الأحد، 27 أكتوبر 2024

قصر ثقافة دمياط ينعي حاله

 

قصر ثقافة دمياط ينعي حاله

 

منذ ثلاثة أعوام وفي يوم 21أغسطس عام 2021  جاء النائب الدمياطي المحترم ضياء الدين داود مع الدكتور هشام عطوة رئيس هيئة قصور الثقافة يومها والدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة الأسبق مع الدكتورة منال ميخائيل محافظ دمياط السابق وأقيم احتفال بجوار مبني قصر الثقافة لتدشين عملية ترميم وتطوير القصر ويومها تعهد مندوب الهيئة الهندسية المكلفة بالمشروع بأن ينهي الأعمال تماما خلال عامين واليوم تمر ثلاثة أعوام ومازال المبني ينعي حاله  ويقال أن السبب في توقف الأعمال عدم وجود الميزانية اللازمة لنهو الأعمال التي قد توسعت عما كانت عند بداية العمل وزادت عن المقايسات والرسومات التي كانت موضوعة . فتوقف العمل بناء علي توجه الدولة بوقف الأعمال في المشروعات الاستثمارية التي لم يبلغ نسبة العمل فيها حاليا 75 % من حجم المشروع كله .

ولأنه معروف أن القوة الناعمة للوطن تكمن في الثقافة والفنون والرياضة ومع هذا تلاحظ في العقود الثلاثة الأخيرة تدهورت أحوال الثقافة الجماهيرية تدهورا شديدا في جميع المجالات وأبرز مظاهر هذا التدهور تنحصر في تراجع كفاءة بنيتها التحتية وتدهور حالة مقراتها المخصصة للنشاط التي افتقرت إلي سياسة محددة لتطويرها لمواكبة التطور الذى شهدته الوسائل الثقافية علي مستوي الوطن والعالم ، وفي نفس الوقت شهدت الثقافة الجماهيرية تدهورا مماثلا في قدرات قادتها وكوادرها بعد تآكل وانقراض قياداتها المدربة التي قامت بإحداث وفعل نهضة هذا الجهاز وترسيخ وجوده في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وعلي الرغم من تضاعف الميزانيات المالية التي تخصصها الدولة لوزارة الثقافة عامة والثقافة الجماهيرية علي نحو خاص إلا أن حجم الإنفاق الفعلي علي النشاط الثقافي والفني قد تراجع وفي نفس الوقت تضاعف حجم الإنفاق علي الشئون الإدارية ومن العام إلي الخاص نري الأنشطة الثقافية والفنية في الثقافة الجماهيرية بمحافظة دمياط قد تراجعت تراجعا كبيرا وكادت أن تتلاشي لأسباب كثيرة منها :

تآكل الكوادر الفنية المدربة علي العمل مما جعل مقرات الثقافة الجماهيرية بالمحافظة تتدهور ويتراجع نشاطها بشكل خطير فنجد معظم قصور الثقافة بالمحافظة تعاني من الإهمال ومن انعدام الصيانة فتدهور حالها تدهورا كبيرا أدي إلي توقف قصر ثقافة دمياط عاصمة المحافظة الذي قد تحول بفعل ذلك إلي خرابة رغم الإنفاق الكبير علي عمليات تطوير فاشلة وفاسدة إبان فترة الحكم السابقة فتوقف المبني تماما عن أداء دوره منذ أكثر من عشر سنوات ولا يعلم إلا الله إلي متي ؟ فقد تم ترميم المبني مرتان سابقتان في عهد حسين مهران والأخيرة كانت في عهد أحمد نوار رؤساء هيئة فصور الثقافة السابقين

وقصر ثقافة مدينة دمياط الجديدة الذى كان يطلق عليه أوبرا الدلتا قد تدهور هو الآخر بفعل انعدام الصيانة والإهمال الجسيم ويكاد أن يلحق بقصر عاصمة المحافظة أما قصور الثقافة الأحدث معماريا في فارسكور وكفر سعد فليست أسعد حالا من قصري دمياط ودمياط الجديدة ؛

والأخطر من كل ذلك أن كافة المواقع تعاني من فقر الكوادر الفنية المدربة المؤهلة للقيام بالعمل فيها فمن خرج للمعاش أو توفاه الله لم يتم تعويضه من بين العاملين ولنا أن تتصور حجم المشكلة عندما تعلم أن قصر ثقافة مدينة كفر سعد لم يعد به عاملون سوي المديرة فقط التي تفتحه وتقوم بكل المهام الإدارية والفنية فكيف ينتظر منها أن تقدم عملا ذا قيمة ونفس الحال في باقي القصور والمواقع حتي أن هناك بالفعل 4 مكتبات فرعية قد أغلقت تماما لأحالة العاملين بها للمعاش أو الوفاة ولم يتم تعيين من يحل محلهم رضوخا للمؤامرة الدولية التي يقودها صندوق النقد الدولي بتقليص عدد العاملين بالجهاز الحكومي ووقف التعيينات الجديدة فلا يوجد إحلال وتجديد وتواصل ما بين الأجيال الإدارية .

من ناحية أخري فقد غابت الرؤي الاستراتيجية لإدارة العمل الثقافي علي مستوي هيئة قصور الثقافة  وأصبحت العشوائية والأنشطة الموسمية هي شعار كافة المراحل التي يبحث فيها قادتها عن الشو والظهور الإعلامي والتصوير علي المواقع الألكترونية دون ما تفكير ولومحدود في تطوير وتوسيع مردود تلك الأنشطة بين الجماهيرصاحبة الحق الاصيل في الاستمتاع وممارسة النشاط وأصبحت الأقاليم  الثقافية عبئا علي الفروع الثقافية لا تعطيها بل تعوقها ماليا وأداريا لأن فاقد الشيء لا يعطيه فالقائمين عليها أصلا معوقين ثقافيا جاءت بهم الوساطة والمحسوبية ولم يعدوا أو يدربوا كما كان يفعل سعد وهبة مع القيادات التي أناط بها إحداث ثورة ثقافية في كل ربوع مصر ؛

تلك أهم المشكلات التي تعاني منها الثقافة الجماهيرية ويكمن الحل السريع والعاجل في وضع استراتيجية ثقافية تحكم  العمل في منظومة الثقافة المصرية بشكل عام إلي جانب التخلص تماما من الرضوخ المخل لصندوق النقد الدولي وتعويض النقص العددي الفعلي في كل المواقع الثقافية وفق دراسة علمية مقننة وإعادة الحياة إلي مركز إعداد الرواد الثقافيين علي مستوي الدولة ووضع سياسة ثابته ومقننة علميا لصيانة المقرات الثقافية والحفاظ عليها فتلك ثروة قومية وأصول رأسمالية يمتلكها الشعب كله مع العمل علي إعادة هيكلة الثقافة الجماهيرية كلها وإعادة تنظيم هيكلها الإداري والمالي والفتي وفق أساليب علمية حديثة تواكب الرقمنة والميكنة العلمية لكافة المواقع ..

في ذات الوقت يجب تفعيل رؤية رئيس الجمهورية ووضع سياسة عملية للوزارة تلزم المحافظين بها ومحاسبتهم دوريا علي حجم ما يقومون به من عمل في إطارها لأن أغلب المحافظين ورؤساء المدن للأسف الشديد لا يؤمنون بجدوي تلك القوة الناعمة بل علي العكس يرونها مضيعة للوقت والجهد والمال

 

اتحاد القبائل مليشيا سياسية يمكن تسليحها إذا لزم الأمر

 

اتحاد القبائل مليشيا سياسية يمكن تسليحها إذا لزم الأمر

 

لا احزاب سياسية في مصر بعد ١٩٥٢ فكل التنظيمات السياسية التي حاولت الانظمة السياسية للمختلفة الاستعانة بها لخلق ظهير شعبي يسندها مثل هيئة التحرير والاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب الاشتراكي وحزب مصر والوطني وباقي الاسماء الكثيرة التي اطلقت علي كيانات شبيهة ولكنها ضعيفة كلها تنظيمات فوقية بنيت من فوق بقرارات لا جذور لها ولا قواعد شعبية حقيقية لهذا كان عمرها قصيرا وكلها سقطت امام اول تحدي حقيقي يواجه النظام .

وهناك من يري أن ما يسمى أحزاب هي صناعة النظم..وبعض الحكومات..الهدف والغرض منها تلك الهياكل التنظيمية لتجميع المشتاقين..والمنافقين واصحاب.. المصالح..والراغبين في الشهرة والطامحين في المناصب لذلك لا تستطيع الصمود امام رياح التغيير او انتفاضات وحراك الشعب .. كلها واحد ولا اختلاف الا في الاسماء فقط ؛

أما فيما يتعلق باتحاد القبائل فهو تنظيم شيطاني هلامي ولكنه في حقيقة الأمر عبارة عن ميليشيات سياسية يمكن تسليحها وقت اللزوم للدفاع عن النظام ولكنها لن ترقي ابدا لمواجهة تنظيمات وميلشيات التطرف الديني المعروفة لان الاخيرة قائمة علي عقيدة حتي لو كانت زائفة .

ولقد شاهدنا وعشنا تجربة ما قبل هوجة 2011 وكان اخر تواجد حزبي في ٢٠١١ وسقطت الاحزاب جميعها باحداث ٢٥ يناير وما بعدها فقد كانت مجرد محاولات لانشاء كيانات تحت مسمي احزاب وللاسف فشلت فاذا اخضعنا التجربه الحزبيه الحديثه بمصر التي بداها السادات بفكره المنابر القائمه علي يسار ويمين ووسط وتمثل فيها الحزب الوطني بالوسط والوفد اليمين والتجمع باليسار فستجد ان الوطني بقيادة ممدوح سالم قد قام علي كيانات اجتماعيه وقبليه وقيادات طبيعيه حقيقيه واليسار بقيادة خالد محي الدين وابراهيم شكري كان له ايدلوجيه واتجاه سياسي وفكري اشتراكي واضح والوفد بفؤاد باشا سراج الدين بايدلوجيه واضحه وتوجه معلوم كلها ضعفت امام تيار الاسلام السياسي لكن كانت هناك توجهات سياسيه واضحه ورموز حقيقيه ؛

بعد ٢٠١١ تبعثرت وتم حل الوطني وتاه التجمع والوفد وانحرف التيار السياسي الاسلامي وانخرط بالعنف والنتيجه صفر واقيمت كيانات اطلق عليها احزاب باشباه سياسيين وفوارغ الاحزاب وصفوفها الاخيره التي وجدوها فرصه لهم للظهور لانهم باي تقييم سياسي حقيقي هم سيختفون ولا وجود لهم لانهم معدومي الفكر والرؤيه او التوجه الايدلوجي فهم بالون منفوخ هواء لا وزن ولا ثقل له هو معلق بالهواء بحسب اتجاه الرياح تتناقله يمينا ويسارا وفي انتظار الانفجار

واخيرا يطفو علي السطح ما يسمي باتحاد القبائل بقيادة العرجاني في سيناء في محاولة أخيرة لخق ظهير شعبي منظم لدعم النظام في مواجهة معارضيه الذين يشتد عودهم يوما بعد ولكن للأسف الساعون لخلق هذا الكيان لم يستوعبوا تجربة حميدتي وعمر  البشير في السودان عندما خلقوا كيان الدعم السريع الذي تحول بعد تسليحه إلي قوة وخنجر في ظهر السودان وشعبه ووحدة أراضيه وشعبه وكذلك لم يستوعبوا تجربة الإخوان وميليشياتهم الإرهابية المختلفة تحت مسميات مختلفة وما انتهت إليه من فشل وخلق عداوة لن تموت بينهم وبين الشعب الذي سقط له علي أيديهم الكثير من الشهداء طمعا في كراسي الحكم والسلطة ولم ستوعبوا فوق كل ذلك درس التاريخ الذى أكد سقوط كل الأفكان الشعوبية والقبلية التي تفكك الأوطان وتكسر الأمم في مواجهة أعداء أقوياء يتسلحون بالعلم لا بالتخلف .

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024

فاروق شوشة في ذكري رحيله الثامنة

 

 

فاروق شوشة في ذكري رحيله الثامنة









فقدت دمياط ومصر والعروبة شاعرا أصيلا له من الدواوين 15 ديوانا شعريا وكان ببرامجه الثقافية والأدبية سواء في الأذاعة أو التليفزيون صاحب دور مهم في التبصير بمواضع البلاغة في الأدب العربي حتي أطلق عليه حارس اللغة العربية بسبب برنامجه الشهير لغتنا الجميلة ، وكان لفاروق شوشة دورا بالغ الأهمية في الحركة الأدبية بدمياط حيث كان مشاركا أساسيا في أغلب المؤتمرات التي عقدت بدمياط سواء في قصر الثقافة أو كلية التربية بدمياط وكذلك في معظم الاحتفالات السنوية التي أقيمت بدمياط احتفالا بالعيد القومي لها في الثامن من مايو من كل عام هو وعباس الطرابيلي والشاعر الكبير طاهر أبو فاشا .

قد انتخب فاروق شوشة عضوًا في مجمع اللغة العربية عام 1999م، في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ مصطفى أمين. وانتخب أمينا عاما لمجمع اللغة العربية عام 2005م.أي أنه قد عاصر رئيسين من رؤساء المجمع وهما الدكتور شوقي ضيف (1996 -2005)  والدكتور محمود حافظ (2005 -2011) والجدير بالذكر أن كليهما من أبناء محافظة دمياط وجدير بالذكر أيضا أنه قد زامل عضوين آخرين من أبناء دمياط في عضوية مجمع الخالدين وهما الدكتور محمود فوزي المناوي أستاذ أمراض النسا بطب عين شمس والدكتور محمد الجوادي أستاذ ورئيس قسم الحالات الحرجة بطب الزقازيق رحمهما الله

وقد غادر فاروق شوشة دنيانا في 14 أكتوبر عام 2016  وتحل هذه الأيام ذكري رحيله الثامنه رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خيرا عن كل ما قدمه للغة العربية والأدب العربي .