الثلاثاء، 15 يوليو 2014

جابر عصفور مرة أخرى



كتبها محمد عبد المنعم إبراهيم ، في 28 أكتوبر 2010
جابر عصفور مرة أخرى
تنفك عقدة اللسان بعد مغادرة كرسي القيادة









الدكتور جابر عصفور متأثر في آرائه هذه الأيام بمواقف شخصية تعرض لها من بعض الإسلاميين وهذا الأمر لا يفترض في رجل مثقف موضوعي يحترم آراء الآخرين أما عن الوضع الكارثي للثقافة هذه الأيام والذي تنبه له فجأة فهو نتاج ربع قرن مضى والثقافة تحت إدارته وإدارة الوزير فاروق حسني وليست نتاجا عشوائيا بل نتاج طبيعي لما أصاب الثقافة من تدهور بفعل السياسات الخاطئة التي أدارت الثقافة في مصر علي مدي هذه السنين ولا يمكن بحال من الأحوال أن تأتي هذه الثقافة المتخلفة حاليا والمطلوب التصدي لها بجبهة إنقاذ قبل أن يعترف الدكتور وجهابذة الثقافة أنهم قصروا في اكتشاف ما يجرى حولهم وتقاعسوا عن مواجهته بفعل سياسات تعيين نخبة اليساريين وأهل الثقة في المراكز القيادية بوزارة الثقافة والمراكز  الثقافية المنتجة للثقافة في مصر والتي عجزت جميعها عن استقطاب الرأي العام المصري ورجل الشارع في مصر وتركته فريسة لتلك الثقافة التي تزعجه حاليا ويبقي السؤال لماذا لا يقول المسئول دائما الحقيقة وهو قابع علي كرسي المسئولية ولا ينطق بالحق إلا بعد مغادرته لهذا الكرسي ؟  
وقد نشر الدكتور عصفور مؤخرا كتابا في مكتبة الأسرة أسماه  «نقد ثقافة التخلف» وهو عبارة عن مجموعة مقالات نشرها في بعض الصحف ردا علي انتقادات جبهة علماء الأزهر لبعض آرائه قال عن الكتاب  ( التخلف بشكل عام هو كل ما يسعى إلى دفع المجتمع للوراء، حيث لا يسمح له بالتقدم، وهذا يعنى نوعاً معيناً من الثقافة، هي ثقافة تقدس الماضي ولا تتطلع إلى المستقبل، وتبدو كأنها في ريب من المستقبل، كل ثقافة ترفض الآخر وترفض حق الاختلاف ولا تسمح بالحرية والتعددية هي ثقافة تخلف، وهذه الثقافة لها جذور قديمة وليست ابنة اليوم، ولابد من فهم هذه الجذور حتى نواجه المظاهر المعاصرة لثقافة التخلف، وفى كتابي رصدت الجوانب المتعددة لثقافة التخلف فى المجتمع، وأكثرها خطورة وحاولت إعادتها إلى أصولها التاريخية، بما يعين العقل الذي يريد التقدم على مواجهة جوانب مظاهر هذه الثقافة ) ، ومعلوم بالضرورة أن ازدهار أي نشاط يرجع إلي تراجع النشاط المضاد له ، بمعني أن الليل إذا طغي وانتشر فإنما يحدث ذلك لتراجع النهار وبتوضيح أكثر بساطة أن ثقافة التخلف كما أسماها الدكتور عصفور قد ازدهرت وانتشرت لأن ثقافة التنوير التي قادها في رعاية وزيره فاروق حسني قد تراجعت وتدهورت فتركت الساحة خاوية لمن أراد أن يشغلها .
وقال لا فض فوه ( الثقافة المصرية فى أسوأ أوضاعها، وهنا لا أعنى المنتج الإبداعي الأدبي لأن هذا متميز جدا، لكن ما أعنيه هو الوعي المجتمعي، ما يتعلق بالتعليم والإعلام والفكر الديني السائد والعقليات والعادات الاجتماعية، الثقافة هنا بالمعنى الشمولي وليس بالمعنى الضيق الذي ينحصر فى الإبداع والفنون، وهى مهمة وزارة الثقافة، هذه الثقافة المجتمعية هي شيء معقد مركب يسهم فيه طرفان أساسيان، الأول هو الدولة ممثلة في ٤ وزارات هي «التعليم والإعلام والثقافة والأوقاف» والمجلس القومي للشباب، والثاني هو المجتمع المدني بأحزابه وجمعياته ) . فكيف يكون المنتج الإبداعي متميز جدا ويكون الوعي المجتمعي في أسوأ أوضاعه أليست هذه مفارقة مضحكة لا يكون المنتج الإبداعي متميزا بحال من الأحوال ما لم يكن له أثره في مجتمع المتلقين لهذا المنتج وإذا لم يحدث فمعني ذلك أحد أمرين إما أن المبدع منعزل عن المجتمع والمجتمع بالتالي لا يحس به وإما أن هذا الإبداع ليس فيه من التميز ما يسمح بخلق مجتمع متميز الوعي .
فلم إذن البكاء علي اللبن المسكوب ؟ ألستم أنت يا دكتور وأعوانك من التنويريين المتحجرين في المجلس الأعلي للثقافة  طوال ربع قرن مضي مسئولين عما حدث ؟ ثم تطالب اليوم النظام بالتغيير لماذا الآن ؟  أم لأنه لن يطولك لقد تأخرت دعوتك كثيرا يا سيدي  .

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق