عن الحوثيين
قصة الحوثيين
الزيديون فرقة معتدلة من الخوارج
تنتسب من حيث الأصل إلى زيد بن علي بن الحسين، ظهرت في الكوفة أول مرة سنة 740م
(22ﻫ) ثم انتقلت فيما بعد إلى اليمن. ويعد الإمام (الهادي إلى الحق) الإمام الزيدي
الأول في اليمن ومؤسس الإمامة وناشر المذهب الزيدي فيه، الذي بلغ عدد أئمته في اليمن
منذ الهادي حتى محمد البدر (66) إماماً، بدأ حكمهم من سنة 897م ولم ينتهِ إلا عند تأسيس
الجمهورية العربية اليمنية في سنة 1962. وعند قيام الثورة في اليمن وقضت علي حكم أسرة
حميد الدين والإمامة المنتسبة للزيدية ظلت فلول التابعين للإمام وشيعته موجودة ونشطة
والعجيب أنهم قاتلوا قوات الثورة التي دعمها جمال عبد الناصر عسكريا بشراسة والأعجب
أن المملكة العربية السعودية كانت تدعمهم في ذلك الوقت ، ثم ظلوا كامنين في صنعاء والمحافظات
المجاورة إلي حين . والآن انقلب السحر علي الساحر . وقد بدأت القصة في محافظة صعده
(على بُعد 240 كم شمال صنعاء)، حيث يوجد أكبر تجمعات الزيدية في اليمن،حيث كانوا فلول
عهد ما قبل الثورة والفترة الإمامية الزيدية وفي عام1986م تم تكوين "اتحاد الشباب"، وهو هيئة تهدف إلى تدريس
المذهب الزيدي لمعتنقيه،كان بدر الدين الحوثي وهو من كبار علماء الزيدية آنذاك- من
بين المدرِّسين في هذه الهيئة.
وفي عام 1990م حدثت الوَحْدة اليمنية، وفُتح المجال أمام التعددية الحزبية،
ومن ثَمَّ تحول اتحاد الشباب إلى حزب يسمي حزب الحق الذي يمثِّل الطائفة الزيدية في
اليمن، وظهر حسين بدر الدين الحوثي - وهو ابن العالم بدر الدين الحوثي- كأحد أبرز القياديين
السياسيين فيه، ودخل مجلس النواب في سنة 1993م، وكذلك في سنة 1997م.
تزامن مع هذه الأحداث حدوث خلاف كبير جدًّا بين بدر الدين الحوثي وبين
بقية علماء الزيدية في اليمن حول فتوى تاريخية وافق عليها علماء الزيدية اليمنيون،
وعلى رأسهم المرجع مجد الدين المؤيدي،والتي تقضي بأن شرط النسب الهاشميّ للإمامة صار
غير مقبولاً اليوم، وأن هذا كان لظروف تاريخية، وأن الشعب يمكن له أن يختار مَن هو
جديرٌ لحكمه دون شرط أن يكون من نسل الحسن أو الحسين رضي الله عنهما.
اعترض بدر الدين الحوثي على هذه الفتوى بشدَّة، خاصة أنه من فرقة
"الجارودية"، وهي إحدى فرق الزيدية التي تتقارب في أفكارها نسبيًّا مع الاثني
عشرية. وتطوَّر الأمر أكثر مع بدر الدين الحوثي، حيث بدأ يدافع بصراحة عن المذهب الاثني
عشري، بل إنه أصدر كتابًا بعنوان "الزيدية في اليمن"، يشرح فيه أوجه التقارب
بين الزيدية والاثني عشرية؛ ونظرًا للمقاومة الشديدة لفكره المنحرف عن الزيدية، فإنّه
اضطر إلى الهجرة إلى طهران حيث عاش هناك عدة سنوات.
وعلى الرغم من ترك بدر الدين الحوثي للساحة اليمنية إلا أن أفكاره الاثني
عشرية بدأت في الانتشار، خاصة في منطقة صعدة والمناطق المحيطة، وهذا منذ نهاية التسعينيات،
وتحديدًا منذ سنة 1997م، وفي نفس الوقت انشقَّ ابنه حسين بدر الدين الحوثي عن حزب الحق،
وكوَّن جماعة خاصة به،وكانت في البداية جماعة ثقافية دينية فكرية ، بل إنها كانت تتعاون
مع الحكومة لمقاومة المد الإسلامي السُّنِّي المتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح،
ولكن الجماعة ما لبثت أن أخذت اتجاهًا معارضًا للحكومة ابتداءً من سنة 2002م.
وفي هذه الأثناء توسَّط عدد من علماء اليمن عند الرئيس علي عبد الله صالح
لإعادة بدر الدين الحوثي إلى اليمن،فوافق الرئيس، وعاد بدر الدين الحوثي إلى اليمن
ليمارس من جديد تدريس أفكاره لطلبته ومريديه. ومن الواضح أن الحكومة اليمنية لم تكن
تعطي هذه الجماعة شأنًا ولا قيمة،ولا تعتقد أن هناك مشاكل ذات بالٍ يمكن أن تأتي من
ورائها
إلا أنه في عام 2004م حدث تطوُّرخطير، حيث خرج الحوثيون بقيادة حسين بدر
الدين الحوثي بمظاهرات ضخمة في شوارع اليمن مناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق، وواجهت
الحكومة هذه المظاهرات بشدَّة، وذكرت أن الحوثي يدَّعِي الإمامة والمهديّة، بل ويدَّعِي
النبوَّة. وأعقب ذلك قيام الحكومة اليمنية بشنّ حرب مفتوحة على جماعة الحوثيين الشيعية،
واستخدمت فيها أكثر من 30 ألف جندي يمني، واستخدمت أيضًا الطائرات والمدفعية، وأسفرت
المواجهة عن مقتل زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي، واعتقال المئات، ومصادرة عدد
كبير من أسلحة الحوثيين.
تأزَّم الموقف تمامًا، وتولى قيادة الحوثيين بعد مقتل حسين الحوثي أبوه
بدر الدين الحوثي، ووضح أن الجماعة الشيعية سلحت نفسها سرًّا قبل ذلك بشكل جيد ؛ حيث
تمكنت من مواجهة الجيش اليمني على مدار عدة سنوات.
وقامت دولة قطر بوساطة بين الحوثيين والحكومة اليمنية في سنة 2008م، عقدت
بمقتضاها اتفاقية سلام انتقل على إثرها يحيى الحوثي وعبد الكريم الحوثي -أشقاء حسين
بدر الدين الحوثي- إلى قطر، مع تسليم أسلحتهم للحكومة اليمنية، ولكن ما لبثت هذه الاتفاقية
أن نقضت ، وعادت الحرب من جديد، بل وظهر أن الحوثيين يتوسعون في السيطرة على محافظات
مجاورة لصعده،بل ويحاولون الوصول إلى ساحل البحر الأحمر للحصول على سيطرة بحريَّة لأحد
الموانئ ؛ يكفل لهم تلقِّي المدد من خارج اليمن.
لقد صارت الدعوة الآن واضحة،والمواجهة صريحة، بل وصار الكلام الآن يهدِّد
القيادة في اليمن كلها، وليس مجرَّد الانفصال بجزء شيعي عن الدولة في اليمن يعيد حكم
الإمام مرة أخرى في دولة مجتزأة شمال اليمن علي حدود السعودية .
بل ويهدد أمنها وتكمل حلقة الحصار الشيعي من حولها بعد تمكينهم في العراق وتزايد تواجدهم
في الكويت والبحرين وقطر وشرق السعودية نفسها ودعم إيراني قوي من الشرق وكمون سياسي
وعسكري لحزب الله بقيادة حسن نصر في لبنان
وتنجح أمريكا وحلفائها في إضعاف شوكة المسلمين وتفتيت قواهم بأقل مجهود
وأدني خسائر بل بأموال العرب ودمائهم في حروب مستمرة طاحنة بين الطوائف في العراق وفتنة
كامنة في لبنان وتمزق في السودان وانقسام المقاومة في فلسطين وإضاعة النظام في الصومال
فأصبح دولة بلا حكومة وشاعت فيه الفوضى وإثارة قلاقل الفتنة الطائفية في مصر من حين
لآخر . فمتي ننتبه ونفوق من سباتنا الذى طال .