رأي فيما قاله فضيلة الإمام الأكبر في رده علي رئيس جامعة القاهرة
بادئ ذى بدء لست بصدد التقليل من وجهة نظر فضيلة الإمام الأكبر فله كل الاحترام ولا أنتصر لرأي رئيس جامعة القاهرة فكلا منهما في رأيي المتواضع قد أصاب في بعض مما قال وجانبه الصواب في أجزاء أخري وجميعنا مطالبون إسلاميا بالاجتهاد والبحث في أمور حياتنا
الالتباس الذى أثار حفيظة الإمام الأكبر يرجع إلي حصر مفهوم التراث في الثوابت من الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية وهذا أكبر خطأ فإن التراث أكثر وأوسع من هذا المفهوم الضيق لأنه إلي جانب الفكر الثابت في العقيدة الإسلامية هناك اجتهادات كثيرة لأئمة كثر علي مر العصور من أول الخلافة وحتي يومنا هذا وهم ليسوا أنبياء وليسوا معصومين من الخطأ لذلك وبناء علي هذا الفهم ينبغي بالفعل تنقية التراث من كثير مما دخل فيه أو أقحم علي العقيدة ومن بين ما أقحم كثير من الإسرائيليات .
تفسير الإمام الأكبر للفتنة الواقعة علي أنها فتنة سياسية وأرجع تلك الفتنة إلي أنها قديمة منذ عصور الخلافة الأولي وهذا في حد ذاته ساعد علي كثير من الدسائس التي شوهت التراث فنشأت المذاهب والعقائد الجديدة التي لم تكن في صلب العقيدة والتي أفرزت لنا الطوائف العديدة ومنها الشيعة والدواعش ، وأيضا إذا كانت الفتنة قديمة وأنها سياسية لقيادات اختطفت الدين لأغراضها السياسية البحتة فنحن والأزهر في الطليعة مطالبون بتحديد من هي الفئة الناجية التي أخبر عنها رسول الله عندما قال (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) فمن هي الواحدة التي أخبرنا عنها رسول الله وهل بافي الفرق التي ستخلد في النار كافرة أم مسلمة حيث نسب إلي الإمام الأكبر أنه رفض تكفير الدواعش بدعوي أنهم أهل قبلة في حين أن الدواعش يكفروننا جميعا ومنا شيخ الأزهر نفسه .
وإذا كان الإمام الأكبر يستنكر الدعوة إلي التجديد لأن التراث عنده كله مقدس ومن الثوابت فلماذا إذن دعي إلي هذا المؤتمر وعقده تحت هذا العنوان ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق