الأربعاء، 18 يناير 2017

ماذا سنفعل بعد أن ينفذ رصيدنا من الحمير ؟




بمناسبة مذابح الحمير وتصديرها
ماذا سنفعل بعد أن ينفذ رصيدنا من الحمير ؟









في سبتمبر 2010  عندما وقعت الأزمة المالية العالمية واحتار الناس في فهم حقيقة ما يجري في تلك الأزمة وطلب من خبير مالي محنك أن يبسط للناس العاديين أسباب الكارثة التي حدثت في أسواق البورصة فحكي لهم قصة فيلم قديم … حين باع الناس الحمير … فقال:  ذهب رجل تاجر إلى قرية نائية، عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات ، فباع قسم كبير منهم حميرهم، بعدها رفع الرجل السعر إلى 15 دولارا للحمار، فباع آخرون حميرهم ، فرفع الرجل سعر الحمار إلى 30 دولارا فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى نفذت الحمير من القرية.
عندها قال الرجل التاجر لهم : مستعد أن أشتري منكم الحمار بخمسين دولارا ، ثم ذهب التاجر إلى استراحته ليقضي أجازة نهاية الأسبوع حينها زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عن الحمير في قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوا في هذا التوقيت أرسل التاجر مساعده إلى القرية وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم السابقة بأربعين دولارا للحمار الواحد. فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير للرجل الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولارا للحمار، لدرجة أنهم دفعوا كل مدخراتهم بل واستدانوا جميعا من بنك القرية حتى أن  البنك قد أخرج كل السيولة الاحتياطية لديه، كل هذا فعلوه على أمل أن يحققوا مكسبا سريعا .  ولكن للأسف بعد أن اشتروا كل حميرهم السابقة بسعر 40 دولارا للحمار لم يروا الرجل التاجر الذي عرض الشراء بخمسين دولارا ولا مساعده الذي باع لهم . وفي الأسبوع التالي أصبح أهل  القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس وأصبح لديهم حمير لا تساوي حتى خمس قيمة الديون، فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فإنها لا قيمة لها عند البنك وإن تركها لهم أفلس تماما ولن يسدده أحد  ، بمعنى آخر أصبح على القرية ديون وفيها حمير كثيرة لا قيمة لها ضاعت القرية وأفلس البنك وانقلب الحال  رغم وجود الحمير وأصبح مال القرية والبنك بكامله في جيب رجل واحد، وأصبحوا لا يجدون قوت يومهم
صديقي العزيز هذه هي حياتنا الحقيقية التي نحياها اليوم
 مثال عملى : البترول ارتفع إلي 150 دولار فارتفع سعر كل شيء: الكهرباء ، والمواصلات والخبز ولم يرتفع العائد على الناس ثم انخفض البترول إلي أقل من 60 دولارا  … ولم ينخفض أي شيء مما سبق .. بل ولا نجد مشتقات البترول في محطاتنا الآن وتضاعف سعرها عدة مرات ، فماذا سيحدث في مصر بعد أن وافقت الحكومة علي تصدير الحمير ولا تعرف سبب التهافت علي شرائها خاصة من الصين التي تصدر لنا كل شيء ومؤكد ستعيد تصنيع الحمير وتصدرها لنا في سلع أخرى مصنعة لا نعرف مكوناتها بأضعاف أضعاف سعرها التي اشترتها بها فماذا سنفعل بعد أن ينفذ رصيدنا من الحمير ؟ سؤال مهم ينتظر إجابة ممن يبيعون الحمير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق