4- لماذا يكره الإخوان عبد الناصر
أدب السجون هو ذلك النوع الأدبي الذي يوثق تجارب
السجناء ومعاناتهم داخل أسوار الحبس. يعتبر هذا النوع من الأدب شهادة حية على ما
يعتفدون هم أنه ظلم واضطهاد، كما أنه يعكس حالة المجتمعات التي تنتج مثل هذه
البيئات القمعية.
أهمية أدب السجون:
وترجع أهمية أدب السجون إلي عدة عوامل منها ما هو
تاريخي ومنها ما يتعلق بحقوق الإنسان والتعبير عن الذات وحرية الرأي نوجزها فيما
يلي :
- توثيق التاريخ: يساهم هذا النوع
الأدبي في توثيق حقبات تاريخية مظلمة، وكشف الحقائق عن الانتهاكات التي تحدث
داخل السجون.
- رفع الوعي: يساهم في رفع الوعي
بالظروف القاسية التي يعيشها السجناء، والدعوة إلى تحسين أوضاعهم.
- التعبير عن الذات: يمثل فرصة
للكاتب السجين للتعبير عن معاناته وأفكاره، وكسر حاجز الصمت.
- إثراء الساحة الأدبية: يضيف أدب
السجون بعدًا جديدًا للساحة الأدبية، ويقدم وجهات نظر مختلفة عن الحياة
والمجتمع.
أبرز الكتب في
أدب السجون:
وفي عهد حسني مبارك حاول أن يستميل الإخوان فسمح بتوسيع هامش الحرية المتاح
أمامهم فكونوا حزبهم ودخلوا الانتخابات واقتحموا المجالس المحلية ومجلس الشعب
بكتلة برلمانية كبيرة وتم السماح لهم باصدار مطبوعاتهم التي تدافع عن فكرهم
ومنهجهم وتتهجم فيها علي عبد الناصر
ونظامه فصدرت كثير من الكتب وأنتجت بعض الأفلام السينمائية التي تدافع عنهم وتنتقد
فترة حكم عبد الناصر وسجونه ومعتقلاته فصدر كتاب لأحمد رائف عام 1986 بعنوان
البوابة السوداء وأعقبه كتب كثيرة لزينب الغزالي وصنع الله ابراهيم وغيرهم ؛
ومن الصعب تحديد كتاب واحد كأبرز كتاب في أدب
السجون، حيث توجد العديد من الأعمال المتميزة التي تناولت هذا الموضوع من زوايا
مختلفة. ومع ذلك، يمكن ذكر بعض الكتب التي حظيت بشهرة واسعة وتأثير كبيرمثل رواية "شرف"
لصنع الله إبراهيم وهي رواية مصرية تتناول تجربة السجن في مصر خلال فترة
الستينيات، وتسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين السجان والسجين.
- ومنها كتاب "البوابة
السوداء" لأحمد رائف الذي شهادة مؤثرة عن تجربة الإخوان المسلمين في
السجون المصرية ، ثم جاء كتاب زينب الغزالي
أيام من حياتي ، صدر في أول يناير 1982 وزينب الغزالي هي القيادية المهمة في تنظيم جماعة الإخوان
التي تركت بصمة واضحة في الأدب الإسلامي من خلال كتاباتها التي تناولت قضايا
المرأة والدين والمجتمع. ورغم تعدد أعمالها، إلا أن كتاب "أيام من
حياتي" يعتبر من أهم وأشهر كتبها، حيث يروي قصة كفاحها وسجنها في عهد جمال عبد
الناصر. وكتاب "أيام من حياتي" شهادة مؤثرة نجحت في استدرار تعاطف كثيرين
ممن قرأوها ، حتي أن السيناريست ممدوح الليثي قد تأثر به وكتب سيناريو فيلمه
الشهير ( الكرنك) الذى كان له صدي كبيرا ودويا هائلا ليس في مجال السينما
فحسب ولكن علي الصعيد الشعبي والرأي العام ، ويعتبر كتاب "أيام من
حياتي" أكثر من كونه مجرد سيرة ذاتية، فهو شهادة حية على فترة صعبة في
تاريخ مصر، حيث تعرضت زينب الغزالي وزميلاتها من الإخوان المسلمين للاعتقال
والتعذيب. تروي الكاتبة في هذا الكتاب تفاصيل حياتها في السجن، والصعوبات
التي واجهتها، والتعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضت له، وكيف حافظت على
إيمانها وعزيمتها رغم كل ما مرت به.
أهمية الكتاب:
- وثيقة تاريخية: يعتبر الكتاب
وثيقة تاريخية مهمة لفهم فترة الستينيات في مصر، ويسلط الضوء على الانتهاكات
التي كانت تحدث في السجون وبخاصة في السجن الحربي تحت قيادة حمزة البسيوني .
- شهادة نسائية: يقدم الكتاب شهادة
قوية عن معاناة المرأة المسلمة في ظل الأنظمة القمعية.
- مصدر إلهام: يعتبر الكتاب مصدر
إلهام للكثير من النساء، حيث يظهر قوة الإيمان والصبر في مواجهة الظلم.
- دفاع عن القيم الإسلامية: يدافع
الكتاب عن القيم الإسلامية الأصيلة، ويرفض التطرف والإرهاب.
أسباب أهمية الكتاب:
- الأسلوب السردي: تتميز زينب
الغزالي بأسلوبها السردي البسيط والمؤثر، والذي يجذب القارئ ويجعله يعيش
الأحداث وكأنه أحد أبطالها.
- الأبعاد الإنسانية حيث يتجاوز
الكتاب القضية السياسية، ليركز على الأبعاد الإنسانية للمعاناة، مما يجعله
قريبًا من قلوب القراء.
وقد ترك كتاب "أيام من حياتي" أثراً
كبيراً على القراء، حيث أثار جدلاً واسعاً حول قضية حقوق الإنسان في مصر، ودفع
الكثيرين إلى إعادة التفكير في دور المرأة في المجتمع. كما أنه أصبح مرجعاً مهماً
للباحثين والكتاب الذين يدرسون تاريخ الحركة الإسلامية وأيضا الحياة السياسية في
مصر حتي انه شجع كاتبة أخري وهي اعتماد خورشيد وهي ليست من الإخوان علي خوض تجربة الكتابة
بهذا الأسلوب بل والتمادي في كم الصراحة وحكي الأحداث رغم فجاجتها بدرجة كبيرة من
الفجر وقد صدر لها العديد من الكتب حول نظام حكم عبد الناصر والعديد من الفضائح
التي طالت رئيس المخابرات الشهير صلاح نصر .
وهكذا ترك كتاب "أيام من حياتي" أثراً
كبيراً على القراء، حيث أثار جدلاً واسعاً حول قضية حقوق الإنسان في مصر، ودفع
الكثيرين إلى إعادة التفكير في دور المرأة في المجتمع. كما أنه أصبح مرجعاً مهماً
للباحثين والكتاب الذين يدرسون تاريخ الحركة الإسلامية في مصر.