الاثنين، 25 ديسمبر 2017

الصحافة علم وفن













عندما كنا طلبة في قسم الصحافة بجامعة القاهرة انتدبوا لنا بعض كبار الإعلاميين لكي يدرسوا لنا وينقلون لنا خبراتهم وكان منهم الصحفي الكبير الراحل مصطفي أمين وكنا ندرس في نفس الوقت التعرف علي المدارس الصحفية القديمة والحديثة وتعرفنا علي صحافة الإثارة وكان أساتذتنا يضربون مثلا بصحيفة أخبار اليوم ومدرستها كمدرسة للإثارة وكان من المشهور جدا عن أساتذة تلك المدرسة مقولتهم أن الخبر ليس ان تقول إن كلبا قد عض فلانا ولكن الخبر أن تقول إن فلانا قد عض كلبا ويومها اختلفت مع أستاذنا مصطفي أمين اختلافا كبيرا في تقييم تجربة مدرسة أخبار اليوم الصحفية وانتقادي لها لاهتمامها بنشر الفضائح والحوادث وهو ما يعتبره بعض علماء الاجتماع سببا في انتشار الجريمة بدلا من مقاومتها ومكافحتها ودفعت ثمن اختلافي معه بأن عين بعض الزملاء بعد التخرج في أخبار اليوم ولم أكن منهم رغم أنني كنت الثاني علي الدفعة وكان ممن عينهم الزملاء بثينة زكريا وسكرتير التحرير العملاق علي حسنين رحمه الله وفؤاد الزغبي محرر الحوادث الأشهر وغيرهم

أسوق هذه الذكريات لأؤكد لمن يمارسون الصحافة والإعلام اليوم علي أنها نوع من الفهلوة أن الصحافة علم وتاريخ ودراسة وتجارب ومهنية لها قواعدها وأصولها التي لا يعرفها إلا من درسها وتأهل لها وأخيرا تأتي الموهبة موهبة الكتابة فهي باختصار علم وفن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق