الحنين إلي الماضي
يأتي علي الإنساني الطبيعي أحيانا وأوقات
يشعر فيها بالحنين إلي الماضي وهو شعور
إنساني طبيعي يعتري الكثيرين في مراحل عمرية مختلفة. وقد يكون هذا الحنين إلى
ذكريات الطفولة أو إلى فترة الشباب المليئة بالحيوية والطموح، أو إلى لحظات خاصة
مع أحباء قد غابوا. ولهذا أسباب كثيرة منها صدمة التغيير الهائل في طبيعة وأسلوب
الحياة مع تقدم العمرحيث تتغير الحياة بشكل مستمر. وقد نشعر بالحنين إلى الماضي
لأننا نربطه بفترة من الاستقرار والبساطة بينما الحاضر قد يكون مليئاً بالتحديات
والتغيرات السريعة. وربما يكون الخوف من المستقبل حيث قد يلجأ
البعض إلى الماضي كوسيلة للهروب من قلق المستقبل ومخاوفه. وربما يكون الشعور
بالوحدة أو الفقد عند فقدان أحباء أو تجربة أحداث مؤلمة، قد نجد
أنفسنا نسترجع الذكريات السعيدة معهم كوسيلة للتخفيف من حدة الألم.
وأحيانا يكون التوق إلى البساطة في عالم معقد
ومتسارع، قد نشعر بالحنين إلى زمن كان فيه كل شيء أبطأ وأكثر بساطة.
وفي مواجهة الصعوبات عندما نواجه
تحديات كبيرة في حياتنا، قد نجد أنفسنا نتوق إلى الماضي كفترة كانت فيها الأمور
أسهل ومؤكد عندما يتقدم بنا العمر قد يزداد الوعي بمرور
الزمن وبدء مرحلة جديدة من الحياة حيث يتوافق النضج والحكمة مع النزوع إلي البعد
عن المشاكل والصراعات ؛
أيضا في مناسبات خاصة مثل الأعياد
والمناسبات العائلية، قد تستعيد الذكريات القديمة وتشعر بالحنين إلى الماضي.
فهل الحنين إلى الماضي أمر سلبي؟
ليس بالضرورة، فالحنين إلى الماضي يمكن أن يكون
له جوانب إيجابية وأيضا له جوانب سلبية.
- الإيجابيات:
- يعزز
الروابط العائلية والاجتماعية يخلق الحنين إلي الترابط الاجتماعي
- ويساعد
على تقدير اللحظات الحاضرة.
- ويعطي
دافعاً لتحقيق الأهداف المستقبلية.
- إلا أن له من السلبيات:
- ما
قد يؤدي إلى الاكتئاب والحزن.
- ويمنعنا
من الاستمتاع بالحاضر.
- ويجعلنا
نركز على الماضي بدلاً من المستقبل.
كيف
نتعامل مع الحنين إلى الماضي؟
- تقبّل التغيير: الواقع أن الحياة تتغير باستمرار، وتقبّل
هذا التغيير هو الخطوة الأولى للتغلب على الحنين إلى الماضي.
- التركيز على الحاضر: حاول أن تستمتع باللحظات الحاضرة وأن تبني
ذكريات جديدة.
- ممارسة الهوايات: الانخراط في أنشطة جديدة يمكن أن يساعد على
صرف الانتباه عن الماضي.
- البحث عن الدعم: التحدث مع الأصدقاء والعائلة أو استشارة
متخصص يمكن أن يكون مفيداً.
والحنين إلى الماضي هو جزء طبيعي من التجربة
الإنسانية. ولكن من المهم أن نجد التوازن بين الاستمتاع بالذكريات وبناء مستقبل
أفضل
ومن أخطر سلبيات الحنين إلي الماضي نزوع البعض من
المثقفين والمؤهلين علميا تأهيلا عاليا إلي تمني عودة الماضي بكل سلبياته باعتبار
أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان فنري اتجاها غريبا منهم لانتقاد ثورة يوليو 1952
واعتبارها مصدرا للنحس الذى ركب الأمة ونمي الدكتاتورية وذهبوا إلي حد شيطنة قائد
تلك الثورة جمال عبد الناصر وتمنوا عودة النظام الملكي وحكم أسرة محمد علي العسكري
الألباني المرتزق الذى جاء إلي مصر غازيا ضمن حملة عثمانية محتلة احتلت مصر قرابة
الخمسة قرون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق