السبت، 31 مايو 2025

جماعة الرواد الأدبية ولدت كفكرة نبيلة في دمياط وماتت علي أيدي أنصاف الأدباء

 

جماعة الرواد الأدبية ولدت كفكرة نبيلة في دمياط

وماتت علي أيدي أنصاف الأدباء

سمير الفيل كاتب متعدد المواهب التي منحه الله إياها فقد بدأ بكتابة الشعر العامي ثم كتب الأغاني للعديد من المسرحيات ثم تحول كليا إلي كتابة القصة القصيرة وقد تميز بسرعة الإنجاز إذا ما طلب إليه كتابة شيء ما علاوة علي أنه غزير الإنتاج ولكن من أبدع ما قام به في مجال الكتابة تلك اللقاءات الصحفية التي عقدها وهو في السعودية حين التحق بالكتابة في صحيفة سعودية في الدمام ومن ثم استمر في عقدها بعد عودته من الإعارة فكتب لقاءات عديدة مهمة مع كتاب كبار وبرع أيضا في كتابة النقد ومن أمتع اللقاءات التي عقدها ذلك اللقاء الذى عقده مع الزميل الراحل كامل الدابي والذى لخص فيه التجربة الأدبية في دمياط علي مدار أربعين عاما أو يزيد ؛

والدابي الذى أدار مكتبة قصر الثقافة في عصرها الذهبي زمنا طويلا شارك فيه في خلق جو أدبي صحي سمح لكثير من المواهب بالتواجد والنمو في جو صحي علي منضدة الرواد الأدبية التي كان الدابي ورفاقه حريصون علي استمرار لقاءاتها الأسبوعية كل يوم اثنين تحت مسمي ندورة مكتبية وقد ساعد هذا المناخ علي خلق فكرة جماعة الرواد الأدبية لتري النور علي يديه في أواخر الستينيات وظلت ردحا طويلا من الزمن برعايته واخلاصه لها وحرصه علي استمرارها وبدعم ورعاية بالطبع من قيادات الثقافة المتعاقبة في دمياط بدءا من كمال القناوي والعدل وسعد عبد الرازق والعبد لله ؛

جماعة الرواد الأدبية ثم نادي الأدب بجمعية رواد قصر الثقافة بدمياط خرج من عباءتهما كثير من المبدعين المتحققين في شتي صنوف الأدب وتكونت علي منضدتها أجيال فذة عرفت في دمياط وعلي مستوي مصر كلها قبل كثير من غيرها من المحافظات الأخري بل لا أبالغ إذا قلت أنها كانت نموذجا يحتذى ومحفزا لكثير من الحركات الادبية الأخري التي تكونت فيما بعد في كثير من المحافظات ؛

كنت خلال فترة إدارتي للعمل بفرع ثقافة دمياط في مختلف اللقاءات والمناسبات أتباهي وأردد بأننا في دمياط نملك حركة أدبية عملاقة ورائدة نتميز بها عن غيرنا ولم نكن نملك رموزا أدبية متفردة أما في بعض المحافظات الأخري فقد كانت تملك قامات أدبية فردية التف من حولها بعض الحركات الأدبية والتي كانت في الأغلب الأعم مرتبطة بشخصيات تلك القامات زالت بزوالهم بينما استمرت حركة دمياط الأدبية ردحا طويلا من الزمن تفرز مبدعيها جيلا بعد جيلا وقدمت للأدب والفن من دمياط لمصر رموزا كثيرة منهم يسري الجندي ومحمد كمال  ومحمد السلاموني ومحمد النبوي سلامة وبشير الديك ومجدي الجلاد ومحمد الشربيني  وعبد المنعم عبد الحميد وسمير الفيل ومصطفي الأسمر وغيرهم ؛

أعود إلي حوار سمير الفيل مع الراحل الكاتب والشاعر كامل الدابي كشاهد  علي العصر وعلي التجربة أؤكد أن وفد الأدباء الذى شارك في احتفالات بورسعيد بعيدها القومي عام 1974  ككل عام كان موفدا من قبل مديرية الثقافة بدمياط وكان الوفد برئاسة كامل الدابي بتكليف شخصي مني كمدير للمديرية وكما قال الدابي حدثت بعض الاضطرابات في بورسعيد قبل بداية الاحتفالات وعرض مسرحية النديم التي كتبها السلاموني ابن دمياط وكان ما يزال يعمل معلما للفلسفة بدمياط  وبتصرف أمني عشوائي تم القبض علي من طالته أيدي أمن بورسعيد في مسرح قصر الثقافة من الأدباء والفنانين وحتي المذيعين الموفدين من الأذاعة وكبار الموظفين الموفدين من الثقافة الجماهيرية لمشاركة بورسعيد في عيدها وكان منهم الزميل عزت كريم مدير الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية وسعيد محمد سعيد وكان من الزملاء الكبار في الجهاز وكان كفيفا ولكنه لم يسلم من الاعتقال وسيق بالجميع الي سجن الزقازيق وعاد كامل الدابي إلي دمياط ومارس عمله بشكل اعتيادي في المكتبة بقصر الثقافة حتي قام رجال أمن الدولة بتفتيش منزل السلاموني وصادروا كثيرا من المطبوعات الثقافية كمجلة الفكر والكاتب والطليعة وغيرها ثم بعد يومين قاموا باعتقال كامل الدابي من مكتبه بالقصر واقتيد إلي جهة غير معلومة وظل لثلاثة أيام لا نعلم عنه شيئا وعندما حاولت استيضاح الموقف من العميد إبراهيم الشيخ رحمه الله وكان مفتشا لأمن الدولة بدمياط أكد لي أنه متحفظ عليه لسؤاله كشاهد في القضية ولم يوجه له أي اتهام والا ما كان خرج من السجن مثل السلاموني ومجيد سكرانة وغيرهم من المتهمين في القضية .

نأتي وبسرعة إلي النهاية التي آلت إليها فكرة الرواد الأدبية فبعد دمج جمعية الرواد الأدبية بدمياط في جمعية رواد قصر وبيوت ا لثقافة بدمياط انتهي كيانها قانونا نهائيا ولكن الفكرة ظلت حية في قلوب وعقول كل من انتمي إليها زمنا طويلا إلي أن رحل كثير من الرواد الطليعيين أو تنحت القيادات التقليدية للحركة الأدبية عن الصفوف الأولي واختارت العزلة والاعتكاف بعد النكسة وبعد المطاردات الأمنية العديدة طلبا للسلامة وتربية الأولاد وتولي القيادة من بعدهم بعض من الهواة الصاعدين والذين تربوا علي منضدة الرواد أو ممن جندهم الأمن ودفع بهم ليكونوا عيونا موالية تضمن لهم مددا من المعلومات التي تساعد علي حماية النظام في مختلف المراحل من وجهة نظر القائمين علي هذه الأمور وهذا رصده الدابي في حواره مع سمير الفيل  . ومن هنا تراجعت الموهبة لحساب الصنعة والارتزاق بشكل أو بآخر ولهذا حديث آخر ربما يأتي .

 

الجمعة، 30 مايو 2025

تناقضات الحكومة مع برنامج الرئيس الانتخابي

 

تناقضات الحكومة مع برنامج الرئيس الانتخابي

في البرنامج الانتخابي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة في دورته الأخيرة (الانتخابات الرئاسية 2024) استهدف البرنامج إلى التركيز على بناء الإنسان المصري بشكل شامل، واعتبر الثقافة جزءًا أساسيًا من هذا البناء. ولخص محاور الثقافة في البرنامج الانتخابي والرؤية العامة للدولة في هذا المجال في النقاط التالية:

1-    بناء الإنسان المصري وتعزيز الهوية الوطنية:

  • تعتبر الثقافة ركيزة أساسية في بناء الإنسان المصري وتعزيز هويته الوطنية الوسطية المعتدلة، ومواجهة أي أفكار متطرفة.
  • يهدف البرنامج إلى خلق أجيال تتمتع بالثقافة وتحافظ على القيم والأخلاق والمبادئ، بالتعاون مع مؤسسات الأزهر والكنيسة والأوقاف.

2-    تعزيز دور المؤسسات الثقافية والعدالة الثقافية:

  • تفعيل دور المؤسسات الثقافية مثل قصور الثقافة، المسرح، والسينما، ودار الأوبرا المصرية.
  • تقديم عروض مسرحية وموسيقية متنوعة في مختلف المحافظات لتحقيق العدالة الثقافية وتوسيع نطاق الوصول للجمهور.
  • تطوير وإحلال وتجديد المنشآت الثقافية القائمة، وإدراج منشآت جديدة ضمن الخدمة الثقافية.

3-    تنمية الموهوبين والمبدعين:

  • دعم ورعاية المواهب الشابة والنابغين في مختلف المجالات الثقافية والفنية.
  • خلق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.

4-    . حماية وتعزيز التراث الثقافي:

  • الحفاظ على التراث الثقافي المصري من خلال تطوير المواقع الأثرية، وإنشاء المتاحف في مختلف المحافظات.
  • توثيق المنجزات الثقافية وتكريم القامات الوطنية لتعزيز حضور الرموز الثقافية في الوعي العام.

5-    تنمية الصناعات الثقافية:

  • دعم وتطوير الصناعات الثقافية، لما لها من دور في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل.

·         الريادة الثقافية (قوة مصر الناعمة ( تعزيز مكانة مصر الثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتجسيد دورها الرائد في دعم الحوار الحضاري والتعايش الإنساني.

6-    محاور المبادرات الرئاسية:

  • تتكامل هذه الأهداف مع مبادرات رئاسية مثل مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، والتي ترتكز على محاور أساسية من بينها الثقافة، إلى جانب التعليم والصحة والرياضة والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.

بشكل عام، تعكس الرؤية الثقافية في البرنامج الانتخابي الأخير للرئيس السيسي اهتمامًا ببناء جيل جديد يتمتع بوعي ثقافي عميق، ويساهم في الحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة، مع الانفتاح على الإبداع والابتكار والتواصل مع الثقافات الأخرى   فهل يا تري التزمت الحكومة ووزراؤها المختلفون بهذا البرنامج وعملوا علي تنفيذه أو علي الأقل وضع الخطط العلمية لتحقيق أهدافه علي كافة الأصعدة ؟!!!

الملاحظ العكس فكثير من قصور الثقافة في كثير من المحافظات وفي كثير من المدن متعثرة أو متوقفة تماما عن القيام بدورها وفي إطارها تهدر ميزانيات طائلة سنويا في برامج محدودة القيمة ومحدودة العائد الجماهيري بما يتفق مع البرنامج الرئاسي بل لا أبالغ لو قلت أن الحكومة تعمل في عكس الاتجاه ووفق سياسات عشوائية غير مخططة بعيدا تماما عما استهدفه الرئيس في برنامجه الانتخابي

فبينما تم علاج مشاكل تآكل العمالة والكوادر بسبب ضغوط صندوق  النقد في كثير من الهيئات والمؤسسات الحكومية نجد العكس تماما في قصور الثقافة فكل من خرج للمعاش أو استقال أو توفاه الله لم يتم تعويضه بأي شكل وهذا الانصياع لسياسة صندوق النقد الدولي بوقف التعيينات فيه أهدار كامل لكل مقدرات الدولة ومؤسساتها خاصة في قصور الثقافة وأمام الجميع تجربة هيئة البريد في تعويض نقص العمالة عن طريق انشاء شركات تابعة تتعاقد مع شباب الخريجين من خلال مسابقات ساهمت في سد جزء كبير من عجز العمالة مع وضع خطط لتدريب العاملين الجديد علي القيام بمهامهم الوظيفية بشكل متقدم .

ويكفي هنا أن أضرب مثالا حيا واحدا قصر ثقافة دمياط المغلق منذ أكثر من 15 عاما والذى وضعت خطة لتطويره وبدئ في تنفيذها منذ أكثر من ستة أعوام ثم خرجت الأمور عن السيطرة باستحداث الكثير من الأعمال التي لم تكن مدرجة في تلك الخطة بشكل عشوائي ثم عجزت الوزارة عن تمويل المشروع وتم وقفه إلي ميسرة ، فهل تم محاسبة واضعوا الخطة وبرنامج التطوير ؟ وهل تم محاسبة من استحدث وأضاف أعمالا لم تكن مدرجة في تلك الخطة ؟ طبعا لا ولكن ما تم الآن هو توقف المشروع وترك المبني بعد كل ما تم فيه من أعمال لعوامل التعرية من مطر وشمس ورياح لتجهز علي ما تبقي من المبني ويتم إهدار أكثر من 150 مليون جنيه تم إنفاقها فيما لا عائد من ورائه

 

الأربعاء، 7 مايو 2025

لماذا الإصرار علي تهميش عيد دمياط القومي لماذا ؟

 

لماذا الإصرار علي تهميش عيد دمياط القومي لماذا ؟

في 19 فبراير  سنة 2019 برعاية السيدة منال عوض محافظ دمياط ترأس الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية بروما، الاحتفال بمناسبة مرور 800 عام على لقاء القديس فرنسيس الأسيزي مع الملك الكامل الأيوبي بدمياط، بصفته مبعوثًا خاصًا لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في منطقة اللسان برأس البر برعاية محافظ دمياط في ذكري مرور 800 عام علي هذا اللقاء ؛

وأشارت المحافظ يومها في كلمتها إلي أن هذا القديس كان يدعو للمحبة والسلام واكتشفنا أن دراساتنا لتاريخ الحملات الصليبية علي مصر كانت خاطئة فكانت تلك الحملات تأتي لنشر السلام وليس للاحتلال والقتل ونهب الثروات ؛

وبالتالي تعمد الجميع بعد هذا العام تهميش الاحتفال بعيد دمياط القومي الذى ظل منذ الستينيات يمجد هذا التاريخ باعتباره تاريخ جلاء آخر جنود حملة لويس التاسع التي كانت تحتل أرض دمياط في 8 مايو 1250 م ؛ فلا المحافظة أعدت برنامجا للاحتفال بهذه المناسبة كما كان يجري في الأعوام السابقة ولا المصالح والهيئات التنفيذية شاركت بشكل إيجابي في الاحتفال بتلك المناسبة ولا الإعلام مقروءا ومسموعا ومرئيا شارك شعب دمياط في الاحتفال بهذه المناسبة ككل عام .

بداية لا يعني اختيار هذا التاريخ وهذه المناسبة تحديدا كعيد قومي لمحافظة دمياط ليس عداء للمسيحية فالمسيحية كدين بريئة من الأطماع التوسعبة والاستعمارية التي كانت هدفا لتلك الحملات العسكرية التي وجهت لمصر عبر ميناء دمياط ولكن هذه الأطماع التوسعية لدول أوربية شاركت في تلك الحملات رفعت الصليب شعارا لها لتبرير العدوان والاحتلال

واختيار 8 مايو عيدا قوميا لدمياط  كان منذ الستينيات حيث يوافق الثامن من مايو من كل عام. تحتفل محافظة دمياط في هذا التاريخ بذكرى انتصار أهلها على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا عام 1250م. حيث تمكن أهالي دمياط في هذا العام ومعهم باقي المصريين، من إلحاق هزيمة قاسية بالصليبيين وإجبارهم على الجلاء عن البلاد. وقد تجسدت شجاعة وبسالة أهالي دمياط في مقاومتهم المستميتة للغزاة، والتي أدت في النهاية إلى أسر الملك لويس التاسع نفسه. ويُعد هذا العيد مناسبة وطنية هامة لأهالي دمياط، حيث يتم إحياء ذكرى هذا الانتصار العظيم وتضحيات الأجداد. كما يشهد هذا اليوم عادةً افتتاح العديد من المشروعات التنموية والخدمية في المحافظة احتفالًا بهذه المناسبة.

والمعروف تاريخيا أن لويس التاسع قد هزم في معركة المنصورة التي وقعت في مصر عام 1250م.وقد تم أسره وسجنه في دار بن لقمان في المنصورة ثم تم الإفراج عنه بعد أن وافق على شروط المصريين التي تضمنت:

  • تسليم مدينة دمياط التي كان قد استولى عليها في بداية حملته.
  • دفع فدية كبيرة قدرها 400 ألف دينار مصري تعويضًا عن الأضرار التي ألحقها بمصر. وقد دفع نصف المبلغ على الفور ووعد بدفع الباقي لاحقًا في عكا.
  • التعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى.

وهكذا، تم إطلاق سراح لويس التاسع في 8 مايو 1250م وغادر مصردمياط مع باقي قواته المدحورة  متوجهًا إلى عكا.

ولا يوجد أي دليل تاريخي يشير إلى أن الملك الكامل الأيوبي التقى بممثل للبابا فرنسيس الاسيزي  في رأس البر. ولكن ربما تم هذا اللقاء قبل الحملة الفرنسية وليس بعدها لأن المعروف أن الملك الكامل قد توفي عام 1238 م بينما الحملة ونهايتها كانت عام 1250 م والقديس فرنسيس الأسيزي زار السلطان الكامل في مصر عام 1219 م خلال الحملة الصليبية الخامسة وقيل أن الزيارة كانت بهدف السلام والحوار بين الأديان ولكن هذا السلام المزعوم قد انهار بعد ذلك في الحملة السادسة والسابعة إلي أن هزم لويس التاسع ودفع الفدية وتم جلاء فلول قواته عن أرض دمياط يوم الثامن من مايو عام 1250 م ليضع نهاية لتلك الحملات الاستعمارية البغيضة .

فهل يمكن مهما طالت الأيام أن يتغير التاريخ وتعدل الأحداث لأغراض سياسية قاصرة بالطبع لا وسواء احتفلت المحافظة كسلطة تنفييذية بهذه المناسبة أم لم تحتفل فسيظل هذا التاريخ رمزا لانتصار الشعب المصري علي المحتلين من أوربا أو غيرها الطامعين في الأرض والثروة وجدير بالذكر أن الجيش المصري عبر تاريخه الطويل يفخر بانضمام بعض  الجنود والقادة من المسيحيين المصريين الذين ينتمون لتراب هذا الوطن ويضحون في سبيله دوما مع إخوتهم من المسلمين المصريين وامتزجت دماء الجميع مسلمين ومسيحيين من أبناء مصر في جميع حروبها دفاعا عن كرامة وحرية واستقلال الوطن