كريم خليل ... ظاهرة
شخصية وفنية خاصة
ظهر كريم خليل علي
مسرح الحياة الثقافية والفنية في دمياط بعد تركي الخدمة في ثقافة دمياط وعندما شاهدت
أول عروضه علي مسرح قصر الثقافة لم أكن هاضما ذلك اللون من التعبير الحركي المتشنج
الذي كان يقدمه أول الأمر مقتديا بالموسيقي الغربية الصاخبة التي تلائم شباب هذا العصر
ووجده بعض المخرجين ظاهرة جديدة أو قل موضة يمكن أن تضاف إلي تقنيات ما يقدمونه من
عروض مسرحية طويلة كانت أم قصيرة وبمرور الأيام استمر الشاب الجديد في تقديم لونه الأثير
وطور فيه ونوع في أدواته وأضاف إليه ما يعطيه صفة الدراما الحركية بالفعل فأصبحت اللوحات
التي يقدمها تحكي موضوعا أو تثير قضية وكان هذا مبررا فنيا لاستمراره دون استسلام لبعض
العوارض والمعوقات الإدارية والمالية التي اعترضت طريقه فثابر وصبر وأخلص وأتقن وأحب
الأطفال وأحبوه ووثقت فيه الأسر من صفوة المجتمع فأمنته علي فلذات أكبادهم واستحق كل
ذلك فهو لا يشغله شاغل سوي حبه وإخلاصه لفكرته المجنونة التي يصر عليها ولهذا نجح فيها
ببراعة ففرض علينا أن نحترم فنه وأن نستمتع به فكان حريا به الليلة الماضية في عرضه
السنوي الخاص الذى قدمه علي مسرح قصر ثقافة دمياط واحتشد له المئات في صالة المسرح
بكثافة لم نراها منذ زمن طويل كان حريا به أن يكرم باعتزاز عناصر العرض الذى قدمه وانتشي
هو به مع المئات الذين انتشوا أيضا بمتابعته ويا سبحان الله كريم خليل شخص عادي متواضع
دمث الخلق استطاع بمفرده أن يحشد علي خشبة المسرح ما يقترب من الخمسين فتي وفتاة في
مقتبل العمر ليصنع منهم لياقة عالية وأداء حركيا مبهرا طوال ساعة ونصف تقريبا متصلة
الأداء لا هنة وصل فيها بينما يعجز عن ذلك مؤسسات كبيرة ثقافية ومسرحية وشبابية وتعليمية
أليست تلك ظاهرة تستحق الدراسة والبحث ؟
تحية لكريم خليل
علي أدائه الجاد الراقي وتحية لفريق العمل وأعضاء الفرقة التي لا يجد أدني غضاضة في
نسبتها له أو لغيره من المؤسسات التي تشرف بأن تقدم هؤلاء البراعم باسمها وتحية إلي
ثقافة دمياط وثقافة الطفل بها علي جهودهم الموفقة دون مدير عام معوق