سعد الدين وهبة - أشخاص في حياتي
عبر 12 مقال مسلسلة في هذه المدونة قمت بجولة سريعة في
تاريخي لشخصي للعمل في الثقافة الجماهيرية من عام 1965 وحثي عام 2004 ساعدني
علي كتابتها الرد علي أسئلة للصديق المسرحي الدمياطي فوزي سراج عبر صفحة المسرح في
دمياط علي الفيس بوك وإن كانت هذه المقالات يمكن أن تكون جزءا كبيرا من ذكرياتي عن
تلك ا لفترة إلا أنني لم أستطع بطبيعة الحال أن أضمنها كل ما أذكر وكل ما حدث وعلي
أية حال فهي تمكن القارئ من تكوين صورة سريعة عن هذه السنوات في الثقافة
الجماهيرية .
محمد عبد المنعم إبراهيم
سعد الدين وهبة - أشخاص في حياتي
كان
لسعد الدين وهبة رحمه الله دورا كبيرا في حياتي بدأ هذا الدور بإعادتي إلي الثقافة
الجماهيرية مرة أخري وكنت قد قطعت شوطا بوساطة الراحل الكبير ضياء الدين داود
للانتقال إلي التربية والتعليم للعمل كمدرس للغة الإنجليزية وكنت منتدبا في تلك
الفترة لهذا العمل في مدرسة الزرقا الثانوية التجارية عامي 69 / 70 هروبا من
التعقيدات الإدارية التي كنت أعاني منها بعد أن انتقلت من القاهرة للعمل بمركز
الثقافة والاستعلامات بدمياط تحت رئاسة أستاذنا الراحل سعد الدين عبد الرازق فكنت
في أحد الزيارات للأستاذ ضياء في مكتبه بالاتحاد الاشتراكي في القاهرة علي كورنيش
النيل وكان أمينا للثقافة والفكر والإعلام في اللجنة المركزية وحضر الأستاذ سعد
وفاتحه الأستاذ ضياء في رغبني في النقل إلي التربية والتعليم فرفض بشدة بعد حوار
معي وقال أنا محتاج لك في الثقافة الجماهيرية وأقنعني أنه ليس من الحكمة ترك
الثقافة إلي التربية والتعليم وعدت أدراجي مقتنعا بالإكراه بما قال وبعد فترة
استدعاني للقائه بمكتبه في مبني البنك الصناعي بشارع الجلاء وعرض علي الاشتراك في
الدورة الثالثة لمركز إعداد الرواد الثقافيين في هليوبوليس بالقاهرة لمدة 8 شهور
وبالطبع لابد أن أقبل وفي الدورة كان معي محمد غنيم الذى كان مديرا لقصر ثقافة
الحرية بالإسكندرية بينما كان فاروق حسني مديرا لقصر ثقافة الأنفوشي وكان معه
مجموعة كبيرة من العاملين والعاملات بذلك القصر والذين كان غنيم يتخذهم درعا
لحمايته وقت اللزوم حيث نشأت فيما بيننا منافسة شديدة علي الفوز بالمركز الأول علي
الدورة في ترمها الأول والثاني وكانت المنافسة واضحة من المناقشات والحوارات في
المحاضرات وفي اللقاءات الأسبوعية التي كان يحضرها معنا الأستاذ سعد الدين وهبة
والذي استطاع ببراعة أن يطبع فينا الكثير من شخصيته القوية وثقافته الموسوعية
الغزيرة وفي اختبارات التيرم الأول كانت المفاجأة بفوزي بالمركز الأول وغنيم
بالمركز الثاني وفي التيرم الثاني في نهاية الشهور الثمانية كان ترتيبي أيضا الأول
والثاني كانت زميلة اسمها ليلي صلاح الدين والثالث محمد غنيم وفي حفل التخرج تسلمت
مكافأة مالية وشهادة تقدير وخطاب تعييني كمدير لقصر ثقافة دمياط وكان ذلك في صيف
1971 تقريبا ولم يكن مبني القصر قد اكتمل وكان ينقصه الكثير وكانت تعليمات سعد
وهبة لي قبل أن أبرح القاهرة أن لا أسمح للمجلس الشعبي للمحافظة باحتلال مبني
القصر ومسرحه بأي طريقة وبالفعل عندما قدمت لدمياط فوجئت أن مدير القصر الذي
سأتسلم منه العمل ويدعي ممدوح بدران وكان شابا مثقفا ومبدعا وشاعرا إلا أنه
كبورسعيدي لم يقو علي مواجهة المجلس الشعبي للمحافظة بقيادة حمزة السنباطي رحمه
الله والذي كان قد وضع يده بالفعل علي واجهة القصر واختار حجرة في صالة المدخل
الرئيسي لتكون حجرة رئيس المجلس وطلب إلي شركة حسن علام التي كانت تقوم بتشطيب
المبني أن تفصل بين واجهة المدخل الرئيسي وبين باقي المبني في الدور الأرضي والدور
الثاني الذى به مدخل البلكون للمسرح وأصبح القصر فقط الجناح الأرضي المطل علي
الشارع المؤدي للإستاد والجناح الذى يعلوه فقط وحجرة مدير القصر هي الحجرة التي
علي يسار السلم في الدور الثاني ليفصل بينها وبين المكتبة درجات السلم وكان
المرحوم سعد الدين عبد الرازق قد استبعد من الإدارة هو ومجموعة كبيرة من مديري
الثقافة علي مستوي قصور الثقافة بكل المحافظات من القيادات كبيرة السن والتي كانت
محولة أصلا من التربية والتعليم عندما كانت تلك القصور في بداية الأمر تحت اسم
الجامعة الشعبية وكانت إحدى مرافق التربية والتعليم أو وزارة المعارف من قبل وبدأنا
في العمل وكانت محافظة بورسعيد مهجرة في كثير من المحافظات وكان بدمياط أعداد
كبيرة من أهلها احتلوا كل رأس البر وكثير من أحياء دمياط وكان أغلب رواد القصر من
شباب وشابات بورسعيد المحبين للفن والثقافة في مقابل انصراف الدمايطة عن الثقافة
لأنها في نظر الأسر في ذلك الوقت مضيعة للوقت والمصلحة أهم فكانت بداية صعبة في
مكان منقوص ومحروم من المسرح أهم مرفق في أي قصر ثقافة ورواد قليلون أغلبهم
بورسعيدي وخصومة بين الأدباء وبين أدارة الثقافة بسبب حل جمعيتهم المستقلة وضمها
لجمعية رواد قصر وبيوت الثقافة في محافظة دمياط فيما بعد وارتباط شخصي أثير بين
قيادات الحركة الأدبية وبين المدير الشاب المنقول والذى أخذت مكانه علي غير هواهم
تلك باختصار شديد كانت البداية وكانت بداية شديدة الصعوبة إلا أن الله وفقنا
واستطعنا تجاوز كل المعوقات فيما بعد .
كتبها محمد عبد المنعم إبراهيم، في 26 November
2011 21:53 PM———————————————
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق