الثلاثاء، 4 فبراير 2020

النقد الأدبي

النقد الأدبي
















تنحصر مهمة النقد الأدبي في دراسة ومناقشة وتقييم وتفسير العمل الأدبي وكان تعريف النقد الأدبي قديما يعني تحليل النصوص وتمييز جيدها من رديئها وإبراز محاسنها وعيوبها، وهذا ما سار عليه النقد القديم وفاضل بين الأدباء على هذا الأساس ، وتابعه المحدثون من بعدهم، غير أن النقد وفقًا لتعريف النقد الأدبي الحديث قد أخذ يتجه نحو المنهجية العلمية فأصبح علمًا قائمًا بذاته مستقلًا في اصطلاحاته وتصنيفاته العلمية عن سائر العلوم التي تسعى لتفسير الأدب وشرحه وتتبع ترجمة أصحابه، فتعريف النقد الأدبي الحديث هو تعبير عن موقف كلي متكامل في النظرة إلى الفنون عامة أو إلى الأدب علي نحو خاص ويقصد به القدرة على التمييز والقدرة على التفسير والتعليل والتحليل والتقييم، وهي خطوات لا تغني إحداها عن الأخرى وهي متدرّجة على هذا النسق كي يتخذ الموقف نهجًا واضحًا مؤصلًا على قواعد جزئية أو عامة مؤيدًا بقوة ملكة الإبداع بعد ملكة التمييز .
فهل ما يقدم حاليا في ندواتنا ولقاءاتنا الأدبية باسم النقد هو نقد أدبي بالفعل ؟ لا أعتقد ذلك لأن معظم النقاد حاليا خاصة في أقاليم مصر كلها هم أصلا من الأدباء المبدعون في مختلف فروع الأدب إن لم يكن كلها ، وبديهي أن المبدع عندما يتصدي لنقد عمل أدبي آخر لصديق أو زميل مختلف يأخذ في اعتباره أن إنتاجه الأدبي أيضا سيكون مطروحا لنقد هذا الزميل فجري العرف بل أقولها بلا مواربة اتجه الجميع إلي المجاملة فاكتفوا بالتفسير والتحليل وفي أحسن الأحوال إلي إبراز الإيجابيات في العمل والاكتفاء بذلك حتي تكون المعاملة بالمثل مستقبلا مع منتج الناقد الأدبي ذاته عندما يأتي عليه الدور وهكذا . من هنا انحسر مفهوم النقد الأدبي لدي الكثيرين علي أنه تفسير وتحليل ورصد الجماليات في المنتج الأدبي محل النقد وكفي الله النقاد شر النقد وتقييمه ويصبح الشعار المرفوع أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق