الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

المستشار محمود بهي الدين محافظ دمياط


19 - عن الثقافة في دمياط 
محافظون عملت معهم في دمياط

المستشار محمود بهي الدين محافظ دمياط
مارس 1991- مايو 1992


 في أحد أيام شهر مارس 1991 كنا في مركز شباب قرية الشعراء لحضور ندوة يقيمها قصر الثقافة هناك بالتعاون مع إدارة المركز وكان يحضر تلك الندوة الدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط وفي منتصف الندوة وهو جالس علي منصة الاحتفال بالمركز وإذا باستدعاء عن طريق سيارة النجدة المصاحبة لموكب المحافظ للدكتور جويلي لاتصال مهم واتضح فيما بعد أن الاتصال كان من مكتب برئاسة الجمهورية يستدعيه للقاهرة علي عجل وينصرف من الندوة لتكون آخر نشاط شهده الدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط ففي اليوم التالي وبعد سفره للقاهرة حلف اليمين برئاسة الجمهورية محافظا للإسماعيلية وعين المستشار محمود بهي الدين خلفا   له محافظا لدمياط وعرف عن بهي الدين أنه كان مديرا لنادي الشمس قبل ذلك وكان من رواد النادي ورغم أنه كان قاضيا كبيرا إلا أنه كان يتمتع بقدر كبير من التحرر والانطلاق وكان محافظا حادا يعمل مع الجميع من منطلق التعالي كقاضي كبير يتمتع بأخلاقيات برجوازية مترفعة علما بأنه كان شقيق الدكتور إبراهيم سعد الدين المفكر الاشتراكي المعروف وأحد مؤسسي معهد الفكر الاشتراكي في الحقبة الناصرية إلا أن محمود بهي الدين كان علي النقيض تماما من شقيقه بل ويكره الاشتراكية كراهية شديدة ويراها نظاما للفقر والتخلف ومن مظاهر تحرره التي انتفده فيها المجتمع الدمياطي في ذلك الوقت أنه كان يحب السير بصحبة حارسه الشخصي المكلف من قبل الأمن وكان جنديا مجندا بسيطا يسيران علي شاطيء رأس البر لساعات طويلة يوميا وكان صديقا محبا للكابتن رفعت الفناجيلي الذى كان معتادا علي لقائه بشكل منتظم في فندق السلام برأس البر الذى خصص له غرفة دائمة ومكانا للقاء فيه بمعرفة صاحبه في ذاك الوقت الحاج سيد العطاروقد مكث المستشار محمود بهي الدين في دمياط مدة وجيزة استمرت من مارس 1991 حتي مايو 1992 أي قرابة ثلاثة عشر شهرا فقط تمتعت فيها الثقافة في دمياط بدعم مالي كبير فاق ما كان يقدمه لنا الدكتور جويلي وذلك بفضل معرفة بهي ا لدين بالمخرج الذى قدم إلينا لأول مرة في ذلك العام ناصر عبد المنعم الذى كان يرتبط بصداقة قوية مع عائلة بهي الدين فقدم لنا بسبب ذلك دعما ماليا كبيرا للأنشطة المسرحية التي قدمها قصر الثقافة في ذلك العام ، يذكر أيضا في تلك الفترة أن الشاعر الراحل محمد العتر وكان يعمل بالديوان العام للمحافظة مسئولا عن مكتب المحافظ قد غضب منه المستشار محمود بهي الدين وترتب علي ذلك صدور قرار بنقله إلي مدينة السرو في الوحدة المحلية هناك وهو ما كان يمثل عبئا ماليا كبيرا علي محمد العتر فاستعنت بناصر عبد المنعم وزرنا المستشار محمود بهي الدين في مكتبه بالمحافظة سويا وقدمنا له طلبا من مديرية الثقافة بدمياط للموافقة علي ندب محمد العتر من مجلس مدينة السرو  إلي مديرية الثقافة ندبا كليا ووافق المحافظ تحت ضغط وإلحاح مني ودعم وتأييد من ناصر عبد المنعم شريطة ألا يظهر محمد العتر في أي اجتماع أو احتفال بقصر الثقافة يحضره المحافظ وقد كان واستمر العتر منتدبا من المحافظة إلي قصر الثقافة حتي خروجه للمعاش وتفرغ تماما للعمل في معظم المؤتمرات والمهرجانات الأدبية التي أقمناها في دمياط أو التي أقامتها هيئة قصور الثقافة بمختلف المحافظات الأخرى بطلب من محمد السيد عيد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية وحسين مهران رئيس الهيئة شخصيا .

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

الدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط

18- عن الثقافة في دمياط 
محافظون عملت معهم في دمياط

الدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط 
مايو 1984\مارس 1991


كنت في زيارة لديوان عام محافظة دمياط في يوم من أيام مايو 1984 وأمام مكتب العلاقات العامة بالديوان التقيت شابا أنيقا بادرني بالسلام مقدما نفسه قائلا أنا أحمد جويلي محافظ دمياط الجديد واصطحبته مع الحاجة نادية الكامل مديرة العلاقات العامة إلي مكتب المحافظ وجلس إلي جوارنا في أحد المقاعد وهنا تدفقت جموع العاملين بالديوان للسلام والتحية ومن يومها دخل الجويلي قلوبنا جميعا ببساطته وسمو خلقه وظل صديقا حتي الرمق الأخير فلم ينقطع اتصالنا به حتي وهو في فراش المرض الأخير إلي أن لقي ربه راضيا مرضيا جزاه الله خيرا عن كل ما قدمت يداه .
في عهد الجويلي رحمه الله بدأت انطلاقة حقيقية علي أرض محافظة دمياط في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والخدمات والمرافق بفضل عقليته  العلمية المرتبة التي منحها الله له وفي مجال التنمية الثقافية بدأت انطلاقة فعلية بتشجيع منه وبرعايته نهضت الأنشطة الثقافية المختلفة وقد يكون أقل المحافظين الذين قدموا دعما ماليا للأنشطة الثقافية إلا أن دعمه المعنوي كان أكبر تأثيرا من كل ألوان الدعم المادي ففي عهده اكتملت مرافق قصر الثقافة وكان حريصا علي حضور ومتابعة كافة أنشطة القصر مهما صغر شأنها فكان يحضر الكثير من الندوات حتي المحدودة منها في مكتبة القصر وكان يعرف الأدباء والفنانين بالقصر فردا فردا بالاسم وظل يتابع السؤال عنهم ومتابعة أخبارهم حتي بعد أن ترك دمياط إلي الإسماعيلية . 

وفي عهد الجويلي انعقد المؤتمر الأول والثاني لأدباء دمياط وانعقد الدورة الثانية لمؤتمر أدباء مصر في الأقاليم بدمياط كما تم في عهده وبرعايته إقامة المهرجان الأول لنوادي المسرح علي مستوي الجمهورية بدمياط بحضور حسين مهران رئيس هيئة قصور الثقافة وحمدي سرور رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية وسعد أردش المخرج المسرحي الكبير ابن دمياط وفي عهد الجويلي أقيمت العديد من المهرجانات الأدبية والفنية علي مسارح دمياط ورأس البر وكثير من مدن وقرى المحافظة وفي عهده أيضا تم افتتاح العديد من المواقع ا لثقافية الجديدة في الزرقا وميت الخولي والروضة وشرباص وكفر سعد والركابية والوسطاني وعزبة البرج وهو الذي مول من المحافظة شراء شقة تمليك في إحدى عمارات الزرقا لتكون مقرا لبيت الثقافة بها حتي الآن .
ازدهرت الثقافة في دمياط كما ازدهرت كثير من الخدمات والمرافق في عهد الدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط حيث أقيمت في قري المحافظة كثير من المحطات النقالي لتكرير مياه الشرب ( الكومباكت يونيت ) ومحطات الصرف الصحي التي دخلت محافظة دمياط لأول مرة كما انطلقت حملة مزدهرة للنهضة بالتعليم ومحو الأمية وافتتحت المؤسسة العلاجية ( المستشفي التخصصي ) في دمياط وكان يطمح لأن تكون نواة لمستشفي تعليمي جامعي وهو ما لم يفطن إليه من تبعوه من المحافظين حيث نقل بعد سبع سنوات من العمل الدءوب في محافظة دمياط إلي محافظة الإسماعيلية علي أثر السقوط المدوي لأمين الحزب الوطني بالمحافظة الدكتور محمد حسن الزيات وزير الخارجية الأسبق في انتخابات مجلس الشعب وحمله النظام يومها مسئولية سقوط الزيات .
التصق الجويلي كثيرا بشخصيات بسيطة في المحافظة ولم تكن له شلل إدارية كغيره بل كان راعيا بحق لكل من بعمل بإخلاص حتي وإن أخطأ وكنت مع الحاجة نادية الكامل مديرة العلاقات العامة بالمحافظة وزوجها الراحل المحترم صالح مختار سكرتير مجلس مدينة رأس البر الأسبق الأكثر قربا فدعانا لفرح نجله الدكتور تامر أحمد جويلي في دار الدفاع الجوي بالقاهرة وكان معنا الشاعر الدمياطي الراحل محمد العتر الذى كان يعمل بالمحافظة وائتمنه علي مكتبه وظل يرعي ابنه فكري حتي حصل علي الدكتوراه في كلية الآداب بجامعة القاهرة وكان الحس الإنساني في الجويلي أكبر من كل الأحاسيس الأخرى فظل علي هيئته طوال حياته كعالم متفرد في الاقتصاد الزراعي علي مستوي مصر والعالم العربي يتسم بالطيبة والتواضع والهدوء نزيه ا لقرار طاهر اليد عف اللسان رحم الله الدكتور الجويلي وجعل كل أعماله في موازين حسناته 

الأحد، 21 ديسمبر 2014

دمياط والنيل



دمياط والنيل 


بعد الانتهاء من تطوير منطقة اللسان عام 2009 كلفني الدكتور محمد فتحي 
البرادعي محافظ دمياط بعمل صورة صوتية تذاع علي اللسان عن رحلة النيل من 
منبعه إلي مصبه فكانت هذه الصورة التي أخرجها حسني غنيم وقرأ التعليق فيها 
محمود سلطان وشارك في الأداء مجموعة كبيرة من الممثلين واستعان فيها بأغنية 
سيد مكاوي التي كتبها طاهر أبو فاشا ( علي دمياط ) 


https://www.youtube.com/watch?v=O4nTKd8OvY0


السبت، 20 ديسمبر 2014

أربعة من المحافظين كانوا مهندسون لدمياط بعد الكفراوي

    17- عن الثقافة في دمياط 

محافظون عملت معهم في دمياط

أربعة محافظين مهندسين لدمياط بعد الكفراوي 


 عبد الحميد عبد الله                                      محمد عبد الهادي سماحة                                              أبو بكر الجمال    
                                                                      عصام راضي 


                                                                                                        
بفضل الله ينسب إلي المهندس حسب الله الكفراوي محافظ دمياط الأسبق ووزير الإسكان فيما بعد أنه منشئ ميناء دمياط الجديد بعد أن كان مجرد أمل لأجيال طويلة وأنه منشئ مدينة دمياط الجديدة إلي جانب العديد من المدن الجديدة بطول مصر وعرضها كان آخر عهده بالمحافظة مؤتمرا سياسيا حضره ممدوح سالم في قصر ثقافة دمياط واحتشد فيه كثيرون من أهل دمياط امتلأت بهم صالة المسرح والبلكون مرددين هتافا واحدا ( الكفراوي يا ممدوح ) بعد أن راجت شائعات قوية عن قرب نقل الكفراوي من دمياط وتعبيرا عن رفضهم لنقله من دمياط لما لمسوه منه من نشاط وراوغ ممدوح سالم يومها في الرد ولم تمض أيام حتى عين الكفراوي وزيرا للإسكان في وزارة ممدوح سالم ومن بعد الكفراوي تعاقب علي محافظة دمياط أربعة مهندسين لتحمل مسئولية تلك المحافظة وهم بالترتيب الزمني المهندس عبد الحميد عبد الله من مايو 1977 إلي ديسمبر 1977 أي أقل من سبعة أشهر وكانت زوجته شقيقة الدكتور محمد عبد القادر حاتم رئيس المجالس القومية المتخصصة في ذلك الوقت ثم المهندس محمد عبد الهادي سماحة من ديسمبر1977 إلي أكتوبر  1978 ثم ترك المحافظة لمنصب وزير الري ثم المهندس أبو بكر منصور الجمال من أكتوبر 1978 إلي مايو 1980 وقد زار الرئيس محمد أنور السادات دمياط في عهده ثم المهندس عصام راضى من مايو 1980 إلي أغسطس 1984والذى ترك دمياط أيضا إلي وزارة الري ليتولي مسئوليتها وخلفه في إدارة محافظة دمياط في ذلك الوقت الدكتور أحمد جويلى من مايو 1984 إلي مارس 1991 ليتركها إلي الإسماعيلية عقب هزيمة الدكتور محمد حسن الزيات في انتخابات مجلس الشعب رغم أنه كان أمينا للحزب الوطني بمحافظة دمياط وبعد الإسماعيلية عين الجويلي وزيرا للتموين . وطوال سبع سنوات كاملة ومع أربعة محافظين مهندسين لم تبدأ في محافظة دمياط أي تنمية حقيقية حتي مقدم الدكتور أحمد جويلي الذى يستحق بلا شك أن يطلق عليه المفجر الأول لطاقات التنمية بمحافظة دمياط من 1984 إلي 1991 طوال سبع سنوات كاملة ويستحق أيضا أن أفرد للحديث عنه مقالا مستقلا .


الجمعة، 12 ديسمبر 2014

المهندس/ حسب الله الكفراوي محافظ دمياط

 16- عن الثقافة في دمياط 
محافظون عملت معهم في دمياط

المهندس/ حسب الله الكفراوي محافظ دمياط
سبتمبر1976\مايو1977



خلف المهندس حسب الله الكفراوي اللواء المنياوي كمحافظ لدمياط وظل في منصبه الجديد بعد رحلة عمل شاقة وناجحة في المقاولين العرب في مشروع السد العالي حيث عمل كمحافظ لدمياط لفترة أقل من عام واحد من سبتمبر 1976 إلي مايو 1977  بدأ بداية قوية صارمة كمحافظ لدمياط وابن دمياط في نفس الوقت حيث أنه من مواليد كفر سليمان مركز كفر سعد وفي أول زيارة له لقصر ثقافة دمياط وعند دخوله لمكتبي كمدير للثقافة لاحظ أنني أضع خلفي تمثالين ( بروفيل وجه ) لكل من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الحالي في ذلك الزمان أنور السادات وكان أول حديثه ( أنت حاطط الصورة دي ليه مشيرا لعبد الناصر ) فقلت له طبقا لقرار الرئيس السادات في ذلك الوقت بوضع الصورتين وكانت كل المصالح الحكومية تضع الصورتان بالفعل فكان رده سريعا وحاسما ( إحنا عندنا رئيس واحد بس شيل الصورة دي حالا ولا تضع إلا الرئيس السادات بس ) ورضخت للأمر بالفعل ورفعنا بروفيل عبد الناصر وكان البروفيل نحت رائع للفنان الذى افتقدناه وافتقده فن النحت حسين رشدي الذي هجر الفن وأطلق لحيته وسافر للعمل بالكويت تحت زعم أن النحت والتماثيل حرام وبعد شهور قليلة من تولي الكفراوي مسئولية محافظة دمياط  قامت انتفاضة 17، 18 يناير 1977 وحدثت اضطرابات أمنية وسياسية كبيرة في كل أنحاء مصر علي أثرها صدر بيان من الحاكم العسكري أذيع في الإذاعة مهددا بإطلاق النار علي المتظاهرين والمحرضين علي المظاهرات حتى ولو كانوا في بيوتهم فكان ذلك بمثابة إعلان الأحكام العرفية في ظل  قانون الطوارئ وكنت عضوا مؤسسا لحزب التجمع في ذلك الوقت بدمياط وكان الحزب مناوئا للسلطة والسادات وكان مصنفا لدي الحكومة علي أنه حزب الشيوعيين الكفرة المعادي للدولة ولما أحسست في هذا البيان للحاكم العسكري أنه ردة علي الديمقراطية التي كان السادات قد أعلن عن نيته في إطلاقها وفي ظلها أقيمت انتخابات مجلس الشعب 1975 في عهد ممدوح سالم التي يشيد بها كثير من المتابعين السياسيين ولأنني كنت مرشحا وحيدا لمنبر اليسار ( حزب التجمع فيما بعد ) بدمياط في دائرة مركز فارسكور لذا كنت مرصودا لدي الأمن ضمن قيادات هذا المنبر مما انعكس سلبا علي العمل بقصر الثقافة حيث كان القصر مصنفا في ذلك الوقت كخلية شيوعية وكان موقف جميع المسئولين بالمحافظة من القصر مبني علي هذا التصنيف لذلك فضلت بعد صدور البيان أن أتقدم باستقالتي من ذلك الحزب وأرسلتها للمسئولين فيه وصورة منها للمحافظ الكفراوي الذي أمر بنشر خبر الاستقالة في الصحف وأرسل لي لمقابلته في مكتبه ليقدم لي الشكر شفهيا وكتابيا علي موقفي الوطني الكبير حسب نص خطابه الذى سلمه إلي وطلب مني ساعتها أن أنضم لمنبر الوسط بقيادة ممدوح سالم الذى صار حزب مصر بعد ذلك فرفضت وعندما سألني لماذا ترفض قلت له لا أستطيع أن أعمل سياسيا مع قيادات فاسدة تكدست في هذا الحزب وذكرت له أسماءها من  قيادات الحزب بالمحافظة في ذلك الوقت فاقتنع وصارت بيننا صداقة وعلاقة قوية بعد ذلك منذ هذه اللحظة وأصبح من أكبر الداعمين للثقافة في دمياط المدة التي بقيت له كمحافظ وأيضا بعد أنتقل إلي القاهرة كوزير للإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة حيث كانت له مواقف تذكر له وقف فيه إلي جانبي في صراعي بعد ذلك مع حسين مهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ولهذا الرجل معي قصة طويلة أفرد لها موضوعا مستقلا فيما بعد . 

الخميس، 11 ديسمبر 2014

اللواء/ محمد أحمد المنياوي محافظ دمياط



 15- عن الثقافة في دمياط 
محافظون عملت معهم في دمياط
اللواء/ محمد أحمد المنياوي
سبتمبر1972\سبتمبر 1976


تولي اللواء محمد المنياوي منصب محافظ دمياط بعد اللواء حسن رشدي وكلاهما كانا من رجال الشرطة وكان المنياوي رجلا يتسم بالصرامة والشدة وتولي رئاسة لجنة الحكم المحلي بمجلس الشعب بعد ذلك عندما تم انضمامه للمجلس بعد تركه العمل كمحافظ وفي عهده كان هناك نشاط مسرحي وفني كبير شهدته محافظة دمياط علي مسرح قصر الثقافة الذى كان قد اكتمل تجهيزه وعلي مسرح رأس البر والذى أطلق عليه اسم مسرح 6 أكتوبر في المنطقة القريبة من اللسان علي كورنيش النيل وكنت كمدير للثقافة مسئولا مكلفا من هيئة تنشيط السياحة بدمياط بالإشراف علي الموسم الترفيهي بمصيف رأس البر والذى كان يتضمن عادة برامج عروض مسرحية لفرق هيئة المسرح بالقاهرة والتي كان يتم التعاقد معها سنويا علي تلك العروض وكان الموسم الترفيهي أيضا يتضمن عروضا للفرق الفنية من دمياط سواء مسرح أو موسيقي أو فنون شعبية وكنت إلي جانب ذلك أستعين بالثقافة الجماهيرية في تنظيم مهرجانات للعروض المسرحية والفنون الشعبية والآلات الشعبية من محافظات مصر المختلفة حدث في عام من الأعوام أعتقد في صيف 1975 بعد عودتي من رحلة إلي ألمانيا الشرقية موفدا من الثقافة الجماهيرية أن قمنا بتنظيم مهرجان للفنون الشعبية اشتركت فيه بعض  الفرق منها الفرقة القومية وفرق البحيرة والشرقية  وكان محمود صبحي والد الفنان محمد صبحي موظفا في هيئة المسرح وأحيل للمعاش يعمل في مجال تسويق العروض الفنية والمسرحية واستطاع أن يتعاقد مع المسئولين في نقابة مصنع الغزل بدمياط علي تنظيم عرضين للعمال بالمصنع لفرقة البحيرة للفنون الشعبية علي مسرح قصر الثقافة بدمياط دون الرجوع إلينا أو التنسيق معنا وفوجئت في أحد الليالي بتوافد أعداد كبيرة من العمال وأسرهم يفدون إلي القصر لمشاهدة عرض للفنون الشعبية تم دعوتهم إليه من قبل نقابة العاملين بالمصنع بتذاكر معدة بمعرفتهم دون إخطار لنا أو للضرائب العقارية المسئولة عن تحصيل ضريبة الملاهي ورفضت بالطبع استكمال العرض أو دخول الفرقة والعمال وجاء محمود صبحي ليناور بدهائه الذى كان مشهورا به من أجل إتمام الصفقة مدعيا أن تنظيم الحفل كان بأوامر من المحافظ المنياوي وحاول في مناورته الترويع والترهيب بعلاقاته بالمحافظ وأعضاء هيئة تنشيط السياحة الذين كانوا يمثلون أكبر مراكز القوي الحاكمة في دمياط في ذلك الزمن وأصررت علي موقفي رافضا كل المناورات فتوجه علي الفور للمحافظ وشكي له من أنني رفضت تنفيذ حفل خيري  للعمال تحت رعايته وأنني تطاولت عليه بالسب هو والمحافظ فثار المنياوي يومها وطلب من السكرتير العام محي عبيد في ذلك الوقت الاتصال الفوري بسعد الدين وهبة ليطلب نقلي من دمياط لأنني سببت المحافظ وكان محي عبيد من أفضل من تولوا منصب السكرتير العام في دمياط رجلا محترما وفاضلا فاتصل بي وأخبرته بما حدث وبأن تلك الحفلة لو تمت لتحملت الموقف القانوني كمسئول عن الدار لأننا أدخلنا الجمهور عرضا مدفوع القيمة بزعم أنه عرض مجاني بالمخالفة لقانون ضريبة الملاهي واقتنع عبيد ودخل قبل دخولي للمحافظ المنياوي وهدأ من ثورته وأفهمه ألاعيب محمود صبحي وحيله فانقلب موقف المنياوي واستقبلني يومها ومعي الراحل الأستاذ سعد الدين عبد الرازق بهدوء بعد الثورة وأصدر قرارا تم تنفيذه بوقف التعامل نهائيا مع محمود صبحي وعدم دخوله للمحافظة وقد كان

الخميس، 4 ديسمبر 2014

اللواء حسن رشدي محافظ دمياط

14- عن الثقافة في دمياط 
محافظون عملت معهم في دمياط
 اللواء حسن رشدي محافظ دمياط
يونية1971\سبتمبر1972


من نوادر اللواء حسن رشدي محافظ دمياط عندما دعوته لحضور باكورة نشاطنا الجديد في قصر الثقافة وكان حفلا متنوعا للموسيقي والغناء شارك فيه بعض الشعراء علي مسرح دمياط القومي الذى كان ملحقا بمجلس مدينة دمياط قبل هدمه مؤخرا  بعد ثورة يناير المباركة ولم يبن مرة أخرى ولكن محي من ا لوجود وانتهي إلي الأبد وعندما حضر المحافظ إلي المسرح برفقة حمزة السنباطي رئيس المجلس الشعبي للمحافظة أصر أن يجلس في الصف الأخير بالمسرح بعيدا عن صوت الموسيقي وآلات الإيقاع وجلست إلي جانبه وكان يقود الفرقة الموسيقية بقصر الثقافة موجه التربية الموسيقية علي علوي راغب وتم تقديم الطالبة ( عايدة أبو دنيا ) التي أصبحت نجمة فريق الكورال بفرقة دمياط للفنون الشعبية فيما بعد ثم تألقت واحترفت الغناء في مصر ولندن وتوفيت منذ سنوات قليلة وكانت الأغنية التي بدأت بها فاصلها ( طلعت يا محلي نورها ) للموسيقار الراحل سيد درويش ويبدو أن الأداء لم يعجب اللواء حسن رشدي محافظ دمياط وكان معروفا بشدة أدبه ورقي أسلوبه فسألني هي بتقول إيه يا أستاذ محمد قلت له طلعت يا محلا نورها فرد علي الفور لا ما بتقولش كده دي بتقول طلعت يا محلا روحها فضحك الجميع إلا العبد لله حيث كانت تلك الحفلة بداية توجه جديد في نشاط الموسيقي بالقصر الذى شهد كثيرا من التنوع في سنوات قليلة بغية الوصول إلي الهدف وهو الاهتمام بالموسيقي العربية رفضا للموسيقي الغربية الشائعة والتي كان رائدها بنجاح الفنان وفيق بيصار قائد أوركسترا فرقة دمياط للفنون الشعبية فاستعنا بعد الأستاذ علوي بالأستاذ مصطفي الفارسكوري ثم أحمد متولي ومحمود سماحة وأحمد صيام ومحسن المياح وغيرهم ثم أخيرا بالفنان الدمياطي المعاصر توفيق فوده
أما عن مسرح دمياط القومي الذى تم التخلص منه بالهدم والإزالة فقد كان قبل انتهاء وتشطيب مبني قصر الثقافة بدمياط الملاذ الوحيد لكافة الأنشطة الفنية من مسرح وموسيقي وفنون شعبية ويعود الفضل في إنشائه وإقامته لمجموعة من شباب المسرح الهواة بدمياط في أوائل الستينيات كان منهم المهندس الراحل عبد الكريم عبد الباقي ونبيل عمر وأحمد شبكة ومحمد ناصف وأبو المعاطي حبة والسيد مسحة وغيرهم وتحمس لهم وساعدهم في ذلك الوقت الدكتور كمال مرعي مدير عام الصحة في دمياط والذى لعب دورا كبيرا ومهما بعد ذلك في إنشاء وتأسيس فرقة دمياط للفنون الشعبية في عهد اللواء محمود طلعت محافظ دمياط وتألقت فرقة دمياط ا لمسرحية فأنتجت العديد من  المسرحيات في إطار محافظة دمياط إداريا وماليا وأخرج لها كبار المخرجين المسرحيين في مصر مثل نبيل الألفي وسعد أردش وعبد الحفيظ التطاوي ومحمود شركس وعباس أحمد كما تألقت فرقة دمياط للفنون الشعبية وفازت في عامها الثالث بكأس التليفزيون المصري عام 1966 وقدمت عروضها في القاهرة وسرادق رمضان بالحسين التابع للثقافة الجماهيرية وعلي مسارح سيد درويش بالإسكندرية وفي جبهة القتال بطول القناة إبان حرب الاستنزاف وقد تناوب إبراهيم الشاذلي مدير عام الشئون الاجتماعية بدمياط رئاسة مجلس إدارة تلك الفرقة بعد كمال مرعي وتألقت ا لفرقة في عهديهما حيث كانت تعتمد في توفير العنصر النسائي للفرقة من راقصات ومطربين علي فتيات مدرسة التمريض في عهد كمال مرعي وفتيات مؤسسة البنات في عهد إبراهيم الشاذلي وما أن نقل الشاذلي من دمياط وتولي بعده إدارة الشئون الاجتماعية محمد المصري ابن دمياط حتي منع بنات المؤسسة وتوقفت الفرقة وتقلص نشاطها بشكل كبير وتفرق شبابها فأسسوا فرق الزفة الدمياطي وكان محمد محفوظ وأصدقاؤه محمود أمين ومصطفي السنباري والسيد الغطاس روادا سباقون في هذا المضمار

وللحديث بقية

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

13- محافظون عملت معهم في دمياط


عن الثقافة في دمياط
محافظون عملت معهم في دمياط 













أعترف مقدما بضعف ذاكرتي مبكرا من ناحية الاحتفاظ بالتواريخ والأرقام إلا أنني في خضم العمل بالثقافة في محافظة دمياط والذي أؤرخ له من خريف عام 1971 عندما عينت كمدير لقصر ثقافة دمياط عملت مع كوكبة من المحافظين بدءا من اللواء حسن رشدي ثم اللواء محمد المنياوي فالمهندس عبد الهادي سماحة والمهندس عبد الحميد عبد الله والمهندس عصام راضي ثم الدكتور أحمد جويلي والمهندس أبو بكر الجمال فالمهندس حسب الله الكفراوي فالمستشار  محمود بهي الدين فالمستشار محمد عبد الرحيم نافع  والمستشار أحمد سلطان والدكتور عبد العظيم وزير والدكتور محمد فتحي البر ادعي والدكتور محمد يوسف إلا أنني علي المستوي الشخصي أذكر أن أهم هؤلاء في تاريخ التنمية في دمياط أتي الدكتور أحمد جويلي والدكتور عبد العظيم وزير والدكتور محمد فتحي البر ادعي في المقدمة دون منازع فما هو دور كل منهم
اللواء حسن رشدي
أول محافظ لدمياط عملت معه كمدير لقصر الثقافة بعد تخرجي من مركز إعداد الرواد بعد دورة تدريبية استمرت ثمانية أشهر بالمركز الكائن بنادي الغابة بهليوبوليس بمصر الجديدة وكان ترتيبي الأول علي شركاء الدورة الثالثة لمركز إعداد الرواد الذى أعده سعد الدين وهبة لإعداد قيادات وكوادر للعمل الثقافي بالمحافظات وكان معي بالدورة محمد غنيم رئيس العلاقات الثقافية الخارجية والذى رأس الهيئة العامة لقصور الثقافة قبل إحالته للمعاش وكانت مكافأة ترتيبي الأول تعييني مديرا لقصر ثقافة دمياط وإيفادي مع ليلي صلاح الدين وكان ترتيبها الثاني إلي ألمانيا في زيارة لثلاثة أسابيع وبعد تسلمي العمل كمدير لقصر الثقافة بدمياط في خريف 1971 خلفا لزميل سابق هو الزميل ممدوح بدران ؛

توجهت أول الأمر لمقابلة المحافظ في مكتبه بخطاب من سعد الدين وهبة وقد استقبلني اللواء حسن رشدي بشكل محترم وأبدي استعداده للتعاون بكل ما يمكن من أجل إنجاح العمل الثقافي بالمحافظة حيث لم يكن راضيا عن أداء زميلي السابق الذى كان مصنفا من المحافظ ومن الأمن أيضا علي أنه ماركسي ووجودي وبالفعل ساندنا المحافظ بشكل كبير ولم يرفض لنا طلبا فكان يوافق علي إعارتنا سيارات نقل لنقل الديكور من دمياط إلي القرى والمدن لتنفيذ العروض المسرحية وكان يلبي طلباتنا بالموافقة علي استضافة ضيوف الثقافة من القاهرة عن طريق العلاقات العامة بالمحافظة وكان يديرها الراحل فوزي الشاذلي وكان يعاونه في تلك الإدارة كل من الأصدقاء لبيب أبو ستة ومحمود أبو السعود ومحمد الجندي ونادية الكامل وزميل الدراسة بقسم الصحافة الراحل طلعت زغلول وكان أكبر دعم للمحافظ قدمه لي في بادئ الأمر أن منحني الشقة التي أقطن بها من يومها حتي الآن في مساكن المنتزه وكان رئيس لجنة الإسكان إبراهيم الشاذلي مدير عام الشئون الاجتماعية الأسبق حيث عاونني بتخصيص تلك الشقة التي وافق عليها المحافظ ويومها رجوته أن يمنحني شقة أصغر حجرتان وصالة كفاية علي قدي لأنني لا أستطيع أن أتحمل الإيجار فقد كان إيجار الشقة 3 حجرات 8 جنيه بينما إيجار الحجرتان 6 جنيه فقط يومها صرخ إبراهيم الشاذلي كيف لرئيس مصلحة يسكن في شقة حجرتان وصالة ولم يقبل رجائي وكان محقا ،  وكان الدعم الأكبر الذى ساندنا فيه المحافظ حسن رشدي أن دعم فرض سيطرتنا علي كامل مبني قصر الثقافة الحالي حيث كان الراحل حمزة السنباطي قد خطط للاستيلاء علي مدخل القصر كاملا في الدورين الأول والثاني ليكون مقرا للمجلس الشعبي للمحافظة علي أن يكتفي قصر الثقافة بباقي المبني ويكون له مدخل مستقل من الشاعر الجانبي ناحية شركة بيع المصنوعات وكان المحافظ متابعا لكافة الأنشطة التي قمنا بها في المبني قبل أن يكتمل البناء والتجهيز ومارس معنا ضغطا كبيرا علي شركة حسن علام لإنهاء تشطيب المبني وتسليمه للإسكان خلال عام تقريبا حيث تم الافتتاح بعد تجهيزات سريعة ومكثفة بمعرفة الثقافة الجماهيرية بقيادة سعد الدين وهبة وبحضور الأديب الكبير يوسف السباعي وزير الثقافة حيث تم افتتاح القصر رسميا في أعياد الثورة عام 1972 
وللحديث بقية 

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

زوار الفجر !

زوار الفجر !
الساعة الثالثة صباحا وقبل الفجر بقليل أستيقظ مذعورا من النوم علي صوت طرقات عنيفة علي باب شقتي وجرس الباب يلاحق الطرق ويتبادل معه الإزعاج وأهرع إلي باب الشقة نصف نائم لأفتحه وأرى حفنة من الرجال واقفون لدي الباب يحملون مصابيح كهربائية مضاءة رغم إضاءة لمبة باب الشقة وبدون مقدمات يسأل أحدهم دي شقة مين دي ؟ فأرد وقبل أن أنهي كلامي سؤال آخر مشيرا إلي باب الشقة المجاورة ومين اللي ساكن هنا فأرد أنها شقة خالية يعرضها صاحبها للبيع فيسأل عن اسمه ويلاحقني غيره بسؤال أنت تعرف كل الناس اللي ساكنين في العمارة فأقول كل يوم شقق تباع وتشتري ولم أعد أعرف السكان الجدد وأخيرا يسأل عن اسم من يبحثون عنه ولكني لم أتعرف عليه ورغم أنه هناك إلي جوار شقتي شقتان أخرتان مغلقتان لم يسأل عنهما ومن فرط المفاجأة لم أجد فرصة للتعريف بهما حيث انصرفوا بلا اكتراث لما لم يجدوا ضالتهم وكأن شيئا لم يحدث
في الأفلام نري البوليس في الدول الأخرى عندما يهم بالحديث إلي شخص ما حتى ولو كان قاتلا يقوم بالتعريف بنفسه وإخراج بطاقة تثبت شخصيته ثم يمارس مهمته لكننا في المحروسة بعد ثورات متعددة كان أهمها ثورة ضد تجاوزات الشرطة وإسرافها في التنكيل بالناس إلا أن ذلك لم يترك أثرا لدي الجميع مازالت الغطرسة هي هي ومازال الحنق المتبادل بين الشعب والشرطة هو هو وسيظل الشعور بالانفصال والكراهية قائما رغم الحاجة إلي التوحد في مواجهة عدو شرس لا يرحم يكره الشرطة وأيضا يكر ه الشعب ... نقول لمين ؟؟؟

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

12- لعن الله السياسة


عن الثقافة في دمياط


12- لعن الله السياسة 









                
   علي زهران 
  محمد عبد السلام الزيات                                                                                                                     

أقام قصر الثقافة بدمياط احتفالية في ذكري الأربعين علي رحيل المناضل العمالي علي زهران وتحدث في الاحتفال حلمي ياسين أحد أعضاء نادي الأدب بدمياط وهو أيضا عضو حزب التجمع الوطني فقال أن علي زهران كان قد منع بعد خروجه من السجن من حضور ندوة نادي الأدب بقصر الثقافة أيام الاثنين ، وهو أمر لم يحدث بالمرة من جانب الإدارة إلا أن بعض الأدباء في ذلك الوقت كانوا قد أعربوا عن تضايقهم وانزعاجهم من المتابعة والمراقبة اللصيقة التي كان يقوم بها مخبروا أمن الدولة لأنشطة النادي بسبب حضوره المنتظم والمتعمد رغم أنه لم يكن عضوا بنادي الأدب في أي وقت وكان رحمه الله حريصا علي حضور عروض نادي السينما كل أحد بقصر الثقافة وكنا سعداء بذلك

وليس صحيحا كما قال أحدهم أن علي زهران قد علم نفسه بنفسه فمصادر التعليم تفتحت أمامه وأمام الكثيرين لأول مرة في معسكرات منظمة الشباب الاشتراكي في منتصف الستينيات من القرن الماضي  وقد زاملت علي زهران وآخرون حرفيون ومتعلمون في المرحلة الأولي لتلك المنظمة في معسكر أقيم في صيف عام 1965 بإحدى مدارس رأس البر في منطقة الجربى ثم في معسكر المرحلة الثانية بمعسكر صيفي بأبي قير بالإسكندرية ثم المرحلة الثالثة في معسكر بحلوان ومرحلة تنظيمية أخرى خاصة كانت في أحد معسكرات الهرم بالجيزة في أعقاب النكسة مباشرة وفي تلك المعسكرات تعلمنا جميعا ومعنا علي زهران أبجديات السياسة وطرق الحوار ووسائل الاتصال بالجماهير وبالطبع لم يكن يصعد للمراحل المختلفة إلا من تميز في المراحل السابقة وكذلك في عمله السياسي بالمجتمع وكان علي زهران من المتميزين فعلا إلا أنه بعد ذلك رأي لنفسه طريقا آخر أكثر تشددا من طريق منظمة الشباب خاصة بعد رحيل عبد الناصر وبداية مرحلة الردة السياسية التي قادها أنور السادات وانقلب بها علي منهج ناصر في التصدي لقضايا المجتمع وهنا ضاق النظام ذرعا بمعارضيه فقام باعتقال الكثيرين من اليمين ومن الشمال ولفقت القضايا للكثيرين وكان منهم علي زهران خاصة بعد المعارك السياسية الكبيرة التي قادها وخاضها بنفسه منفردا بدءا من انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر 1976حيث رشح نفسه مستقلا في تلك الانتخابات ولم يتحالف مع أحد مباشرة أو في الخفاء كما فعل الكثيرون وكان محمد عبد السلام الزيات هو الآخر مرشح الفئات المستقل في تلك الانتخابات عن نفس الدائرة بندر ومركز دمياط وكنت أنا الآخر مرشح منبر اليسار في دائرة مركز فارسكور  وكان علي زهران يكتب لافتاته بنفسه ويعلقها وينقلها ويتحرك بها علي المقاهي وفي الميادين وأثار زوبعة سياسية أقضت مضاجع أمن الدولة فقرروا أن يتخلصوا منه ولم يوفق علي زهران في الانتخابات بطبيعة الحال فلم يحقق تصويتا يذكر وكذلك كان الحال بالنسبة لي في دائرة فارسكور بينما نجح محمد عبد السلام الزيات في تحقيق كتلة تصويتية كبيرة في دمياط أهلته للإعادة مع حمدي عاشور مرشح الحكومة ومنبر الوسط ولكنهم في الإعادة أجهضوا الحلم وفاز حمدي عاشور وبدأت حرب شرسة في الانتقام من المعارضة التي ظهرت في تلك الانتخابات لما أحسه النظام وقتها من خطورة تلك المعارضة إذا توحدت فحبس الزيات وحبس علي زهران في قضايا ملفقة وأفلت أنا بأعجوبة من التردي في نفس المصير بعد أن استقلت من اليسار عقب مظاهرات يناير التي أطلق عليها السادات انتفاضة الحرامية وقد جاءت استقالتي يومها فزعا من بيان الحاكم العسكري الذي تضمن تهديدا مباشرا بإطلاق النار علي المعارضين المحرضين علي المظاهرات حتى ولو كانوا في بيوتهم فكانت الرسالة شديدة الوضوح علي الأقل بالنسبة لي وبعد الاستقالة كان محافظ دمياط وقتها المهندس حسب الله الكفراوي أطال الله في عمره فأرسل لي لمقابلته وفي مكتبه شكرني علي موقفي الوطني كما رآه هو بالاستقالة من منبر اليسار علما بأن منشئ المنابر كلها كان السادات نفسه وسلمني خطاب شكر منه لي علي هذا الموقف وطلب مني الانضمام لمنبر الوسط وحزب مصر فيما بعد إلا أنني رفضت بشدة فلم يضغط علي وتركني لحالي 

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

11- الإدارة في مصر تعاني من تآكل القيادات القادرة


فاصل أو جملة اعتراضية

( الإدارة في مصر تعاني من تآكل القيادات القادرة )


من بعد سعد وهبة كانت تعرف مديريات الثقافة في مصر بأسماء قياداتها خاصة تلك التي حققت نجاحا يذكر فكانت أسوان تعرف بحسن فخر الدين وقنا بمحمد رمزي جمال الدين وأسيوط بصلاح شريت والجيزة بعبد ا لرحمن الشافعي والقاهرة بنفيس عكاشة والمنوفية بكمال بحيرى والشرقية بعلي الشناوي وصلاح مرعي والدقهلية بمحمد سويلم والبحيرة بمصطفي البسيوني وكفر الشيخ بمحمد الديب والإسكندرية بمحمد غنيم إلي جانب العبد لله في دمياط وكان يرتبط نجاح الإدارة في مصر للأسف الشديد بشخص القائد وليس بنظام العمل بمعني أن القائد الناجح في أي موقع يحدث نشاطا ونجاحا كبيرا ثم يختفي هذا النجاح ويحدث التراجع بعد اختفاء هذا القائد بموته أو برحيله إلي موقع آخر وإذا كان ثمة نجاح قد حدث في إقليم شرق الدلتا الثقافي أو في غيره في فترة ما مرتبط بشخص رئيس الإقليم وليس بأسلوب العمل أو بنظام راسخ يسمح باستمرار هذا النجاح فيما بعد ومن ثم يحدث التراكم ويحدث التقدم ولكن العكس هو الصحيح مصر قبل ما يسمي بثورة يناير عانت من تآكل القيادات بسبب وقف التعيينات واللجوء إلي العمالة المؤقتة بضغط مقصود من البنك الدولي والهيمنة الأمريكية علي كل شيء في مصر حتى حدثت فجوة كبيرة بين جيل من القيادات الطليعية والجيل الذي تلاه وأصبح هناك فراغ كبير في القيادات المتمرسة القادرة علي التواصل والاستمرار في النجاح واستمر هذا التآكل في كل القيادات في كل المصالح فأصبح الصف الثاني فجأة في مركز القيادة دون تدريب أو تأهيل وما زال ذلك واقعا حتى الآن ولا دخل للثورة بما يحدث من تدهور وانهيار في مستوي النشاط الثقافي حاليا ولكن السبب هو ما قلت الفراغ الإداري الكبير والفجوة الكبيرة بين أجيال القيادة حتى أصبحت القيادات الحالية غير قادرة علي الابتكار ولا تمتلك القدرة علي الإبداع ولكنها انشغلت لفترة بالتنقيب في مثالب ومساوئ من سبقوهم حني يثبتوا تفوقهم ونزاهتهم وبعد الثورة أصبح شغلهم الشاغل هو مخاطبة الميدان والسعي لنيل رضا الثوار ففتحوا أبواب قصور الثقافة لكل من هب ودب من جماعات وجمعيات بعضها خاص وبعضها مشبوه الهوية وانشغلوا بذلك عن إنتاج الثقافة المواكبة لفكر الثورة والتي كانت بذرتها موجودة بالفعل بين المثقفين قبل غيرهم فهم كما قلت من قبل الرافضون للتطبيع والرافضون للفساد والرافضون للسجود للهيمنة الأمريكية الصهيونية إلا أن تلك البذرة الثورية للأسف الشديد طمرت ولم تتفاعل بعد مع البيئة الجديدة التي لم تستقر تربتها حتى الآن

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

10- تأثيرات السياسة علي الثقافة في مصر ودمياط


 تأثيرات السياسة علي الثقافة في مصر ودمياط




                                                       


                                                                     عبد المنعم ا لصاوي


سعد الدين وهبه                                                                                        

في منتصف عام 1975 تقريبا كان سعد وهبة قد انتقل إلي ديوان عام وزارة الثقافة وكيلا أول للوزارة وعين سعد عبد الحفيظ رئيسا للثقافة الجماهيرية وكانت قد ظهرت اتجاهات لتحويل كيانات الثقافة الجماهيرية في المحافظات إلي مديريات وكان المهندس سعد الكسار ( دمياطي أصلا ) قد رقي مديرا عاما في الثقافة الجماهيرية وكانت هي الدرجة الوحيدة للمدير العام بعد الراحل محمود سامي ومحمد يوسف وكانت نوايا سعد الكسار الإيحاء إلي سعد عبد الحفيظ بتعيين أحد أبناء المنصورة مراد المهدي رحمه الله مديرا للثقافة في دمياط بعد كل ما بذلته في المحافظة فذهبت إلي سعد وهبة في الوزارة بالزمالك في شارع شجرة الدر وقابلته وحكيت له ما يحدث فهاج وثار وطلب سعد عبد الحفيظ تليفونيا وأمره  بإعطائي حقي وبالفعل صدر القرار بتعييني مديرا لمديرية الثقافة بدمياط وظل الوضع علي ما هو عليه حتي تم تعيين عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة فاعتزل سعد وهبة العمل الحكومي واعتكف في مكتبه الخاص بشركة الفجر للإنتاج الفني وجاء الصاوي بعبد الفتاح شفشق ليتولي رئاسة الثقافة الجماهيرية وجاء الرجل محملا بقرارات جاهزة لنقل جميع المديرين الموالين لسعد وهبة خارج محافظاتهم واستدعاني شفشق لمكتبه عن طريق زميلنا العزيز عبد الرحمن الشافعي الذي عينه مديرا لمكتبه لسابق التعارف بينهما حيث كان الشافعي مديرا للسامر ثم الجيزة وكان شفشق جاره مديرا للسيرك القومي المجاور لمسرح السامر الذى هدم بعد ذلك وقال لي شفشق بأن معه قرارات  بنقلي إلي الوادي الجديد فقلت له لماذا فقال لأنك مصنف عند الوزير أنك شيوعي وحولت القصر إلي خلية شيوعية فقلت له لو كنت شيوعي في دمياط فسوف أكون بعد النقل أكثر خطرا بشيوعيتي في الوادي الجديد ثم أن الفيصل في هذا التصنيف هو جهاز أمن الدولة وكان علي رأسه في دمياط اللواء إبراهيم الشيخ وكان رجلا أمينا وحكيما وكانت قد حدثت أزمة الأدباء في بورسعيد واعتقل محمد السلاموني ثم قبض علي كامل الدابي هنا في دمياط كشاهد علي السلاموني وكان موفدا إلي بورسعيد للمشاركة مع وفد أدبي من دمياط للمشاركة في احتفال بورسعيد بعيدها القومي وهذا الموضوع وحده يحتاج لصفحات طويلة للكلام عنه فخباياه كثيرة حتي الآن المهم اقتنع شفشق بكلامي ووعدني بإرجاء القرار حتي يأتي إلي دمياط ويقابل المحافظ ورئيس أمن الدولة لسؤالهم عني وبالفعل قدم إلي دمياط والتقي بالمحافظ المهندس محمد عبد الهادي سماحة ( عين وزيرا للري بعد ذلك ) وكان معه سكرتيرا عاما من القلائل المحترمين الذين عملوا بالمحافظة اسمه محي الدين عبيد وحضر اللقاء إبراهيم ا لشيخ مفتش أمن الدولة وأجمع الكل علي شهادة إيجابية لصالحي خرج بعدها شفشق وكان بصحبته الزميل العزير الفنان عبد الرحمن الشافعي وعاد وقرر الإبقاء علي في موقعي ، كان قد سبق ذلك انتخابات لمجلس الشعب عام 1976 في عهد ممدوح سالم وكان السادات قد حاول انتهاج منهج أقرب إلي الديمقراطية بدل الحزب الواحد ( الاتحاد الاشتراكي ) بعد حادثة مراكز القوي وما أطلق عليه بعد ذلك ثورة التصحيح فأنشأ ثلاث منابر يسار ووسط ويمين وانضممت بطبيعة الحال إلي منبر اليسار وكان رئيسه خالد محي الدين وكان معنا في البداية بدمياط محسن الليثي ومحمد حبيب الشناوي رحمه الله  ( كان موظفا في مصنع الخشب بفارسكور ) وبعض كوادر منظمة الشباب التي كانت قد حلت وأقنعوني بالترشيح لمجلس الشعب في دائرة فارسكور وكان المنافس هناك عبد الرءوف شبانة صاحب معامل الألبان  المعروف رحمه الله مرشحا للوسط وفي دمياط كان مرشحا محمد عبد السلام الزيات و في منافسة شرسة مع حمدي عاشور وكان طبيعيا أن يلتف المثقفون حول الزيات فاتهم الجميع بالشيوعية وتفرغ موسي صبري في جريدة الأخبار لمناصرة حمدي عاشور ومهاجمة الزيات ومؤيديه بالشيوعية وفاز حمدي عاشور وعبد الرؤءوفي شبانه وهزم سعد وهبة في الأزبكية في مواجهة عبد المنعم الصاوي يومها قال لي سعد وهبة أنت وصابر بخيت مدير البحر الأحمر اللي وديتوني في داهية بسبب انتماءنا لمنبر اليسار والتصقت بنا من يومها تهمة الشيوعية وانعكست علي العمل في الثقافة بالجهاز الحكومي والذي أصبح مطاردا ومحاصرا ومراقبا من أجهزة الأمن بعد ذلك علي اعتبار أنه خلية شيوعية حيث صدقوا أنفسهم بتصنيفاتهم وظلت كلمة الثقافة مرادفا عند الكثيرين للشيوعية إلي وقت قريب حتي في ظل حكم المخلوع حسني مبارك وظللت لفترة طويلة أنعم بمراقبة لصيقة حتي عند توجهي لمنزلي ليلا بدراجتي علي طريق الأعصر قبل رصفه بثلاث دراجات يبالغ أصحابها في إظهار أنفسهم لي وهم عم أنور وعم صالح وعم محمد عبد الرحمن من مخبري أمن الدولة في ذلك الوقت فكانوا نعم الحراس وإن لم يقصدوا .

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

9 - رموز كان لها دور كبير في مسيرة الثقافة بدمياط - عن الثقافة في دمياط


 رموز كان لها دور كبير في مسيرة الثقافة بدمياط
 نعود إلي بعض الإنجازات الإدارية التي صاحبت كل ذلك وهي إجابة علي سؤال كيف تم تدبير العمالة اللازمة لهذه المواقع المتباعدة نسبيا في أرجاء المحافظة فأقرر بداية أنني مؤمن في مجال العمل الثقافي بأنه كلما تم الاعتماد علي الرواد في تنفيذ النشاط كلما كان ذلك مؤشرا علي النجاح لهذا فقد اعتمدت كثيرا علي رواد الأنشطة المختلفة في تنفيذ تلك الأنشطة من الوهلة الأولي فكانت البداية مع فرقة سمسمية لشباب وشابات بورسعيد المهجرين بدمياط حيث اعتمدت علي قيادات تلك الفرقة الطبيعية وكان أبرزهم يدعي محمد عبد الملك وفي المسرح اعتمدت علي حلمي سراج وفي الأدب اعتمدت علي محمد النبوي سلامة وفي الموسيقي أحمد صيام ثم محسن المياح وفي الفن التشكيلي كان معنا فنان متميز نحات هو حسين رشدي وفي المكتبات كان كامل الدابي أقرب إلي الرواد منه إلي العاملين وفي الرحلات وأنشطة الجمعية كان حامد سالم رحمه الله وفي السينما التجارية محمد الشوشنجي ثم كنا نلجأ في بادئ الأمر للانتداب من المصالح المحلية الأخرى ثم أقيمت عدة مسابقات لتعيين عمالة ثابتة لاستكمال العجز في بعض المواقع ومن خلال لجان اختبار المتقدمين أمكن تعيين أعداد معقولة من العاملين حاليا من مختلف البلاد وأخيرا اتهمني بعض من عينتهم بعد خروجي للتقاعد أنني جعلت من بيت ثقافة الزرقا عزبة خاصة لي فعينت به كل أقاربي وأجريت في ذلك تحقيقات كثيرة في عدة جهات انتهت إلي أنه لا يوجد لي قريب في هذا البيت من الدرجة الأولي أو الثانية إلا أنه في فترة زمنية معينة لجأت الهيئة إلي تعيين بعض الخريجين تعيينا مؤقتا عن طريق بعض أعضاء مجلس الشعب أو بعض الموظفين في مجلس الوزراء من كفر المياسرة وما شابه ذلك كما أن زاهي حواس استطاع في فترة حسين مهران ومن تلاه أن يعين كثيرا من أقاربه من العبيدية في بيت ثقافة فارسكور ولم يثر أحدا شيئا حول ذلك والغريب أن من أثار هذه القضية في النيابة وفي الصحافة أنا الذي انتدبت شقيقته من التربية والتعليم في الزرقا وثبتها في الثقافة ثم عينتها مديرة بعد أن نجحت مؤامرتهم ضد مدير بيت ثقافة الزرقا في ذلك الوقت الراحل لطفي عبد المجيد عبد الخالق وللأسف الشديد قابلوا الجميل بالنكران وكان أمرا مؤلما أكثر بعد خروجي للتقاعد وتقديم فروض الولاء والطاعة لمن تلاني أملا في أن يستطيعا معا النيل مني ولكن كان ربك بالمرصاد ولم يصح في النهاية إلا الصحيح أعو د بعد هذا السرد الممل لأحداث إدارية أسوقها بسرعة فقط لكي أوضح المناخ الذى كان يمثل ضاغطا نفسيا للإبداع الثقافي ومحددا كبيرا لانطلاقته ، يبقي أن أسجل بالتقدير أدوارا لبعض الرموز كان لتعاونها دور كبير في مسيرة العمل الثقافي بدمياط طوال أكثر من ربع قرن من الزمان أذكر منهم الراحل حامد سالم أمين صندوق جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بدمياط وكان تاجرا في سوق الحدادين بدمياط ولكنه كان يقضي أغلب وقته في قصر الثقافة وكان محبا للرحلات فنظم الكثير منها إلي أسوان ومطروح والغردقة وبورسعيد والقاهرة وغيرها وأذكر من العاملين الزملاء الأعزاء محمد عبد الخالق جاد رحمه الله وكيل مديرية الثقافة بدمياط ومحمود قراميط مدير قصر الثقافة ووكيل المديرية فيما بعد وكامل الدابي أمين مكتبة قصر الثقافة والراحلة ليلي سلطان مديرة القصر لفترة كبيرة وميرفت أبو دنيا مديرة مركز ثقافة الطفل بدمياط والفنان التشكيلي حسين رشدي وزهير جاويش والسيد المتبولي وجلال المصري والراحل مجدي شاهين مهندس الديكور وتولي إدارة القصر لفترة وجيزة قبل سفره للسعودية وطه زقزوق وأحمد الششنجي وحميد السعيد ومن الرواد كان هناك رموز لا تنسي ساهمت بجهود كبيرة في تلك المسيرة مثل الراحلون المسرحيون محمد ناصف وأحمد شبكة وفوزي سراج والشاعر محمد النبوي سلامة والشاعر محمد العتر والكاتب محمد الشربيني والشاعر السيد عامر وغيرهم 

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

8 - ثقافة كفر سعد - عن الثقافة في دمياط


 قصر ثقافة كفر سعد
أما بيت ثقافة كفر سعد عندما أنشاناه في البداية كان في مبني إداري متهالك يتبع الإدارة التعليمية في كفر سعد وليس ملكها ولكن كان ملكا للأملاك الأميرية القديمة وكانت الإدارة التعليمية رافضة لمشاركتها في هذا المكان رغم أنه لم يكن به شيء يذكر ولكن بالتعاون مع رئيس المدينة والمحافظ في ذلك الوقت خصص المبني للثقافة وقمنا بعمل بعض الترميمات فيه وبدأ في ممارسة عمله وكان يقدم عروضه علي خشبة المسرح المتنقل الذى كنا قد صنعنا جزء منه في دمياط واستلمنا الباقي بعد ذلك من مخازن الثقافة الجماهيرية وفي وقت من الأوقات طمعت الوحدة المحلية في المبني فخصصوا لنا أرضا لبناء بيت للثقافة في الوقت الذى بدأ فيه المبني القديم في التدهور ومن تجربة بناء بيت ثقافة فارسكور المريرة حيث كان الإشراف الهندسي والصرف المالي من الثقافة الجماهيرية بالقاهرة فقد طلبت عند بناء قصر ثقافة كفر سعد أن ينقل المبلغ المخصص في الميزانية والإشراف الهندسي لمجلس المدينة وبالفعل نجحنا في إقناع الإدارة المركزية بذلك وكان هذا بالفعل المؤثر الحقيقي في الإسراع النسبي بإنشاء ذلك المبني خلال حوالي سبعة أعوام فقط بينما استغرق بناء قصر ثقافة فارسكور زهاء 19 عاما تقريبا وكان لرئيس المدينة محمد شهاب فيما بعد دور مشكور بقيامة بإنهاء إجراءات الطرح وترسية العملية علي مقاول نشط وكان يستعجل دوما صرف المستخلصات أولا بأول من الهيئة العامة لقصور الثقافة وتم بمساعدته تخطي كثير من العقبات الهندسية حتي تم المبني واكتمل وأنا في موقع رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي وأيضا تم تعطيل تجهيز المبني وافتتاحه في عهد أنس الفقي ليتم ذلك بعد خروجي للمعاش ليكون الإنجاز منسوبا له ولمن خلفني في إدارة الإقليم وهو الزميل مصطفي السعدني وكان هناك تنسيقا تآمريا كاملا بينهما قبل خروجي خلال العام الأخير لي في الوظيفة إلا أن التاريخ لا يمكن مغالطته ويبقي ما ينفع الناس في الأرض ويذهب الزبد جفاء ، المهم أقرر هنا أن جميع تلك المواقع الثقافية التي نجحنا في افتتاحها في محافظة دمياط لم تزد موقعا واحدا منذ تركنا الخدمة حتي الآن إن لم يكن قد تآكل بعضها كما في الوسطاني واضمحل آخر في ميت الخولي وتراجع ثالث وهو بيت ثقافة الزرقا الذى ظل كما هو بلا إضافة تذكر بل وتراجع نشاطه كثيرا عن بداياته لأسباب أخرى ربما يأتي ذكرها إذا وجدت لذلك ضرورة .

7- أنس الفقي يؤجل افتتاح فارسكور وكفر سعد لما بعد خروجي للمعاش - عن الثقافة في دمياط



                                    ثقافة فارسكور








  أنس الفقي                                                                               سعد أردش 

كان افتتاح مبني قصر الثقافة بدمياط قويا وحاسما في وجه الطامعين في المبني وحافزا للثقافة الجماهيرية بضغط مستمر من سعد الدين وهبة علي استكمال تجهيز القصر وتم استكمال السينما وكراسي صالة المسرح والستائر وأجهزة الإضاءة وبدأت المسيرة الثقافية في محافظة دمياط تنطلق ففكرنا في افتتاح فروع جديدة في فارسكور وبالعلاقات الشخصية تم تخصيص جزء من مبرة فارسكور في الدور الأرضي في بادئ الأمر مكان منظمة الشباب وأقمنا به مقرا لبيت ثقافة فارسكور ثم طمعت إدارة المبرة في المكان فمنحتنا مكانا بديلا في الدور الثاني في مواجهة مدرسة فارسكور الثانوية وظل الحال فيه علي هذا النحو علي أن يقيم عروضه الفنية في مركز الشباب القريب منه أو مدرج مدرسة فارسكور الإعدادية كان ذلك من خلال العلاقات الوثيقة مع رؤساء المدن حتي أمكن أيام حسين مهران وفي زيارة للفنان الكبير الراحل ابن فارسكور سعد أردش تم تخصيص قطعة أرض علي كورنيش النيل لينشأ عليها بيت ثقافة فارسكور الحالي وكان مفترضا أن يسمي باسم الفنان الكبير سعد أردش وقد واجه المشروع كثير من العقبات التي عطلت بنائه لفترة زمنية طويلة حيث بدأ بناؤه في عهد حسين مهران رئيس هيئة قصور الثقافة ولم ينته ويفتتح إلا في عهد أنس الفقي حين أمكن تجاوز تلك المشكلات بمساعدة محمد خليل قويطة عضو مجلس الشعب في ذلك الوقت ويشاء القدر ألا ينتهي المبني الذى أسهمت بمساعدة سعد أردش وقويطة من بعده في بنائه ليكون قصرا رائعا للثقافة في فارسكور كل هذه السنوات الطويلة وعندما تم وأنجز كنت رئيسا لإقليم شرق الدلتا في عامي الأخير في الوظيفة وتحاك المؤامرات في عهد أنس الفقي عندما كان رئيسا لهيئة قصور الثقافة لكي يؤجل افتتاح القصر مع قصر ثقافة كفر سعد حتي أخرج للمعاش وينسب الفضل بسذاجة لمن تولوا الأمر بعد خروجي للتقاعد وبلغ الجحود مبلغه عندما تجاهلوا سعد أردش في الافتتاح أو في تسمية القصر باسمه وهو بالفعل صاحب الفضل الأول في إنشائه بتوفيق من الله عندما طلب من حسين مهران إقامة قصر للثقافة في فارسكور فوافق حسين مهران علي الفور وطلب إلي المحافظ تخصيص أرض وتعهد ببنائها علي الفور علي أن يطلق اسم سعد أردش عليه أسوة بقصر نجيب سرور ونعمان عاشور وغيرهما وقد كان كل ذلك علي أثر خلاف وقع بيني وبين أنس الفقي عندما كان رئيسا لهيئة قصور الثقافة فشكوته إلي صديقي وصديقه زاهي حواس فقال لي أنس في مكتبه بعدها عندما تفكر في أن تشتكيني لأحد في مصر اشتكيني فقط لله فكان ردي عليه علي الفور وهل أنت قد الشكوي إلي الله فساءت العلاقة بيننا بعدها طوال العام الأخير لي في الوظيفة فما كان منه إلا أن تعمد تأجيل افتتاح قصر الثقافة بفارسكور وكفر سعد إلي ما بعد خروجي للمعاش ؛
 أما قصة إنشاء قصر ثقافة كفر سعد فهي قصة طويلة ولها مجال آخر وفي نفس التوقيت وعن قناعة بعض القري من خلال ما كنا نقدمه لها من أنشطة ثقافية طالب الكثيرون بإنشاء مكتبات فرعية بقراهم بدأت بقرية الروضة وكفر الوسطاتي وميت الخولي وعزبة البرج والسرو والركابية وأقام صندوق التنمية الثقافية مكتبة نموذجية في قرية المحمدية بمركز كفر سعد وتسلمناها وبدأت ملامح مديرية الثقافة بدمياط تتكامل من خلال تلك الفروع التي انضم لها بيت ثفافة الزرقا في شقة دفعت ثمنها محافظة دمياط في عمارة من أملاك صندوق الإسكان بقرار من الدكتور أحمد جويلي الذى شهدت المحافظة في عهده انطلاقة ثقافية كبرى في كل المجالات