السبت، 27 أبريل 2013

لا تعلم أولادك !



لا تعلم أولادك !
كتبها محمد عبد المنعم إبراهيم ، في 5 أغسطس 2010 الساعة: 14:34 م

 
 قرأت أن رجلا تقدم لشركة مايكروسوفت العالمية للعمل بوظيفة - فراش - وبعد إجراء المقابلة والاختبار الذى كان تنظيف أرضية المكتب حيث أدى العمل في سرعة وإتقان  أخبره مدير التوظيف بأنه قد نجح وتمت الموافقة علي تعيينه وسيتم إرسال قائمة بالمهام وتاريخ مباشرة العمل عبر البريد الإلكتروني. هنا أجاب الرجل: ولكنني لا أملك جهاز كمبيوتر ولا املك بريدا  إلكترونيا
رد عليه المدير ( باستغراب ) : من لا يملك بريدا إلكترونيا فهو غير موجود أصلا ومن لا وجود له فلا يحق له العمل. فأحبط الرجل وخرج وهو فاقد الأمل في الحصول على وظيفة، ولأنه يحتاج إلي المال لكي يعيش ففكر كثيراً ماذا عساه أن يفعل وهو لا يملك سوى 10 دولارات فقط. وبعد تفكير عميق ذهب الرجل إلى محل الخضار وقام بشراء صندوق من الطماطم ثم اخذ يتنقل في الأحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم. فكانت تجربة ناجحة حيث باع الصندوق وحقق فائضا لا بأس به حيث نجح في مضاعفة رأس المال وكرر نفس العملية عدة مرات إلى أن عاد إلى منزله في نفس اليوم وهو يحمل 60 دولار من الدولارات العشرة .  
أدرك الرجل بان يمكنه العيش بهذه الطريقة فاخذ يقوم بنفس العمل يوميا يخرج في الصباح الباكر ويرجع ليلا ، أرباح الرجل بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة وتحسنت الأوضاع فقام بشراء شاحنة حتى أصبح لدية أسطول من الشاحنات لتوصيل الطلبات للزبائن في منازلهم . وبعد خمس سنوات أصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية في الولايات المتحدة ومن كثرة ما عاني فكر في توفير نوع من الضمان لمستقبل أسرته ففكر الرجل في شراء بوليصة تأمين على الحياة فاتصل بأكبر شركات التأمين وبعد مفاوضات استقر رأيه على بوليصة تناسبه فطلب منه موظف شركة التأمين أن يعطيه بريده الإلكتروني!!  
أجاب الرجل: ولكنني لا املك بريد إلكتروني! 
رد عليه الموظف (باستغراب) : لا تملك بريداً إلكترونيا ونجحت ببناء هذه الإمبراطورية الضخمة!!  
تخيل لو أن لديك بريداً إلكترونيا! فأين ستكون اليوم؟أجاب الرجل بعد تفكير:” لو كان لدي بريد الكتروني لكنت الآن مجرد فرّاش في شركة مايكروسوفت ‘  
هذا النموذج موجود بيننا بكثرة وما كنت بحاجة إلي استيراد نموذج أمريكي لكي أوصل الفكرة التي أريدها فقد كان من بين زملاء الدراسة من تنبأ له المدرسين بالفشل في الحياة لإهماله المذاكرة وعمل الواجب كما تنبئوا للمجتهدين بمستقبل مشرق وتأتي الحياة علي غير ما تنبئوا فبعض من فشل في دراسته نجح في حياته العملية وصار من كبار رجال الأعمال الآن يبدل السيارات ويبدل العمارات والسكن بل ويبدل النساء أيضا وبعض من تفوقوا في دراساتهم صاروا اليوم مجرد موظفين ينتظرون المرتب في نهاية كل شهر وربما لا يحصلون عليه لأن الصندوق خاو من السيولة رغم أن أمينه شهبندر التجار .  
ومن عجائب المقادير أن ترى في زملائك بالأمس من كانوا يلجئون إليك لكي تشرح لهم ما غمض عليهم من المحاضرات أو تقرضهم كشكول المحاضرات  خاصتك لأنه كان مشغولا بموعد مع فتاة أحلامه التي هجرها بمجرد تخرجه في الدور الثاني بالعافية أو يحرص علي الإقامة معك أيام الامتحانات لكي يتذاكر معك خلاصة الملخصات التي عصرت ذهنك طوال العام لكي تبلور فيها ما درست ثم تفاجأ به وقد حصل علي تقدير أعلي من تقديرك في نهاية العام بأقل مجهود واعتمادا علي مجهودك أنت ، أعرف واحدا من هؤلاء كان من قرية شديدة الفقر في الشرقية وكنت مرتبطا به  ومتعاطفا معه لظروفه وتغيرت الأحوال وصار مسئولا عن صفحة أسبوعية في صحيفة أسبوعية قومية عندما دعي إلي دمياط  سأله أحدهم عني وأنني من دفعته أدار الذاكرة وللأسف لم يتذكر مجرد الاسم ، لأن الباشا صار كبيرا ولا ينبغي أن يتذكر أيام البؤس واحتياجه لغيره فهل يا ترى اعان الآخرين من بلده علي الأقل ؟ لا أعتقد .
ومع هذا وصلنا اليوم لأن يقول بعضنا ما قيمة التعليم والدروس الخصوصية والمصاريف الباهظة التي يتحملها رب الأسرة لكي يوفر التعليم والنجاح لأبنائه إذا كانت المحصلة في نهاية المطاف مجرد شهادة يضعها تحت المراتب لا يعلقها كما كنا نفعل في الماضي في برواز خاص في حجرة الضيوف من باب التباهي ويتمني كل أب اليوم لو أنه استطاع أن يوفر كل ذلك المال والجهد وتعب الأعصاب ويصبح ابنه لاعب كرة مشهور يباع ويشترى بالملايين أو تكون ابنته فنانة مرموقة يتهافت عليها المنتجون ولكنه رغم ذلك سيستمر في التعب والمصاريف والسهر ولن يسعي إلي أحلام المال والشهرة لجيل هذا الزمان من لاعبي الكرة والفنانات والراقصات ورجال غسيل الأموال المندسين بين رجال الأعمال الذين نشئوا فجأة وبلا مقدمات ولكن كيف الله أعلم .  





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق