زوار الفجر !
الساعة الثالثة صباحا وقبل الفجر بقليل أستيقظ مذعورا من النوم علي صوت
طرقات عنيفة علي باب شقتي وجرس الباب يلاحق الطرق ويتبادل معه الإزعاج وأهرع إلي باب
الشقة نصف نائم لأفتحه وأرى حفنة من الرجال واقفون لدي الباب يحملون مصابيح كهربائية
مضاءة رغم إضاءة لمبة باب الشقة وبدون مقدمات يسأل أحدهم دي شقة مين دي ؟ فأرد وقبل
أن أنهي كلامي سؤال آخر مشيرا إلي باب الشقة المجاورة ومين اللي ساكن هنا فأرد أنها
شقة خالية يعرضها صاحبها للبيع فيسأل عن اسمه ويلاحقني غيره بسؤال أنت تعرف كل الناس
اللي ساكنين في العمارة فأقول كل يوم شقق تباع وتشتري ولم أعد أعرف السكان الجدد وأخيرا
يسأل عن اسم من يبحثون عنه ولكني لم أتعرف عليه ورغم أنه هناك إلي جوار شقتي شقتان
أخرتان مغلقتان لم يسأل عنهما ومن فرط المفاجأة لم أجد فرصة للتعريف بهما حيث انصرفوا
بلا اكتراث لما لم يجدوا ضالتهم وكأن شيئا لم يحدث
في الأفلام نري البوليس في الدول الأخرى عندما يهم بالحديث إلي شخص ما
حتى ولو كان قاتلا يقوم بالتعريف بنفسه وإخراج بطاقة تثبت شخصيته ثم يمارس مهمته لكننا
في المحروسة بعد ثورات متعددة كان أهمها ثورة ضد تجاوزات الشرطة وإسرافها في التنكيل
بالناس إلا أن ذلك لم يترك أثرا لدي الجميع مازالت الغطرسة هي هي ومازال الحنق المتبادل
بين الشعب والشرطة هو هو وسيظل الشعور بالانفصال والكراهية قائما رغم الحاجة إلي التوحد
في مواجهة عدو شرس لا يرحم يكره الشرطة وأيضا يكر ه الشعب ... نقول لمين ؟؟؟