مهنة الداية: لمسة حنان في لحظة
الولادة
ومن المهن
المنقرضة أيضا مهنة الداية خاصة في المجتمعات البدائية أو المتخلفة علميا وطبيا
فكانت تُعدّ
مهنة الداية من أقدم المهن في التاريخ لأنها وجدت منذ بدأت البشرية فكان لابد من
وجود من يساعد حواء علي وضع مولودها فهي قد واكبت لحظة ميلاد الإنسان، ومنحه
الرعاية والحنان في بداية رحلة حياته.
ولقد مارست النساء مهنة الداية منذ القدم، حيث كانت هنّ المسئولات
عن رعاية الحوامل والنساء أثناء الولادة، وذلك لخبرتهنّ العملية والمعرفة الشعبية
المتوارثة. فقد كان من مهام الداية رعاية الحوامل طوال فترة حملها فتقدم الداية الرعاية الصحية للحوامل، وتتابع
حالة الحمل من خلال المتابعة والفحوصات الدورية وتقديم النصائح الصحية.
ثم يأتي دورها في المساعدة في عملية الولادة ذاتها فتساعد الداية الأم أثناء
الولادة، وتقدم لها الدعم النفسي والمعنوي، وتساعدها في اتخاذ القرارات الصحيحة.
ثم تساعدها في رعاية المولود حيث تعتني
الداية بالمولود بعد الولادة، وتساعد الأم في إرضاعه ورعايته. وتقدم لها المشورة حول
رعاية الطفل والرضاعة الطبيعية والصحة الجنسية.
وإلي وقت قريب عرفنا الداية التقليدية التي اكتسبت خبرتها من
خلال الممارسة العملية والمعرفة الشعبية المتوارثة. وكانت هناك الداية المُدرّبة
التي تلقت تعليمًا رسميًا في مجال التوليد ورعاية الأم والطفل.
من هنا كان لابد للداية من مهارات توفر لها النجاح في مجتمعها
- المهارات الطبية: يجب أن تتمتع الداية بمهارات طبية جيدة
لتمكنها من التعامل مع حالات الولادة المختلفة.
- مهارات التواصل: يجب أن تتمتع الداية بمهارات تواصل
ممتازة للتواصل بفعالية مع الأمهات والآباء.
- الصبر والحنان: يجب أن تتمتع الداية بالصبر والحنان
لتعاملها مع الأمهات والأطفال في لحظات حساسة.
- الاحترافية: يجب أن تتمتع الداية بالاحترافية في عملها
وأن تلتزم بأعلى معايير الرعاية الصحية.
ومع تطور التكنولوجيا والطب الحديث، واجهت مهنة الداية بعض
التحديات، حيث أصبح الأطباء هم المسؤولون الأساسيون عن رعاية الحوامل والنساء
أثناء الولادة.
ومع ذلك، لا تزال مهنة الداية تتمتع بأهمية كبيرة في بعض
المجتمعات، خاصة في المناطق الريفية أو النامية.
مهنة الداية هي مهنة نبيلة لها دور هام في رعاية الحوامل
والنساء والأطفال في لحظات حساسة.ومع التحديات التي تواجهها هذه المهنة، إلا أنها
لا تزال تتمتع بأهمية كبيرة في بعض المجتمعات. ولكي تظل الداية ناجحة في المستقبل،
يجب عليها أن تُحسّن مهاراتها الطبية وأن تُواكب التطورات الحديثة في مجال التوليد
ورعاية الأم والطفل. يوتتعلم كيف تواكب التقدم العلمي والتخصص المهاري بدلا من أن
تواجه حربا بحرب دون أن تكون مؤهلة للاستمرار في تلك الحرب بين العلم والجهل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق