دور الإمارات المحير في المنطقة العربية ؟
أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل في عام 2020 وقد
أثارت هذه الخطوة جدلاً في العالم العربي، حيث رأى البعض أنها خيانة للقضية
الفلسطينية، بينما رأى البعض الآخر أنها خطوة نحو السلام والاستقرار في المنطقة.
بينما يري آخرون أن الإمارات في محاولة منها للهروب من الفك الإيراني تقع بين فكي
الذئب الإسرائيلي ويعتقد البعض أن المال المتضخم بين أيدي بعض الأمراء يسعون به
لاكتساب دور دولي متعاظم في المنطقة وفي السياسة الدولية بوجه عام بصرف النظر عما
إذا كان هذا الدور يتناسب مع حجم دويلاتهم الجغرافي والسياسي والعسكري وقبل كل ذلك
مع حجمها السياسي .
وبعيدا عن وجهة النظر السياسية للنظم الحاكمة التي قد تخفي
حقيقة تقييمها للمواقف تبعا لمصالحها السياسية والاقتصادية نري أن الإمارات هي
الذراع النشطة التي تلعب دور مخلب القط للعدو الصهيوني في المنطقة ، وبديهي أن يري
البعض أن الإمارات العربية المتحدة دولة ذات سيادة، ومن حقها إقامة علاقات
دبلوماسية مع أي دولة أخرى. وقد أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020،
بموجب اتفاقيات ثنائية لم يعلن عن تفاصيلها بعد . وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعا
في العالم العربي، ولا يوجد دليل على أن الإمارات العربية المتحدة هي "ذراع
نشطة ومخلب قط" لإسرائيل. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن الإمارات العربية
المتحدة وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة في المنطقة، مثل احتواء إيران ومكافحة أنشطتها
الإرهابية .
الدور الإماراتي في بناء سد النهضة
ورغم جلاء ووضوح الأضرار الواقعة علي كل من مصر والسودان من
جراء بناء سد النهضة الأثيوبي إلا أن الدور الإماراتي في بناء سد النهضة الإثيوبي موقف
شديد الغرابة ومثير لكل ألوان الحيرة فهل من صالح الإمارات سياسيا واقتصاديا
المساس بأن كلا من الأشقاء في مصر والسودان ومعروف سلفا أن الإمارات من أهم
الداعمين لبناء هذا السد مما أثار جدلاً واسعًا
- الدعم الإماراتي المالي والاستثماري:
- قدمت الإمارات دعمًا ماليًا كبيرًا لإثيوبيا، حيث ضخت
مليارات الدولارات في مشاريع استثمارية، بما في ذلك دعم للبنك المركزي
الإثيوبي.
- يرى البعض أن هذا الدعم المالي ساهم بشكل غير مباشر في
تمويل بناء سد النهضة.
- الوساطة والمفاوضات:
- حاولت الإمارات لعب دور الوساطة بين مصر وإثيوبيا
والسودان للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة.
- لكن هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن.
- المصالح الإقليمية:
- تسعى الإمارات إلى تعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي
والبحر الأحمر، ولها مصالح اقتصادية واستراتيجية في إثيوبيا.
- يرى البعض أن هذه المصالح الإقليمية قد تكون لها تأثير
على موقف الإمارات من قضية سد النهضة.
- موقف الإمارات الرسمي:
- تحاول الإمارات الحفاظ على موقف حيادي ظاهريًا، وتدعو
إلى حل الأزمة عبر المفاوضات.
- لكن هناك من ينتقد هذا الموقف، ويرى أنه لا يعكس دعمًا
كافيًا للموقف المصري والسوداني.
خلاصة القول، الدور الإماراتي في قضية سد النهضة معقد ومتشابك،
ويتأثر بمصالحها الإقليمية وعلاقاتها مع مختلف الأطراف.
الدور الإماراتي في تخريب ليبيا واغتيال القذافي
يُزعم أن الإمارات العربية المتحدة لعبت دورًا في الصراع
الليبي، بما في ذلك خلال فترة حكم معمر القذافي وما بعدها. ومع ذلك، فإن طبيعة هذا
الدور ومدى تأثيره لا يزالان موضع نقاش وجدل.
مزاعم الدور الإماراتي في ليبيا:
- دعم قوات خليفة حفتر: يُزعم أن الإمارات العربية
المتحدة قدمت دعمًا عسكريًا وماليًا لقوات خليفة حفتر في شرق ليبيا. يشمل هذا
الدعم مزاعم بتوفير طائرات بدون طيار ومركبات عسكرية أخرى، بالإضافة إلى
مساعدات مالية.
- التدخل السياسي: يُزعم أن الإمارات العربية
المتحدة سعت إلى التأثير على المشهد السياسي الليبي من خلال دعم بعض الأطراف
على حساب أطراف أخرى.
- مزاعم بشأن اغتيال القذافي: لا توجد أدلة قاطعة تربط
الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر باغتيال معمر القذافي. ومع ذلك، فإن دعم
الإمارات العربية المتحدة للتدخل العسكري في ليبيا قد يكون ساهم في الظروف
التي أدت إلى الإطاحة بالقذافي ومقتله.
موقف الإمارات العربية المتحدة:
- تنفي الإمارات العربية المتحدة أي تدخل مباشر في ليبيا،
وتؤكد أنها تدعم الحل السياسي للأزمة الليبية.
- تؤكد الإمارات العربية المتحدة أنها تدعم جهود الأمم
المتحدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
الجدل الدائر:
- يرى البعض أن تدخل الإمارات العربية المتحدة في ليبيا كان
يهدف إلى منع صعود الإسلاميين المتطرفين في المنطقة.
- ويرى البعض الآخر أن تدخل الإمارات العربية المتحدة كان
يهدف إلى تعزيز نفوذها في ليبيا والمنطقة.
من المهم ملاحظة أن الوضع في ليبيا معقد، وأن هناك العديد من
الجهات الفاعلة المحلية والدولية التي لها مصالح في البلاد.
الدور الإماراتي في دعم مليشيات الدعم السريع في السودان
تُثار مزاعم كثيرة حول دعم الإمارات العربية المتحدة لقوات
الدعم السريع في السودان، وذلك في ظل الصراع الدائر بينها وبين الجيش السوداني.
وتتضمن هذه المزاعم عدة جوانب:
- الدعم العسكري:
- تتحدث تقارير عن تزويد الإمارات لقوات الدعم السريع
بالأسلحة والذخائر، بما في ذلك طائرات بدون طيار ومركبات عسكرية.
- تُشير بعض المصادر إلى استخدام الإمارات لممرات جوية عبر
دول مجاورة لإيصال الدعم العسكري إلى قوات الدعم السريع.
- الدعم المالي:
- تُتهم الإمارات بتقديم دعم مالي كبير لقوات الدعم
السريع، مما يمكنها من تجنيد المقاتلين وشراء الأسلحة.
- كما يتم الحديث عن قيام شركة "كالوتي"، التي
تدير مصفاة للذهب وتتخذ من الإمارات مقراً لها، باستيراد ذهب السودان الذي
تسيطر عليه قوات الدعم السريع، مما يعتبر دعما ماليا كبيرا.
- الدعم السياسي:
- يتردد بقوة أن الإمارات تسعى إلى التأثير على مسار
الصراع في السودان من خلال دعم قوات الدعم السريع، بهدف تحقيق مصالحها
الإقليمية.
- ويرى البعض أن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع، في سبيل
القضاء على تيارات الإسلام السياسي في السودان.
موقف الإمارات العربية المتحدة:
- تنفي الإمارات العربية المتحدة أي تدخل في الصراع
السوداني، وتؤكد أنها تدعم الحل السياسي للأزمة.
- تدعو الإمارات إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى
طاولة المفاوضات. فكيف ذلك وهي تمد قوات الدعم السريع باستمرار بالسلاح
والمسيرات وتعوضهم خسائرهم في ا لمعدات والذخيرة ؟
الجدل الدائر يرى أن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع يهدف إلى منع صعود
الإسلاميين في السودان والحفاظ على الاستقرار في المنطقة. بينما يرى آخرون أن هذا
الدعم يزيد من حدة الصراع ويعمق الأزمة الإنسانية في البلاد.
من المهم ملاحظة أن الوضع في السودان معقد، وأن هناك العديد من
الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي لها مصالح في البلاد.
الدور الإماراتي في إسقاط النظام السوري
لعبت الإمارات العربية المتحدة دورًا معقدًا ومتغيرًا في
الأزمة السورية، ويمكن تقسيم هذا الدور إلى مرحلتين رئيسيتين:
المرحلة الأولى: دعم المعارضة السورية (2011-2018)
- في بداية الأزمة، دعمت الإمارات العربية المتحدة المعارضة
السورية ضد نظام بشار الأسد.
- قدمت الإمارات العربية المتحدة مساعدات مالية وإنسانية
للمعارضة السورية، كما دعمت بعض الفصائل العسكرية المعارضة.
- كانت الإمارات العربية المتحدة جزءًا من التحالف الدولي
الذي شن غارات جوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا.
المرحلة الثانية: إعادة العلاقات مع نظام الأسد (2018-حتى
الآن)
- بدأت الإمارات العربية المتحدة في إعادة العلاقات مع نظام
بشار الأسد في عام 2018.
- أعادت الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق في
عام 2018.
- قدمت الإمارات العربية المتحدة مساعدات مالية وإنسانية
للنظام السوري.
- تدعو الإمارات العربية المتحدة إلى حل سياسي للأزمة
السورية، وتؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.
تحليلات الدور الإماراتي من خلال بحث دوافع المرحلة
الأولى:
o
تعتبر بعض التحليلات أن دعم الإمارات
العربية المتحدة للمعارضة السورية في بداية الأزمة كان يهدف إلى الحد من نفوذ
إيران في المنطقة.
o
يرى البعض الآخر أن الإمارات العربية
المتحدة كانت تسعى إلى دعم التحول الديمقراطي في سوريا.
·
دوافع المرحلة الثانية:
o
يرى محللون أن إعادة العلاقات مع نظام
الأسد تهدف إلى الحد من النفوذ التركي والإيراني في سوريا.
o
يعتقد أخرون أن الإمارات العربية
المتحدة تسعى إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، وتعتبر أن نظام الأسد هو الخيار
الأفضل لتحقيق ذلك.
o
كما أن الإمارات العربية المتحدة تسعى
إلى أن تلعب دوراً في إعادة إعمار سوريا.
- الدور الإماراتي في الأزمة السورية كان جزءًا من
ديناميكية إقليمية معقدة، حيث تدخلت العديد من الدول الأخرى في الصراع.
- تعتبر السياسة الإماراتية في سوريا جزء من رؤيتها
الاستراتيجية في المنطقة.