خطة سيناء والتعتيم الإعلامي
من أغرب ما قرأت أن خطة تفريغ غزة من
سكانها هي خطة بريطانية قديمة يرجع تاريخ
وضعها إلي عام 1956 فترة العدوان الثلاثي علي مصر بعد تأميم قناة السويس وأن من
وضعت هذه الخطة هي إليزابيث مونوريو رئيس قسم الشرق الأوسط في مؤسسة الإيكونوميست
البريطانية في ديسمبر 1956 ومنذ هذا التاريخ وإسرائيل تتحين الفرص لتنفيذ هذه
الخطة باختلاق أي ذريعة تتيح لها مبررات العمل علي تنفيذها بتفريغ غزة من سكانها
الأصليين ويتكرر سيناريو النكبة الأولي التي وقعت في عام 1948 بطردقرابة المليون
فلسطيني من أراضيهم بالبيع أو بالغصب ؛
ولكن إسرائيل فشلت في كل مرة حاولت
فيها تنفيذ هذا المخطط حتي هذا العام 2024 فقد فشلت في 1967 رغم حجم النكسة سواء
علي حدودنا في مصر أو علي حدود الأردن وسو ريا وبالطبع جاءت هزيمتهم في أكتوبر
1973 لتفوض أحلامهم في خطة سيناء لزمن طويل طال من 1956 إلي عام 2023 عندما
منحتهم ( حماس ) الذريعة الكبري في 7 أكتوبر 2023 عندما قام
رجالها بتمثلية كبري لا قتحام بعض المستوطنات في غلاف غزة إلي آخر ماتم في هذا
السيناريو الضعيف ونتائجه التي انتنهت بتدمير شبه كامل لمساحات هائلة من غزة
وتشريد سكانها إلي جنوب غزة في رفح الفلسطينية علي الحدود المصرية تمهيدا لإجبارهم
وإجبار مصر علي قبول توطينهم للأبد في أرض سيناء .
والغريب أن هذه الخطة المفضوحة
والقديمة والتي تؤكد بها بريطانيا عداءها القديم لمصر والعرب قد أكدها مؤخرا ما
كشف عنه معهد ميسجاف الإسرائيلي لبحوث الأمن القومي للاستراتيجية الصهيونية منذ
أسابيع قليلة وما أعلنه هذا المعهد من تفاصيل دقيقة للخطة الإسرائيلية المرتقبة
لتهجير كافة سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء لتكتمل
بذلك خطة سيناء كما وضعتها إليزابيث مونوريو رئيسة قسم الشرق الأوسط في
الإيكونوميست البريطانية في ديسمبر 1956أي أن حرب إسرائيل علي غزة ليست ردا علي
سيناريو حماس المشبوه ولكن هو أساس خطة التوسع القائم علي تفريغ غزة من سكانها وتهيئة
أرضها لإقامة مستوطنات جديدة علي طريق إستكمال إسرائيل الكبري بضم غزة إلي الكيان
الغاصب ثم يأتي الدور بعد ذلك علي الضفة الغربية بالقطع فيكرر فيها تجربة غزة
بتفاصيل أدق للأسف الشديد يتم هذا وفق مخططات أكبر وأوسع علي نفقة دول الخليج
وبدعمهم الكبير من خلال الهرولة للتطبيع مع الكيان الغاصب برعاية ودعم الشيطان
الأكبر في أمريكا لتبقي مصر وحدها بموقفها المعلن الواضح من رفض هذه الخطة بأي ثمن
ووقوف جيش مصر علي أهبة الاستعداد للدفاع عن كل حبة رمل من أرض سيناء ويرفض الرئيس
السيسي تهجير الغزاويين وأهل رفح إلي سيناء تحت أي مسمي حتي لا يمكن الكيان الغاصب
من تنفيذ حلمه وتفرغ القضية الفلسطينة مما تبقي من أهلها ولنا الله جميعا من قبل ومن بعد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق