عنوان ندوة
ثقافية عقدت في مكتبة مصر العامة استضافت كاتبين من أبناء ثقافة دمياط هما الكاتب
المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلاموني والسيناريست المتميز بشير الديك بدعوة من
جمعية اسمها جمعية الصحافة والإعلام بالتعاون مع الغرفة التجارية بدمياط بحضور بعض
نواب دمياط في مجلس النواب وغابت النائبتين الدمياطيتين وحضر مدير عام الأوقاف ومدير
عام الشباب والرياضة والسكرتير العام نائبا عن السيد المحافظ وغابت قصور الثقافة
عن المشاركة والحضور وهو أمر غريب وغير مسبوق ناهيك عن عقد الندوة في مكتبة مصر
العامة في قاعة بالدور الأخير غير مجهزة وغير ملائمة لطبيعة الندوة خاصة في تقديم
عرض الداتا شو الذي كان هزيلا وفاشلا وجعلني أتأسف كثيرا علي هروب الآنسة سمر لا
أعرف باقي اسمها الموظفة بقصر ثقافة دمياط والتي برعت في إعداد وتقديم مثل هذه
العروض في إطار احتفاليات صالون دمياط الثقافي الذى توقف منذ ستة أشهر تقريبا تلك
الموظفة التي اضطرت لأخذ أجازة بدون مرتب هروبا من التعنت والاضطهاد الوظيفي
عقدت الندوة بمكتبة
مصر العامة بدمياط تناول المتحدثون فيها حالة مصر في أعقاب نكسة يونيو 1967 وموقف
الإسلام من التعصب والإرهاب وأفرد السلاموني حديثا مطولا عن نشأة الإرهاب في أعقاب
الفتنة الكبري واستمرارها حتي الآن تحت مسميات مختلفة منوها علي أن مسمي الفوضي الخلاقة هو الاسم
الحديث للفتنة الكبري بنفس المنهج
كانت الندوة
في مجموعها ناجحة ومفيدة إلي حد كبير ولم يعبها سوي نقص خبرة القائمين عليها في
كثير من الأمور المتعلقة بالتنظيم وإعداد العرض التقديمي الذى تعطل تقديمه فنيا
وربما كان تعطل تقديمه سبيلا لإنقاذ معده من مغبة النقد اللاذع الذى كان من المؤكد
سيتعرض له وبدا ذلك واضحا من اللحظات الأولي للعرض التي شهدت عرضا لبعض الصور التي
قيل أنها لأعلام دمياطية في حين أنها حوت بعض الرموز المضحكة وتجاهلت رموزا أخرى
أكثر قيمة في مجالات العلوم والفنون فعرض علي سبيل المثال صورة لسهير البابلي
وتجاهل الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ وغير ذلك فضلا عن أنه بدأ السرد
بالحديث عن تاريخ ميلاد سعد أردش فجاءت صور العرض عشوائية لا يربطها تاريخ ولا زمن
دون مراعاة لقيمة وتاريخ وزمن كل شخصية ثم اكتفي معد العرض بذلك وانتقل إلي تقديم
الضيوف فأفاض في تقديم الصديق العزيز بشير الديك وزاد علي ذلك بتوجيه بعض الأسئلة
بأسلوب فكر تكسب عن تاريخ وأعمال بشير الديك
من نقائص
الندوة أيضا عدم التنظيم وانعدام اللياقة في استقبال الضيوف فطلبوا منا القيام من
كراسي الصف الأول لجلوس ضيوف المنصة الذين كان معدا لهم كراسي أخرى علي المنصة ولم
يكن هناك أي مبرر لجلوسهم في الصف الأول وإزعاج الضيوف ناهيك عن أخطاء من قدموا
كلمات الافتتاح اللغوية والتاريخية والعلمية
العيب الأكبر
في الندوة هو اختيار عنوانها ( دور الدراما في مكافحة الإرهاب ) وهو ما لم يتحدث
عنه أحد من المتحدثين باستثناء ضيفي الندوة عندما طالبهما المقدم بمبادرة محلية
لمكافحة الإرهاب فاضطروا للحديث عما قدموه في مجاليهما الإبداعي من أعمال تكافح الإرهاب
منذ أوائل السبعينيات وقد نوه فضيلة مدير عام الأوقاف بدمياط في حديثه عن دور
الدراما مقررا أنه لن يتحدث عن ذلك تاركا الحديث للمتخصصين وخشيت لو أنه قد فكر في
الحديث عن دور الدراما فأحسن باختياره الحديث عن موقف الإسلام من الإرهاب
من المفارقات
أن البانر المعلق خلف المنصة قد ذكر أن الندوة سيحضرها ثلاثة من أبناء دمياط محمد
أبو العلا السلاموني وبشير الديك وعباس الطرابيلي ولم يحض عباس الطرابيلي ولم يشر
أحدا إلي سبب غيابه أو اعتذاره عن الحضور إن كان قد اعتذر
يبقي أن نقول
إن الإفكار الكبيرة يلزمها بالطبع خبرات كبيرة تقوم علي تنفيذها ولا ضير من أن
يبدأ الصغار في اقتحام ميدان الأعمال الكبيرة ولا شك أنه باستمرار الممارسة
سيتعلمون يوما ما إلا أنه في جميع الأحوال يلزم التنفيذ قليل من سمو الخلق واللياقة
في التعامل مع الضوف الذين احترموا الدعوة واستجابوا لها فالثقافة سلوك وليست فهلوة أو فتونة