"مصر للمصريين"
هو شعار وطني
مصري يعكس الانتماء الوطني والاعتزاز بالهوية المصرية. وقد استخدم هذا الشعار في
فترات مختلفة من التاريخ المصري، وخاصة في فترات النضال الوطني ضد الاحتلال
الأجنبي.
- فكلمة مصر :
تشير إلى الوطن المصري بكل ما يحمله من تاريخ وحضارة وتراث.
- وكونها أنها للمصريين : تعني أن مصر هي ملك لأبنائها المصريين،
وأنهم هم أصحاب الحق في حكمها وتسيير شؤونها.
وقد استخدم هذا الشعار بتوسع وتم ترويجه بين المصريين في فترة
الاحتلال البريطاني لمصر، حيث كان يعبر عن رفض المصريين للوجود الأجنبي والمطالبة
بالاستقلال. وقد استخدم الشعار أيضًا في فترات أخرى من التاريخ المصري، مثل فترة
ثورة 1919، وفترة ثورة يوليو 1952، حيث كان يعبر عن روح الوطنية والتضامن بين
المصريين.بهدف تزكية روح الوطنية المصرية وتقديمها علي أي انتماء آخر .
ويظل استعمال هذا الشعار إلى اليوم كتعبير عن
الوطنية المصرية ورفض فكرة القومية العربية والانتماء العربي خاصة في فترات خذلان
الحكام العرب لمصر في فترات محاولة اخضاعها بحصارها سياسيا وافتصاديا وربما عسكريا
أيضا وقد تبلور ذلك بشكل كبير بعد نكسة 1967 عندما حاربت مصر نيابة عن العرب حربها
ضد الكيان الصهيوني دفاعا بالأساس عن القضية الفلسطينية ولم يقدم العرب شيئا ذا
قيمة من الدعم سواء المالي أو العسكري لمصر في حربها وواجهنا منفردين آثار النكسة
والهزيمة وحدنا بل امتد الأمر إلي معايرة مصر بهزيمتها المريرة بدلا من الأخذ
بيدها مما سبب إحباطا عاما لدي المصريين وزعيمهم صاحب فكرة القومية العربية (جمال
عبد الناصر ) فرغم أن مصر قد تحملت وإلي ما قبل اكتشاف البترول في الدول العربية
الخليجية تبعات وتكاليف نشر التعليم والثقافة في كثير من الدول العربية . ونتيجة للشعور
بالإحباط والخذلان ونكران الجميل من القادة العرب لدرجة أن بعضهم عير مصر بتلك
الهزيمة المدوية في عام 1967 . فعاد هذا الشعار ( مصر للمصريين ) إلي الظهور مرة
أخري .
حيث
كان هذا الشعار يحمل دلالات وطنية قوية، ويعكس رغبة المصريين في الحفاظ على هويتهم
واستقلالهم وعدم الاعتماد بشكل كبير علي دعم العرب لمصر في حروبها نيابة عنهم ؛
يوجد
كتاب تحت عنوان "مصر للمصريين ازمة مصر الاجتماعية والسياسية" للمؤلف
رءوف عباس حامد.يؤكد فيه أن أحمد لطفي السيد هو أول من أطلق شعار مصر للمصريين
وأحمد لطفي السيد، هو المفكر والفيلسوف المصري،
وأحد أبرز الشخصيات التي ارتبطت بشعار "مصر للمصريين". وقد كان له دور
كبير في نشر هذا الشعار وتأصيله في الفكر الوطني المصري.وتأكيد الهوية الوطنية
المصرية؛
ولد
أحمد لطفي السيد في عام 1872، وتوفي في عام 1963. وكان مفكرًا وفيلسوفًا وسياسيًا
مصريًا. ويعتبر أحد رواد حركة النهضة والتنوير في مصر. وقد قام بتأسيس حزب الأمة،
وكان له دور بارز في الحياة السياسية المصرية. إلي جانب الأحزاب السياسية الأخري
التي قادت الحركة الوطنية المصرية إبان ثورة 1919 وأيضا مع قيام ثورة 1952 . وأطلق
عليه لقب أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية.
وقد
تخرج أحمد لطفي السيد من مدرسة الحقوق سنة 1894 م. وتعرف أثناء دراسته على الإمام
محمد عبده وتأثر بأفكاره.وكان يرى أن مصر يجب أن تكون ملكًا لأبنائها المصريين،
وأنهم هم أصحاب الحق في حكمها وتسيير شؤونها. وقد عبر عن هذه الأفكار في كتاباته ومقالاته،
وفي خطبه ومحاضراته، مما ساهم في انتشار شعار "مصر للمصريين" وتأصيله في
الفكر الوطني المصري. ويعتبر أحمد لطفي السيد أحد رواد حركة النهضة والتنوير في
مصر، وقد كان له دور كبير في نشر الوعي الوطني بين المصريين.
أهمية
شعار "مصر للمصريين":
- يعكس
الشعار روح الوطنية والانتماء لدى المصريين.
- يؤكد
على حق المصريين في تقرير مصيرهم وحكم بلادهم.
- يدعو
إلى الوحدة والتضامن بين المصريين.
- يستعمل
الشعار إلى اليوم كتعبير عن الوطنية المصرية.
وينبني
فكر أحمد لطفي السيد علي فكرة أن تاريخ مصر القديم أقدم من تاريخ العرب ويؤكد أن
المصريين ذوي جذور فرعونية وليسوا عربا بالمرة
ويري بعض المعترضين علي النزعة الوطنية المصرية
أن العلاقة بين الهوية المصرية القديمة والهوية العربية هي علاقة معقدة ومتشابكة،
ولا يمكن اختزالها في مقولة بسيطة مثل "المصريون ذوو جذور فرعونية وليسوا
عربًا بالمرة".
بينما
يري أصحاب النزعة الوطنية أن تاريخ مصر القديم يؤكد أن مصر تمتلك حضارة من أقدم الحضارات في التاريخ،
حيث تعود جذور الحضارة المصرية القديمة إلى آلاف السنين قبل ظهور العرب.وقد تطورت
هذه الحضارة على ضفاف نهر النيل، وبلغت ذروتها في عصر الفراعنة، الذين تركوا
آثارًا عظيمة تدل على عظمة هذه الحضارة.
بينما
يؤكد تاريخ العرب في مصر يرجع إلي فترة دخول العرب مصر في القرن السابع الميلادي، مع
الفتح الإسلامي فانتشرت اللغة العربية والثقافة العربية في مصر تدريجيًا. وقد
تفاعل العرب مع المصريين، وتزاوجوا معهم، واندمجوا في المجتمع المصري، مما أدى إلى
ظهور هوية مصرية عربية.
من
هنا نري أن الهوية المصرية هي هوية مركبة ومتعددة الأبعاد، فهي تشمل العناصر
الفرعونية والعربية والإسلامية والقبطية وغيرها.ورغم أن المصريون يعتزون بتاريخهم
الفرعوني العريق، ولكنهم أيضًا يعتزون بهويتهم العربية والإسلامية. انطلاقا من
نزعتهم الإيمانية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالدين الإسلامي كعقيدة وانتماء أيضا ،
ويمكن القول إن المصريين هم خليط من الشعوب والثقافات التي استوطنت مصر عبر
التاريخ.
الدراسات
الجينية:
وقد
أظهرت الدراسات الجينية الحديثة أن المصريين الحاليين ينحدرون من المصريين
القدماء، ولكنهم أيضًا يحملون جينات من شعوب أخرى، بما في ذلك العرب.وتؤكد هذه
الدراسات على أن الهوية المصرية هي هوية متغيرة ومتطورة، وأنها تشمل عناصر مختلفة.
خلاصة الأمر أنه لا يمكن إنكار أن المصريين لديهم جذور فرعونية عميقة،
ولكن لا يمكن أيضًا إنكار أنهم أصبحوا جزءًا من العالم العربي. وأن الهوية المصرية
هي هوية فريدة ومتنوعة، وهي نتاج تفاعل الحضارات والثقافات عبر التاريخ.
لذلك فإن القول بأن المصريين ذوي جذور فرعونية
وليسوا عربًا بالمرة هو تبسيط مخل للواقع المعقد.
حيث
انصهرت الحضارة الفرعونية المصرية الأقدم في حضارة العرب الأحدث وأصبحت العلاقة
بين الحضارة الفرعونية والحضارة العربية في مصر هي علاقة تفاعل وتأثير متبادل،
وليست علاقة انصهار كامل. والدلائل علي ذلك كثيرة منها : استمرارية
بعض العناصر الفرعونية ومنها اللغة القبطية فقد تطورت اللغة
القبطية من اللغة المصرية القديمة، واستمرت كلغة منطوقة ومكتوبة في مصر بعد الفتح
العربي الإسلامي ولا تزال اللغة القبطية
مستخدمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى يومنا هذا.
- وكذلك استمرت بعض عادات الزراعة والري واستمرت معها العديد من تقنيات الزراعة
والري التي طورها المصريون القدماء في العصر العربي.
- ولا
يزال نهر النيل يلعب دورًا حيويًا في الزراعة المصرية، كما كان يفعل في
العصر الفرعوني.وكذلك استمرت بعض العناصر الفنية والحرفية الفرعونية في
التأثير على الفنون والحرف المصرية في العصر العربي ويمكن رؤية ذلك في بعض
الزخارف والنقوش والأعمال الفنية.
بينما
تبلور تأثير الحضارة العربية حيث أصبحت اللغة العربية هي اللغة السائدة في مصر،
وحلت محل اللغة القبطية تدريجيًا. وأصبحت تعتبر اللغة العربية جزءًا أساسيًا من
الهوية المصرية الحديثة.ومع انتشار الديانة الإسلامية في شتي ربوع مصر مع دخول
الإسلام إلى مصر في القرن السابع الميلادي، وأصبح الدين الرئيسي في البلاد فقد أثر
الإسلام بشكل كبير على الثقافة والمجتمع المصري في مختلف مجالات العمارة
والفنون حيث أدخل العرب أنماطًا جديدة من العمارة والفنون إلى
مصر، مثل العمارة الإسلامية والفنون الزخرفية الإسلامية.
ويمكن القول إن الهوية المصرية الحديثة هي مزيج من الحضارتين
الفرعونية والعربية، بالإضافة إلى تأثيرات حضارات أخرى التي استطاعت حضارة
المصريين في مختلف العصور أن تهضمها وتصبغها بالصبغة المصرية القديمة والحديثة معا
.