عندما كنا
طلبة في قسم الصحافة بجامعة القاهرة انتدبوا لنا بعض كبار الإعلاميين لكي يدرسوا
لنا وينقلون لنا خبراتهم وكان منهم الصحفي الكبير الراحل مصطفي أمين وكنا ندرس في
نفس الوقت التعرف علي المدارس الصحفية القديمة والحديثة وتعرفنا علي صحافة الإثارة
وكان أساتذتنا يضربون مثلا بصحيفة أخبار اليوم ومدرستها كمدرسة للإثارة وكان من
المشهور جدا عن أساتذة تلك المدرسة مقولتهم أن الخبر ليس ان تقول إن كلبا قد عض
فلانا ولكن الخبر أن تقول إن فلانا قد عض كلبا ويومها اختلفت مع أستاذنا مصطفي
أمين اختلافا كبيرا في تقييم تجربة مدرسة أخبار اليوم الصحفية وانتقادي لها
لاهتمامها بنشر الفضائح والحوادث وهو ما يعتبره بعض علماء الاجتماع سببا في انتشار
الجريمة بدلا من مقاومتها ومكافحتها ودفعت ثمن اختلافي معه بأن عين بعض الزملاء بعد التخرج في أخبار اليوم ولم أكن منهم رغم أنني كنت الثاني علي الدفعة وكان ممن
عينهم الزملاء بثينة زكريا وسكرتير التحرير العملاق علي حسنين رحمه الله وفؤاد
الزغبي محرر الحوادث الأشهر وغيرهم
أسوق هذه
الذكريات لأؤكد لمن يمارسون الصحافة والإعلام اليوم علي أنها نوع من الفهلوة أن
الصحافة علم وتاريخ ودراسة وتجارب ومهنية لها قواعدها وأصولها التي لا يعرفها إلا
من درسها وتأهل لها وأخيرا تأتي الموهبة موهبة الكتابة فهي باختصار علم وفن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق