بين مظاهر التراث والشعائر
في معرض الحديث عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف خلط أبو جهل مدعي
الدكتوراه كرئيسه النصاب العالمي أكبر مهرب للآثار المصرية في عصرها الحديث فقال
لا فض فوه أن احياء الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف عن طريق مواكب السيارة من
عامة البسطاء يحملون الرايات والأعلام ويدقون الدفوف وصاجات النحاس ابتهاجا كما
زعم ويزعمون بمولد المصطفي وإن هو إلا زعم كاذب مضل يكرس للتخلف في زمن لا يعرف
مكانا ولا وقتا لكل الضالين مهما كانت ألوان عمائمهم حمراء أم خضراء ومهما كانت
ألوان راياتهم سوداء أم بيضاء تحت مسميات طوائف وطرق صوفية لا نعرف لها نشأة
إسلامية حقيقية ولم بأت بها نص واضح أو صريح يعترف بها حتي كطريقة للاحتفال بتلك
المناسبة الكريمة
فهل مواكب السيارة المصرية التي يحاول عبثا بعثها من تجاوزهم التاريخ
وأغفلهم الدين الحق هل هي حقا مظهر احتفالي أم شعيرة دينية ؟ وهل هو مرتبط حقا كما
يزعم أبا جهل مرتبط بالهوية المصرية ؟؛
يعتبر الموكب في مصر جزءاً من التقاليد
والاحتفالات، ولكنه ليس بالضرورة مرتبطًا بالهوية المصرية بشكل عام أو يعتبر من
الشعائر الدينية. بل هو مظهر احتفالي 🎊 كان في عهد ما
مظهرا بروتوكوليا في مصر .
في المقابل، فإن الشعائر هي في العادة طقوس دينية أو اجتماعية متوارثة، مثل احتفالات الزواج
أو الجنائز، التي تعكس معتقدات وقيم المجتمع. أما الموكب، فهو غالباً ما يكون
حدثاً منظماً لغرض احتفالي أو رسمي، وليس طقساً دينياً.
ترتبط المواكب ارتباطًا وثيقًا بالطرق الصوفية في
مصر، وهي ممارسة ذات جذور تاريخية عميقة في المجتمع المصري. المواكب هي جزء أساسي
من الاحتفالات الدينية للطرق الصوفية، خاصة في المناسبات الكبرى مثل المولد النبوي
الشريف، ورأس السنة الهجرية، ورؤية هلال شهر رمضان.
المواكب الصوفية التاريخية:
- تعتبر المواكب الصوفية جزءًا من
الطقوس والممارسات التي تظهر تكاتف أتباع الطرق الصوفية وحبهم للرسول صلى
الله عليه وسلم والأولياء.
- تتميز هذه المواكب بالمسيرات
التي يشارك فيها الآلاف من المريدين، وهم يرتدون الزي الأبيض ويرفعون الرايات
الخضراء المميزة لكل طريقة.
- تُردد خلال هذه المسيرات المدائح
النبوية والأناشيد الدينية والذكر.
- تنسق المشيخة العامة للطرق
الصوفية هذه المواكب مع مؤسسات الدولة لضمان انسيابية الحركة المرورية وسلامة
المشاركين.
- على الرغم من أن استخدام
السيارات في المواكب وهو تطور حديث يواكب العصر، إلا أن جوهر الموكب الصوفي
التقليدي يظل قائمًا، حيث يظهر في المشي على الأقدام، والترديد الجماعي للأناشيد،
ورفع الرايات بينما يركب كبيرهم أو من يطلق عليه رئيس الطرق الصوفية عامة علي
فرس مزين ويغطي الولي بالرايات والأعلام التي تتخذ صفة قدسية لدي المريدين
الذين يتسابقون أحيانا لتقبيل يدهم وهو مستسلم للجميع بمد يده لهم التماسا
للبركة
وأين ومتي نشأت ظاهرة المواكب الصوفية
نشأت ظاهرة المواكب الصوفية في مصر، وتحديداً في
العصر الفاطمي، حيث يُرجع المؤرخون أصولها إلى احتفالات الفاطميين بالمناسبات
الدينية، مثل المولد النبوي الشريف. وقد تطورت هذه الظاهرة عبر العصور كالتالي:
- العصر الفاطمي: يُعتبر
بداية المواكب الاحتفالية الكبرى في مصر، وخاصةً في احتفالات المولد النبوي،
والتي كانت تتضمن موكباً رسمياً يشارك فيه كبار رجال الدولة مع العامة.
- العصر الأيوبي والمملوكي: استمرت
المواكب الصوفية وتطورت، حيث أضاف المماليك إليها موكباً آخر لإعلان رؤية
هلال شهر رمضان، في تقليد كان يهدف إلى إعلام الناس بقدوم الشهر الكريم.
- العصر الحديث: أصبحت
المواكب الصوفية سمة أساسية في احتفالات الموالد المختلفة في مصر، مثل مولد
السيد البدوي والسيدة زينب، وأصبحت الطرق الصوفية تنظمها سنوياً بشكل منتظم.
وتجدر الإشارة إلى أن المواكب الصوفية الحديثة في
مصر تتبع في جوهرها هذا التقليد التاريخي، مع إضافة بعض المظاهر العصرية مثل
استخدام السيارات، لكنها تظل مرتبطة بالمدائح النبوية والذكر ورفع الرايات.
فمن هو مؤسس الدولة الفاطمية ؟
مؤسس الدولة الفاطمية هو عبيد الله المهدي.
أعلن عبيد الله المهدي قيام دولته في بلاد المغرب
عام 297 هـ (909م)، بعد أن تمكن أتباعه من السيطرة على مساحات واسعة من شمال
أفريقيا. وقد اتخذ من مدينة المهدية في تونس عاصمة لدولته قبل أن تنتقل لاحقًا إلى
القاهرة في مصر.
حيث أنشأ الجامع الأزهر القائد الفاطمي جوهر
الصقلي. بُني الجامع الأزهر بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وقد بدأ
بناؤه في عام 359 هـ (970م)، وافتُتِح للصلاة في عام 361 هـ (972م)، ليصبح أحد أهم
المعالم الإسلامية والعلمية في العالم.
وهل كان الأزهر سنيا أم شيعيا
عندما أُسس الجامع الأزهر، كان شيعيًا
تابعًا للمذهب الإسماعيلي وهو المذهب الرسمي للدولة الفاطمية التي أنشأته. ولكن،
عندما انتهى حكم الفاطميين على يد صلاح الدين الأيوبي، تحول الأزهر تدريجيًا إلى
منارة للمذهب السني، وأُعيد افتتاحه للصلاة والتدريس ليصبح فيما بعد أكبر
مؤسسة علمية سنية في العالم.
كم سنة حكمت الدولة الفاطمية مصر وكم سنة حكم
الأيوبيون
حكمت الدولة الفاطمية مصر لمدة 202 عامًا،
من عام 969 م (358 هـ) إلى عام 1171 م (567 هـ).
أما الدولة الأيوبية، فقد حكمت مصر بعد سقوط
الفاطميين واستمر حكمها حوالي 81 عامًا، من عام 1171 م (567 هـ) إلى عام
1250 م (648 هـ).
تُعد المواكب الصوفية في مصر ظاهرة متجذرة في
التاريخ، فهي ليست مجرد مسيرات، بل هي تجسيد حي لتاريخ طويل من الاحتفالات الدينية
والتراث الشعبي. ورغم أن الموكب في جوهره هو ممارسة قديمة تعود لعصور مضت، إلا أن
ظهور السيارة فيه يمثل تطورًا حديثًا يعكس التفاعل بين التقاليد العريقة ومظاهر
الحداثة.
في ذلك الوقت كان الموكب الصوفي ممارسة راجلة
(أي مشيًا على الأقدام)، تعكس التواضع والجهد المبذول في حب الرسول والأولياء.
وكانت المسيرة تتسم بالبساطة والعمق الروحي حيث يتجمع المريدون في صفوف منتظمة
وتتعالى أصواتهم بالذكر، ويتحركون في إيقاع واحد نحو وجهة مقدسة كجامع أو ضريح أحد
الأولياء.
يري أبو جهل مدعي الدكتوراه أن تلك المواكب شعيرة
دينية وأن من يهاجمها فهو يهاجم التراث ويهاجم الهوية المصرية فأين الحقيقة ؟
الحقيقة في هذا الموضوع تكمن في التفرقة بين
مفهوم "الشعيرة الدينية" ومفهوم "التراث الشعبي"،
فالأمر ليس واحدًا ويمكن توضيحهما على النحو التالي:
1. هل الموكب
"شعيرة دينية"؟
الشعيرة الدينية في الإسلام هي
فريضة أو ركن أساسي من أركان الدين ورد به نص قطعي في القرآن الكريم أو السنة
النبوية مثل الصلاة أو الصيام أو الحج أو الأذان وبناءً على هذا التعريف فإن
المواكب الصوفية لا تعتبر شعيرة دينية في نفس درجة الفرائض والأركان لأنها
لم تُذكر في النصوص المقدسة كأمر واجب أو فرض. بل هي ممارسة اجتهادية ومظهر من
مظاهر الاحتفاء والاحتفال بالمناسبات الدينية.
2. هل الموكب
"تراث شعبي"؟
التراث الشعبي هو مجموعة
العادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية والثقافية التي تتناقلها الأجيال. وعلى
هذا الأساس، فإن المواكب الصوفية تُعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي
والديني المصري. فهي:
- لها جذور تاريخية عميقة تعود إلى
العصر الفاطمي.
- تمثل مظهرًا من مظاهر الحب
والولاء للرسول الكريم والأولياء الصالحين.
- تُعبر عن حالة اجتماعية وروحية
فريدة يشارك فيها آلاف المصريين في مختلف المحافظات.
إن المواكب الصوفية ليست شعيرة دينية
بالمعنى الفقهي الدقيق، ولكنها بالتأكيد تراث شعبي أصيل ومتجذر في الوجدان
المصري ويعود تاريخها إلى قرون مضت ويُعد من ينتقدها أو يهاجمها من منطلق أنها
بدعة أو أنها لا تمت للشعائر بصلة هو يهاجم التراث الثقافي لأمة وتاريخهاوهويتها
وهذا خلط لا ينبغي أن يقع فيه أصحاب أدني حظ من الثقافة او التعليم