تساؤلات فأر مجذوب
خبيب صيام كاتب شاب في مقتبل حياته درس الهندسة ومثله كمثل أي
خريج يتطلع إلي بداية ناجحة لحياته العملية تتفق مع طموحاته التي ما فتئ يحلم بها
ولم يكن من بين دراساته المدارس والمذاهب الفلسفية ورغم ذلك تلمح
دائما في كل محاولاته النزوع إلي الفلسفة والجنوح إلي البحث في المجهول وقد تبلور
ذلك بشكل ملحوظ في هذا العمل الذي يسجل به شهادة نضجه ككاتب وسارد بدأ في التمكن
من أدواته فحمل هذا النص بكثير من تساؤلاته وهي تساؤلات مشروعه لكل أبناء جيله
الباحثين في البدء عن كنه الحياة وحقيقة الوجود وهي نظرة وجودية أراها لازمة له
لكي يصل إلي قناعة الإيمان واليقين بعيدا عن مؤثرات المجتمع والعائلة وتوجهات
الجميع التي يعاني فيها جيل الشباب في مستهل حياتهم العملية من سيطرة ودكتاتورية
الحنو الأبوي وبطل القص هنا عند خبيب يسأل ويتساءل دائما عن حقائق العلاقة بين
الراكضين في الحياة والثقالي المتحركين بالكاد لكي تستمر معهم الحياة ووسط علاقات
متشابكة بين هؤلاء وهؤلاء فهو وقد تجمل في بداية مسيرته للبحث عن تلك الحقائق
الغيبية المجهولة قد تهندم وجمل من مظهره الذي ظن في بادئ الأمر أنه ربما يعطيه
رخصة الاعتبار بين أفراد مجتمعه من القطط السمان والعجاف علي السواء إلا أنه
وبسرعة قد أهمل مظهرة لأن لم يجد أنه قد أضاف إليه شيئا يؤهله للاعتبار واكتفي
بالركض إلي مبتغاه وما هو هذا المبتغي المجهول لقد قرر أنه العبث وقد تعجل في حكمه
هذا لأنه بذلك قد أنهي حماسه في الركض إلي ذلك المجهول الذي قرر مبكرا بأنه العبث
ومع ذلك فلا غضاضة من أن يصادق أعداءه بالفطرة من القطط ويظل يصارع من أجل الحياة
التي كان يحلم بها بالرغم من أن الآخرين يرون في ذلك نوع من الجنون ولكنها الحياة
بكل متناقضاتها تسير وتستمر تضم في حناياها الخير والشر والقبح والجمال والصدق
والكذب شريطة أن يبقي بطلنا محافظا علي تلك الشعرة الرقيقة داخله بين الحقيقة
والعبث ( كالفأر بالمجار ير كنت أرمح بين الشوارع و الأزقة ) وبأن يوقن بطلنا
وكاتبنا أن لايبتئس لحال الآخرين فربما يكون القادم دائما أفضل .
تساؤلات خبيب صيام تساؤلات فلسفية عميقة تنبئ بكاتب سارد بدأ
يقبض بكل قوة علي أدواته ومبشرة بشأن كبير لمستقبل السرد عنده . له كل التهنئة علي
نصه هذا وأتطلع إلي تعميق التجربة في محاولات سردية جديدة .
http://journas.com/------/post/49883/%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D8%A3%D8%B1-%D9%85%D8%AC%D8%B0%D9%88%D8%A8
http://journas.com/------/post/49883/%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D8%A3%D8%B1-%D9%85%D8%AC%D8%B0%D9%88%D8%A8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق