الأحد، 19 يناير 2025

4- لماذا يكره الإخوان عبد الناصر

 

4- لماذا يكره الإخوان عبد الناصر

أدب السجون هو ذلك النوع الأدبي الذي يوثق تجارب السجناء ومعاناتهم داخل أسوار الحبس. يعتبر هذا النوع من الأدب شهادة حية على ما يعتفدون هم أنه ظلم واضطهاد، كما أنه يعكس حالة المجتمعات التي تنتج مثل هذه البيئات القمعية.

أهمية أدب السجون:

وترجع أهمية أدب السجون إلي عدة عوامل منها ما هو تاريخي ومنها ما يتعلق بحقوق الإنسان والتعبير عن الذات وحرية الرأي نوجزها فيما يلي :

  • توثيق التاريخ: يساهم هذا النوع الأدبي في توثيق حقبات تاريخية مظلمة، وكشف الحقائق عن الانتهاكات التي تحدث داخل السجون.
  • رفع الوعي: يساهم في رفع الوعي بالظروف القاسية التي يعيشها السجناء، والدعوة إلى تحسين أوضاعهم.
  • التعبير عن الذات: يمثل فرصة للكاتب السجين للتعبير عن معاناته وأفكاره، وكسر حاجز الصمت.
  • إثراء الساحة الأدبية: يضيف أدب السجون بعدًا جديدًا للساحة الأدبية، ويقدم وجهات نظر مختلفة عن الحياة والمجتمع.

أبرز الكتب في أدب السجون:

وفي عهد حسني مبارك حاول أن يستميل الإخوان فسمح بتوسيع هامش الحرية المتاح أمامهم فكونوا حزبهم ودخلوا الانتخابات واقتحموا المجالس المحلية ومجلس الشعب بكتلة برلمانية كبيرة وتم السماح لهم باصدار مطبوعاتهم التي تدافع عن فكرهم ومنهجهم وتتهجم فيها علي عبد  الناصر ونظامه فصدرت كثير من الكتب وأنتجت بعض الأفلام السينمائية التي تدافع عنهم وتنتقد فترة حكم عبد الناصر وسجونه ومعتقلاته فصدر كتاب لأحمد رائف عام 1986 بعنوان البوابة السوداء وأعقبه كتب كثيرة لزينب الغزالي وصنع  الله ابراهيم وغيرهم ؛

ومن الصعب تحديد كتاب واحد كأبرز كتاب في أدب السجون، حيث توجد العديد من الأعمال المتميزة التي تناولت هذا الموضوع من زوايا مختلفة. ومع ذلك، يمكن ذكر بعض الكتب التي حظيت بشهرة واسعة وتأثير كبيرمثل رواية "شرف" لصنع الله إبراهيم وهي رواية مصرية تتناول تجربة السجن في مصر خلال فترة الستينيات، وتسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين السجان والسجين.

  • ومنها كتاب "البوابة السوداء" لأحمد رائف الذي شهادة مؤثرة عن تجربة الإخوان المسلمين في السجون المصرية ، ثم جاء كتاب زينب الغزالي  أيام من حياتي ، صدر في أول يناير 1982 وزينب الغزالي هي  القيادية المهمة في تنظيم جماعة الإخوان التي تركت بصمة واضحة في الأدب الإسلامي من خلال كتاباتها التي تناولت قضايا المرأة والدين والمجتمع. ورغم تعدد أعمالها، إلا أن كتاب "أيام من حياتي" يعتبر من أهم وأشهر كتبها، حيث يروي قصة كفاحها وسجنها في عهد جمال عبد الناصر. وكتاب "أيام من حياتي"  شهادة مؤثرة نجحت في استدرار تعاطف كثيرين ممن قرأوها ، حتي أن السيناريست ممدوح الليثي قد تأثر به وكتب سيناريو فيلمه الشهير ( الكرنك) الذى كان له صدي كبيرا ودويا هائلا ليس في مجال السينما فحسب ولكن علي الصعيد الشعبي والرأي العام ، ويعتبر كتاب "أيام من حياتي" أكثر من كونه مجرد سيرة ذاتية، فهو شهادة حية على فترة صعبة في تاريخ مصر، حيث تعرضت زينب الغزالي وزميلاتها من الإخوان المسلمين للاعتقال والتعذيب. تروي الكاتبة في هذا الكتاب تفاصيل حياتها في السجن، والصعوبات التي واجهتها، والتعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضت له، وكيف حافظت على إيمانها وعزيمتها رغم كل ما مرت به.

أهمية الكتاب:

  • وثيقة تاريخية: يعتبر الكتاب وثيقة تاريخية مهمة لفهم فترة الستينيات في مصر، ويسلط الضوء على الانتهاكات التي كانت تحدث في السجون وبخاصة في السجن الحربي تحت قيادة حمزة البسيوني .
  • شهادة نسائية: يقدم الكتاب شهادة قوية عن معاناة المرأة المسلمة في ظل الأنظمة القمعية.
  • مصدر إلهام: يعتبر الكتاب مصدر إلهام للكثير من النساء، حيث يظهر قوة الإيمان والصبر في مواجهة الظلم.
  • دفاع عن القيم الإسلامية: يدافع الكتاب عن القيم الإسلامية الأصيلة، ويرفض التطرف والإرهاب.

أسباب أهمية الكتاب:

  • الأسلوب السردي: تتميز زينب الغزالي بأسلوبها السردي البسيط والمؤثر، والذي يجذب القارئ ويجعله يعيش الأحداث وكأنه أحد أبطالها.
  • الأبعاد الإنسانية حيث يتجاوز الكتاب القضية السياسية، ليركز على الأبعاد الإنسانية للمعاناة، مما يجعله قريبًا من قلوب القراء.

وقد ترك كتاب "أيام من حياتي" أثراً كبيراً على القراء، حيث أثار جدلاً واسعاً حول قضية حقوق الإنسان في مصر، ودفع الكثيرين إلى إعادة التفكير في دور المرأة في المجتمع. كما أنه أصبح مرجعاً مهماً للباحثين والكتاب الذين يدرسون تاريخ الحركة الإسلامية وأيضا الحياة السياسية في مصر حتي انه شجع كاتبة أخري وهي اعتماد خورشيد وهي ليست من الإخوان علي خوض تجربة الكتابة بهذا الأسلوب بل والتمادي في كم الصراحة وحكي الأحداث رغم فجاجتها بدرجة كبيرة من الفجر وقد صدر لها العديد من الكتب حول نظام حكم عبد الناصر والعديد من الفضائح التي طالت رئيس المخابرات الشهير صلاح نصر .

وهكذا ترك كتاب "أيام من حياتي" أثراً كبيراً على القراء، حيث أثار جدلاً واسعاً حول قضية حقوق الإنسان في مصر، ودفع الكثيرين إلى إعادة التفكير في دور المرأة في المجتمع. كما أنه أصبح مرجعاً مهماً للباحثين والكتاب الذين يدرسون تاريخ الحركة الإسلامية في مصر.

 

 

 

 

 

الجمعة، 17 يناير 2025

3- لماذا يكره الإخوان عبد الناصر

 

3- لماذا يكره الإخوان عبد الناصر

في المقالين السابقين وصلت بنا الأحداث إلي استحكام العداء بين الإخوان وبين النظام السياسي في سواء في عهد عبد الناصر أومع من تبعوه في الحكم حتي يومنا هذا ونتيجة لذلك اعتقل الكثيرين منهم وسجنوا وأعدم بعضهم في بعض المحاكمات وفي السجن استغل بعضهم ممن يجيد السرد فترة السجن في كتابة خواطرهم وألفوا كتبا وروايات وأطلق البعض علي هذا اللون من الكتابة أدب السجن وكان أبرز من كتبوا في السجن أو عن تجربتهم في السجن أحمد رائف وزينب الغزالي وصنع الله إبراهيم وغيرهم وكان أهم الكتب التي صدرت في هذا الإطار كتاب البوابة السوداء لكاتبه أحمد رائف

كتاب البوابة السوداء: رحلة في أعماق المعاناة

كتاب البوابة السوداء لأحمد رائف هو شهادة مؤثرة على تجربته المريرة في السجون المصرية خلال فترة الستينيات. ويعتبر هذا الكتاب من أهم الوثائق التي تسجل حجم المعاناة التي تعرض لها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في تلك الفترة.

لماذا يعد الكتاب مهمًا؟

  • شهادة عيان حيث يقدم الكتاب سردًا تفصيليًا لما حدث داخل السجون، بدءًا من ظروف الاعتقال وصولًا إلى أساليب التعذيب المختلفة.
  • وثيقة تاريخية: وهويعتبر وثيقة تاريخية مهمة لفهم فترة حساسة في تاريخ مصر، حيث يسلط الضوء على الصراع بين النظام والجماعة.
  • تأثير أدبي: على الرغم من طبيعته الوثائقية، إلا أن الكتاب يتميز بأسلوب أدبي رفيع يجعل القارئ يعيش الأحداث وكأنه أحد أبطالها نتيجة لتمكن الكاتب من اتباع أسلوب سردي شيق مهما حوي من مبالغات أو أكاذيب يدفع القارئ دفعا إلي التعاطف معه .

حيث يتناول الكتاب العديد من الجوانب المتعلقة بتجربة الاعتقال، منها بدءا من ظروف الاعتقال حيث يصف الكاتب كيف تم اعتقاله ونقله إلى السجن، وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها بحقه وبحق زملائه.

كما يقدم الكتاب وصفًا دقيقًا لأنواع التعذيب المختلفة التي تعرض لها المعتقلون، بدءًا من الضرب والحرمان من النوم وصولًا إلى التعذيب النفسي ويرسم الكاتب ببراعة صورة حية للحياة اليومية داخل السجن، بما في ذلك العلاقات بين السجناء، والأنشطة التي كانوا يقومون بها، وأثر السجن على نفسيتهم.وأيضا يصف الكاتب كيف حاول المعتقلون مقاومة الظروف القاسية التي كانوا يعيشون فيها، وكيف كانوا يحاولون الحفاظ على إنسانيتهم.

وهكذا اعتبر المحللون والمتابعون كتاب البوابة السوداء كتابا وثائقيا في السياق التاريخي حيث ساهم الكتاب في كشف الحقائق حول ما حدث في السجون المصرية في تلك الفترة، مما أثار جدلاً واسعًا حول مسؤولية النظام عن هذه الانتهاكات. وكان له تأثير كبير في تحول وتغيير جانب كبير من الرأي العام فقد  ساعد الكتاب في تغيير الرأي العام حول قضية الإخوان المسلمين، حيث قدم صورة إنسانية للمعتقلين، وكشف عن الظلم الذي تعرضوا له. حتي أن بعض المنتجين الذين تعاطفوا معهم قاموا بإنتاج بعض الأفلام السينمائية عن تلك القضية كان أبرزها فيلم الكرنك ؛

وبهذا الكتاب اعتبر أحمد رائف وكتابه من الرواد في مجال الأدب السجني، حيث فتح الباب أمام كتاب آخرين فشجعهم علي كتابة شهاداتهم عن تجاربهم في السجون.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأربعاء، 15 يناير 2025

2- لماذا يكره الإخوان عبد الناصر

 

2- لماذا يكره الإخوان عبد الناصر

انتهينا في المقال السابق حول كراهية الإخوان لجمال عبد الناصر وتعرضنا لبعض أسباب تلك الكراهية وقد انقسم الرأي إلي قسمين في التعاطف مع كلا الجانبين جانب يؤيد عبد الناصر وجانب يؤيد الإخوان وقد رأي البعض في الجانب الأول أن عبد الناصر في تجربته وأيديولوجيته الاشتراكية والقومية كان منشغلا بشكل كبير بالخارج وبالوطن العربي أكثر من انشغاله بأحوال الجبهة الداخلية والمسيرة الوطنية وبالتالي لم يكن علي علم بتفاصيل ما يحدث في السجون الحربية وغيرها مع المعتقلين السياسيين عامة والإخوان بشكل خاص ولكن مؤيدوا الإخوان كانوا يرون أنه أي عبد الناصر كان علي علم بكل التفاصيل وساقوا علي ذلك أدلة منها :

    • شهادات المعتقلين: العديد من المعتقلين الإخوان المسلمين رووا شهادات تفصيلية حول التعذيب الذي تعرضوا له، وبعضهم ذكر أنهم شاهدوا أو سمعوا عن زيارات لبعض المسؤولين، ومنهم عبد الناصر، للسجن الحربي إلا أن ذلك لم يوثق ماديا بأي شكل
    • وهناك أدلة أخري استندوا إليها منها تصريحات بعض المسؤولين في ذلك الوقت الذين  أشاروا إلى أن التعذيب كان وسيلة ضرورية لمواجهة ما اعتبروه تهديدًا للأمن القومي.
    • ولكن المؤكد أن السياسة الرسمية المعلنة للنظام تجاه الإخوان كانت قمعية، وهذا يشير إلى أن هناك موافقة على استخدام أساليب قاسية.في التعامل معهم داخل السجون خاصة السجن الحربي الشير بقيادة حمزة البسيوني
  • وفي الجانب الآخر كانت هناك أدلة تشير إلى عدم علم عبد الناصر بكل التفاصيل منها
    • حجم السجون: كان هناك العديد من السجون والمعتقلات، ومن الصعب على أي شخص، حتى الرئيس، أن يكون على علم بكل ما يحدث فيها.
    • ومنها أيضا التصريحات الرسمية حيث نفى عبد الناصر في بعض المناسبات علمه بوقوع انتهاكات في تلك السجون.
    • ومنها كذلك أن طبيعة النظام كان في ذلك الوقت مركزيًا، ولكن كان هناك قدر من الاستقلالية للضباط المسؤولين عن السجون.

لماذا هذا الموضوع مثير للجدل؟

  • أهمية تاريخية: حتي لا تضيع الحقائق التاريخية بفعل النسيان واجتهادات كتابة التاريخ المغرضة علي هوي كل جانب في هذه القضية ذات الأهمية الكبيرة في فهم تاريخ مصر المعاصر والعلاقة بين الدولة والمجتمع.
  • وبسبب انقسام الروايات وتضاربها حول هذا الموضوع ، جعل من الصعب الوصول إلى الحقيقة الكاملة.بشكل مؤكد
  • وكعادة معظم النظم السياسية في جميع أنحاء العالم فكل نظام له من الدوافع السياسية والمبررات لتبرير تصرفاته تجاه خصومه وغالبًا ما يتم استغلال هذه القضية لأغراض سياسية حاضرة.

لهذا لا يمكن الجزم بشكل قاطع بما إذا كان عبد الناصر على علم بكل تفاصيل التعذيب الذي كان يحدث في السجن الحربي. ولكن ما لا يمكن إنكاره هو أن التعذيب كان واقعًا ملموسًا، وأن العديد من أعضاء الإخوان المسلمين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب لأن النظام رأي أن نهج الإخوان في كتبهم ووثائقهم والقضايا التي تعرضوا لها كان نهجا دمويا مرعبا فعلي نظام الحكم أن يتغدي بهم قبل أن يتعشوا هم به .

لماذا يجب أن نهتم بهذا الموضوع؟

  • العدالة الانتقالية: فهم ما حدث في الماضي هو خطوة ضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية.
  • حماية حقوق الإنسان: يجب أن نتعلم من أخطاء الماضي لضمان عدم تكرارها.
  • البحث عن الحقيقة: يجب أن نسعى دائمًا إلى معرفة الحقيقة، مهما كانت مؤلمة.

هذه مجرد نظرة عامة على الموضوع، وهناك الكثير من التفاصيل المعقدة التي تحتاج إلى دراسة أعمق.

خاصة عند البحث في مثل هذه المواضيع، من المهم الاعتماد على مصادر موثوقة ومتعددة.

كذلك يجب أن ننظر إلى جميع الروايات بمنظور نقدي، وعدم قبول أي شيء دون دليل.

ولا ينكر أحد أنه ربما نكون متحيزن لصالح الثورة ونحن على دراية بأن التحيز يمكن أن يؤثر على طريقة عرض المعلومات.

 

 

 

1- لماذا يكره الإخوان المسلمون جمال عبد الناصر

 

لماذا يكره الإخوان المسلمون جمال عبد الناصر

العلاقة المعقدة بين الإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر هي موضوع شائك وطويل، تتداخل فيه العديد من العوامل السياسية والإيديولوجية والتاريخية. يمكن تلخيص أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا التوتر والكراهية المتبادلة فيما يلي :

  • بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 ، حاول الإخوان المسلمون الاستفادة من الزخم الثوري والتحالف مع الضباط الأحرار للاستحواذ على مقاليد الحكم. إلا أن عبد الناصر ورفاقه سعوا إلى بناء دولة قومية حديثة، الأمر الذي تعارض مع الرؤية الإخوانية القائمة على تطبيق الشريعة الإسلامية. رغم أن الجماعة قبل الثورة مباشرة قامت ببعض الأعمال الإرهابية التي استهدفت اغتيال بعض خصومها السياسيين كان أبرزهم النقراشي باشا والسردار .
  • وكان من نتاج عدة محاولات فاشلة للسيطرة على زمام الأمور، كان أبرزها محاولة اغتيال عبد الناصرفي ميدان المنشية بالإسكندرية ، فقرر عبد الناصر حل الجماعة وتوقيف العديد من قادتها. فكان هذا القرار بمثابة ضربة قاصمة للإخوان، واعتبروه انتهاكًا لحقهم في التعبيرعن رأيهم وتنظيم أنفسهم.
  • إلي جانب ذلك كانت هناك اختلافات جوهرية في الرؤية السياسية والإيديولوجية بين الإخوان وعبد الناصر. فالإخوان يركزون على تطبيق الشريعة الإسلامية، بينما عبد الناصر تبنى مشروعًا قوميًا علمانيًا.
  • وبينما كان يرى الإخوان أن عبد الناصر كان ديكتاتوريًا قمعيًا، وأن حله للجماعة كان انتهاكًا صارخًا للحريات. في حين يرى أنصار عبد الناصر أن الإخوان كانوا يسعون إلى تقويض الدولة وتأسيس دولة دينية، وأن حل الجماعة كان ضرورة لحماية الوطن.
  • وهناك أسباب أخري كثيرة حيث كان هناك صراع مستمر على النفوذ بين الإخوان والضباط الأحرار، وكلاهما كان يسعى إلى فرض رؤيته على الثورة . في ظل خشية عبد الناصر من أن يؤدي صعود الإخوان إلى السلطة إلى انتشار التطرف والإرهاب.
  • لكن من المؤكد أن كل طرف يختلف في تفسيره للأحداث التاريخية، مما أدي إلى تعميق الخلاف وتأجيج العداء بين الجانبين ، فاستمر تربص الإخوان قائما ضد النظام واستمر موقف عبد الناصر الكاره للإخوان ورؤيتهم وصارت العلاقة بين الإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر هي علاقة متشابكة ومعقدة تتأثر بالعديد من العوامل السياسية والإيديولوجية والتاريخية. هذه العلاقة تركت آثارًا عميقة على تاريخ مصر، ولا تزال تؤثر على المشهد السياسي حتى يومنا هذا. في ظل المواقف العدائية لكثير من أجهزة المخابرات العالمية خاصة البريطانية والتركية وبعض الدول العميلة فظلت تستغل جميعها تنظيم الإخوان لتحقيق بعض أهدافها السياسية الهادفة إلي تخريب الاقتصاد المصري وتعكير صفو الأمن في مصر نكاية في كل نظم الحكم التي تولت أمور مصر منذ يوليو 1952 إلي اليوم مع التسليم بأن هذه الأسباب هي تعميمات قد لا تنطبق على جميع أفراد الجماعة أو أنصار عبد الناصر. كما وأنه من المهم النظر إلى هذه الأحداث من منظور تاريخي، مع مراعاة السياق الزماني والمكاني .

ورغم أن عبد الناصر قد وافته المنية في 28 سبتمبر 1970 فإن جماعة الإخوان ما زالت تري في فكره ومنهجه العدو الأول لها علي مر التاريخ المعاصر حتي يومنا هذا وظلوا يضمرون له كراهية عمياء لا حدود لها فلا تمر له ذكري مولده أو وفاته إلا وانطلقت أبواقهم تكرس الهجوم علي شخص عبد الناصر وتتهمه بأن المسئول الأول وربما الأخير عن تخلف مصر وهزيمته عدة مرات من الصهاينة والتقليل من شأن إنجازاته الهائلة في مجال التصنيع والتنمية الزراعية وبناء السد العالي وأكثر من الف مصنع وتحمله مسئولية تدهور مكانة مصر في العالم وبخاصة مع الدول العربية التي شارك بعضهم جماعة الإخوان في كراهيتهم لعبد الناصر .

 

 

 

الخميس، 9 يناير 2025

الحنين إلي الماضي

 

الحنين إلي الماضي

 

يأتي علي الإنساني الطبيعي أحيانا وأوقات يشعر فيها بالحنين إلي الماضي وهو شعور إنساني طبيعي يعتري الكثيرين في مراحل عمرية مختلفة. وقد يكون هذا الحنين إلى ذكريات الطفولة أو إلى فترة الشباب المليئة بالحيوية والطموح، أو إلى لحظات خاصة مع أحباء قد غابوا. ولهذا أسباب كثيرة منها صدمة التغيير الهائل في طبيعة وأسلوب الحياة مع تقدم العمرحيث تتغير الحياة بشكل مستمر. وقد نشعر بالحنين إلى الماضي لأننا نربطه بفترة من الاستقرار والبساطة بينما الحاضر قد يكون مليئاً بالتحديات والتغيرات السريعة. وربما يكون الخوف من المستقبل حيث قد يلجأ البعض إلى الماضي كوسيلة للهروب من قلق المستقبل ومخاوفه. وربما يكون الشعور بالوحدة أو الفقد عند فقدان أحباء أو تجربة أحداث مؤلمة، قد نجد أنفسنا نسترجع الذكريات السعيدة معهم كوسيلة للتخفيف من حدة الألم.

وأحيانا يكون التوق إلى البساطة في عالم معقد ومتسارع، قد نشعر بالحنين إلى زمن كان فيه كل شيء أبطأ وأكثر بساطة.

وفي مواجهة الصعوبات عندما نواجه تحديات كبيرة في حياتنا، قد نجد أنفسنا نتوق إلى الماضي كفترة كانت فيها الأمور أسهل ومؤكد عندما يتقدم  بنا العمر قد يزداد الوعي بمرور الزمن وبدء مرحلة جديدة من الحياة حيث يتوافق النضج والحكمة مع النزوع إلي البعد عن المشاكل والصراعات ؛

أيضا في مناسبات خاصة مثل الأعياد والمناسبات العائلية، قد تستعيد الذكريات القديمة وتشعر بالحنين إلى الماضي.

فهل الحنين إلى الماضي أمر سلبي؟

ليس بالضرورة، فالحنين إلى الماضي يمكن أن يكون له جوانب إيجابية وأيضا له جوانب سلبية.

  • الإيجابيات:
    • يعزز الروابط العائلية والاجتماعية يخلق الحنين إلي الترابط الاجتماعي
    • ويساعد على تقدير اللحظات الحاضرة.
    • ويعطي دافعاً لتحقيق الأهداف المستقبلية.
  • إلا أن له من السلبيات:
    • ما قد يؤدي إلى الاكتئاب والحزن.
    • ويمنعنا من الاستمتاع بالحاضر.
    • ويجعلنا نركز على الماضي بدلاً من المستقبل.

كيف نتعامل مع الحنين إلى الماضي؟

  • تقبّل التغيير: الواقع أن الحياة تتغير باستمرار، وتقبّل هذا التغيير هو الخطوة الأولى للتغلب على الحنين إلى الماضي.
  • التركيز على الحاضر: حاول أن تستمتع باللحظات الحاضرة وأن تبني ذكريات جديدة.
  • ممارسة الهوايات: الانخراط في أنشطة جديدة يمكن أن يساعد على صرف الانتباه عن الماضي.
  • البحث عن الدعم: التحدث مع الأصدقاء والعائلة أو استشارة متخصص يمكن أن يكون مفيداً.

والحنين إلى الماضي هو جزء طبيعي من التجربة الإنسانية. ولكن من المهم أن نجد التوازن بين الاستمتاع بالذكريات وبناء مستقبل أفضل

ومن أخطر سلبيات الحنين إلي الماضي نزوع البعض من المثقفين والمؤهلين علميا تأهيلا عاليا إلي تمني عودة الماضي بكل سلبياته باعتبار أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان فنري اتجاها غريبا منهم لانتقاد ثورة يوليو 1952 واعتبارها مصدرا للنحس الذى ركب الأمة ونمي الدكتاتورية وذهبوا إلي حد شيطنة قائد تلك الثورة جمال عبد الناصر وتمنوا عودة النظام الملكي وحكم أسرة محمد علي العسكري الألباني المرتزق الذى جاء إلي مصر غازيا ضمن حملة عثمانية محتلة احتلت مصر قرابة الخمسة قرون .