الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024

وزير الدولة للإعلام

 

                                                     وزير الدولة للإعلام

 

منصب وزير الدولة للإعلام هو منصب سياسي وليس تنفيذي لأنه لو كان تنفيذيًا لحدث تصادم مع مواد الدستورحيث أن المختص بتظيم شئون الإعلام وفق دستور 2014   في المواد 71، و72، و211، و212، و213، هو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام".

فوزير الدولة للإعلام هو وزير بلا ديوان ولا وزارة يمارس عمله كمنصب سياسي وليس تنفيذى بالاتصال المباشر مع رئيس الوزراء إلا أن التنسيق بين الوسائل الإعلامية المختلفة وكذلك بين المؤسسات الإعلامية والمجالس التي استحدثها الدستور كل ذلك يحتاج إلي مايسترو ينسق بينها جميعا من أجل توحيد التوجه نحو إعلام مصري خالص ومخلص للوطن والأمة لأن الوضع الحالة خلق نوعا من العشوائيات الإعلامية بين الجميع بلا رابط ولا ضابط لإيقاع العمل بها جميعا

 

 

السيناريست بشير الديك ابن دمياط يحتاج إلي دعوات الدمايطة

 السيناريست بشير الديك ابن دمياط

يحتاج إلي دعوات الدمايطة
بشير صديق الديك ابن قرية الخياطة دمياط ولد بها عام 1944 ونشأ وتعلم فيها وبدأ حياته الوظيفية بالتربية والتعليم بدمياط في الحسابات وبدأ حياته الأدبية بكتابة القصة القصيرة وانضم إلي نادي الأدب وجماعة الرواد الأدبية بدمياط في أوائل الستينيات وزامل خلالها الأدباء الدمايطة ومنهم مصطفي الأسمر وأنيس البياع والسيد النماس ويسري الجندي ومحمد السلاموني ثم انتقل إلي القاهرة وكافح حتي فرض اسمه ككاتب سيناريو متميز وكتب وأعد حوالي 50 فيلما سينمائيا وكان أول أعماله فيلم "مع سبق الإصرار"، من إخراج أشرف فهمي وبطولة محمود ياسين ونور الشريف وميرفت أمين، والذي عرض في فبراير 1979، ثم كون ثنائيا ناجحا مع المخرج عاطف الطيب في عدد من أهم أفلامه، مثل "سواق الأتوبيس"، و"ضربة معلم"، و"ضد الحكومة"، و"ناجي العلي"، و"ليلة ساخنة"، بالإضافة إلى ذلك اشترك مع المخرج الراحل محمد خان في العديد من الأفلام مثل "الرغبة"، و"موعد على العشاء"، و"الحريف". وظل بشير مرتبطا بأهله وقريته وأصدقائه في دمياط إلي وقت قريب حتي أنه قدم بعضهم في فيلمه الشهير سواق الأتوبيس الذى تم تصوير أجزاء منه في رأس البر بدمياط ؛

بشير منذ شهر تقريبا أصيب بأزمة صحية عنيفة وعارضة نقل بسببها للرعاية المركزة بأحد المستشفيات بالقاهرة ولكن الحالة زادت سوءا مما دعا ابنته للاستغاثة بوزيري الصحة والثقافة اللذان لم يتأخرا عن اللحاق به ونقله إلي العناية المركزة في مستشفي آخر وتحسنت حالته نسبيا وعاد إلي منزله ولكن الحالة عادت للتدهورمرة أخري مما احتاج معه الأمرإلي نقله مرة أخري للعناية المركزة ووضعه علي أجهزة التنفس الصناعي علي أمل أن يلطف به الله وتتحسن حالته ؛
ولم نسمع في محافظة دمياط أو في ثقافتها من يهتم بحالته او يبادر بالسؤال عنه وأضعف الإيمان أن ندعو له جميعا أن ترعاه عناية الله ويشفيه من أجل أسرته وفنه الذى أحبه وأخلص له .

الاثنين، 16 ديسمبر 2024

حول تاريخ الحركة المسرحية في دمياط

 

حول تاريخ الحركة المسرحية في دمياط

كتب الأستاذ سمير الفيل تجربته كما عاشها مع المسرح في دمياط وكما أسعفته الذاكرة فروي احداثا تاريخيا مردها إلي المنشورات والمجلات والنشرات بحوزته والتي نشرت حول الكثير من العروض المسرحية والمؤتمرات الأدبية والفنية وفي الحقيقة جاء مقاله غنيا بالأحداث وبالطبع سادها بعض الهنات البسيطة في تلك الرواية والتي أري لزاما للتوثيق مراجعتها وتدقيقها بعيدا عن النوستالوجيا والذاتية والمجاملة ؛

وقد جاء في معرض حديثه عن الحركة الأدبية والفنية في دمياط أنه : ( في هذا التوقيت كانت هناك عدة مجموعات أدبية ومسرحية . )

والحقيقة أن تلك المجموعات لم تكن تمتلك منهجا أو رؤية  يمكن أن تؤهلها كجماعة مترابطة لها توجه وأهداف ولكنها كانت مجرد شلل أصدقاء تربطهم الموهبة وحب الأدب أو المسرح فكانت هناك شلة شهيرة في قهوة شاهين بشارع فكري زاهر ضمت علي رأسها طاهر أبو فاشا وسعد عبد الرازق وزكريا الحزاوي أحيانا ويسري الصواف وعبد الوهاب شبانة وكانت هناك شلة شعراء العامية في صالون النبوي سلامة وشلة أخري لكتاب القصة في معرض موبيليات مصطفي الأسمر وكانت هناك شلة قهوة العزوني تضم أعضاء فرقة المسرح العمالي التي كونها وأدارها وأخرج لها حلمي سراج كل أعمالها وتقدم عروضها علي مسرح مدرسة الزراعة في أول طريق غيط النصاري وكانت تضم مجموعة من الحرفيين ما بين نجار ومنجد وأستورجي وحداد ... الخ منهم رضا عثمان والسيد الفناجيلي وأخيه صلاح والسيد العناني ويوسف عبد الرازق وعاطف اللبان وفوزي سراج وزغلول البابلي وعبده الجنتيري ومجدي الغندور وعلي زهران الموظف ببنك التسليف وهو يختلف عن علي زهران السياسيي المعروف وسعد الكندوز ومحمد إبراهيم وغيرهم وكان يجمعهم جميعا حب المسرح الذي غرسه فيهم حلمي سراج ونظرا لقلة الإمكانيات وعدم ا لمقدرة علي الاستمرار لجأ إلي قصر الثقافة في محاولة للاندماج فيه والفوز برعايته في حين أن القصر كان يوجه دعمه المادي والفني لفرقة دمياط القومية المسرحية التابعة في ذلك الوقت لمحافظة دمياط وعندما حاول مدير القصر الشاب ممدوح بدران خلق نشاط مسرحي رسمي من خلال قصر الثقافة لم يجد سوي الأستاذ أحمد العاصمي بناء علي ترشيح بعض أصدقائه من الأدباء خريجي المعلمين في دمياط إلا أنه كان يقيم ببلده السرو ويمارس نشاطه في مدرسة فارسكور الإعادادية ولم يقيد له ولفرقته الاستمرار أو تحقيق اي نجاج وعندما توليت أمر إدارة الثقافة في أوائل السبعينيات وقد كنت من قبل مكلفا بالتواصل مع فرقة حلمي سراج واستطعت أن أضمهم إداربا إلي قصر الثقافة بشكل رسمي وبدأت ا لفرقة تقدم عروضها دون أي دعم مادي من الثقافة الجماهيرية فقدمت أغنية علي الممر أبو زيد في بلدنا والزوبعة والقفل والناس اللي في البلد ثم قدمت مسرحيات  الناس اللي في السما الثامنة وزيارة عزرائيل والراجل اللي ضحك علي الملايكة بلا أي دعم مادي من الثقافة الجماهيرية اللهم سوي تذاكر الدعوة والدعاية وتقديم هذه العروض علي المسارح المتاحة في مدرسة الزراعة  ومدرسة دمياط الثانوية العسكرية والمسرح القومي وفي بعض الأجران ومراكز الشباب بكثير من قري المحافظة وأخيرا علي مسرح قصر الثقافة الذى بدأنا في تشغيله حتي قبل أن يكتمل تجهيزه بالكراسي والإضاءة والأذاعة والستائر ؛

في ذلك الوقت تدهورت أحوال الفرقة الرسمية بالمحافظة وتوقف  العمل بها وكان آخر عروضها مسرحية بنسيون الأحلام إخراج المخرج الأذاعي محمود شركس وواكب ذلك أيضا تدهور فرقة دمياط للفنون الشعبية التابعة للمحافظة أيضا نتيجة لتراجع اهتمام المسئولين بالمحافظة بهذا النشاط والاكتفاء بما يقوم به قصر الثقافة توفيرا للميزانيات الضحمة التي كانت تصرف علي الفرقتين المسرحية والفنون الشعبية . وكان ذلك في صالح فرقة قصر الثقافة المسرحية التي انضم إليها كثير من الكوادر الفنية في الفرقة الأم ومنهم أحمد عجيبة ومحمد ناصف والسيد مسحة وحمدي تحفة وغيرهم . بينما اتجه كثيرون من فرقة الفنون الشعبية إلي إنشاء فرق مبتكرة للزفة الدمياطي وكان في الطليعة منهم الفنان الراحل محمد محفوظ وشلة أصدقائه محمود أمين ومصطفي السنباري والسيد الغطاس وغيرهم .

أما عن الجامعة الشعبية كما كتب الأستاذ سمير الفيل فنحن وهو وأجيالنا المعاصرة لم نعاصر نشاط الجامعة الشعبية التي نشأت في أحضان التربية والتعليم وكانت تهتم بتعليم الكبار الحرف والمهارات المهنية التي تؤهل الشباب الصغير لسوق العمل مثل مجالات الكهربا والآلة الكاتبة والراديو والموسيقي ولما نقلت الجامعة إلي وزارة الثقافة وكان ذلك تحت مسمي جامعة الثقافة ولم يكن قد تبلور نشاطها أو توجهها إلا بعد أن أسندت إلي الأستاذ أحمد أمين واكتمل التوجه والسياسة في عهد سعد كامل الذي بدأ يهتم أكثر بالأنشطة الثقافية من أدب وسينما ومسرح في محاولات بدائية مستعينا بخبرات بعض الكوادر الثقافية صاحبة المواهب مثل محمود دياب وهبة عنايت وعلي سالم وغيرهم في عدد محدود من المحافظات هي أسوان والشرقية وكفر الشيخ وأسيوط وبنها ثم لما بدأت ميول سعد كامل السياسية كيساري معروف تطغي علي طبيعة النشاط خاصة أن من استعان بهم في تلك المحافظات كانوا أيضا من أصحاب هذا التوجه مما أثار حفيظة النظام فتم إقالة سعد كامل وأسندت إدارة الثقافة الجماهيرية لسعد الدين وهبة وهنا انطلقت تجربة سعد وهبة الأكثر نضجا وانتشارا لتسود في كل المحافظات وكانت الثقافة والإعلام تضمهما وزارة واحدة وكان فرعها في دمياط يسمي مركز الثقافة والاستعلامات في شقتين بعمارة السمبسكاني أمام السنترال القديم وفي هذا المقر الذى كان الراحل الكبير سعد الدين عبد الرازق آخر مدرائه كان العمل يسير بشكل بيروقراطي ثابت عبارة عن ندوة مكتبية أسبوعية في إطار مكتبة المركز ويشرف عليها أمين المكتبة كامل الدابي ثم لما بدأت الندوة تجذب بعض المهتمي بالأدب وبدأوا في مناقشة بعض الكتب والدواوين الشعرية والأدبية ظهرت فكرة تشكيل جماعة أدبية أسموها جماعة الرواد الأدبية وأشهرت في الشئئون الاجتماعية كنشاط أهلي مقره مركز الثقافة والاستعلامات دون أي إشراف فعلي للمركز وإدارته علي الجماعة إلا من خلال تواجد كامل الدابي من بين أعضائها كأحد المؤسسين وبدأت الجماعة تجتذب أعضاء أكثر من المهتمين بالأدب والثقافة إلي أن انتخبت الجماعة من بينها رئيسا لمجلس إدارتها وبدأ الاشتباك الإداري ما بين الجماعة وإدارة مركز الثقافة وكذلك بينها وبين الاتحاد الاشتراكي  إلي أن تم حل الجماعة بقرار سياسي من الاتحاد الاشتراكي وقد تصادف أن سعد وهبة كان قد أسس جمعيات للرواد في قصور وبيوت الثقافة تهدف إلي خلق إدارة شعبية للنشاط وفتح مصادر لتمويل النشاط في ظل عجز الميزانية الرسمية للدولة عن الصرف علي أنشطة وزارة الثقافة المكلفة جدا فكان التوجه في دمياط هو دمج الجماعة المناوئة سياسيا للدولة ونظامها السياسي ممثلا في الاتحاد الاشتراكي بعد حلها في جمعية الرواد لقصور الثقافة بدمياط .

نعود إلي مركز الثقافة والاستعلامات حيث كان يشرف علي النشاط المسرحي فيه جمال البسيوني وكان يعمل في الجمعية الصناعية ويدير مصنعها للكرينة وكانت فكرته عن المسرح فكرة بدائية امتداد لفكرة المسرح المدرسي محدود الفكر والتقنية والموهبة فكان جمال بسيوني يكون الفرقة المسرحية لمركزالثقافة من بعض العمال الحرفيين العاملين تحت إدارته في مصنع الكرينة وكان يقوم بكتابة المسرحيات البدائية التي يدربهم عليها ويقوم في نفس الوقت بعمل المكياج لهم وتفصيل الملابس الخاصة بالمسرحية ويلقن ويفتح ستارة بدائية في صالة المركز صنعها بنفسه وفي ذلك الوقت كان هناك نشاطا مسرحيا أكثر نضجا في مركز شباب استاد دمياط بقيادة أحمد جبر ونشاطا مماثلا في ساحة دمياط الشعبية إشراف نادر شحاته ونشاطا مماثلا لعمال مصنع الغزل في إطار ناديهم يقوده رضا حسني وكلها كانت تقدم تجارب فقيرة للغاية لم يكتب لها النجاح أو الاستمرار .

وقد تحدث الكاتب سمير الفيل عن عبد المنعم عبد الحميد الشقيق الثالث لحلمي سراج فقد بدأ بالفعل بالكتابة للمسرح ولكن في أعمال قليلة جدا أخرج له شقيقه منها مسرحية الفنار وعرضت أيام المسرح العمالي في مدرسة الزراعة علي مسرحها حيث كان يعمل حلمي أمينا للمعمل بها كما كتب عبد المنعم بعد ذلك بعد انتصار أكتوبر الجزء الثاني من مسرحية غالية يا مصر وتعيشي يا مصر وقدمت في مسرح قصر الثقافة إلا أن اهتمامه بالسينما كان أكبر فانتقل إلي القاهرة والتحق بورشة عبد الحي أديب لكتابة السيناريو للسينما وينسب السناريو تأليفا لعبد الحي أديب بينما يتقاضي عبد المنعم وزملائه من الكتاب العاملين في تلك الورشة الفتات وظل هكذا إلي يومنا هذا ولم يكتب له أن يعرف مثل بشير الديك الذى سعي نفس المسعي ولكنه انفصل لذاته وقدم أعمالا كثيرة لاقت نجاحا وذيوعا أكبر .

أما فيما يتعلق بنوادي المسرح وتجربة نادي المسرح في دمياط فقد بدأت التجربة في عام 1982 عندما قدم محمد الشربيني وبعض أصدقائه عملا مسرحيا ناجحا في كلية التربية بدمياط مشاركة مع رأفت سرحان ومحمد الغندور وبعض الطلية الذين شاركوهم في تقديم مسرحية المجانين المقتبسة عن فيلم طار فوق عش المجانين ونظرا لنجاحها جماهيريا فقد استضفناها علي مسرح قصر الثقافة بدمياط وكانت هذه المجموعة تتميز عن غيرها بحب المسرح والسعي للحصول علي قدر كبير من الثقافة المسرحية ميزتهم بطبيعة الحال عن مجموعة الحرفيين المنضمين لفرقة قصر الثقافة المسرحية قيادة حلمي سراج التي كانت تضم في أغليها مجموعة من الحرفيين كثير منهم لا يجيد مجرد القراءة والكتابة أذكر منهم رضا عثمان وزغلول البابلي وعبده الجنتيري والسيد الفناجيلي وأخيه صلاح والسيد العناني وعاطف اللبان وأحمد ليلة ومحمد الهنداوي والحسيني مراد ويوسف عبد الرازق وغيرهم ولما لم تستجب مجموعة مسرحية المجانين لدعوتي للانضمام لفرقة القصر والاندماج فيها لعدم اقتناعهم بأسلوب وإدارة الفرقة رأيت أن أستعين بهم لتقديم أعمال طليعية مسرحية ذات طابع ثقافي مرتفع وبدأت المجموعة بالفعل في عرض مشاريع محترمة طليعية وكانت البداية لمونودراما يوميات التاجر السعيد كتبها أسامة الدليل وكان ما يزال طالبا في الثانوية العسكرية وتصدي لإخراجها فوزي سراج ولعب بطولتها عبد الله الشرقاوي رحمه الله الذى كان ما يزال طالبا بالثانوي وكان يتمتع بموهبة كبيرة في  التمثيل والذى التحق بمعهد الفنون المسرحية بعد ذلك وعمل ممثلا حتي وفاته بمسرح الطليعة بالقاهرة بالإضافة إلي ثلاث تجارب أخري  هي ( البحث ) عن قصة لمحسن يونس مع شوقي بكر ومحمود عثمان ثم أخرج رأفت سرحان " الحزن" قصة قصيرة على المسرح " تأليف : محسن يونس أيضا ، تمثيل : جونيا العربي ، ورأفت سرحان ، مساعد مخرج : أشرف طلبة. " رؤية" ، تأليف : محمد الزكي، تمثيل : زغلول البابلي ، إضاءة : فكري الحلو ، ألحان وغناء : محسن المياح، إخراج محمود عثمان". ثم تعددت التجارب بشكل حماسي إلي أن تم أنتاج هموم دمياطية لفوزي سراج وغنوة للكاكي وتصدي لها شوقي بكر ثم تجربة محمود عثمان في تقديم اعمال فنية نحتية للفنان الراحل عبد العزيز حبة علي المسرح وخلق حالة مسرحية بين التماثيل والمؤلف الشاعر الفنان عبد العزيز حبة وتعددت بعد ذلك التجارب واستمرت إلي أن شجعنا ذلك علي إعداد وتجهيز السطح أعلي المكتبة وجهزناه كقاعة عرض مسرحية شبيهة بقاعة عرض مسرح الطليعة في القاهرة وفكرنا بعدها في إقامة أول مهرجان لنوادي المسرح علي مستوي الجمهورية في يناير 1990 وقد شاركنا فيه فرقا من بورسعيد والفيوم والمنيا وغيرها مع ملاحظة أنه حتي إقامة هذا المهرجان لم تكن الثقافة الجماهيرية قد أنشأت إدارة خاصة لنوادي المسرح التي جاء إنشاؤها بعد ذلك بقيادة الفنان الراحل عادل العليمي وبعد المهرجان الأول وما لاقاه من نجاح رأينا أن نمنح التجربة بعدا ثقافيا وحرفيا أكثر فأسندت الإشراف عليها للكاتب الراحل محمد ابو العلا السلاموني الذى كان ما يزال معتكفا ومنعزلا عن الناس بعد حادثة الاعتقال المريرة بعد أحدث بورسعيد فرأينا إخراجه من هذه العزلة ليتم بعدها انتدابه كاملا من التربية والتعليم للثقافة الجماهيرية ثم اختار هو أن ينتقل إلي القاهرة ويلحق بصديق عمره يسري الجندي في إدارة المسرح بالقاهرة وقد ساعدته مع الراحل الكبير يسري الجندي في ذلك كما وسبق مساعدة آخرين في الانتقال إلي إدارة المسرح بالقاهرة بمساعدة يسري منهم مجدي الجلاد ومحمد الشربيني وعبد الستار الخضري .

من بين ما ذكره الأستاذ سمير في مقاله التوثيقي أنه ليلة عرض مسرحية السلاموني في بورسعيد وكنا قد أوفدنا وفدا أدبيا بناء علي دعوة ثقافة بورسعيد للمشاركة في احتفالاتهم بعيد النصر عام 1974 وكان علي رأس هذا الوفد الزميل كامل الدابي رحمه الله أن تم القبض في نفس الليلة علي السلاموني وكامل الدابي والصحيح أن السلاموني فقط هو من تم اعتقاله في نفس الليلة ونتيجة لتقارير أمنية قامت مباحث أمن الدولة في دمياط باعتقال الزميل كامل الدابي من مقر عمله في مكتبة قصر الثقافة ولكني علمت أنه لم يوجه له أي اتهام بل كان الهدف هو توصيفه كشاهد إثبات ضد السلاموني ولما لم يقم بهذا الدور كما كانوا يريدون تم التنكيل به فيما بعد ونقل إلي قصر ثقافة مرسي مطروح وعندما انتهت القضية بالبراءة أعاده سعد وهبة  مرة أخري إلي عمله بدمياط .

وذكر أخونا سمير الفيل في مقاله أن ( عرض مسرحية المخططين لفرقة دمياط القومية المسرحية إخراج سعد أردش بدأ يتردد صداه حتى جاء فارس آخر زلزل الحركة المسرحية من ثباتها العميق وأعني ناصر عبدالمنعم.) وهنا قفزة غير مقصودة علي التاريخ الفني للمخرجين والأعمال المسرحية تجاهلت كثيرين منهم عن غير قصد بطبيعة الحال فالمعروف أن المخرج الأوحد لفرقة قصر الثقافة كان حلمي سراج وبعد توقف فرقة المحافظة وانضمام بعض نجومها كان لابد وأن يتم الاستعانة ببعضهم فبدأنا  تقديم أعمالا أخري من إخراج محمد ناصف وعباس أحمد وكان ذلك إيذانا ببدء الاستحواز علي ما تقدمه إدارة المسرح من دعم مادي متمثلا في أجر المخرج ثم تعددت التجارب مع آخرين من ترشيح إدارة المسرح منهم ماهر عبد الحميد المخرج الطليعي الراحل من مسرح الطليعة ثم حافظ أحمد حافظ وقد كان بالفعل صاحب النقلة النوعية الأولي في تاريخ المسرح بدمياط فقدم عدة أعمال ذات رؤي سياسية وجماهيرية مختلفة كان أبرزها حدث في أكتوبر وحدوته مصرية ثم استضفنا مخرجين آخرين من خارج المحافظة بتوجيه من إدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية منهم سمير زاهر وسمير العدل وأحمد عبد الجليل ورشدي إبراهيم وإبراهيم الدالي وغيرهم إلا أن النقلة النوعية الثانية لفرقة دمياط القومية المسرحية كانت بالفعل علي يد ناصر عبد المنعم الذي أخرج للفرقة عدة أعمال تركت بصمات فنية مميزة عن سائر الأعمال الأخري ومن حين لآخر كنا في سبيل أن نحقق التميز في المسرح كما حققناه في الأدب سعينا إلي استضافة مخرجين كبار فاستعنا بالفنان الكبير الراحل محمد توفيق الذي أخرج لنا مسرحية ( حبر علي ورق ) وساعده فيها الفنان الدمياطي المحترف عبد الحميد المنير ثم استعنا بالمخرج الكبير سعد أردش بعد استضافته في مهرجان نوادي المسرح الأول وعرضنا عليه الفكرة ورحب بها فأخرج لنا مسرحية المخططين دون أن ينال عنها أي أجر مادي  هدية منه لفرقة دمياط كما استعان من معهد المسرح بالدكتور أحمد إبراهيم لعمل الديكور لها هدية منه لسعد أردش وقد جاء نجاح العرض قرينا باسم سعد أردش الذى كسبنا من تواجده معنا اعتماد حسين مهران لفكرة إنشاء قصر ثقافة بفارسكور بلد سعد أردش تقديرا له علي أن يسمي باسمه وهو ما تراجع عن تسميته فيما بعد أنس الفقي .

وقد تحدث باستفاضة سمير الفيل في مقاله عما يسمي مسرح الغرفة وهي تجربة لم تقدم جديدا يذكر زيادة عما قدم في تجربة نوادي المسرح سوي الاسم فقط .

وعن مسرح الطفل في دمياط نسي سمير الفيل كثير من الأعمال التي قدمناها للكاتبة الشابة هالة المغلاوي والشاعر الراحل محمد أبو سعده بالإضافة إلي مشاركات حامد أبو يوسف .

ثم تحدث سمير عن الفنان الكوميديان كعملة نادرة وقد رحت أحصر الفنانين أصحاب البصمة في الكوميديا. أسجل هنا أبرزهم : رضا عثمان، والحسيني مراد، وزغلول البابلي، و حمدي تحفة ، ومحمد الهنداوي من جيل الرواد. ناصر البشوتي، محمد السري ، ابراهيم ابوالعطا .. من جيل الوسط. حسن النجار ، محمد الشخيبي من الجيل الأخير. وربما هناك أسماء أخرى فاتتني في هذا المجال. قطعا هناك أسماء لفنانين دمايطة كبار سبقوا هؤلاء جميعا في مجال المسرح الكوميدي كان منهم أبو المعاطي حبة والسيد مسحه ومحمد ناصف وعبد الفتاح الشريف من نجوم فرقة دمياط القومية المسرحية الأولي . وكان هناك أيضا من نجوم فرقة قصر الثقافة الكوميديان الكبير يوسف عبد الرازق .