الأربعاء، 10 أبريل 2013

الدكتور أحمد جويلي - شخصيات في حياتي ( 6 )




الدكتور أحمد جويلي ( 6 ) 


أعترف مقدما بضعف ذاكرتي مبكرا من ناحية الاحتفاظ بالتواريخ والأرقام إلا أنني في خضم العمل بالثقافة في محافظة دمياط والذي أؤرخ له من خريف عام 1971 عندما عينت كمدير لقصر ثقافة دمياط عملت مع كوكبة من المحافظين بدءا من اللواء حسن رشدي ثم اللواء محمد المنياوي فالمهندس عبد الهادي سماحة وعبد الحميد عبد الله وعصام راضي ثم الدكتور أحمد جويلي فحسب الله الكفراوي فالمستشار  محمود بهي الدين فعبد الرحيم نافع  وأحمد سلطان وعبد العظيم وزير ففتحي البر ادعي ومحمد يوسف وأخيرا محمد فليفل إلا أنني علي المستوي الشخصي أذكر أن أهم هؤلاء في تاريخ التنمية في دمياط أتي الدكتور أحمد جويلي والدكتور عبد العظيم وزير والدكتور محمد فتحي البر ادعي في المقدمة دون منازع فما هو دور كل منهم ولماذا 
احتل في نظري أوائل قائمة الشرف بيم المحافظين الذين تولوا المسئولية في دمياط  



الدكتور أحمد جويلي     
               
ولد عام 1937 في قرية نكلا العنب مركز إيتاي البارود محافظة البحيرة وحصل علي بكالوريوس الزراعة، كلية الزراعة، جامعة الإسكندرية، بامتياز مع مرتبة الشرف 1957 م ثم حصل علي دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي، جامعة كاليفورنيا، بركلى،  بالولايات المتحدة 1962 وتدرج في حياته العملية في كثير من الوظائف منها مهندس زراعي بالهيئة العامة للإصلاح الزراعي 1957م - 1958م ثم معيدا بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية 1958م - 1959 م ثم عضو بعثة لدراسة الدكتوراه بجامعة كاليفورنيا، الولايات المتحدة الامريكية1959 م 1964 م ثم عاد ليعمل باحثا بقسم الاقتصاد الزراعي بجامعة كاليفورنيا بركلى، الولايات المتحدة1964م-1965م  ثم مدرسا بقسم الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة عين شمس 1965م-1971م فأستاذ مساعد ورئيس قسم الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق1971م-1974م وأستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق 1974م-1984م ثم عين محافظا لدمياط 1984م - 1991م ثم محافظا للإسماعيلية 1991م - 1994 م ثم وزير التموين والتجارة الداخلية 1994م -1999م ثم أمينا عاما لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية منذ يونيو 2000 حني 2010 ويعد الدكتور جويلي أحد أهم خبراء الاقتصاد الزراعي في العالم كانت له إسهامات كبيرة في تقديم المشورة والخبرة للمنظمات الدولية المتخصصة في الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وكان مستشارا لوزارة الزراعة في مجال السياسة الزراعية ورئيس مشروع تطوير النظم الزراعية الممول من هيئة المعونة الأمريكية بالاشتراك مع جامعة كاليفورنيا - ريفز مشترك رئيسي في وضع إستراتيجية التنمية الزراعية المصرية في الثمانينيات اشترك في الدراسات الرئيسية الخاصة بمعوقات التنمية الزراعية المصرية في الثمانينيات، اشترك في الدراسات الرئيسية الخاصة بمعوقات التنمية الزراعية المصرية 1976م وكذلك في دراسة الإسراع بمعدلات التنمية الزراعية 1982م
عين الدكتور أحمد جويلي محافظا لدمياط في عام 1984 واستمر بهذا العمل قرابة سبع سنوات كانت من أخصب سنوات التنمية في محافظة دمياط حيث شهدت تلك الأعوام انطلاقا وبداية حقيقية للتنمية المعاصرة في تلك المحافظة التي عانت لسنوات طويلة من الحرمان في كافة المرافق الأساسية فعلي يديه وبفضل نفوذه مع هيئة المعونة الأمريكية استطاع أن يبني في محافظة دمياط سلسلة كبيرة من محطات تنقية المياه النقالي ( الكومباكت يونيت ) والتي انتشرت في ربوع المحافظة لتوفر وللمرة الأولي مياه الشرب النقية في كثير من القرى والنجوع التي كانت قبل ذلك محرومة تماما من ذلك المرفق الحيوي الهام وواكب إنشائها في نفس الوقت إنشاء عدد من محطات الكومباكت يونيت  للصرف الصحي أيضا بالإضافة إلي تحسين كبير في خدمات البنية التحتية في ا لكهرباء والتليفونات والطرق وغيرها إلي جانب نهضة حقيقية في مختلف الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية
في مجال الثقافة كنا نعاني في سنوات ما قبل الجو يلي في دمياط من انشغال معظم المحافظين عن أمور الثقافة التي كانت تعد في نظرهم ترفا لا يستحق الاهتمام إلا أن الدكتور جويلي كان يرى أن التنمية في مجال الثقافة لا يقل أهمية عن التنمية في المجالات الأخرى فبدأ يهتم بما نقدم من أنشطة ثقافية قصر الثقافة وكان حريصا من بداية قدومه وحتى بعد أن غادرنا علي متابعة معظم تلك الأنشطة بل والمشاركة في بعضها وقد قلت يوما وأكرر أن الدكتور جويلي كان أقل المحافظين من حيث الدعم المالي للثقافة في دمياط إلا أنه كان أكبر داعم لها بل ومفجر لطاقاتها ففي عهده انطلقنا في دمياط لتحقيق نهضة ثقافية حقيقية غير مسبوقة وصارت دمياط باعتراف المتابعين في تلك الحقبة عاصمة للثقافة في مصر كلها ، واستطاع جويلي بقربه الشديد من الأدباء والمثقفين والفنانين في دمياط أن يستولي علي حب وارتباط الكثيرين منهم وصار يتذكرهم بالاسم حتى بعد أن تركنا في دمياط وكان دائم السؤال عنهم بالاسم
في عهده أقمنا أول مؤتمر أدبي لدمياط وأول مهرجان قومي لنوادي المسرح انطلق من دمياط ومهرجانات مسرحية وفنية شهدتها المحافظة في دمياط ورأس البر واقتنينا أول مطبعة للماستر في محافظات مصر وفي عهده أيضا افتتح بيت الثقافة في الزرقا وفي كفر سعد وفارسكور ومكتبات ميت الخولي وشرباص والروضة والركابية وعزبة البرج وكان داعما قويا لحركة ثقافية كبيرة في ربوع المحافظة بل وكان حاميا كبيرا للثقافة في مواجهة تغول أمن الدولة علي الثقافة والمثقفين في تلك الحقبة حيث كان النظام يرى حينها أن الثقافة وباء خطير يجب القضاء عليه أو الحذر منه علي أقل تقدير .
تلقينا خبر نقله محافظا للإسماعيلية في صيف 1991 وكان معنا في ندوة ثقافية بمركز شباب الشعراء وكان مشاركا فيها ممدوح الولي نقيب الصحفيين السابق والشاب المجتهد يومها عبد الله مجاهد رئيس مركز الشباب بالشعراء وكان خبرا صاعقا لنا جميعا إلا أنه في الإسماعيلية كان داعما قويا للثقافة أيضا عندما أقام المهرجان القومي الثاني لنوادي المسرح هناك وكنت يومها أتعرض لهجمة شرسة من حسين مهران رئيس هيئة قصور الثقافة عندما وقف الدكتور جويلي في افتتاح المهرجان ليقول في تواضع العلماء نصا ( لقد تعلمت الثقافة في دمياط من محمد عبد المنعم ) وكان آخر لقاء لي معه عندما زار دمياط في وجود الدكتور محمد فتحي البر ادعي وكنت قد أحلت للتقاعد وأعمل مستشار إعلاميا للمحافظة وكان موفدا لإلقاء محاضرة عن التنمية وكان آخر اتصال لي معه تليفونيا في عيد الفطر من العام الماضي وآلمني جدا صوته المتعب من فراش المرض شفاه الله وعافاه وجزاه الله عنا وعن أمته خير ا لجزاء .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق