتعليم أو وزارة المعارف من قبل وبدأنا في العمل وكانت محافظة بورسعيد مهجرة في كثير من المحافظات وكان بدمياط أعداد كبيرة من أهلها احتلوا كل رأس البر وكثير من أحياء دمياط وكان أغلب رواد القصر من شباب وشابات بورسعيد المحبين للفن والثقافة في مقابل انصراف الدمايطة عن الثقافة لأنها في نظر الأسر في ذلك الوقت مضيعة للوقت ، والمصلحة أهم فكانت بداية صعبة في مكان منقوص ومحروم من المسرح أهم مرفق في أي قصر ثقافة ورواد قليلون أغلبهم بورسعيدي وخصومة بين الأدباء وبين أدارة الثقافة بسبب حل جمعيتهم المستقلة وضمها لجمعية رواد قصر وبيوت الثقافة في محافظة دمياط فيما بعد وارتباط شخصي أثير بين قيادات الحركة الأدبية وبين المدير الشاب المنقول والذى أخذت مكانه علي غير هواهم تلك باختصار شديد كانت البداية وكانت بداية شديدة الصعوبة إلا أن الله وفقنا واستطعنا تجاوز كل المعوقات فيما بعد .


2- ولأن العمل في الثقافة يحتاج إلي إلمام معقول بأبجديات الثقافة وممارسة العمل بها من منطلق الهواية وليس الاحتراف ومن ثم الإيمان بأن العمل مع المثقفين يحتاج إلي كوادر مثقفة وليس إلي موظفين وهذا ما تطلب الاعتماد بشكل كبير علي الرواد في إدارة شئون الثقافة .
وطالما كانت العلاقة متوازنة وندية حقق الاثنان ما يأملان فيه من نجاح أما إذا تعالي أحدهما علي الآخر فالفشل ينتظرهما بمعني أن الإداري الذى بطبيعة الحال يملك مقومات الإنسان المثقف لا ينبغي أن يتعالي إداريا علي الأدباء والمثقفين لأنه يخدمهم ويعمل علي إتاحة سبل تحقيق الذات بالنسبة لهم وفي نفس الوقت ينبغي علي المثقفين ألا يتعاملوا مع الإداري علي أنه فنيا في مرتبة دونية باعتباره مجرد موظف لا يملك ما يمتلكونه من أدوات الإبداع في حين أنه لابد أن يكون مبدعا في مجاله الإداري وهي ملكة مثل ملكة الإبداع في الأدب أو الفن 
وقد كانت الثقافة الجماهيرية فكرة عبقرية أتاحت أدوات الثقافة للجميع في كل ربوع مصر بعد أن كانت حكرا علي العاصمة وبعض المدن القليلة في مصر فقط وإلي الثقافة الجماهيرية يرجع الفضل في خلق جيل كبير رائد في مدن وقرى مصر في الأدب والمسرح والموسيقي والفن التشكيلي ومع أن فكرة الثقافة الجماهيرية أصلا فكرة يسارية منقولة عن الكتلة الشرقية إبان تطبيق قرارات يوليو الاشتراكية في مصر في عام 1960 كحل بديل لحصار واحتكار العلم والثروة للغرب فقد أصبحت تلك الفكرة ضرورة حياة بالنسبة لكل أطياف الشعب الذين عرفوا من خلالها الأدب والمسرح ومختلف ألوان الفنون . أما بالنسبة لجيلي فكلنا ندين بالفضل إلي الراحل الكبير سعد الدين وهبة ولو أن سعد كامل قد سبقه في تنفيذها إلا أن سعد وهبة هو من نشرها في كل ربوع مصر.
وعندما نقلت من مصلحة الاستعلامات في صيف 1965 لمركز الثقافة والاستعلامات بدمياط كانت جمعية رواد الأدبية المستقلة والتي نشأت في أحضان الثقافة في مركز الثقافة والاستعلامات بدمياط وبدعم كبير من أحد الزملاء من العاملين بالثقافة وهو كامل الدابي أمين المكتبة وظلت الجمعية تمارس نشاطها في مقر مركز الثقافة وهو مقر الإشهار ثم ما لبثت أن دخلت في معارك سياسية بدأت عندما اشترك عبد الرحمن عرنسة رئيس مجلس إدارتها في ندوة كانت بعنوان الفراغ الفكري حيث انتقد بشدة تجربة القطاع العام وبعض التطبيقات الاشتراكية التي كانت تأخذ بالشكل دون المضمون كما رأي وكان الاتحاد الاشتراكي في ذلك الوقت في طور قوته كتنظيم سياسي له أساليبه والتي كان من بينها تنظيم سري يسمي التنظيم الطليعي لم يكن أعضاؤه معروفين للعامة وكان أحدهم مكلفا بمتابعة نشاط مركز الثقافة  فكتب تقريرا أدي إلي وقف عبد الرحمن عرنسة عن العمل لفترة طويلة فكانت مضاعفات هذا الإيقاف وردود الأفعال المختلفة لدي الجماعة مرصودة من ذلك التنظيم واستمرت التقارير عن الجماعة في الاتحاد الاشتراكي تزيد من رصيدها السلبي لدي قيادات هذا التنظيم بالإضافة إلي وقوع الكثير من المشكلات الإدارية بين الجماعة وبين إدارة المركز في ذلك الوقت وهم سعد الدين عبد الرازق الذى حدث في تلك الفترة أن تم تفرغه للعمل في الاتحاد الاشتراكي وأوكل قيادة العمل بمركز الثقافة إلي الراحل محمد السروي وقد كان رجلا فاضلا إلا أنه كان مؤهل متوسط ويتولي الشئون الإدارية في المركز ورغم أنه لا يجوز إداريا أن يتولي عمل قيادي إلا أن سعد عبد الرازق قد كلفه بالقيام بعمله كمدير للمركز وكان سريع التبرم بآراء المبدعين وفقد صبره إزاء تمردهم ومن باب خوفه علي نفسه من أن ينسب إليه رعاية ما يقولون أو يكتبون من أفكار رافضة ومعارضة بشكل أو بآخر كل ذلك أدي في النهاية إلي صدور قرار من الشئون الاجتماعية في ذلك الوقت بدمج الجماعة ( جماعة الرواد الأدبية ) في جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بمحافظة دمياط وقد كان صدور هذا القرار بإيعاز من الاتحاد الاشتراكي وأمن الدولة وتم تعميمه في باقي المحافظات تحت شعار دمج الجمعيات المتشابهة في النشاط في جمعية واحدة وقد لاقي هذا القرار معارضة شديدة من الأدباء واستمرت المعارضة حني قدمت مرة أخرى للعمل بدمياط كمدير لقصر الثقافة بها عام 1971 بعد إنهاء ندبي إلي الاتحاد الاشتراكي بفارسكور كأمين تنظيم لمنظمة الشباب بها ومن بعدها بالتربية والتعليم حيث كنت أعمل مدرسا للغة الإنجليزية بمدرسة الزرقا الثانوية التجارية وكانت معارضة الأدباء لقرار الدمج ما زالت قائمة وقد تزعم البعض تلك المعارضة التي كانت عائقا كبيرا في بداية مشوار حياتي بالثقافة في دمياط حتي تمكنت بمساعدة بعض الأدباء الكبار سنا في اجتياز هذه الأزمة التي لم يكن لي فيها ناقة ولا جمل ، أما جمعية ضفاف فقد نشأت منشقة عن جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بدمياط ( نادي الأدب ) في أحضان حزب التجمع الوطني وقد قام بها بعض الأدباء من الشباب ذوي الميول اليسارية في ذلك الوقت وأعتقد أن أسباب قيامها كانت سياسية ولم تكن أدبية وهذا ما عجل بنهايتها إلا أنها كانت تجربة ثرية ضمت بعض الأدباء الشباب إلي جانب بعض السياسيين الذين لم يعجبهم في ذلك الوقت استقالتي من منبر اليسار حيث كنت من مؤسسي هذا المنبر في دمياط وكنت أول مرشح له في انتخابات مجلس الشعب بمركز فارسكور عندما كان محمد عبد السلام الزيات مرشحا يساريا مستقلا في دمياط أمام حمدي عاشور ورغم أنني رفضت عرضا من المهندس حسب الله الكفراوي محافظ دمياط في ذلك الوقت بالانضمام إلي منبر الوسط ( حزب مصر ) فيما بعد إلا أن بعض اليساريين المتشددين فيما بعد قد ظلوا في شكوكهم تجاهي أنني علي علاقة بأمن الدولة وأجهزة السلطة وهو ما دحضته الأيام فيما بعد .
في ظل قيادة سعد الدين وهبة للثقافة الجماهيرية كان الرجل مقتنعا بقدراتي وكان داعما قويا لي في بداية مشواري الإداري فكنت ألقي منه كل الدعم والرعاية والاستجابة لكل مطالبي للموقع وفي ظل رعايته حققت بعض النجاح الإداري مما أثار حفيظة زملاء كثيرين وغيرتهم التي وصلت في بعض الأحيان إلي محاولة الانقضاض علي كلما وجدوا أن الفرصة متاحة وظل ذلك مطلبا ملحا لبعضهم لم يتنازل عنه حتي تحولت الثقافة الجماهيرية إلي هيئة وعين حسين مهران كأول رئيس لتلك الهيئة وكان ذلك تتويجا لنضال مرير لسعد الدين وهبة بتحويل الثقافة الجماهيرية إلي هيئة مستقلة وقد كان ولكن بعد أن تم إقصاء سعد الدين وهبة من وزارة الثقافة بالكامل وتلك قصة أخرى كبيرة ، من بعد سعد وهبة تعاقب علي رئاسة الثقافة الجماهيرية قيادات كثيرة كان منهم سعد عبد الحفيظ ومحمد يوسف وسمير سرحان وحمدي غيث وعبد الفتاح شفشق وعبد المعطي شعراوي لم يتركوا جميعا أي بصمات تذكر علي الجهاز باستثناء سمير سرحان الذى انطلاقا من حبه للمسرح نظم مهرجانا متميزا للمسرح في القاهرة أطلق عليه مهرجان ال 100 ليلة مسرحية أما أخر تلك القيادات فكان الدكتور عبد  المعطي شعراوي .

3- كانت الثقافة الجماهيرية قد حصلت علي ترخيص بإصدار مجلة ثقافية هي مجلة الثقافة الجديدة وقد تدهور حالها وساء توزيعها حتي جاء عبدالمعطي شعرواي آخر رئيس لجهاز الثقافة الجماهيرية قبل أن تتحول إلي هيئة وبتوصية من الكاتب الصحفي المسرحي الراحل في محرقة بني سويف أحمد عبد الحميد والذى نصحه بإقالة علي أبو شادي من منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة والذى كان الراحل فؤاد عرفة قد عينه فيه وقام شعراوي بتعييني نائبا لرئيس التحرير واستطعت في فترة وجيزة أن أعيد إصدارها بشكل جيد مختلف بمعاونة محمد  الجمال مدير الثقافة العامة أيامها ومحمد كشيك بعد أن تعثر صدورها في العهد السابق وهو ما أثار حفيظة علي أبو شادي ضدي  وكان علي أبو شادي قد نقل للثقافة الجماهيرية حديثا واستطاع في فترة وجيزة أن يقفز علي منصب مدير إدارة السينما خلفا لفؤاد عرفه تخطيا لمن كانوا أقدم في تلك الإدارة مثل يحي تادرس وماهر السيسي ورغم صداقتي له من خلال تعاملي معه وهو مدير إدارة السينما بشأن تحديد والتعاقد علي عرض أفلام السينما التجارية خاصة فترة إدارة سمير سرحان للثقافة الجماهيرية إلي أن زكاه الأخير ليعمل مديرا لتسويق الفيديو إلي جانب عمله لدي المنتج السوري حسين القلا الذى كان قد وفد إلي مصر وافتتح شركة كبري لإنتاج السينما والفيديو وفي خلال عامين فقط أفلس القلا وعاد أبو شادي لعمله كاملا بالثقافة الجماهيرية هو وزميل آخر من بنها اسمه معتز عيسي كان قد عين هو الآخر مديرا لتسويق الأفلام بتلك الشركة وساهم كلاهما في إفلاس القلا في فترة وجيزة وظل أبو شادي محتفظا في نفسه بكثير من الحنق تجاهي فانتهز الفرصة في عهد حسين مهران أول رئيس للهيئة العامة لقصور الثقافة فأوغر صدره فأبعدني من منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وساءت علاقتي بحسين مهران بسبب ذلك عن طريق علي أبو شادي وأساليبه التي مازال الكثيرون يجهلونها وظلت هذه المشاعر كامنة في صدر علي أبو شادي إلي أن تم تعيينه رئيسا لهيئة قصور الثقافة في الفترة التي كنت فيها مديرا عام لثقافة الغربية فصرح لي في طنطا عندما دعوته لحضور احتفال أقمته في ذكري محمد فوزي بمسرح البلدية بطنطا والذى كنت قد نجحت في إقناع المحافظ يومها الدكتور أحمد عبد الغفار بتخصيصه للثقافة الجماهيرية وفاجأني أبو شادي في المسرح بقوله بأنه لن يتم التجديد لي كمدير عام في المرة القادمة في عام 2000 وقال أن جيل القيادات الموجودة في ذلك الوقت كله سيحال للمعاش خلال عامين أما هو فما زال أمامه سبعة أعوام وبدأ في تصفية بعض القيادات بالفعل بينما جامل أصدقاء السهرات الخاصة مثل سيد عواد الذي تولي منصبين في عهده، كمدير عام للمهرجانات ورئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، كذلك محمد كشيك الذي تولي أربعة مناصب، مدير عام الجمعيات والمساعدات الثقافية، مدير إدارة الثقافة العامة، أمين عام النشر، ورئيس تحرير مجلة قطر الندى. ولكن يشاء الله أن يطاح بعلي أبو شادي من الهيئة بعد شهرين فقط بعد فضيحة الروايات الثلاث التي نشرها في الهيئة تحت شعار التنوير ولكنه قبل أن يرحل نجح في إبعادي عن الهيئة وندبي مديرا عاما لمكتب محافظ دمياط في ذلك الوقت الدكتور عبد العظيم وزير رحمه الله في منتصف عام 2000 وصدر القرار في غضون ساعات بالتليفون . وظللت في عملي بمحافظة دمياط قرابة سبعة أشهر حتي تم تعيين محمد غنيم رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة إلي جانب عمله في  العلاقات الثقافية الخارجية فقام غنيم علي  الفور بالاتصال بمحافظ دمياط وأقنعه بإلغاء ندبي وعودتي لعملي كمدير عام للثقافة بالغربية تمهيدا لكي أنال حقي في الترقي كوكيل وزارة ورئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي ؛


4- أعود إلي بداية عملي لأتحدث عن تجربة فريدة لم تعمم علي مستوي الجمهورية وحثي الآن هي أنني قمت في أوائل الثمانينيات بشراء مطبعة ماستر بفرع ثقافة دمياط من إيرادات السينما التجارية وكانت هي المطبعة الوحيدة الموجودة بكل فروع الثقافة علي مستوي مصر كلها ، وأقول إنه من خلال قراءاتي في التاريخ المصري علمت أن رفاعة الطهطاوي بعد أن بعثه محمد علي إلي فرنسا لكي يبني مصر الحديثة علي أساس علمي كان من أول الأشياء التي أصر علي إحضارها معه بعد بعثته في فرنسا هي المطبعة التي بها طبع أول رزنامة في تاريخ مصر المعاصر التي عرفت من بعد باسم الوقائع المصرية والتي ما زالت تصدر حتي الآن لذلك وبعد لقاءات متعددة مع أدباء دمياط كانت الشكوى المتكررة من الجميع هو انعدام منافذ النشر بالنسبة لهم وتصادف أن بدأت ترد إلي مصر في تلك الآونة الجيل الأول من مطابع الماستر فتوجهت ومعي بعض الأدباء والفنيين إلي إحدى الشركات المستوردة بالمنصورة ومن عائدات سينما الثقافة بدمياط اشترينا مطبعة الماستر وكان سعرها في ذلك الوقت خمسة آلاف جنيه تقريبا وكان يعد مبلغا باهظا في أوائل الثمانينيات حتى أن فؤاد عرفة رحمه الله وكان مديرا عاما في الثقافة الجماهيرية قد اعترض من خلال الجمعية المركزية لرواد قصور وبيوت الثقافة علي قيام جمعية دمياط بشراء تلك المطبعة واعتبره ترفا لا مبرر له ولكني أصررت بدعم من مجلس إدارة الجمعية في ذلك الوقت علي شرائها وقمت بنفسي بالتدريب علي تشغيلها وبدأنا طباعة إصدارات الرواد ومجلة عروس الشمال وأغاني للأطفال وأعلام دمياط وازدهرت حركة النشر مواكبة لازدهار المؤتمرات الأدبية والمهرجانات الفنية والمسرحية .
قبل ذلك كان السادات قد نجح من قبل فيما سمي بعد ذلك بثورة التصحيح والتخلص من مراكز القوى واتجاهه بعد انتصار أكتوبر 1973 إلي الانفتاح الاقتصادي وسعيا لهدم ما تبقي من فكر عبد الناصر والاتحاد الاشتراكي أحد أهم ملامحه فكره ، وفي أول تعددية سياسية تحت مسمي المنابر فأنشأ ثلاثة منابر يمين ووسط ويسار وأعلن عن الانضمام إليها وبطبيعة الحال كان فكر المثقفين عموما ينحاز لليسار فانضممت لهذا المنبر وبعد الإعلان عن انتخابات مجلس الشعب لأول مرة عام 1976  في ظل تلك المنابر شجعني الكثيرون علي الترشح عن دائرتي فارسكور والزرقا وكانتا دائرة واحدة تضم المركزين الحاليين وكان عبد الرءوف شبانه يحتكر من قبل كرسي الفئات في تلك الدائرة بعد ضياء الدين داود رحمه الله وقد كان ما يزال مسجونا في ذلك الوقت في وزارة ممدوح سالم والتي أشيع عنها أنها كانت أنزه انتخابات جرت في مصر وأشهد أنها كانت أسوأ انتخابات علي الإطلاق ذلك أن نتيجة فوز عبد الرءوف شبانه في ذات يوم الانتخابات تمت في نفس اليوم الساعة 11 مساء بعد غلق باب التصويت بحوالي 6 ساعات فقط لم تكن كافية لفرز صناديق الانتخابات في قرية واحدة من قرى المركزين ولم يسمح لنا نحن المرشحين جميعا بحضور الفرز في مجلس مدينة فارسكور . لأصبح بعد ذلك وبعد سقوط محمد عبد السلام الزيات هو الآخر في دمياط وسقوط سعد الدين وهبة في دائرة الأزبكية بالقاهرة أمام عبد المنعم الصاوي لأتهم من قبل أجهزة الأمن أنني شيوعي حولت قصر الثقافة إلي خلية شيوعية وعانينا الكثير من جراء هذه التجربة التي فرضت علينا ولم نسع إليها.
فكان أن أبعد سعد الدين وهبة من منصبه كوكيل أول لوزارة الثقافة وعين عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة والذى سارع بتعيين عبد الفتاح شفشق رئيس السيرك القومي في ذلك الوقت رئيسا لجهاز الثقافة الجماهيرية الذى أناط به  الوزير تنفيذ حركة تنقلات واسعة بين قيادات معينة تم مده بقائمة بأسمائهم من محافظاتهم إلي محافظات أخرى نائية إلا أن القدر شاء أن يختار شفشق الزميل المحترم عبد الرحمن الشافعي الفنان والمسرحي المعروف مديرا لمكتبه وكان في نفس الوقت مديرا للجيزة فلعب عبد الرحمن دورا كبيرا في التهدئة وإقناعه بطرق شتي لتجميد تلك الحركة وظل الوضع علي ما هو عليه وتعاقبت القيادات حتي تم تحويل جهاز الثقافة الجماهيرية إلي هيئة عامة ذات طبيعة خاصة وعين حسين مهران أول رئيس لها عام 1989 والمعروف أن حسين مهران كان في السابق أيام سعد الدين وهبة رئيسا للشئون القانونية بالثقافة الجماهيرية وتنقل بين عدة وظائف حتي وصل إلي منصب الوكيل الأول لوزارة الثقافة ثم رئيس هيئة قصور الثقافة منذ نشأتها وحتي إحالته للمعاش ؛


5- حتي عام 1992 كنت علي علاقة طيبة ووطيدة بحسين مهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في ذلك الوقت وكانت هذه العلاقة الطيبة مصدر قلق لبعض الزملاء في القاهرة وفي المنصورة حتي أن حسين مهران قال في أحد الاجتماعات أمامهم أنه لو كان هناك خمسة مثل محمد عبد المنعم في الثقافة الجماهيرية لفجر جميع محافظات مصر ثقافة وفنا مما أوغر صدور البعض غيرة وحقدا وبدأت حملات مكثفة منهم للوقيعة بيني وبينه ونجح علي أبو شادي في ذلك فأصدر حسين مهران قرارا مفاجئا بإبعادي عن منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وانفرد به علي أبو شادي وكنت مختارا من حسين مهران في ذلك العام للمشاركة في مؤتمر الأدباء في أسوان وخصصت لي تذكرة بالطائرة للسفر مع المسافرين إلا أنه بعد هذا القرار أوعز إليه بإلغاء سفري إلي أسوان إلا أن بعض الزملاء توسطوا فيما بيننا لاستمرار سفري وهناك في أسوان كانت المفاجأة بتكشف كل خطوط المؤامرة وعدت من هناك وأنا مصمم علي الرحيل فسعيت للسفر إلي السعودية للعمل كمترجم بإحدى الشركات بالرياض وحدثت تدخلات كثيرة من البعض من أجل إبعادي لكسب وده والانفراد بالحظوة لديه بسبب كثرة ما أعلنه في بداياته الأولي من أنني أحد أهم القيادات في الثقافة الجماهيرية وكثيرا ما أثني علي أدائي في محافظة دمياط  وكان من عيوب حسين مهران الخطيرة أنه من السهل التأثير عليه بالوشاية والنميمة وهو ما أجاده البعض ونجحوا فيه فكان بتأثير مباشر من علي أبو شادي أن أصدر قرارا بتعيينه نائبا لرئيس التحرير معي للثقافة الجديدة ولكن لم يقنع أبو شادي بذلك بل سعي حثيثا إلي تنحيتي تماما من المجلة وانفرد هو بمنصب نائب رئيس التحرير في غضون أيام قليلة وظلت المناوشات تتصاعد بيني وبين حسين مهران بفعل هذه الوشايات حتي تقدم له علي أبو شادي بمذكرة عرضها مهران علي فاروق حسني وزير الثقافة بإيقاف العمل بدور السينما التجارية وضم موارد جمعيات رواد قصور الثقافة بالمحافظات الموجودة بحسابات السينما التجارية إلي صندوق الجمعية المركزية دون وجود سند قانوني لذلك ولم يحاسبهم أحد وذلك لتقليم أظافر مديري الفروع المتمردين وكنت أنا علي رأسهم وفي نفس الوقت الاستيلاء علي أموال تلك الجمعيات لتدبير نفقات إصدار مجلة الثقافة الجديدة التي كانت متعثرة بسبب التمويل ، وظل الأمر في شد وجذب حتي تقدمت بطلب للحصول علي أجازة بدون مرتب للعمل بالسعودية عام 1992 وقبل سفرى أعد بعض الزملاء حفلا لتكريمي في رأس البر حضره بعض من قيادات المحافظة وتطوع البعض لتسجيل فقرات ذلك الحفل ونقل التسجيل لحسين مهران فأوغر صدره أكثر من ذى قبل وكان بعدي هو أقصي ما يتمناه هو وحوارييه ولكن يشاء القدر ألا أوفق في الاستمرار في السعودية فعدت أدراجي بعد شهرين فقط عندما ساءت حالتي الصحية هناك وعند عودتي كان مهران قد عين الراحل محمد فريد عدس وهو أحد أبناء الدقهلية رشحه وتبناه محمد سويلم رئيس إقليم شرق الدلتا الأسبق رحمه الله وعند مقابلتي لحسين مهران بحضور ممدوح كمال صرح لي بأنه يريد التخلص من الحوت علي حد قوله صلاح مرعي في الشرقية وأن دمياط أصبحت صغيرة علي وينبغي أن أحصل علي درجة مديرعام مثل زملائي ولهذا أقنعني بالعمل كمدير عام لثقافة الشرقية عام 1992 في شهر سبتمبر تقريبا علي وعد أن محافظها في ذلك الوقت سيدبر لي استراحة أقيم بها وعلي مدار شهرين في الشرقية أنجزت أعمالا كثيرة رغم أنني اضطررت إلي السفر يوميا من دمياط إلي الزقازيق ذهابا وعودة في ساعات متأخرة من الليل ولم يبر المحافظ بوعده ولا حسين مهران بتدبير الاستراحة التي وعدت بها قبل استلام العمل بالشرقية فبادرت بعد شهرين من المشقة إلي طلب العودة إلي دمياط في أي عمل وأمام إصراره علي إبعادي نقلني إلي دمياط بعد أن أخذ علي تعهدا كتابيا بعدم الترقي إلي مدير عام وعرض هذا الإقرار فيما بعد  علي مجلس إدارة الهيئة وظللت في عملي الجديد مستشارا لرئيس إقليم شرق الدلتا ومقري دمياط بلا مقر فعلي ولا اختصاصات فعلية لهذا المنصب الوهمي لمدة تقترب من الشهور السبعة حتي أعاد حسين مهران تعييني مديرا لدمياط مرة أخرى ونقل محمد فريد عدس إلي جنوب سيناء .

استأنفت عملي مرة أخرى بدمياط حتى عام 1999 ،وكان إقليم شرق الدلتا الثقافي قد أنشئ عام 1992 بعد أن تم اعتماد هيكله الإداري لأول مرة وعين الزميل الراحل محمد سويلم أول رئيس له وكانت المنافسة فيما بيننا شديدة إلا أنني ضحيت بكثير من الفرص للترقي سواء في الهيئة بالقاهرة أو في المنصورة في بادئ الأمر لأنني كنت شديد الارتباط بدمياط كمنزل وأسرة وكعمل وبسبب الظروف الصحية المتدهورة لزوجتي الراحلة رحمها الله وكنت أرى أن خروجي من دمياط مهما كانت المغريات هو الموت بعينه لذلك كنت زاهدا في ذلك المنصب عندما أغراني حسين مهران بقبول الشرقية كخطوة لن تطول حتى يعيدني مرة أخرى لإقليم شرق الدلتا  بعد التخلص من سويلم علي حد قوله إلا أن عدم استمراري في الشرقية كان مبررا كافيا له في استمرار سويلم في هذا المنصب حتى رحل حسين مهران وجاء مصطفي الرزاز رئيسا للهيئة وأحاطت به شلة الإدارة بالهيئة وتحكمت في قراراته الكثيرة والتي كان منها ترقيتي بالغربية لكثرة وخطورة ما كان يقع بها من مشكلات حتى أنغمس فيها ويثبت فشلي إداريا وفي نفس الوقت تعليق ترقيتي رئيسا للإقليم إذا ما نجحت في الغربية وقاموا في مقابل ذلك بعد إحالة سويلم للمعاش بندب مدير شئون العاملين بالهيئة عثمان برعي رئيسا للإقليم إلي جانب عمله كمدير عام لشئون العاملين وفي الغربية بدأت في تحقيق نجاحات إدارية وثقافية في فترة وجيزة وفي الوقت الموعود لنقلي إلي إقليم شرق الدلتا بإحالة سويلم للمعاش نقل الرزاز وعين علي أبو شادي فثبت برعي في الإقليم وهربت إلي محافظة دمياط مديرا عاما لمكتب المحافظ الدكتور عبد العظيم وزير ندبا خلاصا من مطاردات علي أبو شادي الذى لم يطل به العهد ووقع في شر أعماله وأقصاه عاطف عبيد بعد أزمة الكتب الثلاثة التي نشرها في ذلك الوقت وهاجت عليه الدنيا باعتبارها ازدراء للدين وعين محمد غنيم رئيسا لهيئة قصور الثقافة فكانت أولي قراراته إلغاء ندبي للمحافظة وعودتي مديرا عام للغربية وبعد شهرين انتدبني رئيسا لإقليم شرق الدلتا حيث عينت وكيلا للوزارة ورئيسا للإقليم لما يزيد علي ثلاثة أعوام ونصف أعتقد أنني استطعت فيها بالفعل تحقيق إنجاز ما زال مشهودا ومعترفا به .

أما عن دمياط فطبيعتها الجغرافية  وتاريخها ذات موقع ومكان عبقري أفرز علي مر التاريخ كثير من العباقرة في مختلف مجالات الحياة من قبل أن نولد وقد كرسنا ذلك وسجلناه في كتاب دمياط الشاعرة الذي أصدرناه مع الأديب الراحل طاهر أبو فاشا وبعض مبدعينا أن دمياط أنجبت كثيرا من الشعراء ذوى القامات الفارهة فنا وأدبا ولو أنه لم يتحقق لأي منهم الذيوع والانتشار إلا أننا في عصرنا الحديث  ومن خلال ما أصدرناه من مطبوعات أتاحت لنا الانتشار والمعرفة في ساحة الثقافة بمصر كلها تمكن الراسخون من شعرائنا وكتابنا وفنانينا من تحقيق ذواتهم علي مستوي الساحة الثقافية والأدبية في مصر والعالم العربي وساهم التقدم التكنولوجي فيما بعد من خلال الإنترنت من ذيوع شهرتهم علي ساحة العالم العربي كله  
                محمد عبد المنعم إبراهيم
                 دمياط في 22/1/2016