الأحد، 14 يوليو 2024

عبادة الذات وعبادة اللذات

 

عبادة الذات وعبادة اللذات

فلسفة مثيرة للجدل

الإنسان بالفطرة جبل علي أنه دائم البحث عما يسبب له السعادة ويبعد عنه الشر ومن يحقق له ذلك فهو السلطة الأقوي التي تستحق منه العبادة وبعضنا عبد للذاته سواء كانت شهوة أو غريزة أو حتي عادة سيطرت عليه وبعضنا الآخر من فرط إعجابه بنفسه يعبد ذاته فيري أنه الأول في الكون في كل شيء من باب الغرور أو حب النفس أو التكبر والتعالي أو التفاخر بموهبة منحها الله له ؛

أما عبادة اللذات، أو كما  تعرف أيضًا باسم "الهيدونية"، هي فلسفة تركز على السعي وراء المتعة والسعادة كأهداف رئيسية للحياة. ويرى أتباع هذه الفلسفة أن اللذة هي الخير الوحيد أو الخير الأعظم، وأن  جميع الأفعال يجب أن تقاس بناء على قدرتها على جلب المتعة أو تقليل الألم.

تاريخ عبادة اللذات:

تعد عبادة اللذات فلسفة قديمة يعود تاريخها إلى الحضارات الإغريقية القديمة. حيث كان الفيلسوف اليوناني أريستبوس (435-356 قبل الميلاد) من أوائل من دافعوا عن هذه الفلسفة، حيث اعتقد أن السعادة تكمن في تحقيق اللذات الجسدية. ولاحقا، طور الفيلسوف إبيكوروس (341-270 قبل الميلاد) فلسفة هيدونية أكثر تعقيدًا، حيث ميز بين اللذات الحقيقية واللذات الخادعة، وشدد على أهمية الاعتدال والتحكم في الرغبات.

وتُركز عبادة اللذات على المبادئ التالية:

  • السعادة هي الهدف الأساسي للحياة: يرى أتباع هذه الفلسفة أن هدف الحياة هو تحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة، وأنّ السعادة تُقاس بمدى الشعور باللذة.
  • اللذة هي الخير الوحيد أو الخير الأعظم : يعتقد أن اللذة هي الشيء الوحيد ذو القيمة الجوهرية ، وأنّ جميع الأشياء الأخرى ذات قيمة فقط بقدر ما تساهم في تحقيق اللذة.
  • الألم هو الشر الوحيد أو الشر الأعظم : يعتقد أن الألم هو الشيء الوحيد ذو القيمة السلبية ، وأن جميع الأشياء الأخرى غير مرغوب فيها بقدر ما تسبب الألم .
  • الحياة الجيدة هي حياة مليئة باللذة وخالية من الألم : يهدف أتباع عبادة اللذات إلى عيش حياة مليئة بالتجارب الممتعة وتجنب التجارب المؤلمة.

أنواع عبادة اللذات: هناك نوعان رئيسيان من عبادة اللذات 

  • الهيدونية الجسدية : تركز على تحقيق اللذات الجسدية، مثل الطعام والشراب والجنس.
  • الهيدونية الفكرية: تُركز على تحقيق اللذات العقلية، مثل التعلم والتفكير والنقاش.

وتواجه عبادة اللذات العديد من الانتقادات، منها :

  • تركيزها على الأنا : ينظر إلى عبادة اللذات أحيانًا على أنها فلسفة أنانية تُركز على احتياجات الفرد وتغفل احتياجات الآخرين.
  • إمكانية إساءة استخدامها : يمكن أن تستخدم عبادة اللذات لتبرير السلوكيات الضارة أو المدمرة، مثل الإدمان والجريمة.
  • إهمال القيم الأخلاقية : قد تهمل عبادة اللذات القيم الأخلاقية الأخرى، مثل العدالة والرحمة والصدق.

عبادة اللذات في العصر الحديث:

لا تزال عبادة اللذات فلسفة مؤثرة في العصر الحديث. يمكن ملاحظة تأثيرها في العديد من جوانب الحياة، مثل  :

  • الثقافة الشعبية : تركز العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية والموسيقى على تحقيق المتعة والسعادة الفورية. فمدمن المخدرات عبد لمتعته ولذته في تعاطيها ومدمن السجاير نفس الكلام .
  • الإعلانات : تشجع الإعلانات الناس على شراء المنتجات والخدمات التي تعد وعودا بتحقيق السعادة والرضا.
  • نمط الحياة الاستهلاكي : يشجع نمط الحياة الاستهلاكي الناس على شراء المزيد من الأشياء، حتى لو لم تكن ضرورية، بهدف تحقيق السعادة.

عبادة اللذات فلسفة معقدة لها تاريخ طويل. على الرغم من أنها تواجه العديد من الانتقادات، إلا أنها لا تزال تمارس وتؤثر على العديد من جوانب الحياة في العصر الحديث.

 

من المهم ملاحظة أنّ عبادة اللذات فلسفة متنوعة، وهناك العديد من الاختلافات في التفسيرات والتطبيقات.

أما عبادة الذات:

  • تعريفها: هو نوع من جنون العظمة وهي تركيز الفرد على ذاته واحتياجاته ورغباته، وجعلها أهم شيء في حياته، مع إهمال احتياجات الآخرين ومشاعرهم.
  • ومن سماتها:
    • الأنانية: وضع احتياجات الفرد فوق كل شيء.
    • الغرور: الشعور بأهمية الذات بشكل مبالغ فيه.
    • التكبر: الاستعلاء على الآخرين واحتقارهم.
    • حب السيطرة: الرغبة في التحكم في كل شيء وكل شخص.
    • الخوف من الفشل وتجنب المخاطر وتحديات الحياة خوفاً من الفشل.
  • ومن آثارها:
    • الشعور بالوحدة والعزلة.
    • صعوبة تكوين علاقات صحية. فدائرة علاقاته مقصورة علي من يبجلونه ويحققون له تلك المتعة
    • الشعور بعدم الرضا عن الحياة. ومع ذلك يخاف من هاجس الموت .
    • الاكتئاب والقلق.
    • السلوكيات المدمرة مثل الإدمان. والإدمان هنا قد يكون له جانب مضيء ولكن الشخص ذاته يحوله إلي عالم مظلم بانغلاقه علي نفسه وعدم رؤية إنجازات الآخرين واقتصار رؤيته علي إنجازه قهو

وبينما تكون عبادة اللذات هي السعي وراء الملذات الحسية بشكل مبالغ فيه، دون الاهتمام بالعواقب الأخلاقية أو الاجتماعية. ومن سماتها:

    • المادية: التركيز على الممتلكات والمال كمعيار للسعادة.
    • السلوكيات المُفرطة: الإفراط في تناول الطعام، أو تعاطي المخدرات، أو ممارسة الجنس.
    • الاستهلاكية: شراء الأشياء دون الحاجة لها فقط للشعور بالسعادة المؤقتة.
    • الابتعاد عن القيم الأخلاقية: تبرير السلوكيات الخاطئة من أجل تحقيق المتعة.

ومن شأنها تدمير العلاقات وإهمال العائلة والأصدقاء من أجل الحصول على المتعة.

ولها أيضا مشاكل صحية: السمنة، وأمراض القلب، والعدوى المنقولة جنسياً.

ومشاكل مالية: الديون والإفلاس. وأيضا الشعور بالفراغ الداخلي وعدم الشعور بالسعادة الحقيقية رغم تحقيق الملذات.

عبادة الذات و عبادة اللذات هما سلوكيات مدمرة تعيق سعادة الفرد وتؤثر سلباً على علاقاته وحياته. وربما يكون البديل هنا هو التركيز على الحب الحقيقي والقيم الأخلاقية والسعي لتحقيق الذات بشكل صحي يُساهم في بناء حياة سعيدة وذات معنى.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق