الأحد، 27 أكتوبر 2024

قصر ثقافة دمياط ينعي حاله

 

قصر ثقافة دمياط ينعي حاله

 

منذ ثلاثة أعوام وفي يوم 21أغسطس عام 2021  جاء النائب الدمياطي المحترم ضياء الدين داود مع الدكتور هشام عطوة رئيس هيئة قصور الثقافة يومها والدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة الأسبق مع الدكتورة منال ميخائيل محافظ دمياط السابق وأقيم احتفال بجوار مبني قصر الثقافة لتدشين عملية ترميم وتطوير القصر ويومها تعهد مندوب الهيئة الهندسية المكلفة بالمشروع بأن ينهي الأعمال تماما خلال عامين واليوم تمر ثلاثة أعوام ومازال المبني ينعي حاله  ويقال أن السبب في توقف الأعمال عدم وجود الميزانية اللازمة لنهو الأعمال التي قد توسعت عما كانت عند بداية العمل وزادت عن المقايسات والرسومات التي كانت موضوعة . فتوقف العمل بناء علي توجه الدولة بوقف الأعمال في المشروعات الاستثمارية التي لم يبلغ نسبة العمل فيها حاليا 75 % من حجم المشروع كله .

ولأنه معروف أن القوة الناعمة للوطن تكمن في الثقافة والفنون والرياضة ومع هذا تلاحظ في العقود الثلاثة الأخيرة تدهورت أحوال الثقافة الجماهيرية تدهورا شديدا في جميع المجالات وأبرز مظاهر هذا التدهور تنحصر في تراجع كفاءة بنيتها التحتية وتدهور حالة مقراتها المخصصة للنشاط التي افتقرت إلي سياسة محددة لتطويرها لمواكبة التطور الذى شهدته الوسائل الثقافية علي مستوي الوطن والعالم ، وفي نفس الوقت شهدت الثقافة الجماهيرية تدهورا مماثلا في قدرات قادتها وكوادرها بعد تآكل وانقراض قياداتها المدربة التي قامت بإحداث وفعل نهضة هذا الجهاز وترسيخ وجوده في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وعلي الرغم من تضاعف الميزانيات المالية التي تخصصها الدولة لوزارة الثقافة عامة والثقافة الجماهيرية علي نحو خاص إلا أن حجم الإنفاق الفعلي علي النشاط الثقافي والفني قد تراجع وفي نفس الوقت تضاعف حجم الإنفاق علي الشئون الإدارية ومن العام إلي الخاص نري الأنشطة الثقافية والفنية في الثقافة الجماهيرية بمحافظة دمياط قد تراجعت تراجعا كبيرا وكادت أن تتلاشي لأسباب كثيرة منها :

تآكل الكوادر الفنية المدربة علي العمل مما جعل مقرات الثقافة الجماهيرية بالمحافظة تتدهور ويتراجع نشاطها بشكل خطير فنجد معظم قصور الثقافة بالمحافظة تعاني من الإهمال ومن انعدام الصيانة فتدهور حالها تدهورا كبيرا أدي إلي توقف قصر ثقافة دمياط عاصمة المحافظة الذي قد تحول بفعل ذلك إلي خرابة رغم الإنفاق الكبير علي عمليات تطوير فاشلة وفاسدة إبان فترة الحكم السابقة فتوقف المبني تماما عن أداء دوره منذ أكثر من عشر سنوات ولا يعلم إلا الله إلي متي ؟ فقد تم ترميم المبني مرتان سابقتان في عهد حسين مهران والأخيرة كانت في عهد أحمد نوار رؤساء هيئة فصور الثقافة السابقين

وقصر ثقافة مدينة دمياط الجديدة الذى كان يطلق عليه أوبرا الدلتا قد تدهور هو الآخر بفعل انعدام الصيانة والإهمال الجسيم ويكاد أن يلحق بقصر عاصمة المحافظة أما قصور الثقافة الأحدث معماريا في فارسكور وكفر سعد فليست أسعد حالا من قصري دمياط ودمياط الجديدة ؛

والأخطر من كل ذلك أن كافة المواقع تعاني من فقر الكوادر الفنية المدربة المؤهلة للقيام بالعمل فيها فمن خرج للمعاش أو توفاه الله لم يتم تعويضه من بين العاملين ولنا أن تتصور حجم المشكلة عندما تعلم أن قصر ثقافة مدينة كفر سعد لم يعد به عاملون سوي المديرة فقط التي تفتحه وتقوم بكل المهام الإدارية والفنية فكيف ينتظر منها أن تقدم عملا ذا قيمة ونفس الحال في باقي القصور والمواقع حتي أن هناك بالفعل 4 مكتبات فرعية قد أغلقت تماما لأحالة العاملين بها للمعاش أو الوفاة ولم يتم تعيين من يحل محلهم رضوخا للمؤامرة الدولية التي يقودها صندوق النقد الدولي بتقليص عدد العاملين بالجهاز الحكومي ووقف التعيينات الجديدة فلا يوجد إحلال وتجديد وتواصل ما بين الأجيال الإدارية .

من ناحية أخري فقد غابت الرؤي الاستراتيجية لإدارة العمل الثقافي علي مستوي هيئة قصور الثقافة  وأصبحت العشوائية والأنشطة الموسمية هي شعار كافة المراحل التي يبحث فيها قادتها عن الشو والظهور الإعلامي والتصوير علي المواقع الألكترونية دون ما تفكير ولومحدود في تطوير وتوسيع مردود تلك الأنشطة بين الجماهيرصاحبة الحق الاصيل في الاستمتاع وممارسة النشاط وأصبحت الأقاليم  الثقافية عبئا علي الفروع الثقافية لا تعطيها بل تعوقها ماليا وأداريا لأن فاقد الشيء لا يعطيه فالقائمين عليها أصلا معوقين ثقافيا جاءت بهم الوساطة والمحسوبية ولم يعدوا أو يدربوا كما كان يفعل سعد وهبة مع القيادات التي أناط بها إحداث ثورة ثقافية في كل ربوع مصر ؛

تلك أهم المشكلات التي تعاني منها الثقافة الجماهيرية ويكمن الحل السريع والعاجل في وضع استراتيجية ثقافية تحكم  العمل في منظومة الثقافة المصرية بشكل عام إلي جانب التخلص تماما من الرضوخ المخل لصندوق النقد الدولي وتعويض النقص العددي الفعلي في كل المواقع الثقافية وفق دراسة علمية مقننة وإعادة الحياة إلي مركز إعداد الرواد الثقافيين علي مستوي الدولة ووضع سياسة ثابته ومقننة علميا لصيانة المقرات الثقافية والحفاظ عليها فتلك ثروة قومية وأصول رأسمالية يمتلكها الشعب كله مع العمل علي إعادة هيكلة الثقافة الجماهيرية كلها وإعادة تنظيم هيكلها الإداري والمالي والفتي وفق أساليب علمية حديثة تواكب الرقمنة والميكنة العلمية لكافة المواقع ..

في ذات الوقت يجب تفعيل رؤية رئيس الجمهورية ووضع سياسة عملية للوزارة تلزم المحافظين بها ومحاسبتهم دوريا علي حجم ما يقومون به من عمل في إطارها لأن أغلب المحافظين ورؤساء المدن للأسف الشديد لا يؤمنون بجدوي تلك القوة الناعمة بل علي العكس يرونها مضيعة للوقت والجهد والمال

 

اتحاد القبائل مليشيا سياسية يمكن تسليحها إذا لزم الأمر

 

اتحاد القبائل مليشيا سياسية يمكن تسليحها إذا لزم الأمر

 

لا احزاب سياسية في مصر بعد ١٩٥٢ فكل التنظيمات السياسية التي حاولت الانظمة السياسية للمختلفة الاستعانة بها لخلق ظهير شعبي يسندها مثل هيئة التحرير والاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب الاشتراكي وحزب مصر والوطني وباقي الاسماء الكثيرة التي اطلقت علي كيانات شبيهة ولكنها ضعيفة كلها تنظيمات فوقية بنيت من فوق بقرارات لا جذور لها ولا قواعد شعبية حقيقية لهذا كان عمرها قصيرا وكلها سقطت امام اول تحدي حقيقي يواجه النظام .

وهناك من يري أن ما يسمى أحزاب هي صناعة النظم..وبعض الحكومات..الهدف والغرض منها تلك الهياكل التنظيمية لتجميع المشتاقين..والمنافقين واصحاب.. المصالح..والراغبين في الشهرة والطامحين في المناصب لذلك لا تستطيع الصمود امام رياح التغيير او انتفاضات وحراك الشعب .. كلها واحد ولا اختلاف الا في الاسماء فقط ؛

أما فيما يتعلق باتحاد القبائل فهو تنظيم شيطاني هلامي ولكنه في حقيقة الأمر عبارة عن ميليشيات سياسية يمكن تسليحها وقت اللزوم للدفاع عن النظام ولكنها لن ترقي ابدا لمواجهة تنظيمات وميلشيات التطرف الديني المعروفة لان الاخيرة قائمة علي عقيدة حتي لو كانت زائفة .

ولقد شاهدنا وعشنا تجربة ما قبل هوجة 2011 وكان اخر تواجد حزبي في ٢٠١١ وسقطت الاحزاب جميعها باحداث ٢٥ يناير وما بعدها فقد كانت مجرد محاولات لانشاء كيانات تحت مسمي احزاب وللاسف فشلت فاذا اخضعنا التجربه الحزبيه الحديثه بمصر التي بداها السادات بفكره المنابر القائمه علي يسار ويمين ووسط وتمثل فيها الحزب الوطني بالوسط والوفد اليمين والتجمع باليسار فستجد ان الوطني بقيادة ممدوح سالم قد قام علي كيانات اجتماعيه وقبليه وقيادات طبيعيه حقيقيه واليسار بقيادة خالد محي الدين وابراهيم شكري كان له ايدلوجيه واتجاه سياسي وفكري اشتراكي واضح والوفد بفؤاد باشا سراج الدين بايدلوجيه واضحه وتوجه معلوم كلها ضعفت امام تيار الاسلام السياسي لكن كانت هناك توجهات سياسيه واضحه ورموز حقيقيه ؛

بعد ٢٠١١ تبعثرت وتم حل الوطني وتاه التجمع والوفد وانحرف التيار السياسي الاسلامي وانخرط بالعنف والنتيجه صفر واقيمت كيانات اطلق عليها احزاب باشباه سياسيين وفوارغ الاحزاب وصفوفها الاخيره التي وجدوها فرصه لهم للظهور لانهم باي تقييم سياسي حقيقي هم سيختفون ولا وجود لهم لانهم معدومي الفكر والرؤيه او التوجه الايدلوجي فهم بالون منفوخ هواء لا وزن ولا ثقل له هو معلق بالهواء بحسب اتجاه الرياح تتناقله يمينا ويسارا وفي انتظار الانفجار

واخيرا يطفو علي السطح ما يسمي باتحاد القبائل بقيادة العرجاني في سيناء في محاولة أخيرة لخق ظهير شعبي منظم لدعم النظام في مواجهة معارضيه الذين يشتد عودهم يوما بعد ولكن للأسف الساعون لخلق هذا الكيان لم يستوعبوا تجربة حميدتي وعمر  البشير في السودان عندما خلقوا كيان الدعم السريع الذي تحول بعد تسليحه إلي قوة وخنجر في ظهر السودان وشعبه ووحدة أراضيه وشعبه وكذلك لم يستوعبوا تجربة الإخوان وميليشياتهم الإرهابية المختلفة تحت مسميات مختلفة وما انتهت إليه من فشل وخلق عداوة لن تموت بينهم وبين الشعب الذي سقط له علي أيديهم الكثير من الشهداء طمعا في كراسي الحكم والسلطة ولم ستوعبوا فوق كل ذلك درس التاريخ الذى أكد سقوط كل الأفكان الشعوبية والقبلية التي تفكك الأوطان وتكسر الأمم في مواجهة أعداء أقوياء يتسلحون بالعلم لا بالتخلف .

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024

فاروق شوشة في ذكري رحيله الثامنة

 

 

فاروق شوشة في ذكري رحيله الثامنة









فقدت دمياط ومصر والعروبة شاعرا أصيلا له من الدواوين 15 ديوانا شعريا وكان ببرامجه الثقافية والأدبية سواء في الأذاعة أو التليفزيون صاحب دور مهم في التبصير بمواضع البلاغة في الأدب العربي حتي أطلق عليه حارس اللغة العربية بسبب برنامجه الشهير لغتنا الجميلة ، وكان لفاروق شوشة دورا بالغ الأهمية في الحركة الأدبية بدمياط حيث كان مشاركا أساسيا في أغلب المؤتمرات التي عقدت بدمياط سواء في قصر الثقافة أو كلية التربية بدمياط وكذلك في معظم الاحتفالات السنوية التي أقيمت بدمياط احتفالا بالعيد القومي لها في الثامن من مايو من كل عام هو وعباس الطرابيلي والشاعر الكبير طاهر أبو فاشا .

قد انتخب فاروق شوشة عضوًا في مجمع اللغة العربية عام 1999م، في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ مصطفى أمين. وانتخب أمينا عاما لمجمع اللغة العربية عام 2005م.أي أنه قد عاصر رئيسين من رؤساء المجمع وهما الدكتور شوقي ضيف (1996 -2005)  والدكتور محمود حافظ (2005 -2011) والجدير بالذكر أن كليهما من أبناء محافظة دمياط وجدير بالذكر أيضا أنه قد زامل عضوين آخرين من أبناء دمياط في عضوية مجمع الخالدين وهما الدكتور محمود فوزي المناوي أستاذ أمراض النسا بطب عين شمس والدكتور محمد الجوادي أستاذ ورئيس قسم الحالات الحرجة بطب الزقازيق رحمهما الله

وقد غادر فاروق شوشة دنيانا في 14 أكتوبر عام 2016  وتحل هذه الأيام ذكري رحيله الثامنه رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خيرا عن كل ما قدمه للغة العربية والأدب العربي .

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

النجاح في العمل ضريبته الفشل في الحياة العائلية

 

 

النجاح في العمل ضريبته الفشل في الحياة العائلية

نجاح العمل مقابل الحياة العائلية: هل التضحية ضرورية؟

 

تطرح العبارة "النجاح في العمل ضريبته الفشل في الحياة العائلية" تساؤلاً شائكاً حول التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، وقد أصبحت هذه المعضلة أكثر بروزاً في عالمنا المعاصر الذي يشهد تسارعاً في وتيرة العمل والتنافسية. هل حقاً يتطلب النجاح المهني التضحية بالسعادة الأسرية؟ أم أنه من الممكن تحقيق التوازن بين الاثنين؟

النجاح في العمل: يُقصد به عادةً تحقيق أهداف مهنية محددة، كالحصول على ترقية، أو زيادة في الراتب، أو تحقيق شهرة واسعة في المجال.

أما الفشل في الحياة العائلية  فقد يشير إلى تدهور العلاقات الأسرية بسبب قلة الوقت المخصص للعائلة أو الشعور بالذنب والإهمال تجاه الأبناء والزوج/الزوجة. وربما ترجع أسباب هذه المعضلة إلي ضغوط العمل الذى يتطلب تفرغاً كبيراً وجهداً مضاعفاً مما يقلل من الوقت المتاح للعائلة

ومن الغريب أن التوقعات المجتمعية غالباً ما ترتبط النجاح الاجتماعي بالنجاح المهني مما يدفع الأفراد إلى التركيز على حياتهم المهنية على حساب حياتهم الشخصية. أما العمل في الشركات الكبيرة فعدم وجود مرونة كافية في العمل بما لا يسمح بتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية مما يزيد من صعوبة تحقيق هذا التوازن وهنا نصل إلي تساءل مهم هل التضحية ضرورية ؟  الإجابة على هذا السؤال بالطبع ليست قطعية بل تعتمد على عدة عوامل، منها:

-         الأولويات الشخصية  فلكل فرد أولوياته الخاصة التي قد تختلف عن الآخرين.

-         الدعم الأسري فعدم وجود دعم من الشريك والأبناء يمكن أن يجعل تحقيق التوازن أمرا بعيد المنال

-         طبيعة العمل حيث أن بعض المهن تتطلب تفرغاً أكبر من غيرها.

-         الثقافة المجتمعية حيث تختلف القيم والمعايير المجتمعية حول أهمية العمل والحياة العائلية من مجتمع لآخر.

فهل يمكن تحقيق التوازن بين النجاح في العمل والنجاح في تحقيق حياة عائلية ناجحة إلي حد ما ؟

ومن الناحية النظرية يقال أن التخطيط الجيد للوقت وتحديد أولويات المهام وتخصيص وقت محدد لكل منها.

وأيضا التواصل الصريح مع العائلة ومناقشة التحديات والصعوبات مع الشريك والأبناء.

وكذلك وضع حدود واضحة للعمل بتحديد ساعات عمل محددة وعدم السماح للعمل بالتدخل في الحياة الشخصية. وقد يتطلب الأمر أحيانا ضرورة البحث عن دعم باللجوء إلى الأصدقاء والعائلة أو الاستعانة بمرشد مهني .

والاهتمام بالصحة النفسية وممارسة الرياضة  والأنشطة الترفيهية والحصول على قسط كاف من النوم أصحاب عوامل مساعدة ومهمة في تحقيق التوازن المطلوب

إن تحقيق التوازن بين العمل والحياة العائلية هو هدف نبيل يمكن تحقيقه من خلال التخطيط الجيد والتواصل الفعال والتركيز على الأولويات الشخصية. يجب على الأفراد والشركات والمجتمع ككل العمل معاً لخلق بيئة تدعم هذا التوازن وتشجع على تحقيق السعادة والنجاح في جميع جوانب الحياة.

الخميس، 5 سبتمبر 2024

قصص نبوغ بعض ذوي الإعاقة إلهام لا ينتهي

 

قصص نبوغ بعض ذوي الإعاقة إلهام لا ينتهي

الإعاقة ليست عائقًا أمام العبقرية، هذا ما يثبته لنا العديد من الشخصيات التاريخية والمعاصرة الذين تحدوا إعاقاتهم الجسدية أو العقلية وحققوا إنجازات مذهلة في مختلف المجالات. هؤلاء الأشخاص ليسوا مجرد نماذج ملهمة بل هم دليل على أن الإمكانيات البشرية لا حدود لها.

لنتعرف على بعض هؤلاء العباقرة:

  • ستيفن هوكينغ: عالم الفيزياء النظرية الشهير الذي عانى من مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS). على الرغم من إعاقته التي حصرته في كرسي متحرك، إلا أنه قدم مساهمات هائلة في فهم الكون، ونظرياته حول الثقوب السوداء وأصل الكون لا تزال محل اهتمام العلماء.
  • لويس فان بيتهوفن: واحد من أعظم الملحنين في التاريخ، فقد سمعه تدريجياً حتى أصبح أصم تماماً. ومع ذلك، استمر في تأليف الموسيقى وأنتج بعضاً من أروع الأعمال الموسيقية التي عرفها التاريخ.
  • هيلين كيلر: كانت كفيفة وبكماء وصماء، ولكنها تمكنت من التغلب على هذه الإعاقات المتعددة وأصبحت كاتبة ومحاضرة مشهورة. قصة حياتها هي مصدر إلهام للكثيرين حول العالم.
  • ألبرت أينشتاين: على الرغم من أنه لم يكن مصنفاً كمعاق، إلا أنه كان يعاني من صعوبات في التعلم في طفولته. ومع ذلك، تمكن من تطوير نظرية النسبية التي غيرت فهمنا للكون.
  • طه حسين : علي الرغم من نشأته الريفية الفقيرة وأنه قد أصيب بالعمي في طفولته المبكرة إلا أنه قد أكمل تعليمه وحصل علي الدكتوراه من السوربون وصار عميدا للأدب العربي
  • حصل على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس، مما أثرى ثقافته الموسيقية والنقدية.ترك الشريعي إرثًا فنيًا غنيًا، حيث قام بتأليف الموسيقى التصويرية لأكثر من 100 عمل فني ما بين أفلام ومسلسلات، من أشهرها  عودة الروح، الشهد والدموع ،رأفت الهجان ، وكان أسلوب الشريعي يتميز  بالرقة والحساسية، حيث استطاع أن يترجم المشاعر والأحداث في الأعمال الفنية إلى ألحان ساحرة.
  • سيد مكاوي: عملاق الموسيقى العربية رغم فقد بصره هو أحد أبرز الملحنين والمطربين المصريين، وقد ترك بصمة واضحة في الموسيقى العربية. رغم فقدانه البصر في سن مبكرة، إلا أنه تمكن من إثراء الساحة الفنية بألحان خالدة وأغاني لا تزال محفورة في ذاكرة المستمعين. أغنية "حدوتة" للمطرب محمد قنديل أغنية "مبروك عليك يا معجباني" للمطربة شريفة فاضل أغنية "اسأل مرة عليا" للمطرب محمد عبد المطلب والعديد من المقدمات الموسيقية للمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية و اغنيه لليلى مراد اسمها " حكايتنا احنا الاتنين " ولشاديه عمل " هوى يا هوى ياللى انت طاير " ولنجاة الصغيره " لو بتعزنى " ولصباح " انا هنا يا ابن الحلال "لطيفة "عندك شك ف اية  وكان له الفضل فى ابتكار مقدمات غنائيه لمسلسلات الراديو و التلفزيون المصرى و لحن مقدمات كتيره لمسلسلات مشهوره زى " شنطة حمزه " و " رضا بوند " و " عمارة شطاره "  والليلة الكبيرة والمسحراتي وغيرها.

ما الذي يجعل هؤلاء الأشخاص مميزين؟

  • الإصرار والعزيمة: لم يستسلموا للإعاقة بل عملوا بجد لتحقيق أحلامهم.
  • الفضول والرغبة في التعلم: كانوا دائمًا يسعون إلى معرفة المزيد وتطوير مهاراتهم.
  • الدعم الاجتماعي: تلّقوا دعمًا من عائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعهم.
  • الابتكار: ابتكروا طرقاً جديدة للتغلب على التحديات التي واجهوها.

وترجع أهمية قصص هؤلاء العباقرة إلي أنها تؤدي إلي تغيير النظرة إلى الإعاقة حيث  تساعد هذه القصص على تغيير النظرة السلبية للإعاقة وتساهم في خلق مجتمع أكثر شمولية.

كما أنها قد تؤدي إلي الإلهام والتحفيز حيث تلهم هذه القصص الآخرين على تحقيق أحلامهم مهما كانت التحديات التي يواجهونها. وكذلك  تساهم هذه القصص في تطوير المجتمع من خلال تشجيع الابتكار والإبداع.

ماذا يمكننا أن نتعلم من هؤلاء العباقرة؟

  • الإعاقة ليست نهاية المطاف: يمكننا تحقيق الكثير مهما كانت الظروف التي نعيش فيها.
  • الأهم هو ما بداخلنا: العقل والقلب هما أهم ما يميز الإنسان.
  • الدعم الاجتماعي مهم: نحن بحاجة إلى دعم من حولنا لتحقيق أهدافنا.
  • لا تستسلم أبداً: الاستمرار في المحاولة هو مفتاح النجاح.

 

المثقف العضوي تاريخيا هو جسر بين النظرية والتطبيق

 

 

المثقف العضوي تاريخيا هو جسر بين النظرية والتطبيق

 

المثقف العضوي هو مصطلح صاغه الفيلسوف الماركسي الإيطالي أنطونيو غرامشي لوصف نوع معين من المثقفين الذين يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها، ويعملون على تحويل وعي هذه الطبقة وتعبئة طاقاتها من أجل تحقيق أهدافها التاريخية.

وكان أهم ما يميز المثقف العضوي  هو ارتباطه بالطبقة  التي ينتمي إليها على عكس المثقف التقليدي الذي قد يكون منفصلًا عن الواقع الاجتماعي، فإن المثقف العضوي يعيش ويناضل ضمن صفوف الطبقة التي يمثلها. ولا يكتفي دور المثقف العضوي علي القيام بدور الناقد أو المحلل، بل يتحمل مسؤولية تنظيم وتوجيه العمل السياسي والاجتماعي لطبقته . من هنا كان لابد أن يدرك المثقف العضوي أهمية العامل التاريخي في تشكيل الوعي الاجتماعي، ويسعى إلى بناء مشروع ثقافي يواجه الهيمنة الثقافية السائدة. وفي نفس الوقت يكون لديه القدرة علي التعبئة وتحويل الأفكار النظرية إلى برامج عمل عملية، وتعبئة الجماهير حول هذه البرامج.

وقد تجاوزت النظرة التقليدية للمثقف  بتقديم مفهوم  جديد المثقف العضوي ورؤية جديدة لدور المثقف في المجتمع  حيث يعتبره عنصرًا فاعلًا في عملية التغيير الاجتماعي. وقد ساهم هذا المفهوم في ربط النظريات الاجتماعية بالواقع المعاش  وتحويل المعرفة النظرية إلى أداة لتحرير الإنسان وكان ذلك يقتضي تمكين الطبقات الشعبية من  القدرة على بناء مشروعها الثقافي والسياسي الخاص بها.

ومع انتشار الحركات الثورية في العالم الثالث  لعب المثقفون العضويون دورًا حاسمًا في العديد من الحركات الثورية عبر التاريخ حيث ساهموا في توعية الجماهير وتنظيمها وقيادة نضالها ضد الاستعمار  وكان للمثقفين العضويين دور بارز في النضال ضد الاستعمار، حيث عملوا على بناء وعي وطني وقومي.

وساهم المثقفون العضويون في تنظيم الحركات العمالية ونضالها من أجل تحسين أوضاع العمال.

التركيز على الطبقة: يركز هذا المفهوم بشكل كبير على دور الطبقة في تشكيل الوعي، دون الاهتمام بالدور الذي تلعبه العوامل الأخرى مثل الجنس والعمر والثقافة. وعلي هذا الأساس يعتبر مفهوم المثقف العضوي إطارًا نظريًا مهمًا لفهم دور المثقف في المجتمع، ويساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة 

ولكن بعد سقوط الماركسية عالميا بتفكك الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر 1991  إشارة لانتهاء الوجود القانوني لدولة اتحاد لجمهوريات السوفيتية الاشتراكية أصبح دور المثقف العضوي مطلوبا وبإلحاح

بعد سقوط الماركسية إلا أنها أي الماركسية كفكر نقدي وتاريخي لا تزال حاضرة في العديد من النقاشات الأكاديمية والسياسية. وبخاصة بين المثقفين علي اختلاف انتاماءاتهم ولكن بالتأكيد فقدت الكثير من هيمنتها كأيديولوجيا ثورية عالمية.

فهل انتهى دور المثقفين؟ بالتأكيد لا فالمجتمعات المعاصرة لا تزال بحاجة إلى أصوات نقدية، وقادة فكريين، وشخصيات قادرة على فهم وتعبئة الجماهير. ولكن قد تغير دور المثقف العضوي فمع تغير الأيديولوجيات السائدة وتنوع الحركات الاجتماعية، أصبح دور المثقف العضوي أكثر تعقيدًا وتنوعًا حيث في بعض الحالات في ظل الصعود الشعبوي والتقسيمات الاجتماعية وبعد ما يسمي ثورات الربيع العربي وتفكك بعض الدول الطليعية ثوريا مثل سوريا وليبيا والسودان والعراق واتساع رقعة الفراغ السياسي والفكري بعد الانهيار أصبحت الحاجة ماسة وملحة إلى ظهور شخصيات قادرة على بناء الجسور بين مختلف الفئات الاجتماعية ولم الشمل وتوحيد الصفوف وبناء كيانات قادرة علي حماية المجتمع من الانهيار خاصة في مواجهة التحديات الكبيرة مثل التفاوت الاقتصادي، التغير المناخي، الهجرة، والتهديدات على الديمقراطية. وهذه التحديات تتطلب من المثقفين أن يلعبوا دورًا حاسمًا في تحليل هذه القضايا، وتقديم حلول، وتعبئة الجماهير للعمل من أجل التغيير.

ومع صعود اليمين الشعبوي  في العديد من الدول بصعود التيارات اليمينية الشعبوية، التي تستغل الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق مكاسب سياسية وهذا يتطلب من المثقفين أن يواجهوا هذه التيارات بأفكار تقدمية، وأن يدافعوا عن قيم التسامح والعدالة الاجتماعية ومع تطور وسائل الإعلام الاجتماعية أصبح من السهل نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة التي تصنعها بعناية الأجهزة الاستخباراتية بدقة لتحقيق اهدافها المرسومة وهذا يتطلب من المثقفين أن يكونوا قادرين على تمييز الحقيقة من الزيف وأن يقدموا تحليلات نقدية للأحداث الجارية 

من هنا فإن دور المثقف العضوي لا يزال مطلوبًا ولكنه يتطلب إعادة التفكير في الأدوات والأساليب التي يستخدمها. فالمثقف العضوي في القرن الحادي والعشرين يجب أن يكون قادرًا على التواصل مع الجماهير عبر وسائل الإعلام الجديدة وأن يكون على دراية بالتطورات العلمية والتكنولوجية  وأن يكون قادرًا على بناء تحالفات واسعة مع مختلف الفئات الاجتماعية مستعينا بوسائل التواصل الاجتماعي بالغة الخطورة.

إن إعلان "نهاية" أي أيديولوجيا أمرٌ معقد، وتاريخ الأفكار يشهد على قدرة الأيديولوجيات على التكيف والتطور. صحيح أن الاشتراكية الكلاسيكية التي عرفناها في القرن العشرين قد شهدت تراجعاً كبيراً، إلا أن  المبادئ الاشتراكية الأساسية: مثل العدالة الاجتماعية، المساواة، وتوزيع الثروة العادل، لا تزال قضايا حاضرة في النقاش العام العالمي كما أن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية: لا تزال موجودة في العديد من الدول، وتلعب دوراً مهماً في الحياة السياسية ، لذا يمكن القول إن الاشتراكية لم "تنتهِ" بقدر ما تحولت وتطورت ودور المثقف العضوي لا يزال مطلوباً: في عالمٍ يشهد تغيرات متسارعة، وتحديات جديدة، يبقى دور المثقف العضوي حاسماً في توعية الجماهير، وتنظيمها، وقيادتها نحو مستقبل أفضل مع مزيد من المرونة في المفاهيم وقابلية للتكيف مع السياقات المختلفة. ويجب على المثقف العضوي أن يتجدد باستمرار وأن يستخدم أدوات وأساليب جديدة للتواصل مع الجماهير فإن دوره لم ينتهى، بل إنه يتطور ويتكيف مع الظروف المتغيرة.

المثقف العضوي، كما عرفناه من خلال فلسفة أنطونيو غرامشي، هو ذلك الفرد الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بواقعه الاجتماعي، ويعمل على تحويل وعي الجماهير وتعبئتها من أجل تحقيق أهدافها التاريخية هذا الدور يتجلى بشكل واضح في العديد من الحركات الاجتماعية والثورات عبر التاريخ مثل مارتن لوثر كينج الذي كان مثقفًا عضويًا بارزًا في الحركة الحقوقية الأمريكية  حيث عمل على تحريك ضمائر الناس ضد العنصرية والتمييز، وقاد حركة مقاطعة الحافلات الشهيرة ونيلسون مانديلا قائد الكفاح ضد الأبارتايد في جنوب أفريقيا كان مثقفًا عضويًا للدفاع عن المظلومين وقاد نضالًا طويلًا لتحقيق الحرية والمساواة وسجن ولكنه خرج من السجن لترفعه أمته إلي مركز القيادة في بلاده وهناك أيضا فيدل كاسترو الذي قاد الثورة الكوبية وكان مثقفًا عضويًا يمثل مصالح الفقراء والمهمشين وعمل على بناء مجتمع اشتراكي في كوبا ومن الأمثلة المعاصرة اليوم هناك ناشطون بيئيون مثل جريتا تونبرج التي تمكنت من حشد ملايين الشباب حول العالم للمطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة التغير المناخي وهناك ناشطون حقوقيون يعملون على الدفاع عن حقوق الإنسان مثل حقوق المرأة، وحقوق الأقليات، وحقوق الطفل  وحتي حقوق المثليين ومنهم المدونون المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمون منصاتهم لنشر الوعي حول قضايا اجتماعية وسياسية وتحفيز النقاش العام.

دور المثقف العضوي لا يقتصر على فترة زمنية أو مكان معين، بل هو دور حيوي ومستمر في أي مجتمع يسعى إلى التغيير والتقدم. فالمثقف العضوي هو صانع  تلك الشرارة التي تشعل النور في الظلام  وتلهم الآخرين للعمل من أجل عالم أفضل إن لم يكن هو ذاته تلك الشرارة في بعض الأحيان ,

الأحد، 11 أغسطس 2024

محاولة لتشخيص واقع الثقافة الجماهيرية الآن

 

 

محاولة لتشخيص واقع الثقافة الجماهيرية الآن 

في العقود الأخيرة تدهورت أحوال الثقافة الجماهيرية تدهورا شديدا في جميع المجالات وأبرز مظاهر هذا التدهور تنحصر في تراجع كفاءة بنيتها التحتية وتدهور حالة مقراتها المخصصة للنشاط التي افتقرت إلي سياسة محددة لتطويرها لمواكبة التطور الذى شهدته الوسائل الثقافية علي مستوي الوطن والعالم ، وفي نفس الوقت شهدت الثقافة الجماهيرية تدهورا مماثلا في قدرات قادتها وكوادرها بعد تآكل وانقراض قياداتها المدربة التي قامت بإحداث وفعل نهضة هذا الجهاز وترسيخ وجوده في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وعلي الرغم من تضاعف الميزانيات المالية التي تخصصها الدولة لوزارة الثقافة عامة والثقافة الجماهيرية علي نحو خاص إلا أن حجم الإنفاق الفعلي علي النشاط الثقافي والفني قد تراجع وفي نفس الوقت تضاعف حجم الإنفاق علي الشئون الإدارية ومن العام إلي الخاص نري الأنشطة الثقافية والفنية في الثقافة الجماهيرية بمحافظة دمياط قد تراجعت تراجعا كبيرا وكادت أن تتلاشي لأسباب كثيرة منها :

تآكل الكوادر الفنية المدربة علي العمل مما جعل مقرات الثقافة الجماهيرية بالمحافظة تتدهور ويتراجع نشاطها بشكل خطير فنجد معظم قصور الثقافة بالمحافظة تعاني من الإهمال ومن انعدام الصيانة فتدهور حالها تدهورا كبيرا أدي إلي توقف قصر ثقافة دمياط عاصمة المحافظة الذي قد تحول بفعل ذلك إلي خرابة رغم الإنفاق الكبير علي عمليات تطوير فاشلة وفاسدة أزكمت رائحتها الأنوف وتوقف المبني تماما عن أداء دوره منذ أكثر من عشر سنوات ولا يعلم إلا الله إلي متي ؟

وقصر ثقافة مدينة دمياط الجديدة الذى كان يطلق عليه أوبرا الدلتا قد تدهور هو الآخر بفعل انعدام الصيانة والإهمال الجسيم ويكاد أن يلحق بقصر عاصمة المحافظة أما قصور الثقافة الأحدث معماريا في فارسكور وكفر سعد فليست أسعد حالا من قصري دمياط ودمياط الجديدة ؛

والأخطر من كل ذلك أن كافة المواقع تعاني من فقر الكوادر الفنية المدربة المؤهلة للقيام بالعمل فيها فمن خرج للمعاش أو توفاه الله لم يتم تعويضه من بين العاملين ولك أن تتصور حجم المشكلة عندما تعلم أن قصر ثقافة مدينة كفر سعد لم يعد به عاملون سوي المديرة فقط التي تفتحه وتقوم بكل المهام الإدارية والفنية فكيف ينتظر منها أن تقدم عملا ذا قيمة ونفس الحال في باقي القصور والمواقع حتي أن هناك بالفعل 4 مكتبات فرعية قد أغلقت تماما لأحالة العاملين بها للمعاش أو الوفاة ولم يتم تعيين من يحل محلهم رضوخا للمؤامرة الدولية التي يقودها صندوق النقد الدولي بتقليص عدد العاملين بالجهاز الحكومي ووقف التعيينات الجديدة فلا يوجد إحلال وتجديد وتواصل ما بين الأجيال الإدارية .

من ناحية أخري فقد غابت الرؤي الاستراتيجية لإدارة العمل الثقافي علي مستوي الدولة وأصبحت العشوائية والأنشطة الموسمية هي شعار كافة المراحل التي يبحث فيها قادتها عن الشو والظهور الإعلامي والتصوير علي المواقع الألكترونية دون ما تفكير ولومحدود في تطوير وتوسيع مردود تلك الأنشطة بين الجماهيرصاحبة الحق الاصيل في الاستمتاع وممارسة النشاط وأصبحت الأقاليم  الثقافية عبئا علي الفروع الثقافية لا تعطيها بل تعوقها ماليا وأداريا لأن فاقد الشيء لا يعطيه فالقائمين عليها أصلا معوقين ثقافيا جاءت بهم الوساطة والمحسوبية ولم يعدوا أو يدربوا كما كان يفعل سعد وهبة مع القيادات التي أناط بها إحداث ثورة ثقافية في كل ربوع مصر ؛

تلك أهم المشكلات التي تعاني منها الثقافة الجماهيرية ويكمن الحل السريع والعاجل في وضع استراتيجية ثقافية تحكم  العمل في منظومة الثقافة المصرية بشكل عام إلي جانب التخلص تماما من الرضوخ المخل لصندوق النقد الدولي وتعويض النقص العددي الفعلي في كل المواقع الثقافية وفق دراسة علمية مقننة وإعادة الحياة إلي مركز إعداد الرواد الثقافيين علي مستوي الدولة ووضع سياسة ثابته ومقننة علميا لصيانة المقرات الثقافية والحفاظ عليها فتلك ثروة قومية وأصول رأسمالية يمتلكها الشعب كله مع ا لعمل علي إعادة هيكلة الثقافة الجماهيرية كلها وإعادة تنظيم هيكلها الإداري والمالي والفتي وفق أساليب علمية حديثة تواكب الرقمنة والميكنة العلمية لكافة المواقع ..

في ذات الوقت يجب تفعيل رؤية رئيس الجمهورية ووضع سياسة عملية للوزارة تلزم المحافظين بها ومحاسبتهم دوريا علي حجم ما يقومون به من عمل في إطارها لأن أغلب المحافظين ورؤساء المدن للأسف الشديد لا يؤمنون بجدوي تلك القوة الناعمة بل علي العكس يرونها مضيعة للوقت والجهد والمال

                                                                            محمد عبد المنعم إبراهيم                                                                                                         وكيل وزارة الثقافة الأسبق ورئيس                                                                                                      إقليم شرق الدلتا الثقافي الأسبق

الخميس، 1 أغسطس 2024

العمليات القذرة للموساد نظرة سريعة متعمقة

 

العمليات القذرة للموساد نظرة سريعة متعمقة

الموساد، الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، يُعرف تاريخه بعمليات سرية واسعة النطاق، كثير منها مثير للجدل ومحاط بالتكهنات. هذه العمليات، التي غالبًا ما تُوصف بـ"القذرة"، تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية لإسرائيل، وتشمل مجموعة واسعة من الأنشطة، من الاغتيالات إلى التجسس وعمليات الاختطاف.

أبرز العمليات القذرة التي نسبت للموساد:

  • الاغتيالات: يعتبر الموساد من أبرز الأجهزة الاستخباراتية المعروفة بتنفيذ عمليات اغتيال لخصوم إسرائيل، سواء كانوا سياسيين أو علماء أو ناشطين. من أبرز الأمثلة على ذلك اغتيال العلماء المصريين مثل الدكتور مصطفى مشرفة والدكتور يحيى المشد، وكذلك اغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح في دبي.
  • التجسس: يعتبر التجسس من أهم أدوات عمل الموساد، حيث يعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية عن الدول المعادية أو المنافسة لإسرائيل. يتم ذلك من خلال شبكات واسعة من العملاء والجواسيس، بالإضافة إلى استخدام أحدث التقنيات للتجسس الإلكتروني.
  • عمليات الاختطاف: قام الموساد بعدة عمليات اختطاف لمعارضين إسرائيليين أو لأشخاص يعتقد أنهم يحملون معلومات قيمة. من أشهر هذه العمليات اختطاف الناشط النازي أدولف أيخمان من الأرجنتين.
  • عمليات التخريب: نفذ الموساد العديد من العمليات التخريبية في دول معادية، مثل تفجير مفاعل أوسيراك النووي العراقي.

الأهداف من وراء هذه العمليات:

  • حماية أمن إسرائيل: يعتبر الموساد أن هذه العمليات ضرورية لحماية أمن إسرائيل والقضاء على التهديدات التي تواجهها.
  • تغيير موازين القوى: تسعى إسرائيل من خلال هذه العمليات إلى تغيير موازين القوى في المنطقة لصالحها، وإضعاف أعدائها.
  • ردع الخصوم: تهدف عمليات الموساد إلى ردع الدول المعادية عن شن هجمات على إسرائيل، وإظهار القوة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية.

وعادة ما تثير عمليات الموساد جدلاً واسعًا على المستويين الأخلاقي والقانوني. فمن ناحية ، يرى البعض من حلفاء إسرائيل أن هذه العمليات ضرورية لحماية أمن إسرائيل، بينما يرى آخرون أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

 ونظرًا لطبيعة هذه العمليات السرية، فإنه من الصعب التحقق من صحة جميع المعلومات المتعلقة بها. كما  تلعب هذه العمليات دورًا كبيرًا في تشكيل العلاقات الدولية في المنطقة، وتؤثر بشكل مباشر على صورة إسرائيل في العالم.التي تعتمد دائما علي دعم الحلفاء ومنعهم الإدانة الدولية لها في المحافل الدولية فتجد الأمم المتحدة ومجلس الأمن دائما عاجزين عن مجرد إدانة هذه الجرائم