الثقافة
العربية المعاصرة مقلدة وليست مبدعة
الثقافة العربية بشكل عام بدأت في العصر الحديث
مقلدة وليست مبدعة تنقل عن الغرب ولا تبتكر في عصر محمد علي وذلك علي أيدي رفاعة
الطهطاوي بعد عودته من بعثته إلي فرنسا وكان ذلك مقبولا في البداية ، وعندما انطلقت
الثقافة المصرية نسبيا في الستينيات لتبدع وتبتكر وتضيف للتراث الإنساني أجهضتها هزيمة
يونيو 1967 وصارت حبيسة الانكسار وبعد انتصار 6 أكتوبر 1973 غرقت في متاهة الانفتاح
الذي أفسد كل شيء وطمس الهوية الوطنية لدي الكثير من المبدعين حتى عادوا مرة أخرى إلي
التقليد والنقل خاصة بعد ثورات شعبية جارفة أسقطت كل شيء النظام الفاسد والكيانات الثقافية
والسياسية التي أصبحت مشتتة بين اليمين الديني والتيار الوطني في غيبة من اليسار الذى
تحوصل حول نفسه بعد انكساره عالميا وتمزق الاتحاد السوفيتي وكان قد اكتفي في مصر بقيادة
الفكر فلما سقط عالميا سقط محليا وبعد ما
يسمي بثورة يناير ثم ثورة يونيو أصبح الجميع الآن في مرحلة للبحث عن الهوية نرجو ألا
تطول تلك وأن تنحسر عما قريب تلك الموجات المتتالية من الصراع بين غلاة دعاة الدين
والمدافعين عن الوسطية والتي يزيده اشتعالا تدخلات خبيثة ومخططة من الغرب الأوربي
بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة الأمن الإسرائيلي في ظل نظرية الشرق
الأوسط الجديد وقد تعود قادة العمل الحكومي في الثقافة المصرية أن يتخذوا قراراتهم
ويبنوا خططهم إن كان لهم خطط بناء علي ردود الأفعال لما يحدث في الساحة السياسية
داخليا في محاولة نظرية لتشخيص الحالة إلا أن الوضع في الثقافة المصرية عموما فهو يعاني
من العشوائية والارتجال منذ أواخر الستينيات وحتى الآن لغياب الرؤى والأهداف وغياب
الإستراتيجية فالكل يعمل وفق اجتهاداته الشخصية في جزر منعزلة بعيدا عن التنسيق أو
التكيف مع الآخرين
وكتاب المسرح في ظل تلك العشوائية هجروا المسرح
إلي الفضائيات والمسلسلات وبالتالي فالمخرجين معذورين في اللجوء مرة أخرى للمسرح العالمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق