الأربعاء، 18 يناير 2017

العصر الحميري بعد عصر البترول

في المسألة الحميرية  ( 2 )
بعد عصر البترول دخلنا العصر الحميري




كانت الجزيرة العربية فيما مضي صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء ويعيش سكانها علي حرفة الرعي وما يترتب عليها من تجارة ونشأت قوافل التجارة بين الجزيرة واليمن جنوبا ثم بينها وبين الشام شمالا فيما أسماه القرآن رحلتي الشتاء والصيف وعاش السكان علي التمر واللبن ولحوم الماعز والإبل حتي اكتشف البترول وراجت تجارته فتغير الحال في سائر الجزيرة العربية والخليج العربي ونشأت حضارات جديدة أكثر تمدنا ورقيا ولعبت مصر وحكومتها الملكية قبل ثورة 1952 دورا كبيرا في تعليم أهالي تلك الدول وعلاجهم وبناء المساكن والعمائر لهم حتي قوي اقتصاد تلك الدول وتراجع اقتصاد مصر وبعد أن كانت ترسل لهم المعونات الغذائية في قوافل ومواكب الحج كل عام وتوزع من دار التكية المصرية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذلك من خلال البعثات التعليمية والطبية التي كانت ترسل إلي باقي بلدان الخليج ومع الدخول في عصر البترول وتكدس أرصدة تلك الدول من موارده فصارت من الدول الغنية وتراجع دور مصر بتراجع وتدهور حالتها الاقتصادية فأصبحت تتلقي منها المعونات وتنتظر الهبات وتناسي الكثيرون دورها القديم وأنكروا معروفها وقت السخاء وحاولوا إذلالها في الشدة


إلا أن الرخاء يبدو أنه قد بدأ في الأفول فظهرت أزمات اقتصادية لم تكن بحسبان الحكام ودخلوا في حروب ومعارك تقوض ما بنوا من مجد بأيديهم وبأموالهم وبدأ عصر البترول في التراجع والأفول وبدأت تباشير عصر جديد تكاد تشرق شمسه من مصر هو عصر الحمير ذلك أن كثرة من الراغبين في الثراء السريع قد اتخذوا من الحمير سلعة قومية تحقق ذلك فأقاموا لها المذابح لبيع لحومها في سندوتشات الحواوشي ومصنعات اللحوم وصدروا جلودها بأثمان غالية تفوق أسعار تداول الحمير نفسها في الأسواق المحلية ومع بداية الدخول في عصر الحمير بعد عصر البترول من المؤكد أنه ستظهر علاقات وسلوكيات جديدة وستنمو بلا شك حضارة وثقافة جديدة تناسب ذلك العصر وستبرز طبقة جديدة من رجال الأعمال والقيادات السياسية التي تلائم ذلك العصر، أبشروا يا مصريين إنه العصر الحميري ؛
ولكن وحتي لا يعيد التاريخ نفسه وخوفا من أن ينضب معين تلك الثروة القومية من الحمير وتتكرر ظواهر نضوب البترول في دول الخليج وتراجع قيمته أطالب بتكوين مجلس قومي متخصص للحفاظ علي ثروتنا من الحمير والعمل علي استثمارها في إطار مفاهيم التنمية المستدامة خدمة للأجيال القادمة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق