كم من الخطايا التي
ترتكب باسم النقد وكم من الموبقات التي تعلو وتسود باسمه وهذا ما نعاني منه في مصر
الآن بسبب بساطة وشيوع استخدام الفيس بوك ووسائط التواصل الاجتماعي التي يتيحها الإنترنت
وبسبب الخوف من أصحاب الصوت العالي وسلاطة ألسنتهم وتحاشيا لممارسات بعضهم لأساليب
الابتزاز والترهيب للحصول علي مغانم شخصية كل ذلك أدي إلي إكسابهم موقعا اجتماعيا متميزا
وحظوة تمنحهم المزيد من الوجاهة الاجتماعية التي لا يمتلكونها أصلا وليسوا مؤهلين لها
إطلاقا بسبب نقص خبرة أجهزة الاتصال لدي المسئولين علي مختلف مستوياتهم أو ضعف إمكاناتها
وكثيرا ما رأينا مسئولين كبارا ينصاعون لنماذج من هؤلاء المنتسبين زورا لمهنة الإعلام
التي أصبحت مهنة من لا مهنة له ورضخوا لأساليبهم التي تبدأ عادة بالتهجم وليس النقد
سلبيا كان أو إيجابيا وهنا يصبح الكلام مضيعة للوقت والجهد وعلي سبيل المثال نشرت صفحة
محافظة دمياط خطابا واردا من نقيب الصحفيين عن صور التعامل مع الإعلاميين وصدر تأسيسا
عليه قرارا من المحافظ بتنظيم التعامل مع الإعلاميين بالمحافظة والمصالح التنفيذية
بها فهل تم الالتزام به وتفعيله ؟
بالطبع لا لأن
أصحاب الصوت العالي أقوي من الجميع حتي وإن كان بعضهم مخالفا وبشدة للشرعية
والقانون فأكثرهم يمارس عمله بالإعلام تاركا عمله الأصلي أو قل إن المصلحة
التنفيذية التي ينتمي إليها أصلا قد تركت له الحبل علي الغارب خوفا من قلمه ولسانه
فأصبح لا يمارس عمله الذى يتقاضي عنه راتبه وحوافزه وغير ذلك وفي نفس الوقت يمارس
العمل بالإعلام دون موافقة جهة عمله الأصلية طبقا للقانون . وكثيرون منهم أيضا
يصدر علي فترات متباعدة صحفا ورقية تطبع تحت السلم دون ترخيص أو موافقة من المجلس
الأعلي للصحافة ودون الرضوخ لقانون الصحافة وقانون نقابة الصحفيين وتعلم بذلك
الأجهزة المنوط بها تنفيذ القانون والأدهي من ذلك أن السيد مدير الأمن علي رأس تلك
الأجهزة بحتفي بهم ويقابلهم ويمنحهم وضعا أدبيا واجتماعيا متميزا .
تأسيسا علي ذلك
يظهر لنا سؤال : من الذى ساعد علي انتشار النقد السلبي ؟ وسمح له بأن يتفشي ويسود
؟ إنهم الذين يشكون الآن من مضاعفاته إنه أنتم يا سيادة المحافظ ويا سيادة مدير
الأمن أنا لا أستعديكم علي أحد بل أطالبكم بأن تلتزموا بتنفيذ القانون مع الجميع ولا
تعطوا شرعية للمخالفين ثم تشتكون منهم أو تلوموهم بل لوموا أنفسكم .
ملحوظة : فرق كبير
بين النقد الأدبي وبين النقد بمعناه الأشمل المقصود هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق