الأحد، 30 أبريل 2017

كوبري دمياط .... كمان وكمان




كوبري دمياط المعدني القديم تم تركيبه في دمياط سنة 1927 ، إلا أن تاريخه الحقيقي يرجع إلى ما قبل عام 1890 حيث كان قائماً على نيل إمبابة بالجيزة بطول 490 م ، إلى أن تم استبداله بكوبري آخر أحدث منه في إمبابة ،  وتم نقل  أربعة أجزاء  منه بطول 170 م إلى موقعه الحالي بدمياط ،  مما يؤكد بلا جدال أنه يعتبر قياساً إلى تاريخه في إمبابة أقدم كوبري معدني مازال قائماً على نيل مصر .
هذا  الأثر الحقيقي الذي يواكب تاريخه تاريخ  برج  إيفل  في فرنسا  ، والقابع على نيل دمياط متمثلا في ( كوبري دمياط المعدني القديم )  كان سيباع بالقطعة جهاراً نهاراً بجنيهات قليلة في مناقصة عامة يتحول بعدها إلي حديد خردة يصهر في أفران مصانع الحديد ويندثر أقدم كوبري للسكة الحديد في مصر والعالم . أنقذه الدكتور فتحي البرادعي من هذا المصير واستحوز عليه في حيازة المحافظة ونقله من مكانه القديم عائما بمساعدة المقاولين العرب برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس الشركة في ذلك الوقت في ملحمة هندسية غير مسبوقة وتم نقله إلي موقعه الحالي أمام مكتبة مصر العامة علي بعد حوالي 2 كيلومتر من موقعه القديم وتم تجهيزه وتحديثه من خلال معونة أوربية بلغت  5 مليون دولار عن طريق وزارة التعاون الدولي ليكون مركزا ثقافية وجسرا حضاريا لممارسة كافة الأنشطة الثقافية والفنية من خلال المكتبة العامة
من التحديثات المضافة الأسقف والجوانب من أجل إعادة التوظيف روعي فيها أن تكون مواد لا تتداخل مع المواد الأصلية للكوبري أو تطغي عليها بحيث استخدمت المواد الجديدة بصورة حرة وشفافة سواء في السقف المعلق المصنع من النسيج المعالج بلونه الهادئ المحايد أو في الجوانب الزجاجية الشفافة التي روعي في تركيبها فصلها عن الجسم الحديدي والأرضيات الخشبية .
تم تقسيم الكوبري من الداخل إلي أربع أقسام بعد أن تم صيانته وصياغته في موقعه الجديد ملحقا بالمكتبة في أجمل موقع علي كورنيش النيل وتهيئته ليكون مركزا ثقافيا حضاريا يضم قاعة للمعارض الفنية وأخرى للمحاضرات وقاعتين للاجتماعات إحداهما مغطاة والأخرى مكشوفة وتم تجهيزها بأحدث تقنيات الصوت وشاشات العرض وكاميرات التصوير والإضاءة غير المباشرة  وتم تكييفها مركزيا ووضع ستائر كهربائية  لحماية الجلوس من أشعة الشمس الغربية ، وروعي أن تزود بمقاعد يسهل تحريكها حتى يمكن استخدامها قاعة متعددة الأغراض  كما تم إعادة صياغة المنطقة المحيطة به لتصبح متحفا كبيرا  مفتوحا يضم الصينية الرئيسية التي كان الكوبري يتحرك عليها وكذلك بعض التروس والقطع الهامة بالإضافة إلي التصميمات الهندسية الأصلية لتنفيذ الكوبري والتي تم استعارتها من مخازن السكة الحديد في القاهرة ، وفي نفس الوقت أعدت المنطقة المحيطة لتكون مسرحا كبيرا مكشوفا يتسع لأكثر من ألفي متفرج للعروض الثقافية والفنية الكبيرة بالإضافة إلي ورشة عمل ومظلات للفنانين التشكيليين لممارسة أنشطتهم الفنية في أحضان الطبيعة . وبهذا تحول الكوبري من حديد قديم كان علي وشك الفناء ببيعه كحديد خردة إلي أكبر وأهم مركز ثقافي في محافظة دمياط بأسرها .
بعد أحداث ثورة يناير 2011 وسقوط نظام مبارك واختيار البرادعي وزيرا للإسكان طالت يد الفوضى والإهمال كوبري دمياط التاريخي فتم نهب محتوياته وتدمير تجهيزاته وإنشاءاته وتخريب أنشطته وكأن الثورة معادية للتاريخ والثقافة وبعد فترة طويلة من الإهمال المتعمد حتي من قبل بعض المحافظين الذين تعمدوا اتخاذ موقف المتفرج لتركه يدمر حقدا وتدميرا لسمعة الدكتور البرادعي مؤسسه وحتي اليوم يتم التعامل مع كافة إنجازاه بهذا المنطق تدمير وعدم صيانة إنجازاته الحضارية المتعددة نقمة علي شخصه وسمعته التي لا تزال تضعه موضع المقارنة مع كافة المحافظين الذين تولوا أمر ا لمحافظة من بعده فأصبح الكوبري علامة ثابتة علي نيل دمياط تشهد بأن هناك من هو معادي للتاريخ والثقافة ما زال يدير الأمور في دمياط نرجو أن لا تطول ولايته وأن يستفيق أبناء دمياط مما ألم بهم في تلك الفترة ويستعيدون  تراثهم وتاريخهم وحضارتهم ، وأخيرا رئيس مدينة دمياط العبقري أقام عدة حواجز خشبية قبيحة لسد مداخله منعا من دخول الأطفال والصبية بعد أن غرق أحدهم منذ أيام وطيلة السنوات الستة الماضية لم يتحرك أحدهم لعمل ذلك لمنع المدمنين للمخدرات والشواذ الذين استثمروه طوال تلك السنوات لممارسة كافة الرذائل فيه من إدمان وشذوذ جنسي ودعارة  رغم أنه علي بعد أمتار قليلة من مديرية أمن دمياط وبعد سد مداخل الكوبري بهذا الشكل القميء هاج الرأي  العام علي صفحات التواصل الاجتماعي فقام الدكتور محافظ دمياط علي الفور بالأمر بإزالتها ولكنه استبدل الأخشاب القبيحة بحواجز حديد شيك ومراقبة المدخل بالكاميرات وتكليف ورديات أمنية بالمرور عليه إلي أن يتم إعادة تأهيل الكوبري لممارسة دوره الذي كان قد بدأ منذ ست سنوات كمركز ثقافي وحضاري بالاتفاق مع وزارتي الثقافة والآثار بما يعني موت يا حمار إلي أن تأتيك العليقة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق