الأربعاء، 11 يونيو 2025

هوامش متضادة حول الثقافة في مصر

 

هوامش متضادة حول الثقافة في مصر

·        وزير الثقافة فنان تشكيلي وأكاديمي ... هللنا وفرحنا يوم تعيينه . ورغم ذلك تنتكس الثقافة في عهده مع كل يوم بعد توليه أمر الثقافة نسمع ونري أخبارا محبطة عن إغلاق مزيد من المواقع الثقافية . وهو ما لم يحدث في عهود كل من سبقوه سواء كانوا فنانين أو إداريين .

·        إما لأن مبانيها تحتاج إلي ترميم أو لأن طواقم العمل بها قد انقرضت بفعل احالة الكثيرين إلي التقاعد أو الوفاة أو السفر والهجرة رضوخا لما قرره صندوق النقد الدولي من عدم تعيين عمالة جديدة بزعم أن الهيكل الوظيفي للدولة يعاني من التخمة والبطالة المقنعة .

·        في التربية والتعليم استعاضوا عن عجز المعلمين بالتعاقد مع الخريجين للعمل بالحصة وهو حل إصلاحي وليس علاجا جذريا ولكنه أسعف التعليم من الانهيار كليا . فلماذا لم تلجأ وزارة الثقافة لهذا الحل مؤقتا ؟

·        الوزير الفنان عين لواء من جهاز الرقابة رئيسا لقصور الثقافة وأبقي علي الزميل محمد ناصف نائبا له وللأسف يتحمل ناصف كل أوزار الاخطاء الإدارية وقرارات الغلق التي أنكروها رغم وجود مكاتبات لدي الفروع والأقاليم بغلق بعض المواقع توفيرا للإيجار .

الشاعر الوطني الكبير فاروق جويدة كعادته دائما تصدي للمشكلة وناقشها في جريدة الأهرام فكتب يقول :

 قصور الثقافة والمستقبل الغامض الأحد 12 من ذي الحجة 1446 هــ 8 يونيو 2025 السنة 149 العدد 50588 فاروق جويدة  ( هناك حكايات كثيرة تُروى الآن حول مستقبل قصور الثقافة التى تنتشر فى كل محافظات مصر، وكانت فى يوم من الأيام مراكز إبداع ووعى وثقافة، وفيها تخرج عدد من كبار الفنانين المصريين. بعض هذه القصور أُقيم فى قصور تاريخية، ويبلغ عدد القصور فى مصر نحو 500 قصر، وبعضها أُقيم فى أربعينيات القرن الماضي. وهناك 14 قصرًا مغلقة وتخضع لعمليات ترميم وتجديد. وهناك كلام كثير يدور الآن حول مستقبل قصور الثقافة: هل ستُعرض للبيع؟ أم يتغير نشاطها؟ أم تُجدد؟ ولم تُحسم حتى الآن قضية هذا العدد من القصور. ومنذ شهور كنت قد كتبت عن قصر ثقافة العقاد فى أسوان، وهو فى موقع فريد، وهناك اتجاه لبيعه وتحويله إلى فندق، ومازال المشروع محل دراسة. منذ أيام زار وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو قصر ثقافة الأقصر، واكتشف أن هناك عمليات تنقيب عن الآثار فى قلب القصر، وأُحيل المسئولون إلى النيابة. كانت قصور الثقافة فى مصر مراكز فنية تجمع المواهب، وتُقيم المعارض، وتُقدِّم المسرحيات، وقد قدمت للفن المصرى مواهب كثيرة. والمطلوب الآن الإبقاء على هذه القصور، وترشيدها، وتجديد نشاطها، لأنها مشروعات لا تُعوّض، وليس من المنطقى التفكير فى بيعها أو تأجيرها أو تغيير نشاطها، لأن ثقافة مصر أهم من الأموال التى يمكن جمعها من بيع هذه القصور. ينبغى ألا نفرط بسهولة فى مراكز الوعى والإبداع التى بقيت بين أيدينا، لأنها آخر ما بقى لنا من الفن الجميل.. كانت قصور الثقافة فى يوم من الايام تضىء محافظات مصر فنا وحضورا وإبداعا ليتها تعود كما كانت.

وقد أرسل لي الأخ الحبيب المستشار محمد الشيحة نص المقال السابق وأردف معقبا بقوله :

أستاذى الجليل قد تكون قرأت المقال للكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة ولكننى رأيت سعادتكم بين سطوره الباكية على زمن كنت أحد رموزه الكبار ويشهد لسعادتكم القاصى والدانى بذلك بارك الله فى عمرك وجزاكم خيرا على ماقدمت لوطنك من خير

فعقبت سريعا بالرد التالي وأعترف أنه استسلام العاجز عن الفعل الإيجابي حتي ولو كان بأضعف الإيمان فقلت :

 

معالي المستشار من كثرة ما يحيط بنا من هموم قتل الحزن الدفين فينا كل شعور جميل ووأد كل ذكري حلوة كنا نجترها بالحنين إليها فقد تحول كل ذلك إلي كابوس ثقيل طويل لا فكاك منه فكيف السبيل ولم يتبق شعاع أمل واحد

 

ولكنه بكل ما عرف عنه من دماثة  الخلق قال :

أوجعتني كلمات معاليكم وسنظل متشبثين بالأمل وأسأل الله عز وجل أن يطيل فى عمركم لتكحل عينيك بشعاع أمل تنقشع به الظلمة

ولأن حكومة الدكتور مصطفي مدبولي والتي لم توفق حتي الآن في التعامل مع ملف واحد من ملفات القضايا الوطنية اقتصادية كانت أو ثقافية أو اجتماعية أو حتي رياضية برغم أن تلك الحكومة ملزمة دستوريا بتنفيذ ما جاء ببرنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي الانتخابي فيما يتعلق بالثقافة باعتبارها القوة الناعمة التي تحافظ علي هوية المجتمع إلا أن الحكومة كما هو واضح لم تعط أي أولوية للثقافة علي أجندتها بل إن هذه الأجندة قد خلت تماما من أي خطة طويلة أو قصيرة الأمد لعلاج مشاكل الثقافة في هيئة قصور الثقافة التي تستفحل يوما بعد يوما حتي كاد الأمر بعد تعقده أن  يبلغ حد المستحيل ويبقي أن يعلن الأطباء أنها ( hopeless case)

 

 

 

الثلاثاء، 10 يونيو 2025

تأثير الكتابة بالعامية في السرد القصصي الحديث

 

تأثير الكتابة بالعامية في السرد القصصي الحديث

الكتابة حرفة تعتمد علي الامتلاك الجيد لأدوات الكتابة ومنها اللغة ؛

ولأن اللغة العربية لغة صعبة ودروبها ليست في متناول من لم يتعلم فنونها فقد لجأ بعض الكتاب المحدثين إلي أقحام العامية في كتاباتهم سواء كانت شعرا أم نثرا وهو ما رفضه ثقاة الكتابة في فنون الأدب المختلفة عندما وجدوا بعضا ممن لا يجيدون كتابة جملة عربية واحدة وكاملة بشكل صحيح ورغم ذلك نزلوا سوق الأدب ككتاب شعر أو قص أورواية حتي ولو استعانوا ببعض معارفهم ممن يجيدون التعامل مع اللغة في مراجعة وتصحيح ما يكتبون .

وولن العربي وووتتجه الكتابة السردية الحديثة خاصة في الرواية والقصة القصيرة تتجه بشكل متزايد نحو توظيف العامية أو اللهجات المحلية. هذا التوجه له تأثيرات كبيرة ومتنوعة على السرد القصصي بشكل إيجابي في نظر البعض ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

إضفاء الواقعية والمصداقية

  • تقريب الشخصيات من الواقع  باستخدام العامية في الحوارات وحتى في بعض أجزاء السرد يجعل الشخصيات تبدو أكثر واقعية وحياة. القارئ يشعر وكأن هذه الشخصيات تتحدث بلغته اليومية مما يزيد من تعاطفه وتفاعله معها.
  • عكس البيئة والمجتمع حيث تمنح العامية النص عمقًا ثقافيًا واجتماعيًا فريدًا. فهي تعكس تفاصيل دقيقة للبيئة التي تدور فيها الأحداث وتظهر جوانب من الحياة اليومية والعادات والتقاليد التي قد يصعب التعبير عنها بالفصحى بنفس القدر من الأصالة.
  • الوصول إلى شريحة أوسع من القراء فبما أن العامية هي اللغة التي يتحدثها غالبية الناس في حياتهم اليومية فإن استخدامها يزيل حاجز اللغة بين النص والقارئ مما يجعل العمل الأدبي أكثر سهولة في الفهم والوصول لشريحة أكبر من الجمهور.

تعزيز التعبير والعفوية

  • مرونة التعبير حيث تتيح العامية للكاتب مرونة أكبر في التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة عفوية وتلقائية بعيدًا عن قيود وقواعد الفصحى الصارمة أحيانًا. هذا يساعد على خلق نبرة أكثر حميمية وتأثيرًا.
  • القدرة على التعبير عن الفكاهة تمنح العامية الكاتب أدوات جديدة للفكاهة والسخرية، حيث يمكنه استخدام تعبيرات وعبارات شعبية تضيف بعدًا كوميديًا أو ساخرًا للنص.
  • نقل التفاصيل الدقيقة حيث تساعد العامية على إدراج التفاصيل الصغيرة في حياة الشخصيات بطريقة بسيطة ومباشرة مما يضيف عمقًا للوصف ويجعل القارئ يشعر بأنه يعيش التجربة.

التحديات المحتملة

على الرغم من المزايا، فهناك علي الجانب الآخربعض السلبيات والتحديات التي قد تنشأ عن استخدام العامية:

  • محدودية الانتشار فقد يواجه العمل المكتوب بالعامية صعوبة في الوصول إلى جمهور أوسع خارج النطاق الجغرافي للهجة المستخدمة مما يقلل من انتشاره وتأثيره على المستوى العربي الأوسع.
  • تحدي الفهم فقد يجد القارئ من منطقة جغرافية أخرى صعوبة في فهم بعض التعابير أو الكلمات العامية الخاصة بلهجة معينة، مما قد يؤثر على استيعابه للنص.
  • الخوف من ضعف اللغة فيرى بعض النقاد أن الإفراط في استخدام العامية قد يؤدي إلى إضعاف اللغة العربية الفصحى وتهميشها، خاصة في السياقات الأدبية الجادة.

التوازن بين الفصحى والعامية

العديد من الكتاب المعاصرين يختارون المزج بين الفصحى والعامية بطريقة ذكية. فغالبًا ما يستخدمون الفصحى في السرد والوصف، والعامية في الحوارات لإضفاء الواقعية والمصداقية على شخصياتهم. هذا التوازن يسمح للعمل الأدبي بالاستفادة من قوة وجمال الفصحى مع الحفاظ على حيوية وعفوية العامية.

الآثار السلبية للكتابة بالعامية في فنون الأدب المختلفة وخاصة المتصلة بالسرد :

مع أن استخدام العامية في السرد القصصي الحديث له جاذبيته في بعض الجوانب إلا أن له آثارًا سلبية واضحة خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالعمق الأدبي والانتشار والحفاظ على اللغة العربية الفصحى.  وأبرز هذه الآثار:

تحديات الانتشار والتلقي

  • محدودية الجمهور تكمن أكبر سلبية في أن العامية لهجة محلية أو إقليمية. فاستخدام لهجة معينة (مثل العامية المصرية، الشامية، الخليجية، أو المغربية) يحد من قدرة العمل الأدبي على الانتشار خارج نطرافها الجغرافية. القارئ من بلد آخر قد يجد صعوبة كبيرة في فهم بعض الكلمات أو التعبيرات مما يجعله ينفر من النص. هذا يؤثر سلبًا على عالمية النص الأدبي ويقلل من فرصه في الوصول إلى جمهور عربي أوسع.
  • الحاجة إلى الشروحات فتجاوز مشكلة الفهم، قد يضطر الكاتب أو الناشر إلى إضافة هوامش أو شروحات للكلمات العامية، مما يقطع تدفق القراءة ويثقل النص، ويفقد العمل الأدبي جزءًا من تلقائيته وسلاسته.
  • التأثير المخل على الترجمة عند ترجمة الأعمال المكتوبة بالعامية إلى لغات أجنبية تكون أكثر تعقيدًا. فالمترجم قد يجد صعوبة في نقل الفروق الدقيقة والمحملات الثقافية للعامية مما قد يؤدي إلى فقدان جزء كبير من جمالية النص الأصلي وقوته.

تأثيرها على جودة النص الأدبي واللغة الفصحى

  • فقدان الثراء اللغوي والبلاغي  اللغة العربية الفصحى تتميز بثراء مفرداتها، ودقة تعابيرها وقدرتها على التعبير عن المعاني العميقة والمجردة. العامية، بطبيعتها، تفتقر إلى هذا الثراء، مما قد يحد من قدرة الكاتب على التعبير عن أفكار معقدة أو مشاعر مركبة بنفس القدر من العمق والدقة. كما أنها لا تملك نفس المرونة البلاغية والجمالية للفصحى، التي تسمح بتنوع الأساليب والتراكيب اللغوية.
  • ضعف التماسك اللغوي حيث تفتقر العامية إلى قواعد نحوية وصرفية موحدة وثابتة كالتي تتمتع بها الفصحى. هذا الافتقار قد يؤدي إلى ضعف التماسك اللغوي في النص، ويجعل العمل أقل انضباطًا وقوة.
  • تهديد اللغة العربية الفصحى حيث يرى كثيرون من المدافعين عن اللغة العربية أن الإفراط في استخدام العامية في الأدب يمثل تهديدًا لمستقبل الفصحى خاصة وهي لغة القرآن الكريم . فإذا اعتاد القراء والكتّاب على العامية في الأعمال الأدبية، قد يقل اهتمامهم بالفصحى، مما يؤثر على تعليمها وتعلمها واستخدامها في مجالات الحياة المختلفة. هذا قد يؤدي إلى ضعف الأجيال الجديدة في لغتها الأم.
  • "الابتذال" و"السطحية": قد يرى بعض النقاد أن استخدام العامية في السرد يؤدي إلى "ابتذال" النص و"سطحيته"، حيث قد تفقد القيمة الفنية والأدبية التي يمكن أن يضيفها استخدام اللغة الفصحى. الحوارات العامية قد تخدم الواقعية، لكن السرد بالعامية قد يُفقد العمل عمقه الأدبي وجديته.

نقص المرجعية والتأصيل

  • عدم وجود مرجعية موحدة على عكس الفصحى التي لها معاجم وقواعد نحوية وصرفية راسخة، تفتقر العاميات إلى مرجعية موحدة. هذا يجعل الكتابة بها عرضة للاجتهادات الشخصية، وقد يؤدي إلى اختلاف في الهجاء والقواعد بين كاتب وآخر، مما يزيد من صعوبة القراءة والفهم.
  • فقدان الربط بالتراث لأن اللغة الفصحى هي لغة التراث العربي والإسلامي الضخم. الكتابة بالعامية تفصل العمل الأدبي عن هذا التراث الغني، وتحد من قدرة القارئ على فهمه والتفاعل معه.

باختصار، بينما تمنح العامية واقعية وعفوية، فإن استخدامها المفرط في فنون الأدب، وخاصة السرد، قد يحد من انتشار العمل، ويؤثر على جودته اللغوية والفنية، وقد يساهم في إضعاف مكانة اللغة العربية الفصحى.

 

ملف مجلة ( الثقافة الجديدة ) في ذكري مولد مصطفي الأسمر

 

ملف مجلة ( الثقافة الجديدة ) في ذكري مولد مصطفي الأسمر

أساء للمجلة ولم يضف جديدا

في العدد رقم 418 الصادر في يونيو 2025 تضمنت مجلة الثقافة الجديدة ملفا كبيرا عن الكاتب الدمياطي الراحل مصطفي الأسمر قدمه رئيس التحرير طارق الطاهر وأعده نجل الراحل الكبير أيمن مصطفي الأسمر وشارك بالكتابة فيه كتابا لهم جميعا كل الاحترام والتقدير وهم أيمن الأسمر وإبراهيم حمزة ومحمد سمير عبد السلام ومجدي القشاوي وناصر العزبي وآخرون للأسف منهم من كان صادقا مع نفسه فقرر أنه لم يعاصر مصطفي أو يعرفه عن قرب ومنهم من اعتذر أنه رغم معرفته به لم ينهل أو يتعلم منه بما يكفي؛

المدهش أن أيمن الأسمر النجل الأكبر للكاتب الراحل مصطفي الأسمر كنت بعد تخرجه من الجامعة قد عينته في قصر الثقافة من خلال مسابقة للتوظيف إكراما لوالده وأيضا لكفاءته في العمل علي الحاسب الآلي ثم آثر الانتقال إلي جامعة دمياط ندبا ثم نقل نهائيا إليها ولم أمانع في ذلك وقتها والمثير أيضا أنه حاول أن يقتدي بوالده فحاول الولوج إلي ميدان كتابة القصة لعله يرث مكانة أبيه وهو مالم يحدث فالموهبة قطعا لا تورث .

نأتي إلي الملف وما جاء به من شهادات بداية يستحق الأستاذ طارق الطاهر رئيس تحرير الثقافة الجديدة كل الشكر والتقدير علي فرد هذه المساحة إكراما لذكري مصطفي الأسمر وطارق كان في عصر الثقافة الذهبي أحد الأصدقاء القدامي الذين كنا نحرص علي دوام الاتصال بهم في مختلف الصفحات الأدبية والفنية بالصحف والمجلات وكان مداوما علي حضور كثير من الفعاليات الثقافية والفنية التي أقمناها في دمياط ولكني أعتب عليه هنا مهنيا في طريقة عرضه لهذا الملف فكيف تنشر شهادات لكتاب أفاضل قرروا في متن ما كتبوا أنهم للأسف لم يعاصروا مصطفي الأسمر ولم يتعرفوا عليه عن قرب فما جدوي شهاداتهم إذن ؛

 حفل الملف ببعض الأخطاء البسيطة ولكن وجب التنبيه إليها توثيقا للتاريخ فقد ذكر أيمن فيما كتب نقلا عن والده ( أصدر السيد حافظ بدوي وزير الشئون الاجتماعية قرارا وزاريا بدمجها ( أي جمعية رواد الأدبية) قسرا بجمعية رواد قصور الثقافة ولم تكتف الجمعية الجديدة باستلاب أموال الجمعية المدمجة بل استولوا علي اسمها أيضا ) وهذا الكلام مناف تماما للحقيقة ولما جري فقرار الدمج جاء بناء علي توصية جهات أمنية وسياسية لأمن الدولة والاتحاد الاشتراكي عندما اعتبروا أن جمعية رواد الأدبية قد انحرفت عن مسارها واتخذت منحي سياسي يساري ويومها تم إيقاف بعض أعضائها ورئيسها عن العمل في وظائفهم الأصلية كما وأن جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بدمياط كانت فرعا للجمعية المركزية الأم بالقاهرة والتي كانت تحمل اسم رواد قصر وبيوت الثقافة ليس نقلا ولا استلابا كما قال أيمن فيما قال كما وأن الجمعية الجديدة التي أشار إليها وهي جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بدمياط لم تسع ولم تكن مرحبة بدمج جمعية رواد الأدبية إطلاقا ولكنها أجبرت علي ذلك ولم تكن الجمعية الأخيرة تمتلك أي أموال ولا منقولات وكل ما آل منها كان عبارة عن سجلات العضوية والاشتراكات ومحاضر الاجتماعات الاسبوعية وقد تم تسليمها يومها للاتحاد الاقليمي للجمعيات برئاسة الحاج علي الحطاب رحمه الله وأنا هنا أقرر بما أعرف كرئيس لمجلس إدارة جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بدمياط في ذلك الوقت .

ويهمني هنا أن أنوه إلي أن علاقتي بمصطفي الأسمر بدأت منذ نقلي للعمل بمركز الثقافة والاستعلامات عام 1965 حيث أسند إلي أي مديره في ذلك الوقت أستاذنا سعد الدين عبد الرازق رحمه الله الإشراف علي المحاضرات والندوات ومنها الندوات المكتبية التي كانت تعقد أسبوعيا بالمكتبة للأدباء والمهتمين بالأدب وتوثقت هذه العلاقة مع مرور الأيام فاستضافني مرة في بيته مع الزملاء كامل الدابي ومحمد عبد الخالق وعمنا الحاج حامد سالم في إحدي ليالي رمضان كما وأنني كنت أحيانا أتردد بزيارته في معرضه في حضور بعض الكتاب ومنهم محمد ابو سعده والسيد الغواب ومحمد عبد الخالق وكامل الدابي والدكتور عيد صالح ورغم أنه رفض عدة مرات علي عدم الانضمام بالعضوية لنادي الأدب إلا أنه كان قاسما مشتركا في كل الفعاليات الثقافية وكنا نكلفه مع آخري بأعمال إشرافية في المؤتمرات الأدبية أو المهرجانات وأيضا كنا نكلفه بالعمل مع طواقم تحرير النشرات المطبوعة الصادرة عن القصر في مهرجانات نادي المسرح أو المؤتمرات الأدبية أو في الاحتفال السنوي بالعيد  القومي . وكان يرحب بذلك بل كان من المبادرين إلي المشاركة في هذه المناسبات .

في شهادات بعض الكتاب كتب صلاح عفيفي وهو لم يعاصر مصطفي ولا تعامل معه بالمرة مقررا               ( يستعيد دوره المهم في الحركة الأدبية قائلا رحمة الله تعالي علي أديبنا الكبير الغالي الأديب العربي ورائد الحركة الأدبية الحديثة في دمياط علي مدي عقود ازدهارها .) تشكر يا حاج صلاح ثم عاد وكرر ذلك مرة آخري عندما قال ( وكان رائد الحركة الأدبية في دمياط وكبير روادها منبع ينهل ويستفيد منه من عاصره من قرأ أو سمع عن أعماله ممن جاءوا بعده ) وهو هنا يشير ربما إلي نفسه فهو لم يعاصره وبالتالي لم ينهل من منبعه أو يستفيد منه فكيف له أن يقرر ما سبق ؟!!

أما الكاتب عزت الخضري فقد كان أكثر صدقا مع النفس عندما قال ( لم يسعدني الحظ بلقاء والتعرف شخصيا علي الأديب الراحل مصطفي الأسمر ولكنه تعرف عليه من خلال قراءة بعض ما كتب ..

ويقرر الكاتب الدسوقي البدحي في شهادته أنه ( لم يجمعني بالأديب القدير مصطفي الأسمر أي محفل ثقافي ولم أشاهده في قصر الثقافة إلا مرة واحدة يوم استضافة عبد الرحمن أبو عوف .فكيف بالله عليكم لمن لم يشاهدوه أو يعاصروه أو يتعرفوا عليه عن قرب أن يكتبوا شهاداتهم عنه ؟

نقطة غير مهمة جاءت في شهادة الكاتب سمير الفيل ( كان مصطفي الأسمر حذرا في تعامله مع الحكومة كونها تتسلط عليه بالقهر والنهب المنظم وفرض الإتاوات ) ويهمني هنا أن أقرر موقفا متناقضا وبشدة لبعض الكتاب ولست هنا أدافع عن الحكومة أو النظام ولكني أقرر في نهاية عمري ما عشته معهم فكثيرون منهم كانوا علي علاقة بالأمن بشكل أو بآخر ومصطفي نفسه كان يتباهي بعلاقة والده الحاج أحمد رحمه الله بالمحافظين وبالرئيس جمال عبد الناصر كيف إذن كما قال سمير يري في حكومات عبد  الناصر القهر والنهب وجباية الإتاوات ؟ بالمناسبة عندما تم دمج جمعية الرواد الأدبية في دمياط وانتهي الأمر بحلها رسميا تم إيفاف رئيسها عبد الرحمن عرنسة رحمه الله عن العمل وكان يعمل موجها عاما للصحافة المدرسية وتم إيقاف سمير الفيل ومحسن يونس وأحمد عجيبة رحمه الله عن العمل أيضا لأسباب أخري بتوجيه من أمن الدولة ,

وأحب أن أذكر الدكتور عيد صالح بأن الأستاذ سعد عبد الرازق عام 1964 كان مديرا لمركز الثقافة والاستعلامات وكانت الجامعة الشعبية قد انتهت قبل تعيينه في هذا المنصب كما وأن الرئييس جمال عبد  الناصر عندما زار دمياط لافتتاح مصنع الغزل والنسيج بها وطلب مقابلة الحاج أحمد الأسمر والد مصطفي بدمياط كان ذلك عام 1960  وليس 1958.

في نهاية المطاف يستحق الملف إجمالا التحية والتقدير علي ما تم به من جهد وأشيد بدور العاملين في الثقافة الجديدة التي شرفت بأنني كنت يوما نائبا لرئيس تحريرها في عصر الدكتور عبد المعطي شعراوي آخر رئيس للثقافة الجماهيرية وبداية عهد الراحل حسين مهران أول رئيس لهيئة قصور الثقافة .

 

 

 

 

السبت، 31 مايو 2025

جماعة الرواد الأدبية ولدت كفكرة نبيلة في دمياط وماتت علي أيدي أنصاف الأدباء

 

جماعة الرواد الأدبية ولدت كفكرة نبيلة في دمياط

وماتت علي أيدي أنصاف الأدباء

سمير الفيل كاتب متعدد المواهب التي منحه الله إياها فقد بدأ بكتابة الشعر العامي ثم كتب الأغاني للعديد من المسرحيات ثم تحول كليا إلي كتابة القصة القصيرة وقد تميز بسرعة الإنجاز إذا ما طلب إليه كتابة شيء ما علاوة علي أنه غزير الإنتاج ولكن من أبدع ما قام به في مجال الكتابة تلك اللقاءات الصحفية التي عقدها وهو في السعودية حين التحق بالكتابة في صحيفة سعودية في الدمام ومن ثم استمر في عقدها بعد عودته من الإعارة فكتب لقاءات عديدة مهمة مع كتاب كبار وبرع أيضا في كتابة النقد ومن أمتع اللقاءات التي عقدها ذلك اللقاء الذى عقده مع الزميل الراحل كامل الدابي والذى لخص فيه التجربة الأدبية في دمياط علي مدار أربعين عاما أو يزيد ؛

والدابي الذى أدار مكتبة قصر الثقافة في عصرها الذهبي زمنا طويلا شارك فيه في خلق جو أدبي صحي سمح لكثير من المواهب بالتواجد والنمو في جو صحي علي منضدة الرواد الأدبية التي كان الدابي ورفاقه حريصون علي استمرار لقاءاتها الأسبوعية كل يوم اثنين تحت مسمي ندورة مكتبية وقد ساعد هذا المناخ علي خلق فكرة جماعة الرواد الأدبية لتري النور علي يديه في أواخر الستينيات وظلت ردحا طويلا من الزمن برعايته واخلاصه لها وحرصه علي استمرارها وبدعم ورعاية بالطبع من قيادات الثقافة المتعاقبة في دمياط بدءا من كمال القناوي والعدل وسعد عبد الرازق والعبد لله ؛

جماعة الرواد الأدبية ثم نادي الأدب بجمعية رواد قصر الثقافة بدمياط خرج من عباءتهما كثير من المبدعين المتحققين في شتي صنوف الأدب وتكونت علي منضدتها أجيال فذة عرفت في دمياط وعلي مستوي مصر كلها قبل كثير من غيرها من المحافظات الأخري بل لا أبالغ إذا قلت أنها كانت نموذجا يحتذى ومحفزا لكثير من الحركات الادبية الأخري التي تكونت فيما بعد في كثير من المحافظات ؛

كنت خلال فترة إدارتي للعمل بفرع ثقافة دمياط في مختلف اللقاءات والمناسبات أتباهي وأردد بأننا في دمياط نملك حركة أدبية عملاقة ورائدة نتميز بها عن غيرنا ولم نكن نملك رموزا أدبية متفردة أما في بعض المحافظات الأخري فقد كانت تملك قامات أدبية فردية التف من حولها بعض الحركات الأدبية والتي كانت في الأغلب الأعم مرتبطة بشخصيات تلك القامات زالت بزوالهم بينما استمرت حركة دمياط الأدبية ردحا طويلا من الزمن تفرز مبدعيها جيلا بعد جيلا وقدمت للأدب والفن من دمياط لمصر رموزا كثيرة منهم يسري الجندي ومحمد كمال  ومحمد السلاموني ومحمد النبوي سلامة وبشير الديك ومجدي الجلاد ومحمد الشربيني  وعبد المنعم عبد الحميد وسمير الفيل ومصطفي الأسمر وغيرهم ؛

أعود إلي حوار سمير الفيل مع الراحل الكاتب والشاعر كامل الدابي كشاهد  علي العصر وعلي التجربة أؤكد أن وفد الأدباء الذى شارك في احتفالات بورسعيد بعيدها القومي عام 1974  ككل عام كان موفدا من قبل مديرية الثقافة بدمياط وكان الوفد برئاسة كامل الدابي بتكليف شخصي مني كمدير للمديرية وكما قال الدابي حدثت بعض الاضطرابات في بورسعيد قبل بداية الاحتفالات وعرض مسرحية النديم التي كتبها السلاموني ابن دمياط وكان ما يزال يعمل معلما للفلسفة بدمياط  وبتصرف أمني عشوائي تم القبض علي من طالته أيدي أمن بورسعيد في مسرح قصر الثقافة من الأدباء والفنانين وحتي المذيعين الموفدين من الأذاعة وكبار الموظفين الموفدين من الثقافة الجماهيرية لمشاركة بورسعيد في عيدها وكان منهم الزميل عزت كريم مدير الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية وسعيد محمد سعيد وكان من الزملاء الكبار في الجهاز وكان كفيفا ولكنه لم يسلم من الاعتقال وسيق بالجميع الي سجن الزقازيق وعاد كامل الدابي إلي دمياط ومارس عمله بشكل اعتيادي في المكتبة بقصر الثقافة حتي قام رجال أمن الدولة بتفتيش منزل السلاموني وصادروا كثيرا من المطبوعات الثقافية كمجلة الفكر والكاتب والطليعة وغيرها ثم بعد يومين قاموا باعتقال كامل الدابي من مكتبه بالقصر واقتيد إلي جهة غير معلومة وظل لثلاثة أيام لا نعلم عنه شيئا وعندما حاولت استيضاح الموقف من العميد إبراهيم الشيخ رحمه الله وكان مفتشا لأمن الدولة بدمياط أكد لي أنه متحفظ عليه لسؤاله كشاهد في القضية ولم يوجه له أي اتهام والا ما كان خرج من السجن مثل السلاموني ومجيد سكرانة وغيرهم من المتهمين في القضية .

نأتي وبسرعة إلي النهاية التي آلت إليها فكرة الرواد الأدبية فبعد دمج جمعية الرواد الأدبية بدمياط في جمعية رواد قصر وبيوت ا لثقافة بدمياط انتهي كيانها قانونا نهائيا ولكن الفكرة ظلت حية في قلوب وعقول كل من انتمي إليها زمنا طويلا إلي أن رحل كثير من الرواد الطليعيين أو تنحت القيادات التقليدية للحركة الأدبية عن الصفوف الأولي واختارت العزلة والاعتكاف بعد النكسة وبعد المطاردات الأمنية العديدة طلبا للسلامة وتربية الأولاد وتولي القيادة من بعدهم بعض من الهواة الصاعدين والذين تربوا علي منضدة الرواد أو ممن جندهم الأمن ودفع بهم ليكونوا عيونا موالية تضمن لهم مددا من المعلومات التي تساعد علي حماية النظام في مختلف المراحل من وجهة نظر القائمين علي هذه الأمور وهذا رصده الدابي في حواره مع سمير الفيل  . ومن هنا تراجعت الموهبة لحساب الصنعة والارتزاق بشكل أو بآخر ولهذا حديث آخر ربما يأتي .

 

الجمعة، 30 مايو 2025

تناقضات الحكومة مع برنامج الرئيس الانتخابي

 

تناقضات الحكومة مع برنامج الرئيس الانتخابي

في البرنامج الانتخابي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وخاصة في دورته الأخيرة (الانتخابات الرئاسية 2024) استهدف البرنامج إلى التركيز على بناء الإنسان المصري بشكل شامل، واعتبر الثقافة جزءًا أساسيًا من هذا البناء. ولخص محاور الثقافة في البرنامج الانتخابي والرؤية العامة للدولة في هذا المجال في النقاط التالية:

1-    بناء الإنسان المصري وتعزيز الهوية الوطنية:

  • تعتبر الثقافة ركيزة أساسية في بناء الإنسان المصري وتعزيز هويته الوطنية الوسطية المعتدلة، ومواجهة أي أفكار متطرفة.
  • يهدف البرنامج إلى خلق أجيال تتمتع بالثقافة وتحافظ على القيم والأخلاق والمبادئ، بالتعاون مع مؤسسات الأزهر والكنيسة والأوقاف.

2-    تعزيز دور المؤسسات الثقافية والعدالة الثقافية:

  • تفعيل دور المؤسسات الثقافية مثل قصور الثقافة، المسرح، والسينما، ودار الأوبرا المصرية.
  • تقديم عروض مسرحية وموسيقية متنوعة في مختلف المحافظات لتحقيق العدالة الثقافية وتوسيع نطاق الوصول للجمهور.
  • تطوير وإحلال وتجديد المنشآت الثقافية القائمة، وإدراج منشآت جديدة ضمن الخدمة الثقافية.

3-    تنمية الموهوبين والمبدعين:

  • دعم ورعاية المواهب الشابة والنابغين في مختلف المجالات الثقافية والفنية.
  • خلق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.

4-    . حماية وتعزيز التراث الثقافي:

  • الحفاظ على التراث الثقافي المصري من خلال تطوير المواقع الأثرية، وإنشاء المتاحف في مختلف المحافظات.
  • توثيق المنجزات الثقافية وتكريم القامات الوطنية لتعزيز حضور الرموز الثقافية في الوعي العام.

5-    تنمية الصناعات الثقافية:

  • دعم وتطوير الصناعات الثقافية، لما لها من دور في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل.

·         الريادة الثقافية (قوة مصر الناعمة ( تعزيز مكانة مصر الثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتجسيد دورها الرائد في دعم الحوار الحضاري والتعايش الإنساني.

6-    محاور المبادرات الرئاسية:

  • تتكامل هذه الأهداف مع مبادرات رئاسية مثل مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، والتي ترتكز على محاور أساسية من بينها الثقافة، إلى جانب التعليم والصحة والرياضة والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.

بشكل عام، تعكس الرؤية الثقافية في البرنامج الانتخابي الأخير للرئيس السيسي اهتمامًا ببناء جيل جديد يتمتع بوعي ثقافي عميق، ويساهم في الحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة، مع الانفتاح على الإبداع والابتكار والتواصل مع الثقافات الأخرى   فهل يا تري التزمت الحكومة ووزراؤها المختلفون بهذا البرنامج وعملوا علي تنفيذه أو علي الأقل وضع الخطط العلمية لتحقيق أهدافه علي كافة الأصعدة ؟!!!

الملاحظ العكس فكثير من قصور الثقافة في كثير من المحافظات وفي كثير من المدن متعثرة أو متوقفة تماما عن القيام بدورها وفي إطارها تهدر ميزانيات طائلة سنويا في برامج محدودة القيمة ومحدودة العائد الجماهيري بما يتفق مع البرنامج الرئاسي بل لا أبالغ لو قلت أن الحكومة تعمل في عكس الاتجاه ووفق سياسات عشوائية غير مخططة بعيدا تماما عما استهدفه الرئيس في برنامجه الانتخابي

فبينما تم علاج مشاكل تآكل العمالة والكوادر بسبب ضغوط صندوق  النقد في كثير من الهيئات والمؤسسات الحكومية نجد العكس تماما في قصور الثقافة فكل من خرج للمعاش أو استقال أو توفاه الله لم يتم تعويضه بأي شكل وهذا الانصياع لسياسة صندوق النقد الدولي بوقف التعيينات فيه أهدار كامل لكل مقدرات الدولة ومؤسساتها خاصة في قصور الثقافة وأمام الجميع تجربة هيئة البريد في تعويض نقص العمالة عن طريق انشاء شركات تابعة تتعاقد مع شباب الخريجين من خلال مسابقات ساهمت في سد جزء كبير من عجز العمالة مع وضع خطط لتدريب العاملين الجديد علي القيام بمهامهم الوظيفية بشكل متقدم .

ويكفي هنا أن أضرب مثالا حيا واحدا قصر ثقافة دمياط المغلق منذ أكثر من 15 عاما والذى وضعت خطة لتطويره وبدئ في تنفيذها منذ أكثر من ستة أعوام ثم خرجت الأمور عن السيطرة باستحداث الكثير من الأعمال التي لم تكن مدرجة في تلك الخطة بشكل عشوائي ثم عجزت الوزارة عن تمويل المشروع وتم وقفه إلي ميسرة ، فهل تم محاسبة واضعوا الخطة وبرنامج التطوير ؟ وهل تم محاسبة من استحدث وأضاف أعمالا لم تكن مدرجة في تلك الخطة ؟ طبعا لا ولكن ما تم الآن هو توقف المشروع وترك المبني بعد كل ما تم فيه من أعمال لعوامل التعرية من مطر وشمس ورياح لتجهز علي ما تبقي من المبني ويتم إهدار أكثر من 150 مليون جنيه تم إنفاقها فيما لا عائد من ورائه

 

الأربعاء، 7 مايو 2025

لماذا الإصرار علي تهميش عيد دمياط القومي لماذا ؟

 

لماذا الإصرار علي تهميش عيد دمياط القومي لماذا ؟

في 19 فبراير  سنة 2019 برعاية السيدة منال عوض محافظ دمياط ترأس الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية بروما، الاحتفال بمناسبة مرور 800 عام على لقاء القديس فرنسيس الأسيزي مع الملك الكامل الأيوبي بدمياط، بصفته مبعوثًا خاصًا لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في منطقة اللسان برأس البر برعاية محافظ دمياط في ذكري مرور 800 عام علي هذا اللقاء ؛

وأشارت المحافظ يومها في كلمتها إلي أن هذا القديس كان يدعو للمحبة والسلام واكتشفنا أن دراساتنا لتاريخ الحملات الصليبية علي مصر كانت خاطئة فكانت تلك الحملات تأتي لنشر السلام وليس للاحتلال والقتل ونهب الثروات ؛

وبالتالي تعمد الجميع بعد هذا العام تهميش الاحتفال بعيد دمياط القومي الذى ظل منذ الستينيات يمجد هذا التاريخ باعتباره تاريخ جلاء آخر جنود حملة لويس التاسع التي كانت تحتل أرض دمياط في 8 مايو 1250 م ؛ فلا المحافظة أعدت برنامجا للاحتفال بهذه المناسبة كما كان يجري في الأعوام السابقة ولا المصالح والهيئات التنفيذية شاركت بشكل إيجابي في الاحتفال بتلك المناسبة ولا الإعلام مقروءا ومسموعا ومرئيا شارك شعب دمياط في الاحتفال بهذه المناسبة ككل عام .

بداية لا يعني اختيار هذا التاريخ وهذه المناسبة تحديدا كعيد قومي لمحافظة دمياط ليس عداء للمسيحية فالمسيحية كدين بريئة من الأطماع التوسعبة والاستعمارية التي كانت هدفا لتلك الحملات العسكرية التي وجهت لمصر عبر ميناء دمياط ولكن هذه الأطماع التوسعية لدول أوربية شاركت في تلك الحملات رفعت الصليب شعارا لها لتبرير العدوان والاحتلال

واختيار 8 مايو عيدا قوميا لدمياط  كان منذ الستينيات حيث يوافق الثامن من مايو من كل عام. تحتفل محافظة دمياط في هذا التاريخ بذكرى انتصار أهلها على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا عام 1250م. حيث تمكن أهالي دمياط في هذا العام ومعهم باقي المصريين، من إلحاق هزيمة قاسية بالصليبيين وإجبارهم على الجلاء عن البلاد. وقد تجسدت شجاعة وبسالة أهالي دمياط في مقاومتهم المستميتة للغزاة، والتي أدت في النهاية إلى أسر الملك لويس التاسع نفسه. ويُعد هذا العيد مناسبة وطنية هامة لأهالي دمياط، حيث يتم إحياء ذكرى هذا الانتصار العظيم وتضحيات الأجداد. كما يشهد هذا اليوم عادةً افتتاح العديد من المشروعات التنموية والخدمية في المحافظة احتفالًا بهذه المناسبة.

والمعروف تاريخيا أن لويس التاسع قد هزم في معركة المنصورة التي وقعت في مصر عام 1250م.وقد تم أسره وسجنه في دار بن لقمان في المنصورة ثم تم الإفراج عنه بعد أن وافق على شروط المصريين التي تضمنت:

  • تسليم مدينة دمياط التي كان قد استولى عليها في بداية حملته.
  • دفع فدية كبيرة قدرها 400 ألف دينار مصري تعويضًا عن الأضرار التي ألحقها بمصر. وقد دفع نصف المبلغ على الفور ووعد بدفع الباقي لاحقًا في عكا.
  • التعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى.

وهكذا، تم إطلاق سراح لويس التاسع في 8 مايو 1250م وغادر مصردمياط مع باقي قواته المدحورة  متوجهًا إلى عكا.

ولا يوجد أي دليل تاريخي يشير إلى أن الملك الكامل الأيوبي التقى بممثل للبابا فرنسيس الاسيزي  في رأس البر. ولكن ربما تم هذا اللقاء قبل الحملة الفرنسية وليس بعدها لأن المعروف أن الملك الكامل قد توفي عام 1238 م بينما الحملة ونهايتها كانت عام 1250 م والقديس فرنسيس الأسيزي زار السلطان الكامل في مصر عام 1219 م خلال الحملة الصليبية الخامسة وقيل أن الزيارة كانت بهدف السلام والحوار بين الأديان ولكن هذا السلام المزعوم قد انهار بعد ذلك في الحملة السادسة والسابعة إلي أن هزم لويس التاسع ودفع الفدية وتم جلاء فلول قواته عن أرض دمياط يوم الثامن من مايو عام 1250 م ليضع نهاية لتلك الحملات الاستعمارية البغيضة .

فهل يمكن مهما طالت الأيام أن يتغير التاريخ وتعدل الأحداث لأغراض سياسية قاصرة بالطبع لا وسواء احتفلت المحافظة كسلطة تنفييذية بهذه المناسبة أم لم تحتفل فسيظل هذا التاريخ رمزا لانتصار الشعب المصري علي المحتلين من أوربا أو غيرها الطامعين في الأرض والثروة وجدير بالذكر أن الجيش المصري عبر تاريخه الطويل يفخر بانضمام بعض  الجنود والقادة من المسيحيين المصريين الذين ينتمون لتراب هذا الوطن ويضحون في سبيله دوما مع إخوتهم من المسلمين المصريين وامتزجت دماء الجميع مسلمين ومسيحيين من أبناء مصر في جميع حروبها دفاعا عن كرامة وحرية واستقلال الوطن

 

السبت، 22 مارس 2025

دور الإمارات المحير في المنطقة العربية ؟

 

دور الإمارات المحير في المنطقة العربية ؟

 

 

أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل في عام 2020 وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً في العالم العربي، حيث رأى البعض أنها خيانة للقضية الفلسطينية، بينما رأى البعض الآخر أنها خطوة نحو السلام والاستقرار في المنطقة. بينما يري آخرون أن الإمارات في محاولة منها للهروب من الفك الإيراني تقع بين فكي الذئب الإسرائيلي ويعتقد البعض أن المال المتضخم بين أيدي بعض الأمراء يسعون به لاكتساب دور دولي متعاظم في المنطقة وفي السياسة الدولية بوجه عام بصرف النظر عما إذا كان هذا الدور يتناسب مع حجم دويلاتهم الجغرافي والسياسي والعسكري وقبل كل ذلك مع حجمها السياسي .

وبعيدا عن وجهة النظر السياسية للنظم الحاكمة التي قد تخفي حقيقة تقييمها للمواقف تبعا لمصالحها السياسية والاقتصادية نري أن الإمارات هي الذراع النشطة التي تلعب دور مخلب القط للعدو الصهيوني في المنطقة ، وبديهي أن يري البعض أن الإمارات العربية المتحدة دولة ذات سيادة، ومن حقها إقامة علاقات دبلوماسية مع أي دولة أخرى. وقد أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020، بموجب اتفاقيات ثنائية لم يعلن عن تفاصيلها بعد . وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعا في العالم العربي، ولا يوجد دليل على أن الإمارات العربية المتحدة هي "ذراع نشطة ومخلب قط" لإسرائيل. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة في المنطقة، مثل احتواء إيران ومكافحة أنشطتها الإرهابية .

الدور الإماراتي في بناء سد النهضة

ورغم جلاء ووضوح الأضرار الواقعة علي كل من مصر والسودان من جراء بناء سد النهضة الأثيوبي إلا أن الدور الإماراتي في بناء سد النهضة الإثيوبي موقف شديد الغرابة ومثير لكل ألوان الحيرة فهل من صالح الإمارات سياسيا واقتصاديا المساس بأن كلا من الأشقاء في مصر والسودان ومعروف سلفا أن الإمارات من أهم الداعمين لبناء هذا السد مما أثار جدلاً واسعًا

  • الدعم الإماراتي  المالي والاستثماري:

 

    • قدمت الإمارات دعمًا ماليًا كبيرًا لإثيوبيا، حيث ضخت مليارات الدولارات في مشاريع استثمارية، بما في ذلك دعم للبنك المركزي الإثيوبي.
    • يرى البعض أن هذا الدعم المالي ساهم بشكل غير مباشر في تمويل بناء سد النهضة.

 

  • الوساطة والمفاوضات:
    • حاولت الإمارات لعب دور الوساطة بين مصر وإثيوبيا والسودان للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة.
    • لكن هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن.

 

  • المصالح الإقليمية:
    • تسعى الإمارات إلى تعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، ولها مصالح اقتصادية واستراتيجية في إثيوبيا.
    • يرى البعض أن هذه المصالح الإقليمية قد تكون لها تأثير على موقف الإمارات من قضية سد النهضة.
  • موقف الإمارات الرسمي:
    • تحاول الإمارات الحفاظ على موقف حيادي ظاهريًا، وتدعو إلى حل الأزمة عبر المفاوضات.
    • لكن هناك من ينتقد هذا الموقف، ويرى أنه لا يعكس دعمًا كافيًا للموقف المصري والسوداني.

خلاصة القول، الدور الإماراتي في قضية سد النهضة معقد ومتشابك، ويتأثر بمصالحها الإقليمية وعلاقاتها مع مختلف الأطراف.

الدور الإماراتي في تخريب ليبيا واغتيال القذافي

يُزعم أن الإمارات العربية المتحدة لعبت دورًا في الصراع الليبي، بما في ذلك خلال فترة حكم معمر القذافي وما بعدها. ومع ذلك، فإن طبيعة هذا الدور ومدى تأثيره لا يزالان موضع نقاش وجدل.

مزاعم الدور الإماراتي في ليبيا:

  • دعم قوات خليفة حفتر: يُزعم أن الإمارات العربية المتحدة قدمت دعمًا عسكريًا وماليًا لقوات خليفة حفتر في شرق ليبيا. يشمل هذا الدعم مزاعم بتوفير طائرات بدون طيار ومركبات عسكرية أخرى، بالإضافة إلى مساعدات مالية.
  • التدخل السياسي: يُزعم أن الإمارات العربية المتحدة سعت إلى التأثير على المشهد السياسي الليبي من خلال دعم بعض الأطراف على حساب أطراف أخرى.
  • مزاعم بشأن اغتيال القذافي: لا توجد أدلة قاطعة تربط الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر باغتيال معمر القذافي. ومع ذلك، فإن دعم الإمارات العربية المتحدة للتدخل العسكري في ليبيا قد يكون ساهم في الظروف التي أدت إلى الإطاحة بالقذافي ومقتله.

موقف الإمارات العربية المتحدة:

  • تنفي الإمارات العربية المتحدة أي تدخل مباشر في ليبيا، وتؤكد أنها تدعم الحل السياسي للأزمة الليبية.
  • تؤكد الإمارات العربية المتحدة أنها تدعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

الجدل الدائر:

  • يرى البعض أن تدخل الإمارات العربية المتحدة في ليبيا كان يهدف إلى منع صعود الإسلاميين المتطرفين في المنطقة.
  • ويرى البعض الآخر أن تدخل الإمارات العربية المتحدة كان يهدف إلى تعزيز نفوذها في ليبيا والمنطقة.

من المهم ملاحظة أن الوضع في ليبيا معقد، وأن هناك العديد من الجهات الفاعلة المحلية والدولية التي لها مصالح في البلاد.

الدور الإماراتي في دعم مليشيات الدعم السريع في السودان

تُثار مزاعم كثيرة حول دعم الإمارات العربية المتحدة لقوات الدعم السريع في السودان، وذلك في ظل الصراع الدائر بينها وبين الجيش السوداني. وتتضمن هذه المزاعم عدة جوانب:

  • الدعم العسكري:
    • تتحدث تقارير عن تزويد الإمارات لقوات الدعم السريع بالأسلحة والذخائر، بما في ذلك طائرات بدون طيار ومركبات عسكرية.
    • تُشير بعض المصادر إلى استخدام الإمارات لممرات جوية عبر دول مجاورة لإيصال الدعم العسكري إلى قوات الدعم السريع.
  • الدعم المالي:
    • تُتهم الإمارات بتقديم دعم مالي كبير لقوات الدعم السريع، مما يمكنها من تجنيد المقاتلين وشراء الأسلحة.
    • كما يتم الحديث عن قيام شركة "كالوتي"، التي تدير مصفاة للذهب وتتخذ من الإمارات مقراً لها، باستيراد ذهب السودان الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، مما يعتبر دعما ماليا كبيرا.
  • الدعم السياسي:
    • يتردد بقوة أن الإمارات تسعى إلى التأثير على مسار الصراع في السودان من خلال دعم قوات الدعم السريع، بهدف تحقيق مصالحها الإقليمية.
    • ويرى البعض أن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع، في سبيل القضاء على تيارات الإسلام السياسي في السودان.

موقف الإمارات العربية المتحدة:

  • تنفي الإمارات العربية المتحدة أي تدخل في الصراع السوداني، وتؤكد أنها تدعم الحل السياسي للأزمة.
  • تدعو الإمارات إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. فكيف ذلك وهي تمد قوات الدعم السريع باستمرار بالسلاح والمسيرات وتعوضهم خسائرهم في ا لمعدات والذخيرة ؟

الجدل الدائر يرى أن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع يهدف إلى منع صعود الإسلاميين في السودان والحفاظ على الاستقرار في المنطقة. بينما يرى آخرون أن هذا الدعم يزيد من حدة الصراع ويعمق الأزمة الإنسانية في البلاد.

من المهم ملاحظة أن الوضع في السودان معقد، وأن هناك العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي لها مصالح في البلاد.

 

الدور الإماراتي في إسقاط النظام السوري

لعبت الإمارات العربية المتحدة دورًا معقدًا ومتغيرًا في الأزمة السورية، ويمكن تقسيم هذا الدور إلى مرحلتين رئيسيتين:

المرحلة الأولى: دعم المعارضة السورية (2011-2018)

  • في بداية الأزمة، دعمت الإمارات العربية المتحدة المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد.
  • قدمت الإمارات العربية المتحدة مساعدات مالية وإنسانية للمعارضة السورية، كما دعمت بعض الفصائل العسكرية المعارضة.
  • كانت الإمارات العربية المتحدة جزءًا من التحالف الدولي الذي شن غارات جوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا.

المرحلة الثانية: إعادة العلاقات مع نظام الأسد (2018-حتى الآن)

  • بدأت الإمارات العربية المتحدة في إعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد في عام 2018.
  • أعادت الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق في عام 2018.
  • قدمت الإمارات العربية المتحدة مساعدات مالية وإنسانية للنظام السوري.
  • تدعو الإمارات العربية المتحدة إلى حل سياسي للأزمة السورية، وتؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.

تحليلات الدور الإماراتي من خلال بحث دوافع المرحلة الأولى:

o        تعتبر بعض التحليلات أن دعم الإمارات العربية المتحدة للمعارضة السورية في بداية الأزمة كان يهدف إلى الحد من نفوذ إيران في المنطقة.

o        يرى البعض الآخر أن الإمارات العربية المتحدة كانت تسعى إلى دعم التحول الديمقراطي في سوريا.

·         دوافع المرحلة الثانية:

o        يرى محللون أن إعادة العلاقات مع نظام الأسد تهدف إلى الحد من النفوذ التركي والإيراني في سوريا.

o        يعتقد أخرون أن الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، وتعتبر أن نظام الأسد هو الخيار الأفضل لتحقيق ذلك.

o        كما أن الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى أن تلعب دوراً في إعادة إعمار سوريا.

  • الدور الإماراتي في الأزمة السورية كان جزءًا من ديناميكية إقليمية معقدة، حيث تدخلت العديد من الدول الأخرى في الصراع.
  • تعتبر السياسة الإماراتية في سوريا جزء من رؤيتها الاستراتيجية في المنطقة.