قرأت
قصيدة للصديق العزيز الدكتور عيد صالح والتعليق الذى نشر عليها :
عندما توليت إدارة الثقافة بدمياط في السبعينيات وكان النشاط في نادي
الأدب قد شهد انتعاشا وازدهارا كبيرا وكان الدكتور عيد صالح بعد
تخرجه وانضمامه إلي هذا النادي باعتباره شاعرا للفصحي يكتب كل أنواع الشعر
الفصيح إلا أنه في تلك المرحلة كان رافضا للشعر الحداثي في ذلك الزمن وجنوح
أربابه إلي استخدام مفردات لفظية غريبة قديمة ومهجورة وظل رافعا شعار
التمرد علي أساطين الكتابة بهذا الأسلوب وكان منهم الأستاذ السيد النماس والأستاذ
أنيس البياع وتبعهما غيرهما ممن أعجبهم هذا الاتجاه ولكني أري اليوم الصديق العزيز
الدكتور عيد صالح قد بدأ ينحاز كليا لهذه المفردات ويتمادي في استخدامها .. التي استعصي علي الكثيرين وأنا منهم فهمها فقد كتب قصيدة يرد فيها علي أحمد عبد المعطي حجازي فقال :
طلل
أطل .. وأرخبيل جف ..!!
الي
: كل مرجف خرف..!!
ذلك الغرنوق
يقتات طللا ..
مشرئب العوينات..
في لفح الأوابد والشجب
يلقي بحصاة ..
في أسن الجواشن والترهات
هذاالذي شق جيب كلس
واستدعي طغمة العناكب
كيلا يغيض الرمل
وتدفع الريح
تباريح أجداث وصخور
ذلك الحوشي والنرجسي
الملكي والثوري
الأصولي والحداثي
بائع اليانصيب والعلكة
يكشط التاريخ
ويمزق الأمنيوسي
يفتض جائزة شوهتها التضاريس
في عذوق غيهب وتيه
ذلك الواثق والموثوق
في ردة وبردة
موشاة بالنفط والقار
في خريفه الجليدي
في سحنته ومحنته
ذلك المجذوم
يقتات لحمه المتساقط
في شراهة ذئب
ونهم أفعوان
هكذا طلل أطل
وأرماس سراب بقيعة
في شقوة أرخبيل جف
هكذا يشرق الحنظل
والعواسج ..
والأضابير..
في قعقعات الفراغ
في اصطفاق الصدي
والمدي ..
أرمد ..
وزبد.!!
حاشية :
لا ضير ..
من تلاقح الأضداد
في ردة المردة
واللواطيين
في سحاق السخائم
والجيف المدلاة
من أفواه النحاة
والحواة
والمطففين
"
الغرنوق " : طائر مائي طويل الساقين له قنزعة ذهبية وهو نوع من أنواع الكراكي
فجاء التعليق التالي :
ذلك
البعكوك كتب بعاقا يدعوه شعرا
حشد
فيه مفرداته الموروثة الموحشة حشدا
يقتات طللا ويشرأب شجبا
ويغوص
في الجو اثن مع العناكب
يشق
الجيوب ويلعق النعال
ويمضغ
العلكة من فيه الرفيق مضغا
واثق
موثوق بتاريخ زيفه أسياده زيفا
يدعي
التقدمية يلعن اللوطية
وهو
الذى ركع لل ... يلعق الإحليل لعقا
يا
هذا الذى شربت مياهنا ونهبت طعامنا
ولعنت
تراثنا عد إلي حيث جئت
وانعم
بالحنظل والسراب والجذام
وكل
ما أسلفت رجسا
وانحني
لمن شئت
واسجد
في الخلاء لغير خالقك
فما
فلحت تجارتك
ولا
راجت مبادئك
ولن تروج ما دمت حيا
واهنأ
بعيش الشائهين التائهين
العابثين
الضالعين الغارقين للأعناق غيا
وأرحنا
من بعاقك
فرائحة
الغائط تغتاظ منك غيظا