السبت، 2 ديسمبر 2017

التنمية المستدامة ... كم من الجرائم ترتكب باسمك


التنمية المستدامة ... كم من الجرائم ترتكب باسمك


نشرت جريدة المساء تحقيقا مطولا أجراه مراسلها في دمياط مع الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط جاء فيه أن محافظة دمياط تمر بمرحلة انتقال نوعي بدخولها عصراً جديداً من التنمية الشاملة" المستدامة " بعد تحريك المياه الراكدة بالنسبة للعديد من قطاعات التنمية على أرض المحافظة وعدد التحقيق المشروعات المستهدفة لتحقيق هذا الغرض وهي فندق اللسان وفندق آخر في الموقع الذى يشغله المبني القديم لمجلس المدينة ومشروع ميناء الصيد شرق عزبة البرج وتطوير شاطئ النخيل ومدينة الأثاث ومشروع النقل النهري بين الهويس والزرقا ثم بين الهويس ورأس البر  بالإضافة إلي العديد من مشروعات الصرف الصحي في بعض القرى المحرومة من هذه الخدمة حتى الآن واستخدمت في هذا السياق مصطلحات كثيرة حديثة مثل الرؤية العلمية والتنمية المستدامة والتنمية الشاملة والرؤية الإستراتيجية دون أن تلمح في تلك المشروعات أي تطبيق عملي لهذه المفاهيم ؛

فالكلام عن التنمية المستدامة ينقصه الفهم الصحيح لمعني الاستدامة وكذلك الحال عند الحديث عن التنمية الشاملة لا تجد أي روابط بين المشروعات المطروحة وبين المشاكل الحالية للمجتمع وعدم وضوح الرؤى بالنسبة لكم وحجم وشكل مشاكل التنمية التي لم تأخذ في اعتبارها العلاقة بين المشروعات المقامة وبين البيئة بكل مكوناتها واستهدافها الربح قبل تنمية وخدمة البشر ناهيك عن أن جميع هذه المشروعات سبق وأن طرحت منذ أكثر من عشر سنوات واعتمدت ونوقشت في مختلف الهيئات المختصة وما أكثرها والمحصلة علي أرض الواقع صفر مركب بدءا من مشروع فندق اللسان ومشاكله المعقدة المستمرة حتى الآن وبالتالي إهدار ملايين الجنيهات من ميزانية المحافظة الفقيرة فيه ثم مشروع فندق النيل في موقع مجلس المدينة القديم وهو أيضا من مشروعات البرادعي التي كان يحلم بها ولكنه يمثل في موقعه الحالي مشكلة معقدة أخري بحث لها عن حلول هندسية معقدة تضيف إلي تكاليف إنشائه مبالغ إضافية كبيرة لربط المبني المزمع إقامته بمبني آخر علي الجهة الأخرى من الطريق ناحية نهر النيل مع عدم قطع طريق كورنيش النيل الذي تغيرت معالمه وصورته عن كل توقعات خطة تطويره فصار نموذجا حديثا لشكل عشوائي قبيح فهل يا تري مشاكل إقامة فندق اللسان وسوء اختيار موقعه هي التي شجعت المحافظة علي الاستمرار في تكرار تجربته الفاشلة في موقع حيوي آخر علي نيل رأس البر ؟ وهل التنمية المستدامة التي تأخذ في اعتبارها احتياجات الأجيال المستقبلة مع الحفاظ علي البيئة تشجع علي تكرار تلك التجربة مع الأخذ في الاعتبار البيئة المحيطة وضيق المساحة واختناق المرور في تلك البقعة مع ملاحظة أن هذه المشروعات كانت ضمن مشروع مبارك للتنسيق الحضاري التي كان الدكتور فتحي البرادعي قد أطلقها عندما كان محافظ لدمياط في الفترة من منتصف عام 2004 إلي أوائل عام 2011  ، وكانت هذا المشروع أيضا يتضمن مشروعا لإنشاء ميناء جديد للصيادين شرق عزبة البرج تحوي أرصفة جديدة لسفن الصيد وورشا لصيانة وبناء السفن وثلاجات ومصانع لتعبئة وتغليف الأسماك وغير ذلك مع إنشاء محور مروري جديد يصل الميناء بسوق شطا الجديد للأسماك الذى كان يحلم بتحويله إلي حلقة كبري وبورصة لتجارة الأسماك إلا أن التطبيق العملي فيما بعد افتتاح سوق شطا عندما لم يقبل تجار الأسماك علي شراء محلاته وتراجعهم وعودتهم بما يسببونه من تلوث إلي سوق السمك بالقنطرة بمدينة دمياط والذى كان البرادعي قد نجح في نقله إلي شطا إلا أنهم عادوا بعد رحيل البرادعي من دمياط وتحول سوق شطا من سوق للسمك إلي سوق عشوائي للسمك والخضر والفاكهة فهل ما حدث كان في إطار الرؤية الإستراتيجية المزعومة ؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق