مسرح الطفل بثقافة دمياط
تحية واحتراما
مسرحية جزيرة الحياة
العمل مع الطفل في مجال الثقافة أصعب كثيرا من العمل مع
الكبار فما بالك إذا كان ذلك في ميدان المسرح حيث يضطر المخرج المسرحي لأي عمل
مسرحي للأطفال أن يفكر بعقله الكبير في تحريك مجموعات من الممثلين الأطفال علي
المسرح الكبير فيتحول إلي طفل ويتحرك معهم كطفل بأحاسيس الأطفال وطاقتهم المحدودة علي
الاستيعاب وقدرتهم البدنية علي التحرك بمهارة وخفة علي قطع الديكور المستخدمة فما
بالك إذا كان ذلك يتم مع 40 طفل وطفلة بمشاركة بعض نجوم فرقة دمياط القومية
المسرحية وفي نفس الوقت مطلوب من ذلك المخرج أن يقدم عملا فنيا متكاملا يقدم فيه
إلي جانب المتعة الفنية لجمهوره من الأطفال وأولياء أمورهم وأيضا وفي نفس الوقت
عليه أن يقدم عملا تعليميا يتضمن معرفة جديدة للمشاهدين ذلك بالضبط ما نجح فيه
باقتدار المخرج أحمد الغزلاني الذي كرس مشوار حياته بعد هجرته للفنون الشعبية
للمسرح كفن يفرغ فيه طاقاته كممثل موهوب وأيضا كمخرج للأطفال في كثير من الأعمال
الناجحة التي قدمها في قصر الثقافة علي مدار سنوات طوال تقترب من العشرين عاما أو
يزيد فقد شاهدت الليلة مسرحية لمسرح الطفل بدمياط الذي تأبي ثقافة الطفل بهيئة
قصور الثقافة للآن أن تعترف بتلك الفرقة كفرقة معتمدة لها ميزانيتها أسوة بباقي
المحافظات وهي تستحق إن لم تكن أفضل من الكثيرين وقد نجح الغزلاني في حشد هذه
المجموعة الكبيرة من الأطفال من الجنسين التي ارتبطت بها ارتباطا أبويا حميما
وأحبوا من خلاله المسرح والفن بشكل عام ؛
مسرحية الليلة جاءت تحت عنوان جزيرة الحياة كتبها حسام
الدين عبد العزيز وكتب أغانيها الأديب الدمياطي المخضرم سمير الفيل ولحنها الموسيقار
المبدع دوما توفيق فوده وتوزيع موسيقي عبد الله رجال وجرافيك ياسر عبد ربه وصمم
ديكوراتها شادي قطامش وأخرجها أحمد
الغزلاني ؛
أبدعت في بطولة العرض الواعدة سما سمير العتمة وهي فنانة
موهوبة حيث لعبت دور البليدة بطلة المسرحية التي تكره التعليم والكتب والمدارس
وتفضل اللعب علي كل ذلك ويحاول أصدقاءها تعديل سلوكياتها فيفشلون حتى تخوض تجربة
التحول بلعبة درامية بسيطة في إطار السهل الممتنع حيث تغط في نومها وتهيم روحها في
حلم هبوطها علي جزيرة الحياة لتخوض هناك تجربة حياتية وتعليمية ممتعة بلقائها
الأول مع حاكم الجزيرة ابن الأرض الفنان القدير محمد السعيد الذي يضعها في اختبار
معرفي لعناصر الحياة وتجري أحداث اختبارها وتجربتها علي الجزيرة مع أمير الأعاصير
وأميرة المياه وأمير الطاقة لتخرج من التجربة في نهاية المطاف متحولة من البلادة
إلي الإجادة ويتعلم معها أطفال المشاهدين ما هي عناصر الحياة ومكونات جسم الإنسان
ونسبة الماء في الكرة الأرضية وهكذا ترسخ تلك المعلومات في ذهن الأطفال مدي الحياة
من خلال متعة فنية مسرحية
وموسيقية تغني فيها الجميع مع كلمات الشاعر الغنائي سمير الفيل وألحان الموسيقار
المبدع توفيق فوده وأصوات رائعة من بينها مطربة ذا فويس كيدز نورهان عرنسة حيث
ينتهي العرض بتحية حارة من جمهور المشاهدين لفريق العمل كله بقيادة الغزلاني
احتراما لما قدموه من متعة ومعلومات معرفية قيمة ؛
يبقي هناك عتاب ورجاء العتاب للزميل أشرف أبو جليل رئيس
الإقليم الذي تجاهل العرض ولم يلب دعوة دمياط لحضوره فهو عرض يستأهل ليس التشجيع
فقط ولكن وأيضا كل الاحترام بينما احتشد بالأمس مع كثير من قيادات الثقافة
بالقاهرة في المنصورة لمشاهدة عرض آخر لأطفال الدقهلية وكان من الأوجب أيضا مشاهدة
عرض دمياط ولكن يبدو أننا قد عدنا من جديد إلي قسمة أبناء البطة البيضاء وأبناء
البطة السوداء والرجاء للزميلة الفاضلة لميس جمال الدين مدير عام ثقافة الطفل
بالهيئة أن تضع هذه الفرقة تحت رعايتها وتبادر إلي اعتمادها كفرقة ثابتة لها
ميزانيتها وبرامجها كباقي الفرق المعتمدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق