معضلة مياه الشرب في مدينة دمياط
الدكتور أحمد
جويلي رحمه الله عندما كان محافظا لدمياط ينسب له الفضل في إدخال مشروعات
الكومباكت يونيت لأول مرة الخاصة بتكرير مياه الشرب والخاصة بالصرف الصحي في كثير
من قرى محافظة دمياط وعندما جاء الدكتور عبد العظيم وزير محافظا لدمياط بعد سنوات
سار علي دربه وطور وجدد تلك المحطات وأضاف إليها الكثير ونجح في معالجة مشكلة نقص
مياه الشرب في القرى الحدودية بالمحافظة خاصة في كفر المياسرة والسرو والرحامنة
وتفتيش السر وكفر الوسطاني والعدلية وغيرها حتي المحطات القديمة الكبيرة تم
تطويرها وأمكن توفير مياه الشرب لمناطق كانت محرومة في مركز كفر سعد وشطا
والسنانية وربما كانت هناك جهودا إضافية من جانب بعض المحافظين الذين تولوا
المسئولية فيما بينهما أو بعدهما إلا أن الجانب الأكبر من الإنجازات في هذا المجال
ينسب لهما
كل ذلك وعلي
مدار سنوات طويلة لم تبرز أي شكوي من نقص مياه الشرب في مدينة دمياط طوال تلك
السنوات وحتي بداية ا لعام الحالي بدأت تظهر تلك المشكلة بوضوح من بدايات الشتاء
الماضي وكتبت يومها أحذر من أننا سنشهد صيفا صعبا بالنسبة لمياه الشرب وقد كان
فكثير من الأحياء في مدينة دمياط أصبحت تعاني من العطش ونقص حاد في مياه الشرب في
منطقة السيالة وأرض البرش وعزبة ناصر وشطا والطريق الحربي والأعصر بالكامل وكثرت
الشكاوي وبرز المسئولون يبشرون بقرب علاج المشكلة التي ظهرت فجأة وادعي هؤلاء أن
السبب تهالك الشبكة وضعفها وأن المواسير الداخلة للبيوت قد افترسها الصدأ علاوة
علي أن حجمها 1 بوصة وهو حجم لا يكفي خاصة في ظل تركيب مواتير رفع المياه لمعظم
الشقق حتي التي في الأدوار الأولي
وهي ادعاءات
باطلة لأن شبكة الأعصر مثلا الرئيسية بطول الكورنيش قد تم تغييرها بالكامل في عهد
الدكتور البرادعي إبان تنفيذ مشروع التنسيق الحضاري وتطوير كورنيش النيل وكذلك
الحال في المحور ( الطريق ا لدائري ) علاوة علي أن تلك الشبكة نفسها تشهد تدفقا
غزيرا في المياه عندما يزيدون الضغوط أو في فترات قلة السحب إذن فالعيب ليس في
الشبكة ولكن في كمية المياه التي تضخ فيها ومن ناحية أخرى تم تطوير شبكة الطريق
الحربي ومع ذلك زادت المشكلة هناك لأن الأقطار الكبيرة التي تم تركيبها ضاعت فيها
المياه التي يتم ضخها لقلتها فكلما اتسعت
الأقطار قلت الضغوط والعكس صحيح
أما التعلل
بأن مواتير المياه هي السبب في عجز مياه الشرب فهو قول صحيح تماما والعلاج معروف
إلا أن أحدا غير قادر علي اتخاذ قرار يعالج المشكلة فلو تم توفير المياه فما
الداعي لاستخدام الموتور عندئذ سيتم توفير استهلاك المياه وأيضا سيتم توفير
استهلاك الكهرباء والحل معروف إما بتبني بناء خزانات أعلي العمارات خاصة التي
تبنيها الدولة وزيادة ضغوط المياه لتصل إلي الأدوار العليا يومها بدلا من أن يتوضأ
الإنسان بجالون مياه نتيجة تدافع المياه عبر الموتور سيتوضأ بلتر فقط وربما أقل
عند ذلك نقتصد في المياه والكهرباء معا
محمد عبد المنعم إبراهيم
وكيل
وزارة الثقافة الأسبق