السبت، 19 يناير 2019

من الثقافات المتوارثة


من الثقافات المتوارثة
في مصر ويبدو أنها ثقافة قديمة متوارثة نحب دائما أن نصف أي نشاط نقوم به أنه الأول فكل المهرجانات والمؤتمرات والصالونات والفعاليات دائما يقال عنها أنها المؤتمر الأول أو المهرجان الأول أو المعرض الأول وهكذا طالما أن القيادات قد تغيرت وجاءت قيادات جديدة فتري أنه قد يشينها أو يسئ إليها أن تكون استمرارا لمن قبلها وتري أنه من الأفضل أن تكون نبتا جديدا نشأ دون جذور ولهذا فحضاراتنا دائما مبتوتة ومبتورة ولا تنمو ولا تكاد تشب عن الطوق حثي تهوي وتبدأ من جديد علاوة علي أن الناس بطبعهم عادة لا يقرؤون التاريخ وصلتهم به مقطوعة أيضا لذا فهم يتقبلون من الكتاب الجدد تلك الصفات الكاذبة التي تميل إلي الرياء والنفاق الاجتماعي لمن هو يجلس علي كرسي القيادة فيشب جيل جديد منافق وكذاب رغم أنفه


ذكريات خلت


ذكريات خلت
في مدينة الزرقا بدمياط جمعنا مقهى حمزة أبو السعود شلة متقاربة الأعمار والمشارب وإن كنت يومها أصغرهم سنا إلا أننا كنا مجموعة متميزة من الشباب المحب لبلده ووطنه كان كبيرنا الراحلون كامل أبو فوده ومحمد الدالي ومحمد الحضري ومحمد عبد الجواد الصايغ وإبراهيم الحديدي وكمال سرحان جمعنا التسامر ولعب الدومينو والطاولة أحيانا وبعد أن أغلقت قهوة المعلم حمزة انتقلنا إلي قهوة العربي قايد وفي الأعياد كان ينضم إلينا قادمين من موطن اغترابهم فايز الكرتة وكمال الشيحة ومصطفي شاهين
وكان التصاقي أكبر بمحمد الدالي ومحمد عبد الجواد حيث كنا نتلاقي في الطريق إلي العمل بدمياط عبر وسائل المواصلات المتاحة سواء كان أتوبيس شرق الدلتا الراحل أيضا أو التاكسي وازداد اقترابي أكثر من محمد الدالي بحكم تكرار لقاءاتنا في الاجتماعات الرسمية حيث كنت كرئيس مصلحة أحضر اجتماعات المجلس التنفيذي والمجلس المحلي وبحكم أنه كان رئيسا للجنة الصحة بالمجلس المحلي وعضو اللجنة الدائمة فكنا نلتقي كثيرا وزادت أواصر تلك الصداقة المحترمة حتى وإن اختلفنا في توجهاتنا السياسية فقد كان الدالي عضوا ملتزما بمعني كلمة الالتزام ومضمونها بالحزب الوطني الحاكم ومن قبله في حزب مصر بينما كنت أنا عضوا مناوئا في منبر اليسار الذي صار حزبا للتجمع الوطني فيما بعد انتخابات مجلس الشعب في عهد ممدوح سالم وعلي أيدي صانع المنابر الرئيس الراحل أنور السادات ومع ذلك لم تنفصم عري الصداقة والمحبة فيما بيننا إلي أن لقي ربه وأحمد الله أن امتد بي العمر لأكون صديقا لفلذة كبده المحامي اللامع والحصيف نبيل محمد الدالي مما يثلج الصدر ويعطي انطباعا أثيرا بأن العلاقة ممتدة مع أخي وحبيبي وصديقي الراحل رحمه الله وطيب ثراه هو ومن افتقدنا من أصدقاء أعزاء وأهل وأحبة




الأربعاء، 2 يناير 2019

ثلاثة فرسان تولوا رئاسة الثقافة الجماهيرية





ثلاثة فرسان تولوا رئاسة الثقافة الجماهيرية
سعد وهبة وسمير سرحان وحسين مهران  





                                                                        سعد الدين وهبه


  سمير سرحان                                                                                                         حسين مهران                                                                                                                                   












                                                                                 
تولي قيادة الثقافة الجماهيرية كثيرون منذ بدأت علي أيدي سعد كامل وحثي اليوم وجميع من تولوا أمرها بذلوا جهودهم قدر طاقتهم وذهبوا جميعا لحال سبيلهم ولكن يبقي من هؤلاء جميعا ثلاثة يشار إليهم بالبنان حيث تميزوا عن غيرهم بأنهم كانوا أصحاب رؤية وبالتالي أصحاب إنجازات مخططة أما فيما عداهم فكانت إنجازاتهم عشوائية أكثرها نمطي بلا أثر وبلا رؤية وبلا تخطيط كان أول هؤلاء الثلاثة العملاق سعد الدين وهبة وقد تحدثت عنه من قبل عدة مرات يليه في مرتبة الإنجازات والرؤية والتخطيط الدكتور سمير سرحان والذي في عهده خطط ونفذ مهرجان المائة ليلة مسرحية علي مسرح السامر بالقاهرة وهو مهرجان غير مسبوق كما وأنه لم يبني عليه ولم يتكرر شاركت فيه معظم فرق الأقاليم المسرحية من مختلف المحافظات ومن إنجازاته الهائلة المستمرة حني الآن انعقاد مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم الذي عقد لأول مرة في عهده في محافظة المنيا وصار حقا مكتسبا لأدباء مصر قاطبة بل وأصبح تقليدا سنويا مستمرا حني اليوم لم يستطع أي رئيس أن يعطله أو أن يوقفه ومن إنجازات سمير سرحان أيضا في الثقافة الجماهيرية أن وضع أهم توصيات هذا المؤتمر موضع التنفيذ تلك المتعلقة بخلق نافذة للنشر يطل منها أدباء الأقاليم لأول مرة علي ساحة الأدب في مصر ونمت هذه النافذة واتسعت فيما بعد لتصبح عملا مؤسسيا كبيرا تديره هيئة قصور الثقافة برغم العديد من سلبياته التي ظهرت واستفحلت مع أدعياء السبوبة وناهبي المال العام باسم الأدب وينسب لسمير سرحان إنجازات لا تقل أهمية أخري حققها في هيئة الكتاب منها ترسيخ معرض القاهرة الدولي للكتاب ليصبح ذو صفة دولية محترمة وكذلك مهرجان القراءة للجميع والذي استمرت فاعليته لسنوات طويلة من بعده إلي جانب مطبوعات مكتبة الأسرة التي أتاحت كتبا في غاية الأهمية بأسعار شعبية للأسرة المصرية

ويأتي حسين مهران ثالث الفرسان الثلاثة الذين تولوا أمر الثقافة الجماهيرية بعد أن عين كأول رئيس لهيئة قصور الثقافة عام 1990 والمعروف أن حسين مهران شغل من قبل مدير الشئون القانونية في الثقافة الجماهيرية في عهد سعد الدين وهبة ثم تنقل في عدة وظائف إدارية رفيعة في وزارة الثقافة حتي وصل إلي منصب وكيل أول وزارة الثقافة ثم عين كأول رئيس للهيئة العامة لقصور الثقافة بعد إنشائها ويذكر لحسين مهران أنه المؤسس الحقيقي للهيكل الإداري المتكامل للهيئة وتمويل هذا الهيكل بعدد هائل من الدرجات الوظيفية من وكلاء وزارة ومديري عموم لأول مرة في تاريخ هذا الجهاز واستطاع أن يخلق للهيئة شخصية اعتبارية محترمة في سائر المحافظات ومع جميع المسئولين في المحافظات والوزارات المختلفة وهو ما افتقدته الهيئة من بعده وفي عهد حسين مهران اتسعت دائرة النشر في الهيئة حتي أصبحت تنافس وبقوة الهيئة العامة للكتاب فيما تنشره من سلاسل منتظمة ودورية وتحت عناوين مختلفة غير مطروقة من قبل وكان يمكن لهذه السلاسل أن تكون إضافة كبري للمكتبة العربية لولا الدخلاء ومرتزقة السبوبة الذين سطوا عليها ونهبوا مقدراتها وحثي يومنا هذا

وفيما عدا هؤلاء الثلاثة تولي رئاسة الثقافة الجماهيرية كثيرون أغلبهم بلا رؤية ولا هوية ولهذا لم يتركوا أثرا يذكر حتي نسيهم العاملون قبل الرواد فلم يعد يذكرهم أحد باستثناء قلة قليلة تم اغتيالهم معنويا قبل أن يتموا غرس شجيراتهم عندما لاحظوا أنهم يفكرون بطريقة مبتكرة من خارج الصندوق بحجج واهية ومنهم سيد خطاب  

قول علي قول : لا يا رئيس تحرير الوفد - دستور 2014 دستور دائم وافق عليه الشعب بأغلبية ساحقة




قول علي قول
لا يا رئيس تحرير الوفد
دستور 2014 دستور دائم وافق عليه الشعب بأغلبية ساحقة

( وإذا كان الزميل الكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، يرى إجراء تعديلات على الدستور، لوجود «15٪» من مواده البالغة «247» مادة، لم تعد صالحة، فإننا نزيد عليه أن هناك أكثر من «60٪» من مواد الدستور غير صالحة الآن، لأن هذه المواد تمت بناءً على مواءمات وترضيات، بل إن الأخطر من ذلك هو أن الذين قاموا بوضع الدستور هم نخبة سياسية وفكرية، ولا يخفى على أحد أن هذه النخبة لها توجهاتها، وطبعا لا نشك أبداً فى هذه التوجهات أو نقلل من شأنها،  )

من مقال نشره اليوم وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد بعنوان: 

  ( وجدي زين الدين يكتب: دستور جديد دائم للبلاد

وكأن الدستور القائم حاليا الذى وافق عليه الشعب في استفتاء عام 2014  هو دستور مؤقت وبكل جرأة يتجاهل الشعب الذي وافق علي هذا الدستور في استفتاء 2014 ويسقط هذا الاستفتاء من  حساباته وينسب الدستور للنخبة التي وضعته متهما إياهم بأنهم كانوا أصحاب رؤى سياسية وفكرية خاصة وأن لهم توجهاتهم التي لم تخف علي سيادته بما يتمتع به من ثقافة سياسية موسوعية مفاجئة ظهرت أعراضها بعد تعيينه بالأقدمية رئيسا لتحرير الوفد ، لقد هان الوفد علي أصحابه فبعد فؤاد سراج الدين جاءوا بنعمان جمعة ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليه وجاءوا أخيرا بالسيد البدوي ثم يستمر السلم البياني في الهبوط فأتوا أخيرا ببهاء الدين أبو شقة رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب صاحب الأغلبية الحكومية فصار أبو شقة ملكي أكثر من الملك ونفس الهبوط والتدهور بل أشد أصاب جريدة الوفد فبعد مصطفي شردي وجمال بدوي وعباس الطرابيلي جاءوا بمجدي سرحان فلما لم يجدوا فيه ضالتهم المنشودة لكي تصبح الجريدة بالتبعية ملكية أكثر من صحافة الملك ذاته فجاءوا بأخينا وابن بلدنا صاحب الأقدمية وكأن رئاسة التحرير وظيفة حكومية وانتهي زمن رؤساء التحرير السياسيين أصحاب الرؤى السياسية والتوجهات الفكرية الوطنية وانتهي الوفد وصحيفته كحزب سياسي معارض كان يوما هو صاحب الأغلبية البرلمانية ثم صار بعد السادات أكبر كتلة وطنية معارضة في مجلس الشعب وبينما لم يفصح حزب الأغلبية في مجلس النواب الحالي عن نواياه في تعديل الدستور يتطوع رئيس تحرير صحيفة الوفد المفروض أنها من المعارضة للمطالبة بالتعديل نيابة عن الحكومة وحزبها وليس لهذا من تفسير سوي أن الحكومة قد نجحت في استئناس هذا الحزب وتنهي تأثيره كحزب سياسي معارض .