لو كنتم تريدون فعلا ظهيرا شعبيا للنظام
كتب المحامي المعروف الأستاذ نبيل الدالي مقالا جميلا حول ما أثير في اجتماع نظمه ودعي له ما يسمي بمجلس القبائل والعائلات في دمياط وهو مجلس لا يعرف من الذى كونه ولا دعي إلي تكوينه وغير معروف أيضا كيف تم اختياره ولا ما هي أهدافه برغم حسن النوايا والإعلان الدائم عن أن الهدف هو الوطن وصالحه العام وذهب نبيل إلي طرح مفاهيم شخصية من تجربته السياسية التي مر بها سنوات ما قبل 2011 تتلخص في ؛
أن الأحزاب السياسية وهي الكيانات الشرعية
التي نظمها الدستور والقانون بأنها تتسم بالذاتية والبحث عن المصالح الشخصية والوصول
للمجالس النيابية وكأن هذه المجالس النيابية ليست ظهيرا للدولة المصرية وكأن هذه الأحزاب
السياسية بعيدة عن هموم الوطن والمواطن ..
لا والله الأحزاب السياسية تسعى لبناء الوطن وتدعم مؤسسات الوطن بل يؤخذ عليها
حاليا أنها تقوم بدور مجتمعي بالإضافة لدورها السياسي .... حقيقة لم اجد من قام بتصحيح هذه المفاهيم
..
الحياة الحزبية في مصر وخاصة بعد أحداث
يناير وحتى وقتنا هذا تمر بمرحلة يجب أن نتخطاها ونعود بها إلى ما يجب أن يكون عليه
الأحزاب السياسية وأن تعود الثقة بين المواطن والأحزاب السياسة .. اذا كنا نريد ديمقراطية
حقيقية . اذا كنتم تريدون كوادر وقيادات للمستقبل . اذا كنتم تريدون برامج وافكار مختلفة
اذا كنتم تريدون الأغلبية الوطنية والمعارضة الأقلية الوطنية أيضا ..
ولأن الطرح به من الجدية القدر
الكبير الذى استفزني للحوار معه فكتبت له أقول الأستاذ المحترم دعني أرفع التكلفة
فيما بيننا فأنت بمثابة ابني الأكبر ووالدك رحمه الله كان من أقرب الأصدقاء إلي
قلبي وزاملني ردحا طويلا من الزمن في العمل السياسي النزيه من هذا المنطلق أتحدث
إليك بكل صراحة وأيضا من منطلق أنه لم يعد في حساباتي أي طموح للعمل العام أو
للعمل السياسي ؛ ذلك أن المفاهيم التي سقتها في مقالك هي بديهيات مسلم بها نظريا
ولكن علي أرض الواقع لا تقف علي أرض صلبة فمن البداية ليس في دمياط قبائل أو
عائلات مؤثرة شعبيا أو سياسيا لذا فإن هذا المجلس للقبائل والعائلات وإن كان يصلح
للبدو أو للصعيد فهو لا يصلح لمجتمعاتنا الريفية إلا لو كان المطلوب هو إعادة بعث
الروح الشعوبية والقبلية والعصبيات العائلية ومساوئها حتي ولو كان المراد ( امنيا
) خلق ظهير سياسي شعبي للنظام فما بني علي باطل سيظل وللأبد باطلا أيضا هذا من
ناحية ومن ناحية أخري لن تفلح بالمرة أي محاولات فوقية لخلق الظهير الشعبي للنظام
فقد ثبت فشلها حتي الآن علي مدار سنوات ما بعد 2011 ولكن الظهير الشعبي يجد نفسه
ويتكون لو وجدت قضية عامة تهم الجميع أو مشروع قومي واحد يلتف حوله الناس وهذا
للأسف لم يجد من يلتفت إليه أو يكرس له بل كان الاهتمام وما يزال هو في خلق أحزاب
سياسية فوقية يقودها بعض من أهل الثقة وأصحاب رءوس الأموال القادرين علي الإنفاق
علي العمل العام بشكل أو بآخر فمن يدفع يترشح ومن يتبرع يمنح النيابة والتمثيل في
البرلمان فأصبح العمل السياسسي حكرا علي أصحاب الثروة وليس الثورة وأصبح الشغل
الشاغل هو موالاة النظام ماليا بالتبرعات والإنفاق علي العمل السياسي وليس لمن
يفكر ويبدع ويقود فإذا غاب الولاء للشعب وللوطن كان البديل هو الولاء للأمن وما
يقرر حتي ولو كان ذلك ضد النظام فمن يملك قرار الاختيار للترشح أو للتمثيل هو من
يدين له القائد السياسي المصطنع علي يديه ولأن ثقافتنا تاريخيا نحن المصريين أن
نبدأ دائما من الصفر بدلا من أن نبدأ من حيث انتهي من قبلنا ونبني علي بنائه وكان
ينبغي لمن يريد خلق الظهير الشعبي والسياسي للنظام خدمة للوطن ولمصر أن يدرس تجربة
منظمة الشباب والاتحاد الاشتراكي فإن تجربتهم تاريخيا هي الأقرب إلي جادة الصواب
مع اختلاف الأيديولوجيات والأفكار والمناهج وأظن أن الرئاسة بتجربتها لتدريب كوادر
وتأهيلها للقيادة مستقبلا كانت تفكر في ذلك ولكن الفكرة لم تعمق أو تأخذ حقها من
الدراسة والاستمرارية فتضاربت بعد ذلك السياسات وتاهت معالم الطريق أقول هذا لوجه
الله والوطن ورزقي علي الله